![]() |
مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[CENTER][SIZE="5"][U]بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : الرجل هو صاحب المواقف الرجولية وتحمل المسؤولية : وهو مفهوم للرجولة رفيع ومحترم, فالرجل الذي تجده وقت الحاجة وتطلبه في المهمات هو المتحقق لمعاني الرجولة, وهو وإن كان مفهومًا يحمل قدرًا من الصحة والصواب ويلتقي مع المفهوم الرباني للرجولة في جزئية تحمل المسؤولية وخلافها, إلا أنه يختلف عنه في كيفية التعبير عن هذا المفهوم وتطبيقه, بالإضافة إلى أننا نواجه مشكلتين تجاهه في الواقع هما :- أنه ليس منتشرًا بين شباب الأمة بهذه الدرجة بحيث نتوقع أن المسافة بين مفاهيم الرجولة المنتشرة والمفاهيم السليمة مسافة قريبة يمكن اجتيازها بسهولة, بل المفاهيم الأخرى هي السائدة حقًا في أغلب مجتمعاتنا الإسلامية . أن هذا المفهوم لا ضابط له يضبطه, فهو يتغير من مجتمع لآخر ومن وسط لآخر, فلا بد من ضبطه بالمفهوم الرباني للرجولة . أما الرجال كما عرفهم رب البرية جل وعلا فلهم علامات أخرى أبلغنا إياها ربنا في كتابه : قال الله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } في هذه الآية يأتي الخبر من الله تعالى أن الرجل هو الذي لا تلهيه تجارته ولا بيعه عن أداء حقوق الله تعالى من ذكر وصلاة وزكاة, ولاحظ معي أن التجارة والبيع من المباحات وليست مما حرمه الله تعالى على عباده, ولكن هذا لم يكن سببًا لمنع وصف من ألهته المباحات عن أداء واجب الله بأنه انتقص من معنى الرجولة بقدر ما انتقص من الواجب عليه, فما بالنا بمن تلهيه المحرمات ؟ ما بالنا بمن تلهيه المسلسلات والأفلام ؟ ما بالنا بمن تلهيه مطاردة الفتيات وملاحقتهم ؟ بل ما بالنا بمن تلهيه المباريات ؟ هل هذا رجل بالمقياس الرباني ؟ وقال الله تعالى في ملمح آخر من ملامح الرجولة القرآنية : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً } وهنا يظهر النص القرآني الرجل على أنه الذي يصدق الله تعالى فيما عاهد الله تعالى عليه, ولكي يتضح مفهوم الآية لا بد من ذكر سبب النزول, فقد روى الإمام / أحمد في مسنده عن / ثابت قال : ' عمي / أنس بن النضر لم يشهد مع النبي صلي الله عليه وسلم يوم بدر, فشق عليه [ كان صعبًا عليه ] وقال : أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه !!! والله لئن أراني الله تعالى مشهدًا آخر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرين الله ما أصنع !!! قال : فهاب أن يقول غيرها, فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد, فاستقبل / سعد بن معاذ رضي الله عنه فقال له / أنس : يا أبا عمرو واهًا لريح الجنة, إني لأجده دون أحد !!! قال : فقاتلهم حتى قتل رضي الله عنه, قال : فوجد في جسده بضع وثمانون ضربة, بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم, فقالت أخته / الربيع بنت النضر : فما عرفت أخي إلا ببنانه, قال : فنزلت هذه الآية : { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } تُرى هل أدركنا الآن معنى الرجولة الحقيقية ؟ ومن هم الرجال عند الله تعالى ؟ ترى أين تقف مفاهيم الرجولة السابقة أمام هذه المفاهيم الربانية, فالرجولة التزام بأمر الله تعالى والعهد الذي يقطعه العبد على نفسه, وبذا يستحق من دفع ثمن هذه الرجولة هذا الجزاء المبارك الذي عقب الله تعالى به على الآية الثانية فقال الله تعالى : { لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } وعدهم الله تعالى أن يجازيهم عما يفعلون من الخيرات بل ويزيدهم من فضله, فهنيئًا لمن كان هذا مقامه, وبادر أخي الحبيب بالحركة لتحصيل هذا المقام العالي من الشرف وأنت له أهل بإذن الله تعالى . وختامًا, هذا مشهد لفتيان حدثان لم يتجاوزا الخامسة عشر من عمرهما, إنهما فتيان خلد الإسلام ذكرهما لأنهما قتلا رأس الكفر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم / أبا جهل لعنة الله عليه, أسوقها لأؤكد لك أخي الشاب العزيز أن الرجولة فعل أكثر منها سن تبلغه فنهنئك بالوصول إليه, وها هي :- قال / عبدالرحمن بن عوف : ' إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت, فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن, فلم آمن بمكانهما, إذ قال لي أحدهما سرًا : يا عم أرني أبا جهل, فقلت : ولم يا ابن أخي ما تصنع به ؟ قال : سمعت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم, والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده [ ظلي ظله ] حتى يموت الأعجل منا فتعجبت لذلك !!! وغمزني الآخر فقال لي مثلها, فلم أنشب أن رأيت أبا جهل يجول في الناس فقلت : ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألاني عنه, قال : فابتدراه فضرباه حتى قتلاه, ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهما : أيكما قتله ؟ فقال كل واحد منهما : أنا يا رسول الله, فقال : هل مسحتما سيفيكما ؟ قالا : لا, فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين فقال : كلاكما قتله . [ والفتيان هما / معاذ بن عمرو بن الجموح و / معوذ بن عفراء ] هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/U][/SIZE][/CENTER] |
رد: مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[B]اشكرك على هذا الموضوع الجميل[/B]
|
رد: مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[CENTER][SIZE="6"]سهم رنيه جزاك الله خيرا ولا هنت[/SIZE][/CENTER]
|
رد: مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[CENTER][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=#ff0000][U][B]الرجولة وقوف في وجه الباطل، وصدع بكلمة الحق.[/B][/U][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=#333399]ودعوة مخلصة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، واستعلاء على الكافرين، وشدة على المنحرفين وأصحاب الأهواء، وابتعاد عن نفاق وتملق ومداهنة السلاطين وأصحاب النفوذ، ومواجهة للظلم والظالمين مهما عظم سلطانهم، ومهما كلف تحديهم، واستعداد للتضحية بالغالي والنفيس والجهد والمال والمنصب والنفس من أجل نصرة الحق وإزالة المنكر وتغييره.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=#333399]يفهم هذا من موقف [B][COLOR=#ff6600][U]مؤمن آل فرعون[/U][/COLOR][/B] الذي كان يكتم إيمانه، لكنه لم يستطع السكوت [U][COLOR=darkorange]عندما علم بعزم فرعون على قتل نبي الله موسى - عليه السلام[/COLOR][/U] -،وقرر الوقوف في وجه الظلم، ومناصرة الحق، ولم يخش على حياته التي توقع أن يدفعها ثمنًا لموقفه، ولم يخش على منصبه الكبير عند فرعون، فنهاه عن قتل موسى - عليه السلام - وحاول إقناعه بأن ذلك ليس من الحكمة والمصلحة، ولم يكتف بذلك، بل توجه إلى موسى وأخبره بما يخطط له فرعون وزبانيته، ونصحه بالخروج من مصر.[/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=#ff6600][B]وقد استحق هذا المؤمن وصف الله له بالرجولة فقال سبحانه:[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Times New Roman][SIZE=4][COLOR=#333399]**[B][COLOR=#000000]وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}[/COLOR][/B] [غافر: 28], وأكد على وصفه بالرجولة في موضع آخر فقال تعالى: **[COLOR=#000000]وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ[/COLOR]} [القصص: 20].[/COLOR][/SIZE][/FONT] [SIZE=4][COLOR=#333399][/COLOR][/SIZE] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkslategray][B][I]أخي خيَّال الغلباء أهنئك على الموضوع الرائع[/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkslategray][B][I]وتقبل تقديري وإحترامي لكـــ[/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkslategray][B][I]اسأل رب السموات والأرض اللذي ينزل المطر الآن [/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkslategray][B][I]أن تكون رجولتنا صدعاً بكلمة الحق [/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkslategray][B][I]ومواجهة الباطل [/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=6][COLOR=darkslategray][B][I]والسلام عليكم ورحمة الله[/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] |
رد: مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[CENTER][SIZE="6"]العثيم السبيعي جزاك الله خيراً ولا هنت[/SIZE][/CENTER]
|
رد: مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[CENTER][B][SIZE=6]بارك الله فيك يا خيّال وجعلك مفتاحاً من مفاتيح الخير[/SIZE][/B][/CENTER]
|
رد: مــفــهــــــــوم الــرجـــــولــــــة
[CENTER][SIZE="6"]الهضيبي الحريق جزاك الله خيراً ولا هنت[/SIZE][/CENTER]
|
الساعة الآن 16:15. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها