[بن قاعد]

عندما جف نهر الحب .. ماتت ضفافه ..

وأنتحرت الأحلام الوردية تحت أقدام قسوتك يا سنيني ..

لماذا أنا ؟

ألا تذكرين ..

ذلك الطفل اليافع ..المغرم .. المتيم بالحياة ..

آآآآه يا سنيني ..

ألا تذكرين ؟

عندما كنت .. أجمع فتات الأمل المبعثر من فوق صهوات الأزهار الحالمة ..

ومن بين لحظات ميلاد الشمس .. وموتها ..

ألا تذكرين ..

تلك الأغنيات التي لحنتها على أوتار سكون الليل ..

وتلك القصائد التي نضمتها وعطرتها بشذى براءة الأطفال .. وشقاوتهم ..

أرجوك يا سنيني اللعينة .. يكفي منك كل هذه القسوة ..

فقلبي لم يعد فيه شيء من القوة ..

أنظري إلى ملامح وجهي الشاحب .. ألم تكتفي ؟

أرجوك .. دعيني ..

أنظري إلى أحداقي .. لا تخافي .. أنظري .. فما ذاك سوى فعل يديك ..

أنظري إلى رعشة أطرافي ..

أنظري إلى وهن جسمي النحيل ..

أنظري إلى أضلعي .. وأستمعي .. بل إستمتعي بصدى صوتك ..

وأزيز رياحك داخل جسمي المغلوب ..

إنها الموسيقى الحالمة التي تقضين مسائك الساهر على أنغامها ..

لماذا أنا يا سنيني ؟

إرحلي عني .. كفاني عناء .. كفاني وحدة .. كفاني دموع وحرمان ..

أرحلي عني .. وحطي رحالك في مبتلى غيري ..

فربما أسعدك صدى صوتك داخل جسمه المغلوب ..

أما كفاك أخذك لأبي وأحبتي ؟

إرحلي عني ..

وأتركيني أهرب منك ..

فقد سئمتك ..

فقد مللتك ..

إرحلي ..

لعلي أعيـش فيك ولو باكياً ..