[جعد الوبر]

بسم الله الرحمن الرحيم

( لكل قوم احسان واساءة الا رسول الله صلى الله عليه وسلم )

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : لكل قوم إحسان وإساءة قصة لطيفة ظريفة مفيدة يستفيد منها المفاخرون ولا فخر إلا بالإسلام ويستمتع بها عقلاء القراء . وهي أن رجل من قبيلة تنوخ نزل بحي من أحياء قبيلة بني عامر بن صعصعة فكان لا يضع شيء من متاعه إلا تمثل بهذا البيت من الشعر :

لعمرك ما تبلى سرائر عامر
= من اللؤم ما دامت عليها جلودها

فسمعته جارية وخرجت له وقالت : ممن أنت ؟

قال : من عنزة

قالت : أتعرف الذي يقول :

ماكنت أخشى وان كان الزمان لنا
= زمان سوء بأن تغتالني عنزة

فلست من وائل ان كنت ذا حذر
= ممن يضل كما قد ضلت الحرزة

قال : لا والله لست منهم

قالت : فممن أنت ؟

قال : من تميم

قالت : أتعرف الذي يقول :

تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا
= ولو سلكت سبل المكارم ضلت

ولو أن برغوثا على ظهر قملة
= راته تميم يوم زحف لولت

ذبحنا فسمينا فتم ذبيحنا
= وما ذبحت يوما تميم وسمت

قال : لا والله أنا رجل من فزاره

قالت : أتعرف الذي يقول :

لا تامنن فزاريا حللت به
= على قلوصك واكتبها بأسيار

قال : لا والله أنا من ثقيف

قالت : أتعرف الذي يقول :

أضل الناسبون أبا ثقيف
= فما لهم أب الا ضلال

..... الحشوش فقتلوهم
= فإن دمائهم لكم حلال

قال : لا والله بل أنا رجل من خثعم

قالت : أتعرف الذي يقول :

وخثعم لو صفرت بها صفيرا
= لطارت في البلاد مع الجراد

قال : لا والله بل أنا رجل من طيء

قالت : أتعرف الذي يقول :

وما طيء الا نبيط تجمعت
= فقالت طيانا مرة فاستمرت

ولو أن حرقوصا يمد جناحه
= على جبلي طيء اذا لا ستظلت

قال : لا والله ما أنا من طيء

قالت : أما تستحي أكثرت علي الكذب ؟

قال : أنا من بني أمية

قالت : أتعرف الذي يقول :

وهي من أمية بنينها
= فهان على الله فقدانها

وكانت أمية فيما مضى
= جريء على الله سلطانها

فلا اّل حرب أطاعو الرسول
= ولم يتق الله مروانها

قال : لا والله بل أنا من بني هاشم

قالت : أتعرف الذي يقول :

بني هاشم عودوا الى نخلاتكم
= فقد صار هذا التمر صاعا بدرهم

فإن قلتموا رهط النبي محمد
= فإن النصارى رهط عيسى ابن مريم

وذكر أربع وأربعين قبيلة لا يسعني ذكرها الى أن قال : أنا من أولاد الشيطان الرجيم

فقالت : لعنك الله أنت وأبوك اّلا تعرف الذي يقول :

اّلا يا عباد الله هذا عدوكم
= وهذا عدو الله إبليس فاقتلوا

فقال : هذا مقام العائذ بك

قالت : قم فارحل خاسأ وإذا نزلت بقوم فلا تنشد شعرا حتى تعرف من هم ولا تتعرض للمباحث عن مساوئ الناس فلكل قوم إحسان وإساءة إلا رسول رب العالمين وأنت كما قال جرير :

وكنت إذا حللت بدار قوم
= رحلت بخزية وتركت عارا

فقال : والله لا أنشد بيت شعر أبدا وأرجو المعذره لإختصاري الموضوع وذلك لأنها كما قلت سابقا أربعا وأربعين قبيلة ولم يسعني الا ذكر القليل منها ومن أراد الاستزادة فالمرجع لمن أراد أن يكمل هذا الحوار الشائق الجميل ( موسوعة القبائل العربية المجلد السادس ) منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .