رد : الشيخ حمد الجاسر رحمة الله عليه
كُتب : [ 06 - 04 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة حول علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله :
هـو حمد بن محمد الجاسـر ، من أسرة آ ل جاسر المنتمية من بني علي من قبيلة حرب .
ولد سنة 1328هـ في قرية البرود من إقليم السر في منطقة نجد من أب فقير فلاح . نشأ ضعيف البنية عليلا لم يستطع مساعدة أبيه فأدخله في المدرسة ( كتّاب القرية ) حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم نظراً . ذهب به أبوه إلى مدينة الرياض عام 1340هـ فبقي عند قريب له من طلبة العلم يدعى عبد العزيز بن فايز ، وتعلم قليلا من مبادئ العلوم الدينية ( الفقه والتوحيد ) وحفظ سوراً من القرآن غيباً .
عاد من الرياض بعد موت الرجل الذي كان يعيش في كنفه سنة 1342هـ ولم يلبث أبوه أن توفي فكفله جده لأمه علي بن عبد الله بن سالم ، وكان إمام مسجد قرية البرود ، وصار يساعد جده في الإمامة ثم اشتغل معلما لصبيان القرية حتى سنة 1346هـ .
نُدِب سنة 1346هـ مرشداً لفخذ من قبيلة عتيبة تدعى الحَوَاما من النُّفَعَة من بَرْقا يصلي بهم رمضان ، ويعلمهم أمور دينهم ، وكانوا يعيشون في البادية وكان ينتقل معهم فيها .
في آخر سنة 1346هـ ذهب إلى الرياض واستقر لطلب العلم على مشايخها ، فقرأ شيئاً من المتون كالاجرومية لابن اجروم ، والثلاثة الأصول ، وآداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبد الوهاب وملحة الإعراب للحريري ، ثم جاءت مرحلة زمنية مهمة في حياته ، حيث ترك الرياض قاصداً مكة المكرمة .
وفي سنة 1348هـ، التحق بالمعهد الإسلامي السعودي ، أول مدرسة نظامية تنشأ في العهد السعودي .
العمل :
وبعد أن أنهى مرحلة الدراسة في ذاك المعهد ( متخصصا في القضاء الشرعي ) تحول إلى الخدمة ، فعمل مدرسًا في ينبع من عام 1353هـ حتى عام 1357هـ بعد أن أصبح مديرا للمدرسة .
ثم انتقل إلى سلك القضاء فعمل قاضيا في ظِبَا في شمال الحجاز وذلك عام 1357هـ .
ولم ينقطع حنينه وشوقه إلى المعرفة بعد أن أنهى الدراسة في المعهد ، بل كان يرغب في المزيد حتى جاءته الفرصة المواتية فسافر إلى القاهرة .
وفي عام 1358هـ التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة ، ولكن الظروف العامة لم تساعده على إنهاء الدراسة في تلك الكلية ، فتركها قبل أن يحصل على درجتها العلمية حيث قامت الحرب العالمية الثانية وأعيدت البعثة السعودية من هناك .
رجع إلى التدريس فدرّس في مناطق عديدة في المملكة العربية السعودية وشغل مناصب تربوية مختلفة ، منها رئيس مراقبة التعليم في الظهران ، ثم مديرا للتعليم في نجد عام 1369هـ .
كان أول مدير لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض اللتين كانتا النواة لإنشاء ( جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ) .
أنشأ أثناء إدارته للتعليم في نجد مكتبة لبيع الكتب هي ( مكتبة العرب ) التي كانت أول مكتبة عنيت بعرض المؤلفات الحديثة تحت إشرافه .
ثم اختار طريق الصحافة حيث زاولها مهنة وعملا ، فأصدر عام 1372هـ مجلة اليمامة وهي أول مجلة صدرت في الرياض .
أنشأ أول مطبعة في الرياض باسم ( شركة الطباعة والنشر الوطنية ) عام 1374هـ .
أصدر عام 1381هـ جريدة أسبوعية بإسم " اليمامة " .
وفي عام 1385هـ رأس تحرير صحيفة الرياض عند تأسيسها ، وهي أول جريدة يومية أنشئت في الرياض .
في عام 1386هـ أصدر مجلة العرب لتكون مجلة علمية متخصصة في تاريخ وآداب الجزيرة العربية ، ونالت هذه الدورية المتخصصة شهرة على مستوى العالم العربي ، ولدى كل المهتمين بدراسات تاريخ الجزيرة العربية في كل مكان ، ورأس تحريرها (35) سنة ، وما زالت العرب مستمرة في الصدور حتى الآن وقد أعيدت طباعة مجلداتها ، وصدر لها فهرس شامل لجميع محتوياتها .
اتجه لإشباع ميوله ورغباته في البحث عن المخطوطات المتعلقة بتاريخ العرب وجغرافية بلادهم وآدابهم القديمة فزار المدن التي عرفت بمكتباتها التي تحوي نفائس التراث العربي ، في تركيا وأوربا والبلاد العربية .
نشر مقالات عديدة في الجرائد والمجلات العربية في موضوعات مختلفة أبرزها النواحي التاريخية والجغرافية ووصف الكتب المخطوطة ونقد المؤلفات والمطبوعات حديثًا .
كان عضواً عاملا في ( مَجْمَع اللغة العربية في القاهرة ) و ( المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان ) وعضواً مراسلا في ( مَجْمَع اللغة العربية بدمشق ) و ( مَجْمَع اللغة العربية في عمّان ) و ( المَجْمَع العراقي في بغداد ) و ( المَجْمَع العلمي في الهند ) .
عمل أستاذا غير متفرغ في جامعة الملك سعود ولمدة سنتين .
ورأى ضرورة تأليف معجم جغرافي يحوي جميع أسماء المدن والقرى والأماكن المأهولة في المملكة مع ذكر ما يتعلق بتاريخ تلك المواضع وبخاصة ما له صلة بالتاريخ العربي الإسلامي ، والأماكن الدَارِسَة فبث ، هذه الفكرة ودعا إليها فاستجاب له بعض زملائه من مؤرخي بلادنا فكان من آثار ذلك أن صدر في 23مجلدًا ، منها من تأليفه :
مقدمة المعجم ، جزءان .
شمال المملكة ، 3أجزاء .
المنطقة الشرقية ، 4أجزاء .
المعجم المختصر ، 3أجزاء .
تكريمه في حياته :
منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1404هـ لإسهامه وعطائه الزاخر من إثراء ميادين الفكر .
منح وسام التكريم من مجلس التعاون الخليجي عام 1410هـ .
منح وسام الملك عبد العزيز عند ما اختير الشخصية السعودية المكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية ) عام 1417هـ .
منحته جامعة الملك سعود ( الدكتوراه ) الفخرية عام 1416هـ لما قدمه للساحة الثقافية السعودية من عطاء وافر متواصل ، وما قدّمه للمكتبة العربية والإسلامية من إثراء تاريخي وجغرافي وأدبي ولغوي .
نال جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي 1416/1996م .
نال جائزة الكويت للتقدم العلمي عن كتاب ( أصول الخيل العربية الحديثة ) عام 1416هـ .
نال جائزة سلطان العويس الأدبية في الإمارات العربية المتحدة في مجال الإنجاز الثقافي والعلمي عام 1416هـ .
وفاته :
في يوم الخميس 16/6/1421هـ ( 14/9/2000م ) انتقل الشيخ حمد الجاسـر إلى رحمة الله ، بعد حياة حافلة بالعطاء ، وقد عمت مشاعر الحزن على كل محبيه على جميع المستويات داخل المملكة وخارجها ، فرحمه الله رحمة واسعة وجعل ما قدم من علم في موازين حسناته . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|