الغالي / خيال الغلبا
كعادتك دائما تتحفنا بما يستحق القراءة
موضوع المصطلحات و اللعب عليها موضوع مهم للغاية ، لا سيما و أن له بعداً تحريضياً عانى منه العرب منذ مئات السنين و ما زالوا يعانون منه
فالكل يعلم بأن الشعوبيين و أعداء العنصر العربي قد تشبثوا كثيراً بهذا المصطلح (( جاهلية )) دون إدراك لمعناه الحقيقي وذلك إما جهلاً منهم أو تجاهلا
فوصوفوا العرب بأنهم عنصر همجي لم تقم له حضارة مادية قط و نسجو الكثير من الخرافات حولهم و حاولو إلصاق المثالب فيهم حتى ألفو في ذلك كتباً و مؤلفات
وقد كان الدافع من هذه التصرفات في العصر العباسي و ما بعده التخلص من عقدة النقص لدى يعض الشعوبيين من الشعوب التي دخلت الأسلام و اختلطت بالقبائل العربية، والتي أحست بالحقد اتجاه العنصر العربي الذي رأت فيه غازياً و مقوضاً لحضارتها و ملكها ، و لمواجهة العنصرية التي مورست عليهم من وجهة نظرهم من قبل بعض العرب لا سيما في العصر الأموي .
ولكن الأمر ذهب إلى أبعد من ذلك ، فقد اتخذ الحقَدة على ديننا الأسلامي - الغربيين و الشعوبيين و المنافقين من أبناء جلدتنا اليوم - من الطعن في الجنس العربي أداة للوصول إلى مآربهم ، فبإسقاطهم لحامل الدين و كاتب نصوصه تسهل عليهم مهمة التطاول على الدين ذاته ، ويصبح الطعن في العرب ليس إلا مدخلاً للهجوم على ديننا الأسلامي الحنيف .
إنما نقول لكل لاعبٍ بالمصطلحات أن للعرب قبل الإسلام حضارات مادية لا ينكرها سوى جاهل ، سواءا ً كانت في بابل أو في سبأ أو في غيرها ، ومع ذلك فإن الحضارة المادية مهما بلغت في تقدمها ليست دليلاً على حضارة شعوبها الفكرية ، فمصر القديمة بحضارتها المادية التى بنت الأهرام على جثث العبيد تبقى جاهلية، و مثلها حضارة الغرب المادية اليوم ستبقى دون نور الإسلام جاهلية مهما بلغت في تنظيمها المزعزم الذي يظهر الإنسانية و التقدمية و يبطن البطش و القتل و الجاهلية الفكرية و الثقافية .
أعتذر لهذا الإسهاب أيها الكريم
لك مني خالص الود و التحية
البــاهلــي