عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
الراعي
عضو مميز
رقم العضوية : 13
تاريخ التسجيل : 12 - 04 - 2003
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 797 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الراعي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الشعر والدعوة الى الله

كُتب : [ 05 - 06 - 2008 ]

خامسا : ـ الشعر الإسلامي في العصر العربي الحديث

واتصلت أسباب شعر الدعوة بحياة العرب المسلمين، وإن كانت تقوى حينا وتضعف حيناً آخر، حتى جاء العصر الحديث فجدَّتْ أسباب جعلت شعر الدعوة يقوى ويتسع ميدانه،
وفي النصف الأول من القرن الرابع عشر للهجرة قوى اتصال العرب بالعالم الغربي، فظهر لهم ما يضمره أعداء الإسلام من كيد ودس على الإسلام والمسلمين، لأنهم يبصرون في الإِسلام القوة التي تهدد كيانهم، فصاروا يكيلون التهم له ولدعاته، فوقف الشعراء يصدون باطلهم وينقضون أقوالهم حجة بحجة، وبينة ببينة ومن هؤلاء الشعراء محمد العيد الخليفة، وأحمد محرم وأمثالهما.
د- ومما حرص عليه أعداء الإسلام تشويه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأعماله واتهامه بمثل قولهم إنه دموي نشر دعوته بالسيوف والرماح، فدفع ذلك الشعراء إلى الإكثار من مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ما في أخلاقه من سمو وفضيلة، وما في سياسته من حكمة وحنكة، وبيان أنه وحمة من الله تبارك وتعالى وتسديد منه لأفعال النبي صلى اللّه عليه وسلم وأقواله لكونه معصوما لا ينطق عن الهوى، وأكثر ما يتجلى هذا الفكر القويم فيما نظم محرم، وشوقي، ومحمد حسن فقي، وأمثالهم من الشعراء الذين مدحوا النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا على بصيرة في قولهم.
هـ- كثر اختلاط العرب بالإفرنجٍ ، وانضم إلى هذا آثار الحربين العالميتين، فخلفَ ذلك خللًا اجتماعيا كبيرا نتج عنه شيوع المفاسد والانحلال الخلقي، حتى صار فعل الكبائر من الأمور المألوفة لدى كثير من الناس، وجهر بعض المثقفين ثقافة غربية بالمناداة بالمنكر، كسفور المرأة مثلًا فقام كثير من الشعراء في وجه هذا الفساد يحاولون صده وصرف الناس عنه، وأكثرهم حديثاً في هذا: محمود غنيم، وأحمد محرم، ثم حافظ وشوقي، وغيرهم كثيرون، على أنهم في قضية السفور قد انقسموا ثلاث فرق: فريق أنكره لأول وهلة إنكارًا شديدا وراح يدعو إلى محاربته، وخير من يذكر في هذا أحمد محرم. وفريق ترددوا يؤيدونه حينا بتحفظ وينكرونه حيناً آخر، ومن هؤلاء شوقي، وحافظ، ومحمد حسن عواد. أما الفريق الثالث فكان موقفهم موقفاً مؤيداً للسفور وفي المقدمة من هؤلاء معروف الرصافي.
وعلى أي حال فإن شعر الدعوة في العصر الحديث قد اتسع ميدانه حتى شمل نَظم العلوم والفنون، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عن المناسبات الدينية، كرمضان، والحج والهجرة النبوية، الدفاع عن الإسلام وبيان محاسنه وصد هجمات أعدائه، ومحاربة الفساد والرذيلة، والدعوة إلى الأخلاق الفاضلة النبيلة ثم المفاخرة بأمجاد الإسلام السالفة، وأكثر ما يتجلى هذا الأخير عند محرم وشوقي، وعبد الله بن خميس، ومما يلحق بذلك الحديث عن المعالم الإسلامية الشهيرة كالكعبة المشرفة، والبيت الحرام، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، والأزهر. ومن هؤلاء الشعر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم واحمد محرم

مختارات من رواد الشعر العربي الحديث :

1) جامع الأزهر ................. لأحمد شوقي
قيلت هذه القصيدة بمناسبة البدء في إصلاح الأزهر الشريف في سنة 1924 م ومنها :

قمْ في فم الدنيا وحيِّ الأزْهرا
= وانثر على سمع الزمان الجوْهرا

واجْعل مكان الدر إنْ فصًلْتهُ
= في مدْحه خرز السًماء النًيرا

وَاذكرْهُ بعْد المسجديْنِ معظَماَ
= لمِساجدِ اللًهِ الثلاثَة فكْبرا

وَاخْشعْ مَليا واقْضِ حقً أَئِمًةٍ
= طَلَعُوا بِهِ زهْرًا وَمَاجوا أَبْحُرَا

كَانُوْا أجَلً مِنَ المُلُوكِ جَلالَةً
= وَأعزً سلْطَاناً وأفْخمَ مَظْهَرَا

زَمَن المَخاَوِفِ كَانَ فِيْه جَنَابُهُمْ
= حَرَمَ الأمَانِ وَكانَ ظِلًهُمُ الذَّرَا

مِنْ كُل بَحْرِ فيِ الشَريِعَة زَاخِرٍ
= ويُريكة الخلق العَظيمُ غَضَنفْرَا

لا تَحذ حَذْو عِصَابَةٍ مَفْتُوُنَةٍ
= يَجدُوْن كل قَديْمِ شَيء منكْرا

وَلوِ اسْتَطاعُوا فِي الَمَجَامعِ أنْكَرُوْا
= مَنْ مَاتَ مِنْ آبائِهمْ أَوْ عُمِّرِاَ

مِنْ كُل مَاضٍ في القَدِيمْ وَهَدْمِهِ
= وإِذَا تَقَدمَ للْبنايَةِ قَصَّرَا

وَأتى الحضَارَة بالصَناعةِ رثةً
= وَالْعلمِ نَزْراً والبيانِ مُثَرْثِراَ

يَا مَعْهَداً أفْنَى القرونَ جِدَارهُ
= وَطوَى اللَيَالي ركْنُهُ والأعصرَا

وَمشَى عَلَى يَبَس المَشَارِقِ نُوْرُهُ
= وَأضَاءَ أبْيَضَ لُجِّهَا والأحْمَرَا

وأتى الزمَاَنُ عَلَيْهِ يَحْمِي سُنةً
= وَيَذُوْد عَنْ نُسُكٍ وَيَمْنَعُ مَشْعرَا

عَيْن مِنَ الفُرْقَانِ فَاضَ نَمِيُرهَا
= وَحيًا مِنَ الفُصْحَى جَرَى وَتَحذَرَا

2) حافظ ابراهيم.
أما عمريته فإنها قصة شعرية صاغ فيها الشاعر سيرة الفاروق رضي الله عنه صياغة موفقه، بها تبوأ مكانة بين شعراء الإِسلام يقول في مطلعها :

حسْبُ القَوافي وَحسبِي حِيْنَ ألْقيْهِا
= أَنَي إِلَى سَاحَةِ [الْفارُوق] أُهدِيْهَا

لهُمَّ هَبْ لي بَيَاناً أَسْتَعِيْن بهِ
= عَلَى قَضاءِ حُقُوقٍ نَامَ قَاضِيْهَا

قد نَازَعَتْنِيَ نَفْسِيْ أَنْ أُوَفًيها
= وَلَيْسر فِي طوق مِثْلى أَنْ يُوَفّيْهَا

فَمُر سرِيَّ الْمَعَاني أن يُوَاتِيَنِيْ
= فِيْها فَإِنَيْ ضَعيْفُ الْحالِ وَاهِيْهَا

غير أن حافظاً أعقب الفاتحة بمقتل عمر رضي الله عنه وكان عليه أن يبدأ الحديث عن سيرته من بدايتها حتى الوفاة، لكن لعل الشاعر أنفعل بالحدث وأثر فيه تأثيرَاَ جعله يقدم الحديث فيه وكأنه يريد أن ينفض عن نفسه هما علق بها من تذكر مقتل عمر رضي الله عنه، أو لعله أراد أن يستدر أسماع الناس وعواطفهم بالبدء بالحديث عن هذا الأمر الجلل الذي ضجت له الأمة الإسلامية بأسرها لكونه رماها في الصميم يقول حافظ في ذلك :

مَوْلَى المُغِيرَةِ لا جَادَتْكَ غَاديَةٌ
= مِنْ رَحْمَة اللَّهِ مَا جَادَتْ غَوَادِيْهَا

مَزَقْتَ مِنْهُ أَدِيْماً حَشوُة هِمَم
= في ذِمًةِ اللَّهِ عَالِيْهَا ومَاضِيْها

طَعَنْتَ خَاصِرَةَ [الْفَارُوِقِ] مُنْتَقِماً
= مِنَ الْحَنِيْقَة في أعلَى مَجَالِيها

فَأصْبَحَتْ دَوْلةُ الإسلاَم حَائِرةً
= تَشْكُو الْوَجِيْعَة لَمًا مَات آسِيْهَا

مَضَى وَخَلَّفَهَا كَالطّوِدَِ رَاسِخَةً
= وَزَانَ بِالْعَدْلِ والتَّقْوى مَغَانِيْهَا

تنْبُو الْمعَاوِلُ عَنْهَا وَهْيَ قَائِمَة
= وَالْهَادِمُوْنَ كَثِيْر فِي نَوَاحِيهَا

وبعد الحديث عن مقتل الفاروق رجع إلى حديث إسلامه، تم مضى يتحدث عن سيرة الفاروق وأخلاقه وصفاته وزهده حديثاً إن لم يدل على سعة اطلاع حافظ فإنه يدل على تجاوب عاطفته مع الموضوع.
ولنأخذ مثلاً قوله في زهد عمر وتصويره لذلك الموقف الذي نزل فيه رضي الله عنه عن البرذون حين رأى في مشيته تبخترًا وخيلاء :

يا مَنْ صَدَفْتَ عَن الدنْيَا وَزِيْنَتِها
= فَلَمْ يَغرَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ مُغْرِيْهَا

مَاذَا رَأَيتْ بِبَابِ الشام حِيْن رَأوْا
= أَنْ يلْبِسوكَ مِنَ الأثْوَابِ زَاهِيْها

وَيرْكِبوُكَ عَلى الْبِرْذًوْنِ تقُدمُه
= خَيْلِّ مُطَهمة تَحْلوْ لِرَائِيْها

مَشَى فَهْملَجَ مُخْتاَلا بَرِاكِبِهِ
= وَفِى الْبَراَذِيْنِ مَا تَزْهَى بِعَالِيْهَا

فَصِحْتَ يَا قَوم كَادَ الزًهْو يَقْتلنِي
= وَدَاخَلَتْنِيَ حَال لسْت أَدْرِيْهاَ

وَكَادَ يَصْبُو إِلَى دُنْياكُمُ [عمرّ]
= ويَرتَضِىْ بَيْعَ بَاقِيه بَفِانِيْهَا

رُدُّوْا رِكَابِيْ فَلا أَبْغي بِهِ بَدَلا
= ردُّوْا ثِيَابِيْ فَحسْبي الْيوم بَالِيِهَا

وهكذا يتنقل من حديث عن رحمة عمر وشفقته؟ إلى حديث عن تقشفه؟ فآخر عن هيبته فرجوعه عن الخطأ حتى يختم عمريته هذه بقوله :

هَذيْ مَنَاقبهُ فِي عَهْدِ دَوْلَتِهِ
= لِلشًاهِدِيْنَ وَللأعْقَابِ أَحْكِيْها

في كُلً واحِدةٍ مِنْهنَ نَابلَةّ
= مِنَ الطَبَائعِ تغْذوً نَفْسَ واعِيْهَا

لَعَل فِي أمًةِ الإسلامِ نَابتَةً
= تَجْلوْ لِحاضرِهَا مِرْآةَ مَاضِيْهَا

حتًى ترَى بعْضَ مَا شَادَتْ أَوائلها
= مِيتَ الصُّروْحِ وَمَا عَانَاه باَنِيْها

وحسْبهَا أَن تَرى ما كَانَ مِنْ [عمرِ]
= حتَى ينَبهَ مِنْهَا عَيْن غَافِيهاَ

والآن وقد فرغنا من هذا التعريف المقتضب بحافظ وعمريته نثبت هنا قول حافظ في إسلام عمر :

رَأيتَ فِي الدًيْنِ آرَاءً مُوفَّقَةً
= فَأنْزَلَ اللَّهُ قُرْآنا يُزكّيْها

وَكُنْتَ أوَّلَ مَنْ قَرت بِصُحْبَتِهِ
= عيْنُ الْحَنِيْفَةِ وَاجْتَازَتْ أمَانِيْها

قَدْ كُنْتَ أعْدى أعَاديْها فَصرْتَ لَهَا
= بِنِعْمَةِ اللهِ حِصْناً مِنْ أعَاديْهَا

خَرجْتَ تَبْغِي أذَاهَا في [مُحَمَّدهَا]
= وَلِلْحَنِيْفَةِ جَبارٌ يُوَالِيْهَا

فَلَمْ تَكَدْ تَسْمَعُ الآيَاتِ بَالِغَةً
= حَتَى انْكَفَأْتَ تُنَاوِىْ مَنْ يُنَاوِبْها

سَمِعْتَ [سًوْرَةَ طَه] مِنْ مًرَتَلِها
= فَزَلْزَلَتْ نِيَّةً قدْ كُنْتَ تَنْويْهَا

وَقُلْتَ فِيْهَا مَقَالا لا يُطَاوِلهُ
= قَوْلُ الْمحِبً الذِي قَدْ بَاتَ يُطْرِيْهَا

وَيَوْمَ أسْلَمْتَ عَز الْحَق وَاْرتَفَعَتْ
= عَنْ كَاهِلِ الدًيْنِ أثْقَال يُعَانِيْهَا

وَصَاحَ فِيْه [بلاَلٌ] صَيْحةً خَشَعَتْ
= لَهَا الْقُلُوبُ وَلبَّتْ أمْرَ بَارِيْهَا

فَأنْتَ فِي زَمَنِ [الْمُخْتَارِ] مُنْجِدُهَا
= وَأَنتْ في زَمَنِ [الصًدً يْق] مًنْجِيْهَاْ

كَمِ أستراك رَسَوُلُ اللهِ مُغْتَبِطاً
= بِحِكْمَةٍ لَكَ عِنْد الَرأيِ يُلِفْيهَا

3) أحمد محرم
ينفى على قاسم أمين دعوته للسفور ورفع الحجاب

أغرَّكِ يا أسماءُ ما ظَنً قاسِمُ
= أقِيْمِي وَرَاءَ الخِدْرِ فالمرءُ واهِمُ

ذَكَرتُك إني إِن تَجلَّت غَيَابَتي
= على ما نُمِي مِنْ ذِكرك اليومَ نادِمُ

ضيقِينَ ذرعاً بالحجاب وَمَا بهِ
= سِوَى ما جَنَت تِلكَ الرُّؤى والمزاعمُ

سلام على الأخلاقِ في الشرقِ كُلَهِ
= إذا ما اسْتُبيحَتْ في الخُدورِ الكَرائِمُ

أقاسِمُ لا تَقْذِفْ بجَيشِك تَبْتغِي
= بِقَوْمكَ والإِسلامِ ما الله عالمُ

لَنا من بناءِ الأوّلينَ بَقِية
= تلوذُ بها أعراضُنا والمحارِمُ

هَمَمْتَ بِرَبَّات الحِجَالِ تُريدُها
= أقَاطِيعَ تَرْعَى العيشَ وَهْيَ سَوائِمُ

وإنً امْرَأَ يلْقِي بلَيلٍ نِعاجَهُ
= إلى حَيث تَسْتَنُ الذئابُ لَظَالمُ

وكُل حَياةٍ تَثْلُمُ العِرضَ سُبةٌ
= ولا كحياة جَلًلَتْها المآثمً

أتَأتي الثنايا الغر والطرَرُ العُلا
= بما عَجَزتْ عنه اللَحَى والعَمائمُ؟

فلا ارتفعَتْ سُفْنُ الجواءِ بصاعدٍ
= إذا حَلَقَتْ فوق النسورِ الحمائِم

عَفَا الله عن قومٍ تمادتْ ظُنونهم
= فلا النًهْجُ مأمون ولا الرأيُ حَازِمُ

ألا إن بالإسلام داءً مخامرًا
= وإنَ كتابَ الله للِدًاءِ حاسِمُ

4ـ الشاعر د. عبد المعطي الدالاتي
على ضفاف الكوثر :

تيهي جلالاً بالهدى .. وتعطّري
= بالياسمين على ضفافِ الكوثرِ

خَطرَتْ رُؤاكِ تجوبُ آفاقَ السما
= وسرَتْ خُطاكِ على مدار المُشتري

فسرَتْ حروفي في مداكِ لِتحتفي
= فدعي الحروفَ تنام فوق الأسطُرِ

يا من دعوْتِ ودمعُ عينِك قد هَما
= متضرّعاً من دون أنْ يتكلما !

خطَراتُ قلبِكِ يا أخيّة ُ أسلمتْ
= وبريقُ فكرِك في سجودٍ أسلما

أعلِمتِ يا أختاهُ كم ندعو لكي
= يبقى مسارُك في ارتقاء ٍللسما ؟!

حسِبَ الغزاةُ بأنّ حِصنَك يُهدمُ !
= والروحُ تفدي طهرَ وجهِك والدمُ

ظنّوا، وخابوا،ويحهمْ يا جَهلهمْ!
= تهوي النجومُ وليس يهوي المسلمُ

يا أمة لا تـُهزَمُ .. يا قلعة لا تـُهدَم
= بالدين أسّسها النبيُّ الأعظم


رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي
مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات
الراعي

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 05 - 06 - 2008 الساعة 22:00
رد مع اقتباس