عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
المشعبي الذهبي
عضو
رقم العضوية : 28680
تاريخ التسجيل : 07 - 07 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 27 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : المشعبي الذهبي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
لماذا يقلبون الطاولة فوق رؤوس العرب؟

كُتب : [ 27 - 07 - 2008 ]

“سؤال انفعالي”: لماذا يدفع العرب الأثمان الباهظة، في كل حين يقرر فيه طرف دولي فاعل تغيير سياساته الخارجية؟
ولنبدأ مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

منذ بدء حملته الانتخابية، كان واضحاً أن ساركوزي ينوي إدخال تغييرات عميقة على التوجهات الاستراتيجية التي أرسى دعائمها الجنرال ديغول منذ العام 1958 . بيد أن أحداً لم يتوقّع أن تكون هذه التغييرات جذرية وإنقلابية إلى هذه الدرجة في الشرق الأوسط. ففي غضون سنة واحدة، كان ساركوزي ينسف كل أو معظم ركائز السياسة العربية لفرنسا ويحوّلها إلى سياسة “إسرائيلية”، تماماً كما كانت في أواسط خمسينات القرن العشرين حين كان “الحلف المقدس” الفرنسي “الإسرائيلي” يمتد من الجزائر إلى قناة السويس، مروراً بلبنان وسوريا.

هذا الانقلاب ترافق مع سلسلة تحوّلات صبّت في غير خانة المصالح العربية. فمشروع “ الاتحاد من أجل المتوسط” لا يمكن أن تقوم له قائمة إلا على رفاة القومية العربية التي تعتبرها “إسرائيل” ومعها المحافظون الجدد الأمريكيون عدوّهم الألد في الشرق الأوسط. وانحياز الرئيس الفرنسي للسياسات الأمريكية في أفغانستان والعراق وضد إيران، أفقد العرب ورقة توازن دولية مهمة. إضافة إلى أن قرار ساركوزي بالعودة إلى هيئة أركان حلف الأطلسي واستراتيجيته الجديدة لتحويل الجيش الفرنسي إلى قوة تدخل في “قوس الأزمات الإسلامي”، دقّا( أو يجب أن يدقا) أجراس الإنذار.

وفي الآونة الأخيرة، برز تطوران مماثلان في الهند وأمريكا. ففي الأولى، أدت التغييرات التي أدخلها حزب المؤتمر على سياسة الهند الخارجية خلال، خاصة مع الولايات المتحدة، إلى بروز ما يمكن أن يكون نواة تحالف، أو على الأقل تعاون استراتيجي بين نيودلهي وتل أبيب للمرة الأولى منذ استقلال الهند عام 1947. وفي أمريكا، أدى صعود باراك أوباما السريع في منافسات الانتخابات الأمريكية إلى تحوّلات عميقة في توجهاته، قذفت به مباشرة إلى الحضن “الإسرائيلي” الكامل.

نعود الآن إلى “سؤالنا الانفعالي”: ما تفسير هذه الظاهرة الغريبة؟

العولمة تبدو على رأس الأسباب المحتملة. والسيناريو هنا يسير على النحو الآتي: العولمة، بقيادة الرأسمالية الأمريكية، اكتسحت كل العالم عقب انهيار الاشتراكية. وبما أن الرأسمالي اليهودي، ومعه اللوبي اليهودي القوي للغاية في الولايات المتحدة، يسيطران على العديد من مفاصل السلطة العالمية المالية والمصرفية والإعلامية، بات كل طرف دولي يبحث عن موقع تحت شمس النظام العالمي الجديد، مضطراً للعبور في ممر إجباري اسمه “أسرلة” (من “إسرائيل”) سياسته الخارجية.

الآن، إذا ما كان هذا التحليل صحيحاً (والأرجح أنه صحيح)، ماذا في وسع العرب أن يفعلوا؟

ليس الكثير. فعليهم أن ينتظروا تبلور نظام عالمي تعددي القطبية، يكون أكثر توازناً وإنصافاً لهم. وفي هذه الأثناء، يفعل العرب خيراً إذا ما عملوا على حصر الخسائر. كيف؟

على الأقل، عبر عدم التصفيق للقوى الدولية وهي تقوم بقلب الطاولة فوق رؤوسهم.


رد مع اقتباس