عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 7 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الحلف عند العرب

كُتب : [ 14 - 09 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

بحث مختصر عن الأحلاف في الجاهلية والإسلام :-

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على النبي المضري الأمين وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول، كما نعوذ بك من فتنة العمل، ونعوذ بك من التكلُّف لما لا نحسن، كما نعوذ بك من العُجب بما نُحسن .

هذا بحث مختصر عن موضوع الأحلاف في الجاهلية والإسلام :-

من المعلوم أن من المسائل المهمة في علم الأنساب مسألة الأحلاف بين القبائل وقد مرت الجزيرة العربية بفترة ركود وجهل وتعادي وتنافر بين القبائل مما أدى إلى أن القبائل المتجاورة تتحالف وتتناصر مع بعضها البعض فيكونوا قبيلة أخرى وكثير من القبائل العربية المعاصرة إنما هي عبارة عن قبائل متحالفة تتفق وتجتمع تحت مسمى واحد قد يجمعهم حد معين وقد لا يجمعهم أي شيء من ذلك ومع مرور السنين تجهل هذه النسبة مع أن بعض العامة يعرفون أن هذا الفرع إنما هو داخل في القبيلة حلفا وليس أصلا في القبيلة وأحيانا توجد وثائق تقطع النزاع وأحيانا لا يوجد شيء وإنما هو أقوال للعامة قد يكون صحيحا وقد يكون غير ذلك .

قال جواد علي في كتابه المفصل :-

وأقرب تفسير إلى أنساب العرب في نظري هو إن النسب، ليس بالشكل المفهوم المعروف من الكلمة، و إنما هو كناية عن " حلف " يجمع قبائل توحدت مصالحها، واشتركت منافعها، فاتفقت على عقد حلف فيما بينها، فانضم بعضها إلى بعض، واحتمى الضعيف منها بالقوي، وتولدت من المجموع قوة ووحدة، وبذلك حافظت تلك القبائل المتحالفة على مصالحا وحقوقها . قال البكري : " فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعاش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضاً على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي الضعيف، انضم الذليل منهم إلى العزيز، وحالف القليل منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالّهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم ".

وقال أيضا : وطالما دفعت الحروب القبائل المغلوبة على الخضوع لسيادة القبائل الغالبة وقد تتحالف معها وتدخل في جوارها، وإذا دام ذلك طويلاً، فقد يتحول الحلف والجوار إلى نسب .

قال ابن فارس : حلف الحاء واللام والفاء أصلٌ واحد، وهو الملازمة يقال : حالف فلانٌ فلانا، إذا لازَمَه ومن الباب الحَلِفُ؛ يقال : حَلَف يحلِفُ حَلِفاً؛ وذلك أنّ الإنسان يلزمه الثّبات عليها ومصدره الحَلِف والمحلُوف أيضاً ويقال : هذا شيء مُحْلِفٌ إذا كان يُشَكُّ فيه فيُتَحالف عليه . معجم مقاييس اللغة .

قال ابن الأثير في كتاب النهاية : ( أصل الحِلْف المُعاقَدةُ والمعاهدة على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق )

وفي مختار الصحاح : ح ل ف حَلَف يَحْلِف بالكسر حَلِفاً بكسر اللام ومَحْلوفاً وهو أحد ما جاء من المصادر على مَفْعول وأحْلَفَه وحَلَّفه واسْتَحْلَفَه كُلُّه بمعنًى والحِلْف بوَزْن الحِقْف العَهْد يكون بين القوم وقد حَالَفه أي عَاهَده وتَحَالَفُوا تَعَاهَدُوا وفي الحديث ( أنه حَالَفَ بين قُرَيشٍ والأَنْصار ) يعني آخَى بَيْنَهم لأَنّه لاَ حِلْفَ في الإِسلام والحَلِيف المُحَالِف والموْلَى .

وفي كتاب تهذيب اللغة :-

قال اللَّيْثُ : يُقَال : حَالَفَ فُلانٌ فُلاناً فهو حَلِيفَهٌ وبينهما حِلْفٌ لأَنَّهما تحالَفَا بالأَيْمَانِ أَن يكونَ أَمْرُهما وَاحِداً بالْوَفَاءِ فلَمَّ لَزِمَ ذلك عندَهم في الأَحْلاَفِ التي في العَشَائِرِ والقَبَائِلِ صار كلُّ شَيْءٍ لَزِمَ سَبَباً فلم يُفَارِقْهُ فهو حَلِيفُهُ حتى يُقَالَ : فُلانٌ حَلِيفُ الجَودِ وحَلِيفُ الإِكْثَارِ وحَلِيفُ الإِقْلالِ .

وفي كتاب المفصل : في كلمة الحلف شيء من الدلالة على الشعائر والأيمان والمعاني الدينية، ولذلك قيل للحلف اليمين، لأن من عادتهم عند عقد الحلف بسط أيمانهم إذا حلفوا وتحالفوا وتعاقدوا وتبايعوا وكانوا ينظرون إليها على إن لها قداسة خاصة وحرمة، والحانث بيمينه ينظر إليه بأشد أنواع التحقير والازدراء ويُعد الحنث باليمين من الموبقات ومن الكبائر التي لا يغتفر صدورها من شخص في شريعة الجاهليين وقد أمر الإسلام بالوفاء بالعهد و " العهد " بمعنى الحلف أيضاً وقيل : العهد كل ما عوهد عليه، وكل ما بين الناس من المواثيق وهو أيضاً الموثق واليمين ولذلك ورد : " على عهد الله " و " أخذت عليه عهد الله "، و " ولي العهد "، لأنه وليّ الميثاق الذي يؤخذ على من يابع الخليفة وعلى من يعطي العهد الوفاء به : " وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ". " وما وجدنا لأكثرهم من عهد "، أي من وفاء ووردت لفظة " عاهدتم " بمعنى التحالف والتعاقد في مواضع من كتاب الله . يرد " الميثاق " بمعنى العهد والمواثقة المعاهدة وأما " التواثق "، فالتحالف والتعاهد وفي القرآن الكريم : ( الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق )

{ والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } وقد قال العلماء في الميثاق إنه : عقد مؤكد بيمين وعهد والحلف الذي نتحدث عنه هو " ميثاق "، لأنه عهد يؤخذ بحلف مؤكد بيمين
وتكون بين المتحالفين مواثيق على الوفاء بالالتزامات التي نص عليها، واتفق الطرفان المتعاقدان أو الأطراف المتعاقدة على الوفاء بها كاملة غير منقوصة .

قال البكري : " فلما رأت القبائل ما وقع بينها من الاختلاف والفرقة، وتنافس الناس في الماء والكلأ، والتماسهم المعاش في المتسع، وغلبة بعضهم بعضاً على البلاد والمعاش، واستضعاف القوي للضعيف، انضم الذليل منهم إلى العزيز وحالف القليلُ منهم الكثير، وتباين القوم في ديارهم ومحالِّهم، وانتشر كل قوم فيما يليهم ".

وقد جاءت السنة النبوية في الحض على الحلف والتأكيد عليه وفي نصوص أخرى النهي عنه وعند ذلك اختلف العلماء في توجيه هذه النصوص .

أقسام الحلف :-

1- يكون الحلف بين الأفراد كما حصل بين بعض الصحابة رضوان الله عليهم .

2- وبين فرد وقبيلة ككثير من الصحابة الذين أتوا مكة من غير قريش كالمقداد بن الأسود حليف بني زهرة وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة لأنه تبناه وحالفه .

3- ويكون بين قبيلة صغيرة وقبيلة كبيرة ويعبر أحيانا بالمولى للأضعف وهو غير مولى العتاقة كبعض القبائل الصغيرة التي جاءت مكة وانضوت في حلف قريش كالأصبحي من حمير قوم مالك بن أنس رضي الله عنه تحالف مع التيميين وبعضهم يذكره في التحالف بين الأفراد .

4- وبين عدة قبائل متجاورة تتحالف لمناصرة بعضها ضد العدو كالبراجم من تميم والنسبة إليه البرجمي : بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم الجيم، هذه النسبة إلى البراجم وهي قبيلة من تميم بن مر ذكر ابن الكلبي في الالقاب، قال : إنما سموا البراجم من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهم خمسة : عمرو والظليم وقيس وكلفة وغالب بنو حنظلة لانه قال لهم رجل منهم يقال له : حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة : أيتها القبائل التي قد ذهب عددها تعالوا فلنجتمع فلنكن مثل براجم يدي هذه، ففعلوا، فسموا البراجم .

والتنوخي : بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى تنوخ وهو اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين وتحالفوا على التآرز والتناصر وأقاموا هناك فسمعوا تنوخا، والتنوخ الإقامة، الأنساب للسمعاني .

ومن أشهر الأحلاف في مكة حلف الأحابيش والمطيبين وحلف الفضول وسيأتينا الكلام عنها .

أول حلف في مكة حلف الأحابيش :-

والأحابيش بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو المصطلق من خزاعة، وبنو الهون بن خزيمة وغيرهم كانوا مع قريش ويقال أحابيش قريش، لأن قريشاً حالفت بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة وغيرهم على بكر بن عبد مناة؛ فهم وأحلافهم حلفاء قريش .

سبب حلف الأحابيش :-

وَذَكَرَ عُمَر بْن شَبَّة أَنَّ أَوَّل حِلْف كَانَ بِمَكَّة حِلْف الْأَحَابِيش أَنَّ اِمْرَأَة مِنْ بَنِي مَخْزُوم شَكَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي الْحَارِث بْن عَبْد مَنَاة بْن كِنَانَة تَسَلُّط بَنِي بَكْر بْن عَبْد مَنَاة بْن كِنَانَة عَلَيْهِمْ، فَأَتَى قَوْمه فَقَالَ لَهُمْ : ذَلَّتْ قُرَيْش لِبَنِي بَكْر فَانْصُرُوا إِخْوَانكُمْ، فَرَكِبُوا إِلَى بَنِي الْمُصْطَلِق مِنْ خُزَاعَة، فَسَمِعَتْ بِهِمْ بَنُو الْهَوْن اِبْن خُزَيْمَةَ بْن مُدْرِكَة فَاجْتَمَعُوا بِذَنْبِ حَبش - بِفَتْحِ الْمُهْمَلَة وَسُكُون الْمُوَحَّدَة بَعْدهَا مُعْجَمَة - وَهُوَ جَبَل بِأَسْفَل مَكَّة، فَتَحَالَفُوا : إِنَّا لَيَدٌ عَلَى غَيْرنَا مَا رَسَا حَبش مَكَانه، وَكَانَ هَذَا مَبْدَأ الْأَحَابِيش . قَالَ عَبْدالْعَزِيز بْن عُمَر : إِنَّمَا سُمُّوا الْأَحَابِيش لِتَحَالُفِهِمْ عِنْد حَبش، ثُمَّ أَسْنَدَ عَنْ عَائِشَة أَنَّهُ عَلَى عَشَرَة أَمْيَال مِنْ مَكَّة . فتح الباري لابن حجر .

وقيل الأحابيش الذين تحبشوا واجتمعوا

وفي صحيح البخاري : خرج النبي صلى الله عليه و سلم عام الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة وبعث عينا له من خزاعة وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال : إن قريشا جمعوا لك جموعا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك . والمراد هنا حلف الأحابيش .

نص حلف خزاعة مع بني هاشم :-

وكانت نسخة كتابهم : باسمك اللهم، هذا ما تحالف عليه عبدالمطلب بن هاشم ورجالات عمرو بن ربيعة من خزاعة ومن معهم من أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة تحالفوا على التناصر والمؤاساة ما بل بحر صوفه، حلفاً جامعاً غير مفرق الأشياخ على الأشياخ والأصاغر على الأصاغر والشاهد على الغائب وتعاهدوا وتعاقدوا أوكد عهد، وأوثق عقد، ولا ينقض ولا ينكث ما شرقت شمس على ثبير، وحن بفلاة بعير، وما قام الأخشبان، وعمر بمكة إنسان، حلف أبد، لطول أمد، يزيده طلوع الشمس شداً، وظلام الليل سداً، وإن عبدالمطلب وولده ومن معهم دون سائر بني النضر بن كنانة، ورجال خزاعة متكافئون، متضافرون، متعاونون فعلى عبدالمطلب النصرة لهم ممن تابعه على كل طالب وتر، في بر أو بحر، أو سهل أو وعر وعلى خزاعة النصرة لعبدالمطلب وولده ومن معهم على جميع العرب، في شرق أو غرب، أو حزن أو سهب وجعلوا الله على ذلك كفيلاً، وكفى به حميلا . وكان عبد المطلب وصى ابنه الزبير ثم أوصى الزبير إلى أبي طالب، ثم أوصى أبو طالب إلى العباس وقال ابن الكلبي : هذا الحلف هو الذي عناه عمرو بن سالم الخزاعي حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم :-

لاهم إني ناشد محمداً
= حلف أبينا وأبيه الأتلدا

أنساب الأشراف للبلاذري .

وسبب الأبيات : لما تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله { صلى الله عليه وسلم } من العهد والميثاق بما استحلوا منهم وكانوا في عقده وعهده خرج عمرو بن سالم الخزاعي الكعبي حتى قدم على رسول الله { صلى الله عليه وسلم } المدينة فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهري الناس فقال
الأبيات التالية المشهورة في السيرة النبوية :-

يَا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا
= حِلْفَ أَبِينَا وَأَبِيهِ الْأَتْلَدَا

قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنّا وَالِدًا
= ثُمّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا

فَانْصُرْ هَدَاك اللّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا
= وَادْعُ عِبَادَ اللّهِ يَأْتُوا مَدَدَا

فِيهِمْ رَسُولُ اللّهِ قَدْ تَجَرّدَا
= إنْ سِيمَ خَسْفًا وَجْهُهُ تَرَبّدَا

فِي فَيْلَقٍ كَالْبَحْرِ يَجْرِي مُزْبِدًا
= إنّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوك الْمَوْعِدَا

وَنَقَضُوا مِيثَاقَك الْمُوَكّدَا
= وَجَعَلُوا لِي فِي كَدَاءٍ رُصّدَا

وَزَعَمُوا أَنْ لَسْت أَدْعُو أَحَدًا
= وَهُمْ أَذَلّ وَأَقَلّ عَدَدَا

هُمْ بَيّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجّدًا
= وَقَتَلُونَا رُكّعًا وَسُجّدَا

قال السهيلي : وَذَكَرَ أَبْيَاتِ عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ وَفِيهَا : ( قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنّا وَالِدًا ) يُرِيدُ أَنّ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ أُمّهُمْ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَذَلِكَ قُصَيّ أُمّهُ / فَاطِمَةُ بِنْتُ سَعْدٍ الْخُزَاعِيّةُ وَالْوُلْدُ بِمَعْنَى الْوَلَدِ وَقَوْلُهُ ثُمّتَ أَسْلَمْنَا، هُوَ مِنْ السّلْمِ لِأَنّهُمْ لَمْ يَكُونُوا آمَنُوا بَعْدُ غَيْرَ أَنّهُ قَالَ : رُكّعًا وَسُجّدَا، فَدَلّ عَلَى أَنّهُ كَانَ فِيهِمْ مَنْ صَلّى لِلّهِ فَقُتِلَ وَاَللّهُ أَعْلَمُ وَذَكَرَ فِيهِ الْوَتِيرَ، وَهُوَ اسْمُ مَاءٍ مَعْرُوفٍ فِي بِلَادِ خُزَاعَةَ، وَالْوَتِيرُ فِي اللّغَةِ الْوَرْدُ الْأَبْيَضُ وَقَدْ يَكُونُ مِنْهُ بَرّيّ، فَمُحْتَمَلٌ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَاءُ سُمّيَ بِهِ وَأَمّا الْوَرْدُ الْأَحْمَرُ فَهُوَ الْحَوْجَمُ وَيُقَالُ لِلْوَرْدِ كُلّهِ جَلّ قَالَهُ أَبُو حَنِيفَةَ، وَكَأَنّ لَفْظَ الْحَوْجَمِ مِنْ الْحَجْمَةِ وَهِيَ حُمْرَةٌ فِي الْعَيْنَيْنِ يُقَالُ : مِنْهُ رَجُلٌ أَحْجَمُ .

حلف المطيبين ( هو بفتح الطاء المخففة وكسر الياء ) هم بنو عبد مناف وبنو زهرة وبنو الحارث بن فهر وتيم بن مرة وأسد بن عبدالعزى وسبب ذلك أن هاشماً وعبد شمس والمطلب ونوفل بني عبد مناف أجمعوا أن يأخذوا ما بأيدي بني عبدالدار بن قصي مما كان قصي جعل إلى عبدالدار من الحجابة واللواء والرفادة والسقاية والندوة، ورأوا أنهم أحق به منهم لشرفهم عليهم وفضلهم في قومهم، وكان الذي قام بأمرهم / هاشم بن عبد مناف، فأبت بنو عبدالدار أن تسلم ذلك إليهم، وقام بأمرهم / عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، والمطيبون هم :-

1) بنو عبد مناف بن قصي
2) بنو أسد بن عبدالعزى بن قصي
3) وبنو زهرة بن كلاب
4) وبنو تيم بن مرة
5) وبنو الحارث بن فهر،

والأحلاف :-

1) بنو عبدالدار
2) بنو مخزوم
3) وسهم
4) وجمح
5) وبنو عدي بن كعب،

وخرجت من ذلك بنو عامر بن لؤي ومحارب بن فهر فلم يكونوا مع واحد من الفريقين،
فعقد كل قوم على أمرهم حلفاً مؤكداً ألا يتخاذلوا ولا يسلم بعضهم بعضاً ما بل بحر صوفة .

طريقة الحلف :-

أخرجت بنو عبد مناف ومن صار معهم من المطيبين جفنة مملوءة طيباً فوضعوها حول الكعبة ثم غمس القوم أيديهم فيها وتعاهدوا وتعاقدوا وتحالفوا ومسحوا الكعبة بأيديهم توكيداً على أنفسهم، فسموا المطيبين وأخرجت بنو عبدالدار ومن كان معهم جفنة من دم فغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا وتحالفوا ألا يتخاذلوا ما بل بحر صوفة، فسموا الأحلاف ولعقة الدم، وتهيؤوا للقتال وعبئت كل قبيلة لقبيلة، فبينما الناس على ذلك إذ تداعوا إلى الصلح إلى أن يعطوا بني عبد مناف بن قصي السقاية والرفادة وتكون الحجابة واللواء ودار الندوة إلى بني عبدالدار كما كانت، ففعلوا وتحاجز الناس، فلم تزل دار الندوة في يدي بني عبدالدار حتى باعها / عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها معاوية دار الإمارة، فهي في أيدي الخلفاء إلى اليوم . الطبقات لابن سعد ( بتصرف )

حلف الفضول ( بضم الفاء )

سبب الحلف :-

أن رجلا من أهل اليمن وقيل من سليم قدم مكة ببضاعة فاشتراها رجل من بني سهم وقيل من جمح فلوى الرجل عنقه فسأله ماله فأبى عليه فسأله متاعه فأبى عليه فعرف أن لا سبيل إلى ماله فطوف في قبائل قريش يستعين بهم فتخاذلت القبائل عنه فلما رأى ذلك أشرف على أبي قبيس حين أخذت قريش مجالسها ثم قال بأعلى صوته :-

يا لفهر لمظلوم بضاعته
= ببطن مكة نائي الأهل والوطن

فلما نزل من الجبل أعظمت ذلك قريش فتكالموا فيه وقال المطيبون والله لئن قمنا في هذا لنقضين على الأحلاف وقال الأحلاف والله لئن تظلمنا في هذا لنقضين على المطيبين فقال ناس من قريش تعالوا فلنكرر حلف الفضول دون المطيبين ودون الأحلاف فاجتمعوا في دار / عبدالله بن جدعان وصنع لهم يومئذ طعام كثيرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ معهم قبل أن يوحى إليه وهو إبن خمس وعشرين سنة فاجتمعت بنو هاشم وأسد وزهرة وتيم وكان الذي تعاقد عليه القوم وتحالفوا أن لا يظلم بمكة غريب ولا قريب ولا حر ولا عبد إلا كانوا معه حتى يأخذوا له بحقه ويردوا إليه مظلمته من أنفسهم ومن غيرهم .

طريقة الحلف :-

عمدوا إلى ماء زمزم فجعلوه في جفنة ثم بعثوا به إلى البيت فغسلت به أركانه ثم أتوا به فشربوه .

معنى الفضول : حلف الفضول، أي حلف الفضائل والفضول هنا جمع فضل للكثرة كفلس وفلوس .

عن يزيد بن عبدالله بن الهاد الليثي أن محمد بن الحارث التيمي أخبره أنه كان بين الحسين بن علي وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كلام والوليد يومئذ أمير المدينة في زمن معاوية بن أبي سفيان في مال كان بينهما بذي المروة فقال الحسين بن علي استطال علي الوليد بن عتبة في حقي بسلطانه فقلت أقسم بالله لتنصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعون بحلف الفضول قال : فقال : عبدالله قال : ابن الزبير عند الوليد حين قال الحسين ما قال وأنا أحلف بالله لأن دعا به لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينصف من حقه أو نموت جميعا فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري فقال : مثل ذلك فبلغت عبدالرحمن بن عثمان بن عبيدالله التيمي فقال : مثل ذلك فلما بلغ ذلك الوليد بن عتبة أنصف الحسين من حقه حتى رضي .[1]

عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال قدم محمد بن جبير بن مطعم على عبدالملك بن مروان وكان من علماء قريش فقال له عبدالملك يا أبا سعيد ألم يكن يعني بني عبد شمس وأنتم يعني بني نوفل في حلف الفضول قال أنت أعلم يا أمير المؤمنين قال : لتخبرني بالحق من ذلك فقال : لا والله يا أمير المؤمنين لقد خرجنا نحن وأنتم منه وما كانت يدنا ويدكم إلا جميعا في الجاهلية والإسلام .[2]

[1] تاريخ مدينة دمشق ج 63 / ص210

[2] تاريخ مدينة دمشق ج 52 / ص186

قال النووي في تهذيب الأسماء : حلف المطيبين، هو بفتح الطاء المخففة وكسر الياء، ومعهم حلف الفضول بضم الفاء، هما حلفان كانا في قريش قبل نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - والحِلْف بكسر الحاء وإسكان اللام هو العهد والبيعة، أحدهما : أنه وقع تنازع بين بني عبد مناف وبني عبدالدار، فيما كان إلى قصي من الحجابة والسقاية والرفادة واللواء، فتبع عبد مناف قبائل منهم أسد بن عبدالعزى وتيم وزهرة وبنو الحارث بن فهر، وتحالفوا أنهم لا يتخاذلون، وأنهم ينصرون المظلومين، ويدفعون الظالمين، وتبع عبدالدر جمح وسهم ومخزوم وعدي وتحالفوا أيضًا وهؤلاء يسمون الأحلاف، وعبد مناف ومن معهم يسمون المطيبين لأنهم خرجوا جفنة فملأوها طيبًا فكانوا يغمسون أيديهم فيها ويتبايعون، وقيل : لأنهم أخرجوا من طيب أموالهم شيئًا أعدوه للأضياف .

والحلف الثاني : أنه كان في قريش من يستضعف الغريب فيظلمه ويأخذ ماله فأنكروا ذلك، وتبايعوا على منع الظالم من الظلم في دار / عبدالله بن جدعان اجتمع عليه بنو هاشم وبنو المطلب وأسد بن عبدالعزى وزهرة وتيم وسمي هذا حلف الفضول، قيل : لأنهم أخرجوا فضول أموالهم للأضياف، وقيل : لأنه قام بأمرهم جماعة اسم كل واحد منهم فضل منهم : الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معهم في حلف الفضول، وكان أيضا في الحلف الأول مع المطيبين، نقلته من شرح الوجيز .

أشهر الصحابة الذين دخلوا مع قريش في حلف : عن محمد بن إسحاق قال : عبدالله بن مسعود حليف بني زهرة وعَبْدِاللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ الأَسْدِىِّ حَلِيفِ بَنِى عَبْدِالْمُطَّلِبِ وعَمْرَو بْنَ عَوْفٍ وَهُوَ حَلِيفُ بَنِى عَامِرِ بْنِ لُؤَىٍّ وهند بن أبي هالة، واسم أبي هالة النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عوف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم حليف بني عبدالدار، وهو ابن خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وأبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس حليف آل عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ومرثد بن أبي مرثد الغنوي حليف حمزة بن عبدالمطلب وصهيب بن سنان حليف عبدالله بن جدعان التيمي وخباب بن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد حليف زهرة وقيل : أنه مولى بني زهرة .

أين وكيف يعقد الحلف ؟

نار التحالف والحلف :-

هي التي توقَدُ عند التَّحالُف؛ فلا يعقِدُونَ حِلفهُمْ إلاَّ عندَها، فيذكرون عند ذلك منافعها، ويَدْعُونَ إلى اللّه عزَّ وجلَّ، بالحرمان والمنع من منافعها، على الذي يَنْقُضُ عَهْدَ الحِلف، ويَخيس بالعهد .

ويقولون في الحلف : الدَّمُ الدَّمُ، والهدَمُ الهدَمُ، يحرِّكون الدّالَ في هذا الموضع؛ لا يزيده طلوعُ الشمس إلا شَدًّا، وطولُ اللَّيالي إلاَّ مَدّاً، ما بلَّ البحر صوفة، وما أقام رضوى في مكانه، إن كان جبلهم رَضْوَى وكلُّ قومٍ يذكرون جبلهم، والمشهورَ من جبالهم وَربّما دَنَوْا منها حتى تكاد تحرقهم، ويهوِّلون على من يُخافُ عليه الغَدْرُ، بحقوقها ومنافعها، والتَّخويفِ مِنْ حِرْمانِ منفعتها، وقال الكُمَيت :-

كهُولةِ ما أوقد المحلفُو
= ن للحالِفينِ وما هَوّلوا

وأصل الحِلْف والتَّحالف، إنما هو من الحَلِفِ والأيمان، ولقد تحالفت قبائلُ من قبائل مُرَّةَ بنِ عَوف، فتحالفوا عندَ نارٍ فَدَنَوْا منها، وعشُوا بها، حَتَّى مَحَشَتهم، فَسُمُّوا : المحاشَ.
وكان سيدَهم والمطاعَ فيهم، أبو ضمرة يزيد بن سنان بن أبي حارثة، ولذلك يقول النَّابغة :-

جَمِّعْ محَاشَكَ يا يزيدُ فإنَّني
= جَمَّعْتُ يرْبُوعاً لكم وتميما

ولحِقتُ بالنَّسَبِ الذي عَيّرتَني
= وتركْتَ أصلاً يا يزيدُ ذَميما

وقوله : تميم يريد : تميمة، فحذف الهاء . والتحالف والتعاقد على الملح وربّما تحالفوا وتعاقدوا على الملح، والملحُ شيئان : أحدهما المرَقة، والأخرى اللَّبَن،

لعقة الدم عند الأحلاف :-

وذلك عندما عمدت بنو سهم بن عمرو فنحرت جزورا فقالت من كان معنا فليدخل يده في دم هذا الجزور فأدخلت عبدالدار يديها ومخزوم وعدي وجمح وسهم فسموا الأحلاف وقام الأسود بن حارثة فأدخل يده في الدم ثم لعقها فلعقت بنو عدي أيديها فسموا لعقة الدم .

الأحاديث الواردة في الحلف :-

عن عاصم قال : قلت لأنس رضي الله عنه أبلغك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا حلف في الإسلام ) فقال : قد حالف النبي صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داري . أخرجه البخاري في كتاب الأدب باب الإخاء والحلف [ 5733 ، 6909 ] وأخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رقم 2529 .

وعند مسلم ( عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا حلف في الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة )

وأخرج الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته : أوفوا بحلف الجاهلية فإنه لا يزيده يعني الإسلام إلا شدة ولا تحدثوا حلفا في الإسلام .

قال وفي الباب عن عبدالرحمن بن عوف وأم سلمة وجبير بن مطعم وأبي هريرة وابن عباس وقيس بن عاصم قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .

عن عبدالرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن لي حمر النعم وإني أنكثه . أخرجه أحمد في المسند والبخاري في الأدب المفرد وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وابن حبان في صحيحه ( التقاسيم والأنواع ) والحاكم في المستدرك والبيهقي في السنن الكبرى وغيرهم كثير .

تفسير العلماء للحديث :-

قال ابن الأثير : أصل الحِلْف : المُعاقَدةُ والمعاهدة على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق
فما كان منه في الجاهلية على الفِتَن والقتال بين القبائل والغاراتِ فذلك الذي ورد النَّهْي عنه في الإسلام بقوله صلى اللّه عليه وسلم [ لا حِلْفَ في الإسلام ] وما كان منه في الجاهلية على نَصْر المَظْلوم وصلة الأرحام كحلْف المُطَيَّبين وما جرى مَجْراه فذلك الذي قال فيه صلى اللّه عليه وسلم [ وأَيُّمَا حِلفٍ كان في الجاهلية لم يَزِدْه الإسلام إلا شدة ] يريد من المُعاقدة على الخير ونُصْرَة الحق وبذلك يجتمع الحديثان وهذا هو الحِلْف الذي يَقْتَضِيه الإسلام والمَمْنُوع منه ما خالف حُكْم الإسلام . وقيل المحالفة كانت قبل الفتح .

وقال النووي : قلت أما ما يتعلق بالارث فيستحب فيه المخالفة عند جماهير العلماء وأما المؤاخاة في الاسلام والمحالفة على طاعة الله تعالى والتناصر في الدين والتعاون على البر والتقوى واقامة الحق فهذا باق لم ينسخ وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في هذه الاحاديث وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة وأما قوله صلى الله عليه وسلم [ 2530 ] ( لا حلف في الاسلام ) فالمراد به حلف التوارث والحلف على ما منع الشرع منه والله أعلم . شرح مسلم .

قالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه : فَالظَّاهِر - وَاَللَّه أَعْلَم - أَنَّ الْمُرَاد بِالْحَدِيثِ : أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَدْ أَلَّفَ بَيْن الْمُسْلِمِينَ بِالْإِسْلَامِ وَجَعَلَهُمْ بِهِ إِخْوَة مُتَنَاصِرِينَ مُتَعَاضِدِينَ يَدًا وَاحِدَة بِمَنْزِلَةِ الْجَسَد الْوَاحِد، فَقَدْ أَغْنَاهُمْ بِالْإِسْلَامِ عَنْ الْحِلْف، بَلْ الَّذِي تُوجِبهُ أُخُوَّة الْإِسْلَام لِبَعْضِهِمْ عَلَى بَعْض : أَعْظَم مِمَّا يَقْتَضِيه الْحِلْف .

فَالْحِلْف إِنْ اِقْتَضَى شَيْئًا يُخَالِف الْإِسْلَام فَهُوَ بَاطِل، وَإِنْ اِقْتَضَى مَا يَقْتَضِيه الْإِسْلَام فَلَا تَأْثِير لَهُ، فَلَا فَائِدَة فِيهِ .

وَإِذَا كَانَ قَدْ وَقَعَ فِي الْجَاهِلِيَّة ثُمَّ جَاءَ الْإِسْلَام بِمُقْتَضَاهُ لَمْ يَزِدْهُ إِلَّا شِدَّة وَتَأْكِيدًا وَأَمَّا قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " شَهِدْت حِلْفًا فِي الْجَاهِلِيَّة مَا أُحِبّ أَنَّ لِي بِهِ حُمْر النَّعَم، لَوْ دُعِيت إِلَى مِثْله فِي الْإِسْلَام لَأَجَبْت " فَهَذَا - وَاَللَّه أَعْلَم - هُوَ حِلْف الْمُطَيِّبِينَ، حَيْثُ تَحَالَفَتْ قُرَيْش عَلَى نَصْر الْمَظْلُوم، وَكَفّ الظَّالِم وَنَحْوه، فَهَذَا إِذَا وَقَعَ فِي الْإِسْلَام كَانَ تَأْكِيدًا لِمُوجَبِ الْإِسْلَام وَتَقْوِيَة لَهُ .

وَأَمَّا الْحِلْف الَّذِي أَبْطَلَهُ فَهُوَ تَحَالُف الْقَبَائِل : بِأَنْ يَقُوم بَعْضهَا مَعَ بَعْض وَيَعْضُدهُ وَيُحَارِب مَنْ حَارَبَهُ، وَيُسَالِم مَنْ سَالَمَهُ . فَهَذَا لَا يُعْقَد فِي الْإِسْلَام، وَمَا كَانَ مِنْهُ قَدْ وَقَعَ فِي الْجَاهِلِيَّة فَإِنَّ الْإِسْلَام يُؤَكِّدهُ وَيَشُدّهُ، إِذَا صَارَ مُوجَبه فِي الْإِسْلَام التَّنَاصُر وَالتَّعَاضُد وَالتَّسَاعُد عَلَى إِعْلَاء كَلِمَة اللَّه تَعَالَى وَجِهَاد أَعْدَائِهِ، وَتَأْلِيف الْكَلِمَة، وَجَمْع الشَّمْل .

قَالَ الْحَافِظ شَمْس الدِّين ابْن الْقَيِّم رَحِمَهُ اللَّه : وَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الْحِلْف الَّذِي نَفَاهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ هُوَ الْحِلْف وَالْإِخَاء الَّذِي عَقَدَهُ بَيْن الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار، وَيُشْبِه أَنْ يَكُون أَنَس فَهِمَ مِنْ السَّائِل لَهُ : أَنَّ النَّهْي عَنْ الْحِلْف مُتَنَاوِل لِمِثْلِ مَا عَقَدَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ أَنَس بِحِلْفِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْن أَصْحَابه فِي دَارهمْ، وَاَللَّه أَعْلَم . عون المعبود . منقول من كتابة الشيخ / أبو حاتم الشريف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 31 - 05 - 2009 الساعة 14:30
رد مع اقتباس