[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : أسعد الله أوقاتكم بكل خير ومسرة وإليكم هذه القصة والقصيدة التي أتمنى أن تحوز على رضاكم وتستمتعوا بها لما لها من معاني طيبة تتضمنها حيث يتجلى فيها عمق الوفاء والإخلاص والشهامة بين فرسان قبائل الجزيرة العربية النبلاء ووفاء الفرسان جبلة لا تفارقهم فهذا الفارس الشيخ / علي الأزمع أبو اثنين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته من شيوخ قبيلة سبيع بن عامر الغلباء الذي قتل في معركة روضة مهنا والفارس الشيخ / برغش بن طواله الشمري رحمه الله وأسكنه فسيح جناته شيخ قبيلة الأسلم من شمر أهل اللحيسة قد تجاورا في سنة من السنوات وأخذا عدة سنوات وهم جيران وفي أحد الأيام أرسل أمير حائل / ابن رشيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته جيشا لابن طوالة لأخذ إبل / علي الأزمع وهي إبل مشهورة ذاع صيتها في أنحاء الجزيرة العربية في وقتها فعز على ابن طوالة أن تؤخذ إبل جاره من قبل الأمير / ابن رشيد ورفض طلبه حتى لو اضطره الأمر لمحاربتة فما كان من / ابن رشيد إلا أن كف عن أخذ الإبل لعدم رغبته في حدوث مشكلة وهو يعلم مدى قوة حليفه ذو البأس الشديد والسد المنيع ابن طوالة وقبيلته الأسلم من شمر وبعد مدة تفرقوا وهذه حال الدنيا وبعدها بسنوات أغار الأمير / ابن رشيد ومعه الشيخ / برغش بن طوالة على رأس جيش من قبيلة شمر على قبيلة سبيع بن عامر الغلباء ودارت معركة حامية الوطيس بين القبيلتين فتواجة الشيخ / على الأزمع أبو اثنين والشيخ / برغش بن طواله فلما تبارزا الفارسان قام / علي الأزمع راعي العبية والعبية فرس مشهورة مربطها لدى سبيع الغلباء وهي كما يقال : سبوق َتلحق ولا تِلحق فلحق فرس / برغش بن طواله وقتلها بشلفاه تحت فارسها فركب / برغش الفرس الثانية فقتلها / علي الأزمع وركب الثالثة فقتلها / علي الأزمع أيضاً ومعنى ذلك أن / علي الأزمع يستطيع أن يقتل / برغش بن طواله ولكن بينهم معروف ولا يريد قتله فانتهت المعركة فأثنى الفارس الصنديد الشيخ / برغش بن طواله على الفارس الصنديد الشيخ / علي الأزمع أبو اثنين وعلى تلك الفرس الطيبة التي معه لأنه يعرف أن الأزمع قادر على قتله ثلاث مرات في تلك المعركة ولم يقتله ردا للمعروف والعشرة التي بينهما فانتشرت قصتهم بين القبايل والقصة أعجبت أناس كثيرون فقال الشاعر / حمدان بن هلال الحربي :-

يا سامعيـن القيـل عنـدي قصـة
= اللي رواهـا لـي شخـص أديـب

تحكي عن الماضي لشيمات العـرب
= مـوكـده مـــا زود التـكـذيـب

جوار برغش هـو وعلـي الأزمـع
= خمس سنوات وكـل عـام بطيـب

سمع ابن رشيـد وأرسـل جيشـه
= لنيـاق الأزمـع وحتماهـن شيـب

ومن عقب خمس سنين إخوان تفرقوا
= كـل بـدربـه يـطـرد النصـيـب

ومن عقبها شمـر وسبيـع تلاقـوا
= تلاقـوا الفرسـان عـنـد النـيـب

علي تبين ثـم طلـع لـه برغـش
= والكـل منهـم فـارس ما يهـيـب

الكل منهـم يـوم عـرف الثانـي
= في ماقف (ن) فيه الرضيع يشيـب

علي عقر ثـلاث فـي عـود القنـا
= من حدر برغـش ما يبيـه صويـب

ثم قال يا برغـش ذكـرت الوصيـة
= من قدم المعـروف يجـزى بطيـب

شجعان ويا كثـر الوفـاء باثنينهـم
= ما هـو تخـرص ذا كـلام مصيـب

كان عيال الأبطـال سـووا سواتهـم
= النجـم يطلـع لـو الليـال تغيـب

لو إني أعرف من مشى ممشاهـم
= تنشر لـه البيضـا علـى الجذيـب

والله لأبيـن بالمجـالـس مـدحـه
= شاعر ولسانـي ما عليـه صعيـب

تمت وصلى الله على سيـد البشـر
= شفيعـنـا بالحـشـر والتعـذيـب

أرجو أن أكون قد وفقت في الإختيار الأمثل وأن تنال القصة والقصيدة بعبق الفروسية استحسان الجميع وشكر لكم على الإطلاع ولكم من الورد عطرا ومن القلب ودا منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .