عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 8 )
الاضجم
عضو هـام
رقم العضوية : 38284
تاريخ التسجيل : 14 - 08 - 2009
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 442 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : الاضجم is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الخؤولة عند العرب

كُتب : [ 18 - 08 - 2009 ]

بحر بحر يا ولد الغلباء علوم وسلوم وكل شيء ماشاء الله عليك ... الله يخليك لعين ترجيك.. وحاري من حراس سبيع العامرية

واحب ان اذكر لك شيء ما يشابه موضوعك الجميل

وقد روي أن أمير المؤمنين رضي الله قال لأخيه عقيل رضي الله عنه وكان نسابة عالماً بأنساب العرب

وأخبارهم: أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً فقال له تزوج أم البنين الكلابية فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها فتزوجها..

وقيل أتى زهير إلى عبد الله بن جعفر بن عقيل قبل أن يقتل فقال له يا أخي ناولني هذه الراية فقال له عبد الله، أو فيَّ قصور عن حملها قال لا ولكن لي بها حاجة قال فدفعها إليه وأخذها زهير وأتى تجاه العباس بن أمير المؤمنين وقال يا ابن أمير المؤمنين أريد أن أحدثك بحديث وعيته فقال حدث فقد حلا وقت الحديث..

حدث ولا حــرج عليك فإنما تــروي لنا متــواتر الإســنــاد

فقال له أعلم يا أبا الفضل أن أباك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه لما أراد أن يتزوج بأمك أم البنين بعث لأخيه عقيل وكان عارفاً بأنساب العرب فقال علي رضي الله عنه يا أخي أريد منك أن تخطب لي امرأة من ذوي البيوت والحسب والنسب والشجاعة لكي أصيب منها ولداً يكون شجاعاً وعضداً ينصر ولدي هذا وأشار إلى الحسين رضي الله عنه ليواسيه في طف كربلا وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر عن حلائل أخيك وعن أخواتك قال فارتعد العباس وتمطى في ركابه حتى قطعه وقال يا زهير تشجعني في مثل هذا اليوم والله لأرينك شيئاً ما رأيته قط(4)...إلخ.

ولما رجع العباس من مكالمته مع شمر حين عرض عليه الكتاب الذي فيه أمان له ولأخوته استقبلته الحوراء زينب وقد سمعت كلامه مع الشمر قالت له أخي أريد أن أحدثك بحديث قال حدثي يا زينب لقد حلا وقت الحديث.

قالت أعلم يا ابن والدي لما ماتت أمنا فاطمة قال أبي لأخيه عقيل أريد منك أن تختار لي امرأة من ذوي البيوت والشجاعة حتى أصيب منها ولداً ينصر ولدي الحسين بطف كربلاء وقد أدخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصر يا أبا الفضل.

فلما سمع العباس كلامها تمطى في ركابي سرجه حتى قطعهما وقال لها في مثل هذا اليوم تشجعيني وأنا ابن أمير المؤمنين فلما سمعت كلامه سرت سروراً عظيماً(5).

عرفنا أن خبر الاختيار رواه فيمن رواه العقيلة زينب وزهير بن القين.

وهنا لو سَئل سائل: لم عول أمير المؤمنين () أخيه عقيل في الاختيار ولم يختر هو لنفسه فهل كان عقيل أعرف منه بأصول العرب مع أنكم تعتقدون أن الإمام أعلم من غيره في كل العلوم وأعرف ممن سواه بكل شيء.

الجواب: نعم هو كذلك عندنا ولكن كانت العادة التي اقتضتها همم الأكابر من الملوك والعظماء أنه إذا أراد التزويج لنفسه أو لواحد من ولده أناب عنه من يقوم به من خاصته من يعتمد عليه من أهل المعرفة والحزم ليختار له ترفعا منهم عن ذلك لأن المرأة مهما بلغت من الجلالة وعظم القدر هي بالنسبة إلى ذلك العظيم لا ترقى إليه ويرى أن مباشرته للخطبة بنفسه انحطاطاً لقدره وهذا نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) لما أراد التزويج بخديجة رضي الله نها مع رغبته التامة فيها وعلو قدر خديجة وعظم شأنها في قريش لم يباشر (صلى الله عليه وآله) خطبتها بنفسه وإنما باشر ذلك أعمامه أبو طالب والزبير وحمزة والقضايا التاريخية إذا سرت عليها أرتك ما نقوله جلياً(6).

وثانياً: إن رجوع العالم إلى من هو أدنى منه في العلم في سؤال أو مشاورة لا ينفي الأول من العلم وحصانة الرأي، والشواهد في ذلك كثيرة ذكر القرآن (عز شأنه) لحبيبه محمد (صلى الله عليه وسلم ): (وشاورهم في الأمر)(7).

ومن تتبع التاريخ يرى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي: (لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)(8) شاور أصحابه في مواقف عديدة وأخذ بمشورتهم، وأشاروا عليه وقبل رأيهم، أترى أنه دخل على رسول الله (ص) في هذه المشاورة نقص في العلم والرأي، الجواب: كلا.

وقد ذكر الله (عز وجل) في كتابه المجيد حول هذا الموضوع أكثر من خمس آيات: وقد قيل: (وكم سائل عن أمره وهو عالم) وغير خفي ما أخبر به الذكر الحكيم من طلب سليمان عليه السلام أصحابه إحضار قصر بلقيس حتى أحضره وصيه .

كما ولا يخفى اقتراح موسى عليه السلام على ربه المساعدة من أخيه هارون على تأدية الرسالة إلى فرعون، وغيرها وغيرها من الشواهد الدالة على ذلك.

ونظرة ثانية كأنما أراد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في اعتماده على أخيه عقيل ليختار له امرأة لا لاظهار شخصية أخيه في هذا العلم فحسب، بل وحتى تكون شهادته عالية الشأن دامغة الحجة فإذا وصم الأعداء في أنسابهم بوصمة تغنت بها الركبان وتحدثت بها أهل المحافل وإذا مدح أحد في نسبه كانت كلمته مضرب المثل وحجة عند أهل الأنساب، فعلى هذا وذاك قال علي لأخيه عقيل رضي الله عنهما جميعا يا أخي أريد منك أن تختار لي.


تحياتي وتقديري


رد مع اقتباس