بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد قال الله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ( سورة التوبة آية : 100 ) فأحببت أن أنقل لكم حديث من الأحاديث النبوية ألا وهو حديث المؤاخاة بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين وجمعنا الله معهم في أعلى عليين روى / زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مسجده فقال : أين فلان ؟ فجعل ينظر في وجوه أصحابه ويتفقدهم ويبعث إليهم حتى توافوا عنده فلما توافوا عنده حمد الله وأثنى عليه، ثم قال : ( إني محدثكم حديثا فاحفظوه وعوه، وحدثوا به من بعدكم، إن الله عز وجل قد اصطفى من خلقه خلقاً ثم تلا : ( الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس ) خلقا يدخلهم الجنة، وإني أصطفى منكم من أحب أن أصطفيه ومواخي بينكم كما آخى الله عز وجل بين ملائكته قم يا / أبا بكر فجثُ بين يدي فإن لك عندي يدا الله يجزيك بها، فلو كنت متخذا خليلا لاتخذتك خليلا، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي ثم تنحى / أبو بكر، ثم قال : ادن / عمر فدنا منه فقال : ( لقد كنت شديد الشغب علينا يا أبا حفص، فدعوت الله عزوجل أن يعز الإسلام بك أو بأبي جهل بن هشام ففعل الله ذلك بك، وكنت أحبهم إلى الله فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمه، ثم تنحى / عمر ثم آخى بينه وبين / أبي بكر، ثم دعا / عثمان فقال له : ( ادن أبا عمرو، ادن مني أبا عمرو فلم يزل يدنو منه حتى الصقت ركبتاه بركبته فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماء فقال : ( سبحان الله العظيم ثلاث مرات ) ثم نظر إلى / عثمان وكانت إزاره محلولة فزرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : ( اجمع عطفي ردائك على نحرك ) ثم قال : ( إن لك شاناً في أهل السماء أنت ممن يرد على حوضي وأوداجك تشحب دماً، فأقول من فعل بك هذا فتقول فلان وفلان وذلك كلام جبرائيل عليه السلام ) إذا هاتف يهتف من السماء فيقول : ( ألا إن / عثمان أمير على كل مخذول ) ثم تنحى / عثمان، ثم دعا / عبدالرحمن بن عوف فقال : ( ادن مني يا أمين أنت أمين الله وتسمى في السماء الأمين، يسلطك الله على مالك بالحق إما إن لك دعوة قد دعوتها وقد أخرتها ) قال : أخر لي يا رسول الله قال : ( حملتني يا / عبدالرحمن أمانة ) ثم قال : ( إن لك لشأناً يا / عبدالرحمن أما أنه أكثر الله مالك ) وجعل يقول بيده هكذا وهكذا، وجعل يحثو بيده، ثم تنحى / عبدالرحمن ثم آخى بينه وبين / عثمان ثم دعا / طلحة و / الزبير وقال لهما : ( ادنوا مني ) فدنوا منه فقال لهما : ( أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم ) ثم آخى بينهما ثم دعا / عمار بن ياسر و / سعداً وقال : يا / عمار تقتلك الفئة الباغية، ثم آخا بينه وبين / سعد ثم دعا / عويمر بن زيد أبا الدرداء و / سلمان الفارسي فقال : ( أيا / سلمان أنت منا أهل البيت وقد أتاك الله العلم الأول والاّخر، والكتاب الأول والآخر ) (1) ثم قال : ( ألا أرشدك يا أبا الدرداء ؟ ) قال بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال : ( إن تنقدهم ينقدوك وإن تتركهم لا يتركوك وإن تهرب منهم يدركوك فاقرضهم عرضك ليوم فقرك، واعلم أن الجزاء أمامك ) ثم آخى بينه وبين / سلمان الفارسي، ثم نظر في وجوه أصحابه، فقال : ( أبشروا وقروا عيناً، أنتم أول من يرد على حوضي، وأنتم في أعلى الغرف، ثم نظر إلى / عبد الله بن عمر فقال : ( الحمد الله الذي يهدي من الضلالة، ويكتب الضلالة على من يحب ) فقال / علي بن أبي طالب : يا رسول الله لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت هذا بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة / هارون من / موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي ) قال : وما أرث منك يا رسول الله قال : ( ما ورث الأنبياء من قبلي ) قال : وما ورث الأنبياء من قبلك ؟ قال : ( كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع / فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي ثم تلا : ( إخوانا على سررٍ متقابلين ) ( المتحابين في الله ينظر بعضهم إلى بعض ) (2) أخرجه جماعة من الأئمة كــ / البغوي و / الطبراني في معجمهما، و / السيوطي في الدر المنثور ( مسند فاطمة الزهراء ) رضي الله عنها ولما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد / علي بن أبي طالب فقال : ( هذا أخي ) فكان رسول الله سيد المرسلين وإمام المتقين رسول رب العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد و / علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخوين، ( السيرة النبوية لابن هشام ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .