بسم الله الرحمن الرحيم
تعلم الصبر :-
هناك قلوب صابرة محتسبة من الذي يجازيها ؟ وما هو جزاءها ؟ قال الله جل وعلا : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( سورة الزمر اّية - 10 ) فعليك أخي المؤمن أن تتذكر هذا الجزاء العظيم من الجواد الكريم، وعليك أن تصبر ولا تتضجر وتحتسب أجرك على الله حتى تلقى الخير الكثير واعلــــــــــــم أن الله إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه فكيف تسخط إذا أخذ منك ما يملكه هو ؟ !! ( فإن لله ما أخذ وله ما أعطى ) فعليك إن أخذ منك شيئاً محبوبـــــاً لك أن تقول هذا لله له أن يأخذ ما يشاء وله أن يعطي ما يشاء فاصبر وارض واستلذ بقضاء الله وقدره وثِق بحكمته وتدبيره وما أنت إلا عبد من عباده واصبر يا أخي على طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك ومكفر لخطاياك ولا تحزن فما أشـــقاك الله إلا ليسعـدك وما حرمك إلا ليتفضل عليك وما أخـذ منك إلا ليعطيـــــك وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك وفي الحديث : ( إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ) رواه الترمذي وقال حديث حسن فهذه بشرى لك إن صبرت ( وعظم الجزاء من عظم البلاء ) رواه الترمذي وقال حديث حسن فتذكر هذا وضَعه نصب عينيك فالبلاء السهل له أجر يسير والبلاء الشديد له أجر كبير وهذه فائدة قيمة لسماحة الشيخ / ابن عثيمين – رحمه الله، من كتاب رياض الصالحين :-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء ) رواه مسلم قال الشيخ : ( وأما الصبر فقال : ( إنه ضياء ) أي فيه نور لكن نور مع حرارة كما قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا ) ( سورة يونس اّية : 5 )
فالضوء لا بد فيه من حرارة وهكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب، فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة بما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان ) انتهى كلامه رحمه الله فيا عبدالله لا يكن في صدرك حرج على أقدار الله بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلـــــــة فلا تنكص على عقبيك في وسط الطريق وتقول أنت لست بملزوم بالصبر وأنت إن تعبت وأوذيت فهذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول فاصبر حتى يأتي الله بأمره واستمسك بدينك واثبت على الطريق واستعن بالله الواحد الأحد قال الله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( آل عمران اّية : 200 ) الصبر عن المعصية والمصابرة على الطاعة والمرابطة على كثرة الخير وتتابعه والتقوى يعم ذلك كله .
وفي الصحيحين أن رسول الله قسم مالاً فقال بعض الناس : هذه قسمة ما أُريد بها وجه الله، فأُخبر بذلك رسول الله فقال : رحم الله / موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر .
وقال / علي رضي الله عنه : ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ) ثم رفع صوته فقال : ( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) وقال أيضاً : ( والصبر مطية لا تكبو )
وعَنْ / أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول : " إن اللَّه عَزَّ وَجَلَّ قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته مِنْهما الجنة " يريد عينيه رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ ( حبيبتيه أي عينيه )
( ما يكون عندي من خير لا أدخره عنكم، وإنه من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) ( رواه / البخارى )
وعن / ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت : { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } شق ذلك على المسلمين، جعلنا الله وإياكم من الموحدين الصابرين المتقين والحمدلله رب العالمين . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .