[][ زل الطرب ][]

	في وسط احد الميادين... في أحد المدن الكبرى... تمثال لا أستطيع الحراك... في اليوم الواحد يجلس بقربي العشرات... ويمر من أمامي الألاف... فهذا طفل يأتي إلي باكياً ثم يقف عندي بدافع الخوف... دون أن أمسح دموعه... وهذا كهل أعمى يمشي على ثلاث... ختم الزمن على ظهره بصمة إنحناء لا يمكن أن يقومها أطباء العالم... مراهقين أشقياء يعتقدون أنهم يملكون العالم... آ آ خ من هذه من رمى علي الكره... صحيح أنني تمثال... ولكن الا يمكن أن تسكنني روح..؟! دعوني أرى ما هذه الضجه... أين يذهب الأطفال يتراكضون... ما هذا الذي يبتاعونه... أعتقد أنها المثلجات... نعم هذا ما يحتاجونه في يوم عقدت فيه الشمس حاجبها... أحياناً عندما أرى المتعه تنبعث من ملامحهم وهم يتناولونه أتمنى لو أتذوقه... بالرغم من أنني لا أستطيع الحراك ولا حتى النظر... الا أن لدي الرغبه في معرفه كل شي وتجربة كل شي... وأنا هنا لا أبحث وراء الأحداث... ولكن الأحداث تأتي إلى هنا... طول الزمن يجعلك تعيش جميع المواقف وتصادف جميع الأجناس... حتى ولو لم تكن أنت محورها... تأملي هذا جعلني أدرك نعمة القناعه بما يعطيك الله عز وجل... وأنا لا أستطيع تذكر شخص واحد مر علي راضياً بحياته... أهـ لا لقد تذكرت... لقد مر علي في أحد الأيام شخصاً زاهداً من الدنيا... قانعاً بنعشه الذي وضعوه فيه... هذا الوحيد الذي أتذكره... أما الباقين فهم غير راضين أبداً... أبداً... عندما تصبحون تماثيل أو جثث هامده مدفونه تحت التراب... ستعرفون معنى القناعه...