(( 12 ))
قال لي محدثي قتل مع فلان في سيارة كانا قد خرجا في مهمة ما ، وتم رصدهم ومن ثم مباغتتهم على حين من انطلاقهم إلى هدف ومعين ...
عندها انفجرت صارخاً في وجه صديقي وقلت حسبنا الله ونعم الوكيل ، من يرضى بهذه الفعال ، لماذا طاقات في الأمة تذهب سدى جراء هذه الأفعال الطائشة المشينة ، والله لم يكن أبوعبدالعزيز النجدي يحمل هذا الفكر الساذج ، بل كان يحب الجهاد ويتمنى أن يموت شهيداً في بلاد يدافع فيها عن ضعفاء شردوا وطردوا من بلادهم جراء طغيان أمة الكفر عليهم ، لا أن يموت هذه الميتة في بلاد الحرمين ومهبط الوحي ، ميتة مؤلمة لكل مسلم ومسلمة ، ويا لله ما هو حال قرابته من زوجة وأبناء يوم أن يبصرون رجل أسرتهم قد قضى في غياهب فتنة عظيمة ...
صمت صديقي قليلاً وقال : أسأل الله أن يصلح الحال ، وأن يحسن لنا الختام وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ، وهذه فتنة يجب أن نتجنبها ؟؟ ودمعت عيناه وتخضبت لحيته بالدموع وقال : يا أبا فلان : نحن في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر ، واللهم سلم سلم ، اللهم سلم سلم ....
قلت حسبنا الله ونعم الوكيل ، كيف يساق الحمل الوديع إلى الذئاب التي لا ترحم ، وكيف يتبدل الفكر السليم إلى فكر سقيم ...
قلت في نفسي : أبو عبدالعزيز يقيني أنه غرر بك على حين ضعف من عاطفة وعلم شرعي لا ضعف عقل ولا دين ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، والله أسأل أن يتجاوز عنك ويجمعنا بك في مستقر رحمته فلكم كنا نتمنى لك ميتة غير هذه تسر الخاطر وتشرح الصدر وتبعث بالبشر ...
رحل أبو عبدالعزيز فهل من معتبر ؟؟
وستبقى بعون الله هذه البلاد الطاهرة محل أمن وأمان وإن طغى عليها بعض من أبناءها جهلاً وتكبراً ، فالله كاشف هذه الغمة بعونه ، والفرج قريب بإذن الله ...
أيها الأحبة :
أبو عبدالعزيز النجدي لا شك أنه تلاقفته أيدي هذه الفئة الضالة من الشباب المشوهين فكرياً بأدلة وفتاوى من قبل متفقهين وليسوا بفقهاء وللأسف ، والأخوة التي ربطت بعضهم البعض في الحلو والمر تجبر بعضهم على الاستمرارية وإن كان تم من شك ما إلا أن الأدلة والبراهين المكفرة تبقى حاضرة ، ناهيكم عن فتاوى المشايخ الثلاثة الخضير والخالدي والفهيد التي كانت تنبني على أدلة ظاهرة شحنت الشباب وشحذت هممهم وللأسف ، ولم يعلنون الرجوع عن أقوالهم إلا بعد فوات الأوان وللأسف وإراقة الدماء وزهق الأرواح ...
أبو عبدالعزيز النجدي : دخل إلى السعودية مصاباً بعد عودته من الشيشان وتعاطفت الدولة معه ومع أسرته بل ولم تقف له بالمرصاد أبداً ، ,إنما استدعي لمجرد مسائلة ومن ثم أطلق في غضون سويعات على حد علمي الأكيد ، كما تم منعه من السفر احترازياً وهذا سبب بقائه والكثيرين في السعودية دون سفر إلى غيرها وفي هذه الخطوة خير كثير ونية صالحة من الدولة أن يندمج أمثال هؤلاء في مجتمعهم ويعاودون حياتهم الطبيعية بكل يسر وسهولة ...
ولم تتوقع الدولة منه أن يحدث ما حدث منه ، حيث له زوجة شيشانية وأبناء تم إعطائهم الإقامة بالنسبة للزوجة والجنسية للأبناء ، والحق الكامل في الجنسية مقر للزوجة ومن ثم له أسرة تعهدت بواجباتها نحو ابنهم أمام الدولة ووالله إن الدولة حقاً وصدقاً لم تقصر معه أبداً ..
ومن ثم أصبح كآلاف الشباب الذين انخرطوا في المجتمع من جديد وعاودوا حياتهم الطبيعية ومن ثم البعض منهم كما نرى عادوا ليطبقوا ما تعلموه هناك من تدريبات وتفجيرات وقتل هنا وللأسف الشديد والله المستعان وهل يستويان كلا وربي فوطننا ليس دار حرب ولا موطن إثارة فتن .
بالطبع خالد كما قلت كان قريباً من هؤلاء الشباب وبمجرد ما وجد إخوانه في هذه المعمعة وجد نفسه بينهم لأنه أصلاً كان معهم قبل أن يبدؤون في الفعال ، ولو فرضنا أن شباباً مجموعة واحدة قرروا أمراً على سفر، وبينهم من لم يفكر في السفر ولكن وجد نفسه أنه ضمن هذا الجمع فوجد مسوغات لا تمنعه من السفر مع كونه لا يفكر فيه من ذي قبل فسافر معهم كونه منهم ليس كونه يريد السفر ؟؟ هذا على سبيل المثال مع الفارق الكبير بين الوقائع .وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل ، وحفظ الله الوطن من كل سوء والله نسأل أن يوفق البقية للتوبة والعودة إلى جادة الصواب ...
مع وافر تحياتي ،،،،،،، وللحديث بقية من نبض ..