(( 17 ))
ولكن للأسف لم يكن عبدالكريم سيبعد لوحده لو حصل أمر لا تحمد عقباه لأنه شخص يمثل الجميع فهو جزء من مجموعة قد يحكم عليها بتصرف فرد ...
أقول وفجأة إذ برجال الشرطة المسلحين والملثمين ( مكافحة الارهاب ) وبعض رجال الاستخبارات يحيطون بسكن الفريق في الفندق ويطالبونهم بالخروج من الفندق على الفور والرحيل من أرض أنغوشيا حالاً والسبب أنهم يمثلون خطراً على أمن روسيا ، وقد تم إخراج الجميع من الفندق تحت وطأت السلاح والتهديد إلى أن وصلوا المطار مباشرة ، وفي المطار سحبت الفيز الخاصة بهم ومن ثم تم إبدالها بفيز لمدة سبعة أيام كي يغادرون الأراضي الروسية وإلا سيتعرضون للعقوبة القانونية ، ولم يكن في الطائرة مقاعد كافية فقد وضع اثنان من فريق العمل في مؤخرة الطائرة وهما واقفان طوال الرحلة التي تستغرق ساعتان ونصف ..
ومن مطار أنقوشيا إلى موسكو حيث استقبلهم رجال الأمن في السفارة السعودية ومن ثم إلى السفارة السعودية التي طالبت الفريق بمغادرة الأراضي الروسية على الفور بأمر من وزارة الخارجية ووزارة العدل الروسية لكونهم يهددون الأمن الروسي ، وحيث سحب ترخيص العمل من هذه اللجنة وألغي قرار السماح لها بالعمل تماماً ، ومن ثم بالطبع أنهيت إجراءات سفر الفريق من أجل عودتهم إلى السعودية على أقرب طائرة ... وفعلاً عاد الجميع ...
المهم أنه بعد خمسة أشهر من الطرد ، استطاعة المملكة العربية السعودية وإيماناً منها بدعم إخواننا في الشيشان ، استطاعة الترتيب من جديد للعمل في روسيا باسم منظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولي لعودة فريق العمل إلى روسيا ومن ثم إلى أنغوشيا ، لمواصلة العمل تحت مظلة دولية رسمية لها نفوذها وبعيدة عن الشبهة ، وكان الجواب من وزارة العدل الروسية أن أتى بالموافقة شريطة تقديم تقرير متكامل شهرياً عن عمل الفريق والتفاصيل عن فريق العمل وتنقلاته بالإضافة إلى تقديم تقرير مالي دقيق عن مصروفات الأعمال الإنسانية مثبتة بأوراق رسمية وعقود حقيقية ...
بالطبع بعد طرد الفريق في المرة الأولى ، أصر الجميع على عدم عودة عبدالكريم معهم إصراراً كاملاً ، وأكدوا أنه كان سبباً فاعلاً إن لم يكن رئيساً في هذا الطرد لكثرة تجاوزاته ومخالفاته لتوجيهات رئيس الفريق ولكثرة اجتهاداته الغير مبررة و الغير مسؤولة ، عندها أصدر رئيس اللجنة حينها قراراً بأن عبدالكريم لا يذهب ويتم استبداله بشخص آخر بعد الاعتذار منه وصرف جميع مستحقاته المالية وعودته للمؤسسة التي أوفدته ومنحه شهادة خبرة بالمدة التي قضاها ...
وذهب الفريق إلى روسيا من جديد على أن يلحق بهم هذا الشخص البديل عن عبدالكريم عند اختياره ، سمع عبدالكريم بخبر إعفائه وغضب عبدالكريم غضباً شديداً وذهب يشكك في أمانة فريق العمل ومصداقيته وأن ما قاموا به مؤامرة لعزله وعزل مؤسسة الحرمين عن العمل هناك وكأنه صمام الأمان وأمين السر، فلم يسمع أي أحد له واعتبروا تصرفه دليل على عدم تفهمه للأمور وأن ما قيل عنه فعلاً هو صحيح ...
صادف أن كان هذا الشخص الآخر المرشح كبديل عن عبدالكريم صديق عزيز عليّ من خارج منطقة الرياض ، واتصل بي وقال أنه تم اختياره للعمل في أنغوشيا بدل شخص أسمه عبدالكريم اليازجي ، قلت نعم عرفته ، أسأل الله لك التوفيق وأنا في انتظارك، وقال أنه قادم للرياض لاستكمال إجراءات سفره ، وكنت أعلم عن كل ما يجري ولكني أكتمه لقربي من مسؤول هذه اللجنة باستمرار...
اتصل علي صاحبي فجأة وقال أنه في شقق المنزل بشارع الضباب وقال تعال لي أريدك تأتيني ، قلت حسناً آتيك بعد صلاة العشاء إن شاء الله وكان الوقت حينها عصراً ...
المهم أنه بعد صلاة المغرب اتصل بي صديق عزيز علي أسمه أبو دجانة الطائفي وقال لي يا فلان ، قلت نعم قال سآتي لزيارتك قلت على الرحب والسعة متى ؟ قال بعد صلاة العشاء ، قلت مرحباً بك ولكن بعد صلاة العشاء عندي موعد مع فلان صاحبنا وكان يعرفه وقلت أنه سيذهب إلى روسيا بدل عبدالكريم اليازجي وموعدي معه بعد صلاة العشاء ، قال حسناً إذاً نلتقي عنده فأنا أيضاً أريد السلام عليه ، قلت إذا موعدنا هناك وأعطيته العنوان ، وكان أبو دجانة الطائفي أيضاً صديقاً لعبد الكريم اليازجي ويعرفه جيداً ..
بعد صلاة العشاء كانت المفاجئة يوم أن وصلت لصاحبي وجلست عنده قرابة العشر دقائق في الشقة إذا أبو دجانة يتصل بي جوال ويقول نحن في الأسفل أنتم في أي شقة ، فلما سمعت نحن؟ قلت معك أحد قال نعم معي ( عبدالكريم اليازجي ) قلت في نفسي سامحك الله ما هذه الورطة ، تفضلا نحن في شقة رقم كذا في الدور كذا ..
طرق الباب وفتحت وإذا بي أبصره معه عبدالكريم اليازجي ، وقد بدا على عبدالكريم شيء من الغضب لم أفهمه ، فقلت لأبي دجانة خير إن شاء الله ، قال خير إن شاء الله ، هذا أخونا عبدالكريم كان في روسيا يعمل هناك وأتى ينصح الأخ صاحبنا قبل السفر ويوجهه كي لا يغدرون به كما غدر به ... ؟؟؟ تبسمت والتزمت الصمت ..., جلسنا قليلاً ...
وبدأ عبدالكريم اليازجي يتكلم بحرارة ويتهم فريق العمل بأنهم يلعبون بأموال المسلمين ومن ثم يتهم البعض بأنه مباحث ، وذاك بأنه استخبارات ، وبدأ يلعن ويشتم فلان وعلان ، وانتبه لهم لا تعطيهم كلاماً أو يجرجرونك في حديث ، ولا يهمونك ولا تطيعهم ، وبدأ يفصل فيهم واحداً تلو الآخر ، وأنا أغمز لصديقي من خلفه أن لا تتكلم واصمت واستمع فقط ، وكان صاحبي يقول إن شاء الله نعم الله يعين ووو ..
انتهى المجلس الذي طال الحديث فيه مع عبدالكريم عن نظرته للعمل هناك وكيفية التعامل مع فريق العمل ووو ...
ثم انصرفا من الشقة ، فقلت لصاحبي كل شيء سمعته من أذنك اليمنى أخرجه من الشمال ، وما قاله عبدالكريم اعتبره الخطأ الذي أدى به إلى الاستغناء عنه ، وهي ردة فعل واضحة على طرده من فريق العمل ، وهو غاضب وأتى يصب غضبه وينفس عما في داخله فاحذر أن تحذو حذوه ...
حذرت صاحبي وهو حكيم أيضاً أن يسلك درب الجماعة ويسمع ويطيع لإخوانه فيد الله مع الجماعة ...
بعد مضي سنة ونصف من هذا اللقاء الذي اختفى بعده عبدالكريم اليازجي لم أبصره أنا وصاحبي إلا على شاشات التلفزة وهو يعلن أسمه وصورته أنه مطلوب أمنياً ، يقول صاحبي في اتصال هاتفي معي وكان هناك في روسيا عند وقوع الخبر ، يا فلان الحمد لله الذي لم أسمع كلامه ، ومن ثم بعد فترة أتى خبر تفجير نفسه في حادثة مجمعات الرياض نسأل الله السلامة والعافية وكانت في الحقيقة حياة مليئة بالشغب والمشاكسات ...
من هذه القصة لي معه ومع من حوله يتبين لكم جلياً من هو عبدالكريم اليازجي وسلوكه الذي أدى به إلى هذا الفكر وهذا التصرف الشنيع الذي لا يقبله عقل ولا تقره شريعة ولا يقدم عليه فاهم متفقه في الدين ...
وفقكم الله وشكراً لإصغائكم واعتذر على الإطالة ... خوروشيه ...
وللحديث بقية ,,,,