عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 34 )
كلي مشاعر
عضو مميز
رقم العضوية : 1504
تاريخ التسجيل : 12 - 09 - 2004
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : EVERYWHERE
عدد المشاركات : 521 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : كلي مشاعر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : ( ذكريات مجاهد ، واعترافات إنسان ، الحقيقة من الألف إلى الياء ) ؟؟

كُتب : [ 09 - 10 - 2004 ]

(( 29 ))

مرحباً بكم من جديد وأشكركم على المتابعة ،،،،،،،،

انتهى الجهاد في أفغانستان ، نعم انتهى بنهاية مأساوية صدمت بها الأمة وأيام صدمة ، فقد تشتت أحلام تلك الدولة الإسلامية ، وبدت الحقائق واضحة ، وفضح من فضح ممن رفعوا من شأن هذه الدولة وضخموا الأمور وأعطوا القضية الأفغانية أكبر من حجمها بكثير ، نعم قد بدت لنا واضحة تلك المبالغات التي نسمعها على منابر الجمع وعبر المحاضرات والندوات والتي تصور أفغانستان ببدر وأحد وذات الصواري والخندق ، قد بدت لنا الصورة الحقيقية التي صورها لنا البعض بأنها أرض الكرامات التي يعجز الفكر عن تصورها حتى قال أحدهم أن الطفل الأفغاني يرمي بالتراب على الدبابة فتنفجر ، انتهت مرحلة من جهاد الأفغان كي تخبر أننا أمة ركنت للعواطف والدموع ، وأننا آخر من يعلم الحقائق وبعد فوات الأوان من بذل الغالي والنفيس وللأسف ...

انتهت أفغانستان وبدأ رجال الأمة يستسيغون الصدمة ويؤمنون بالواقع ويسلمون للحقيقة المرة ، وعاد من عاد إلى أرض الوطن وهم كثيرون ومن كل مناطق المملكة ، وربما لا تجد مدينة أو محافظة وربما قرية إلا وتحتضن بعضاً ممن ذهب إلى أفغانستان ، كثير منهم عادوا وقد انقطعت بهم السبل في الدنيا ولكن لم تنقطع بهم الطرق الموصلة إلى أهداف سامية توفر العيش الكريم لهم ، ولكن الأمر بحاجة إلى جد واجتهاد فليس من شيء يطلب بالتمني ويوصل إليه دون مشقة من جهد وبذل ...

والسؤال الذي لطالما يثار / هل احتضنتهم الدولة وأصبح لهم دور فاعل في المجتمع أقصد أولئك العائدون من أفغانستان ؟؟

في الحقيقة انقسم هؤلاء العائدون إلى شقين هما :

1 / من فعلاً عاد وواصل دراسته أو انشغل بوظيفة أو تجارته وانخرط في المجتمع بكل إيجابية بل وتجاوز التوقعات .

/2 وآخرون وللأسف اعتزلوا المجتمع فأصبحوا سلبيين للغاية وكثير منهم يأخذ بقاعدة إما جهاد وإما عطلة وبطالة وجلوس مع جماعة ما يسمى بالجهاد في المخيمات البرية أو الجلسات على خطوط الطرق النائية كجلسات شباب أو جلسات في منازل ثلة تقوقعت على نفسها دون تأثير في المجتمع وكأن الحياة قد انتهت بهم بعد انتهاء الجهاد في أفغانستان ، بل ويصل الحال ببعض السذج أن يفكرون في أن العمل الحكومي ذل ومهانة وأنه عمل غير شريف وفيه نظر ؟؟

الشق الأول نجح في استعادة حياته الطبيعية وأنتج وعلم حقيقة أنه لا بد أن يكون كما باقي البشر وأن يثبت أنه عاد من أرض لم تكن مثبطة له عن خوض غمار التضحية والاندماج من جديد في المجتمع بل على العكس فالمجاهد الحق هو من لا تصده المواقف أو تحبطه العوائق ، وأمثال هؤلاء كثيرون ، اليوم نبصر منهم الطبيب والمهندس والمعلم والتاجر والموظف في شتى وظائف متعددة في الدولة بل ومناصب حساسة أو في شركات معينة ، واليوم كذلك هم أصحاب بيوت وأسر ومشاريع حياة كما باقي أي مواطن في المجتمع يعيش على تراب وطنه حراً أبياً يعطي بلا حدود ويثري مجتمعه وأمته بالعلم والفائدة والعمل ، وقد اعتزلوا في المستقبل العودة إلى تلك الأراضي الشائبة بعد عودة طالبان وغيرها من أراضي في أنحاء المعمورة نعم فهم خير من يدركون أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، وهم ممن صرخوا في وجه الزيف أن كفى استغفالاً بعقولنا واستخفافاً بحياتنا واستغلالاً لعواطفنا الجياشة تجاه ديننا وأمتنا ، نعم يكفي ما أريق من دماءنا هباءً وما بذل من أموالنا ذهب أدراج الرياح ، كفى فقد أذقنا الأمهات المرارة ، واسكنا الخوف في قلوب الآباء واليأس في نفوس الذرية ....


أما الشق الثاني فللأسف فشل في الحياة فشلاً ذريعاً ، فانعزل عن الدنيا بمن فيها فلا دراسة ولا عمل وأصبحوا عالة على أسرهم ومجتمعاتهم ، ويعيشون على صدقات من هنا وهناك أو ما يبذله الأب بحرقة على هذا الإبن الكبير الذي ينتظره يعتمد على نفسه ، بحجة أنهم سينفرون في سبيل الله ومن بلد إلى بلد ومن قضية إلى قضية بأموال المسلمين وما أكثر من يتسيح بهذه الأموال بحجة أنه يريد الدخول إلى هذه الجبهة أو هذه الدولة كي ينضم للمجاهدين ، ولكم سمعت بشباب كثيرين جلسوا في جمهوريات كجورجيا وغيرها مجاورة للشيشان أشهر عدة ومن ثم عادوا بخفي حنين وقد صرفوا آلاف الريالات من أموال المسلمين على غير فائدة ... فمن المسؤول ؟؟

نعم عادوا وجلسوا يبكون على الأطلال ويتمخترون في المجتمع بأنهم الأبطال ، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تبين أنهم ليسوا إلا عالة على الأمة وثقل يتعب كاهلها ، بل وخطر يهدد أمنها واستقرارها ، فهم جماعة إما جهاد وإما قعود كما السبهللة لا في أمر دنيا ولا أمر آخرة وللأسف ، وغالباً ما يسببون لأسرهم ذلك الهاجس الكبير من جراء تحركاتهم وعدم اتزانهم حتى جاوز الكثير منهم الثلاثين سنة من غير زواج ولا عمل ، ومن يدفع ضريبة كل هذا وذاك ؟ سوى الوالدين من هم وغم في فلذة كبد تعبوا عليه سنين طوال كي يرونه كما البذرة تكبر وتترعرع حتى تصبح شجرة تثمر بأطايب الثمر ...

إنهم وللأسف هؤلاء الذين قعدوا عاشوا حياة مؤلمة حتى بدأ الواحد منهم في طيش من أمره يقسوا قلبه وتقل طاعته ويبعد عن دين الله ينتظر أن يأتيه أي أحد يغرر به ويستخدمه من أجل هدم أمته ومجتمعه ووطنه مستغلاً في ذلك حاجته الماسة ليس للمال فقط بل ربما للموت الذي يصوره له البعض أنه شهادة في سبيل الله وما هو إلا إفساد في الأرض ، ومن ثم هذا اليائس ماذا بقي له غير أن يفجر نفسه أو يقتل أو أو بحجة أنه يهرب من واقعه المرير إلى واقع أمر يكذب فيه حتى نفسه وعقله ويجبر قلبه أن يقبل هذا الواقع المنحرف بأنه جهاد للظلم وأي ظلم أعظم من هذا الظلم للنفس ، وأي تجني أشد من هذه الصورة المرعبة ...

أيها الأحبة الدولة استقبلت هؤلاء وكلنا جميعاً استقبلنا الوطن كي نواصل العطاء ، فلم يضيق على أحد إلا من ضيق على نفسه ومكث ينتظر الشبه والعيون كي يشار إليه بشائبة تستدعي الحيطة والحذر منه ، نعم فلم تضرب الدولة أي أحد على يده كي يقف دون دراسة أو عمل أو تجارة ، ولم تمنع أي شخص من مواصلة حياته العادية ، فهذه الجامعات مشرعة الأبواب وهذه الأعمال تقول من جد وجد وهذه الأسواق تنتظر رجالها ، ونحن نعلم أن تم من رجال سلكوا طريق الأنفة والرزق ففتح الله عليهم من أوسع أبوابه ، وووو

وقد بدت لنا حقيقة خطر أولئك القاعدون عن الاندماج في المجتمع وكأنهم شعب الله المختار فهم الصواب وغيرهم الخطأ ، وهم من على حق وغيرهم على باطل وهم الأحرار وغيرهم عبيد ، حتى أتى بعضهم الفرج بعودة طالبان إلى أفغانستان ونفر إلى هناك كي يواصل إخفاقه وهروبه من واقع حياته الذي أثبت فشله فيه ، فهو يريد أن يهرب من شبح هذا الفشل إلى أمر على أقل تقدير يحفظ ماء الوجه له من ترهات أفعاله الساذجة ، ومن ثم انتهت طالبان ، وعادوا كي يواصلون الإخفاق في عقر دارنا وفي وطننا وبين أهلينا ، فبدؤوا يشرقون ويغربون ويجمعون الأموال والعدة والعتاد ليس لتحرير فلسطين ولا لغزو الروم ، بل للتفجير في بلاد الحرمين بحجة موجودة منذ سنوات بل عشرات السنوات وهي التواجد الأجنبي ؟؟ فما الذي اختلف ؟؟ ألم يكونون متواجدين منذ عشرات السنوات في بلادنا ؟؟ ألم تكن قضية فلسطين وأفغانستان قائمة ، فلما يفجرون الأوضاع الآن ، هل فقهوا للتو ؟ أو علموا بالأمر في الحين ، كلا ولكن الحقيقة أنهم فارغون ، يريدون صنع شيء ما ؟؟ فهم ملوا القعود وأكلهم الفراغ القاتل ، وليس عندهم من هدف أو مشاريع حياة حقيقية ، وهل لهؤلاء سبيل بعد كل هذا سوى سلوك سبيل الغي والضلالة ...

ومع كل هذا وذاك فقد قامت الدولة باحتواء الشباب من جديد رغم ما يصنعون بالبلاد والعباد ، فتطرح مدة عفو وأخرى طريقة في التعامل جميلة وواعدة ..

ولم يبقى أي أحد يريد مقابلة الأمير محمد بن نايف يشكو له أمراً إلا وتم مقابلته والاستماع لشكواه ليس إلا لأنه ذهب إلى أفغانستان ، فأي كرم بعد هذا وأي احتواء ننتظره بعد هذا الاحتواء ؟؟؟

وقد قام سمو الأمير محمد بن نايف باستدعاء الكثيرين منهم وإعطائهم مبالغ مالية كبيرة كي يبدؤون حياتهم من جديد ، ومن أراد وظيفة وجه بتوظيفه كي يستوعبهم المجتمع ولا تتلقفهم الأيدي البطالة التي سلكت ما يسمى بالجهاد هروباً من واقع مر وحياة بؤس ...

نعم أعلم الكثيرين ممن ذهبوا ذهبوا هروباً من فقر مطبق أو فشل دراسي أو أو كثير من المسببات ولعل حب الإطلاع وخوض التجربة كانت أساساً لكثيرين ، والدليل أنهم رجعوا ولم يثبتون على مبادئ الرجال من حسن الفهم والحنكة ، ولست ألوم الشق الثاني فجلهم إن لم يكن أكثرهم جهلاء لا علم لديهم لا شرعي ولا فقه واقع حياتي ..


إنهم باختصار الجانون على أنفسهم ممن رضوا بأن يبقون في الظل دون الخروج في شمس الحقيقة ، ممن رضوا بالدون والجلوس في وحل العطلة وألا شيء ولأسف ...

الدولة منعت الكثيرين من السفر كي يستقرون في مجتمعهم ويبدؤون حياتهم الطبيعية كي يستقرون بين أهليهم وذويهم ، كي يعطون ويعوضون الماضي الأليم ، غير أنهم ظنوا أنهم أسرى في وطنهم وأنهم يهانون بذلك وللأسف ، وإني والله لأعلم الكثير من هؤلاء كان منعهم رحمة لهم ويحمدون الله ليل نهار أنهم منعوا لأنهم بدؤوا حياتهم من جديد ولو كان السفر مسموحاً لهم فلا يعلم اليوم في أي أرض هم يتخبطون ...

هذه حقيقة مرة ولكن لا بد من ذكرها للعظة والعبرة .وللحديث بقية من نبض ..

تحياتي


رد مع اقتباس