[بن بجاد]

الخطـأ المقصـود

ديمــومـةٍ سبّلــت همّـالهـــا بالـظــلام
وأرخــت جنـاحـيـنهـا للحـرب و أهـوالـهــــا

فيهـا من الفعل كثر اللي بنـا من كـلام
وإن طـوّل الصمــت فــال الله ولا فــالــهـــــا

هلّت بردهـا من البـارود مثـل الغمــام
علـى العـــراق العـريــق وزادت أغـلالـهـــــا

مسكين من صدّق إن الحرب لأجل السلام
كِـذبـة كـشـفـهــا الزمـان و بــان دجّــالـهــا

الحرب صـارت على بغـداد حرب انتقــام
تــدرج رحـاهــا بغـيـظ وتفـرك أثـفــالــهــا

تحت اسم الإرهاب يا المسلم عليك اتّهــام
يـا لعنـة الله على أهـل الـكـيد وأعمـالـهــا

ترسل قنـابـل ذكـيّة والخـطـايـا جســــام
مـا أدري غبية وحنّـا أغبى من إرسـالـهـــا

هذه ضحـايـا الخطـأ المقصـود بين الرّكــام
على النفــوس البـريّـة حطّـت أثـقــالـهـــا

تقتل كهـول ونسـاء وأطفـال سنّ الفطــام
أمثــال مـا صــار بـالـحـِلّـه ومـا نـالـهــــا

عـوايـلٍ بأسرهـا راحـت بعــزّ المـنـــــام
أكـل الـشــرايــد عـجـــوزٍ زاد وِلـوالـهــــا

ويفتشـون الحـرايـر نـاقـشـات الـوشـــام
كــم حــرّةٍ تـلـطـم الـخـدّيـن عـزّالـهــــا ؟

على شرفـهــا تعـدّوا يرفعــون اللـثـــام
وإن صـاحـت بـظـيـمـهـا ما أحدٍ توحّالهـا

ليل المريضة تنادي وين قـيس الغــرام ؟
بعراقـهــا تنتحـب واطّــوّح بشـالـهــــــا

تبكي وتنخى هل الفزعة خَـوال وعَمَـام
لكـن ولـد عـمـهـا كِـنّـه ولــد خـالـهـــــا

المعتصم راح ،، واللي يستمعهـا عصـام
من قــوم ذلٍّ لحـاهـا تنتـف سبــالـهــــا

يا حرّ قلبي من اللي صار يـا أهل المـلام
وأرض الخـلافــة غزاة الكـفـر تـغـتـالـهــا

الجرح ينزف قهر والعين عيّـت تـنـــام
غـيّـم سمــاهـا الحـزيـن وهـلّ هـمّـالـهـا

أبكـي على شمّر إللي ظيفهم ما يظـام
قبـيلـةٍ يـشـهـد التــاريــخ لأفـعــالـهـــا

وأبكي جبور العراق اللي تقص العظام
وسلايـل المنـتفـق مـع بـاقـي أبـطـالـهـا

أهل الشجاعة رجال الحرب يوم العـزام
تسـابـق المــوت حرمتـهــا و رجّـالـهــــا

حتى غدت برنو و الفلاّح صـاروخ سـام
وكلاش ميســون عدّت بـه عن عـيـالـهـا

ما يدفـن الراس لـمِن ذَلّ غيـر النّعام
ولاّ تـرى الحـرّ نفسـه ترفــض إذلالـهــــا

المـوت حـاصل بحـادث سير ولا حســام
والنفس مـوت الفخـر عن ذلّهـا أشوا لهـا

إن مِتّ جنّة عدن وإن عشت تلبس وسامها
والنفس في الحالتـين تسـرّك أحـوالـهـــا

يا مسلمين إفهمـوا المخطّـط الإقتسـام
بانت مظـامـينـهــا ما عـاد يبغـالـهـــا

بغداد الأمجاد وأرض الرافـدين الكِرام
تهـاوت أركـانـهـا من ضرب زلـزالـهـــا

حضـارةٍ خـالـدة من عشرة آلاف عــام
اليـوم مـا باقي منهـا سوى أطـلالـهــا

على رصيف الرصافة يقتلـون الحمـام
والجسر و الكـرخ شرّ المغتصب طـالـهــا

لا والله هـلّلـوا فـيـنـا عيـال الحــــرام
روس الطـواغـيت حطّتنـا على بـالـهــا

بغداد ما بعدها إلا الشام وأرض الحرام
مِن حــاش دينـارهـا مـا وفّر ريـالـهــا

أللي يبي العزّ ينده للجهـاد الهَمَـام
لعـلّ الأمــة تفــيق ويــذّن بـلالـهــــا

في ساحة القادسية مجد الإسلام نــام
يبي مثل سعد والقـعـقـاع وأمثـالـهــا

ولاّ المثنّى وخــالـد رافعـين المقـــــام
من عقبـهم رايـة التوحـيد يرثى لهـا

أيّـام بِـه مَن يـورّد للقنـا والسّهـــام
وجيوش الإسلام ما أحلى صفّة أرتالها

إمّا اتّحدنـا وخلّـينا العقـيدة حــزام
رحنـا دويـلات تركـع ذلّ بلـحـالـهـــا

يا حادي العيس علّق بندقك بالسّنام
ولاّ استـرح واتـرك الفزعـة لـخـيّـالهــا

الله يسلّم لنا ليث الليـوث الإمــــام
يحمي الحرمين والقدس يحمى جـالها

عساه يظهر ويجلي الليل بدر التمام
ويقـود الأمـة ويبعَث ميّت آمـالـهــا

إمّـا ردعنـا العـدوّ ولاّ علينـا السـلام
رحنا وراحت صروحٍ سادت أجيـالـهـا

وإن صـارت الواقعة لعلنـا ما نضـام
قولـوا ترى فلان قبل تصير قِد قالـهـا



للشاعر /
محمد بن جلبان السبيعي