الموضوع: معركة القاعية
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 9 )
مسلط 22
وسام التميز
رقم العضوية : 8443
تاريخ التسجيل : 02 - 07 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,834 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مسلط 22 is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : معركة القاعية

كُتب : [ 04 - 09 - 2006 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخوي الصارم البتار بعد التحية وقد قلت هذا ردي على سوأل الأخ / سعد بن شايع عن معركة القاعية ولقد أحببت أن أنشره في جميع منتديات سبيع لتعم الفائده فقط : كانت سبيع والسهول نازلين على القاعية ونزل عليهم سرية ابن عرفج فعلم الدويش والحق أن الدويش لم يكن لوحده بل كان معه الإخوان ومنهم من شمر وابن حميد من عتيبه والعجمان وغيرهم كثير فلما علم سبيع أن الإخوان سوف يغيرون عليهم تشاور ماذا يعملون فقال / مطلق بن شويه : أرى أن نذهب بالإبل تجاه الدهناء ويكون الطراد طراد ساقة ونشغل الدويش عن النساء والبيوت فاستحسنوا هذا الرأي وفعلوا ما شار عليهم وكانت الشوكة والفرسان مع الإبل لكن الدويش اختار أن يغير على الأطفال والنساء والباقين في الخيام وكان عددهم سبيعين رجلا وكان هذا ما فعله حيث حصل معركة استبسل فيها هؤلاء السبعان السبعون وأثخنوا في العدو فما كان من الدويش إلا أن قال : نريد أن يكون هناك صلح وهو أن تلقوا الأسلحة ومن فعل ذلك نجاء بنفسه وقد أخبرني أحد الإخوان الذين لهم أحد كبار السن الذين حضرو تلك المعركة أن الإصابات الشديدة التي لحقت بالدويش ورجاله كبيرة وهو ما حد الدويش على ذلك لكن الدويش لما ألقى الباقون الأسلحة غدر بهم وقتلهم وهذا من مفاخر الدوشان وطبعهم الذي يعرف عنهم أما سرية ابن عرفج فقد هربت ولم يكن في وجه هذا الجيش الجرار سوى السبعين رجلا الذين اثخنوا في العدو وقد كان يوجد الرجل من السبعان ملقى على ظهره وهذا دليل على عدم الفرار ولكن الكثرة تغلب الشجاعة ولما عاد الفرسان الذين مع الإبل وكان الإستماتة والثأر هو هدفهم وقد قال : لي أحد الرجال أن السبعان والسهول قد تعاهدوا على الموت وكان ذلك من شدة القهر الذي كان في أنفسهم وهذا الفعل الذي لا يفعله إلا الجبناء فهل النساء وأهل البيوت كفار لكي يفعل بهم هكذا وهل الدين يحلل دماء المسلمين لكن دماء السبعان لم تذهب هدر ففي معركة أم رضمه كان جل الجيش الذي مع ابن سعود من السبعان وقد قتل الدويش والذين معه مقتلة عظيمة . أخي الكريم لقد استغل الدويش هذه المعركة من شيئ في نفسه لكي يثأر من السبعان عندما كان بجنبه هذا العدد الكبير من الرجال والمقاتلين من قبائل عده لأنه لم يكن يستطيع لا هو و لا العجمان أن يفعلوا ذلك مع سبيع في ميدان المعارك والمعارك بين سبيع ومطير كثيرة وكذلك العجمان . ( وأقول أن معه ابن سفران بإخوان قحطان غير من ذكر وإخوان حرب ) ولكم هذه الوثيقة : أخبار الكويت عن الفترة بين 1 ـ 15 أغسطس ( آب ) 1929 م 1348 هـ وهي تحمل توقيع هارو لد دكسون . وقد شن الدويش غارة ناجحة ضد قبيلتي سبيع والسهول ثم عاد إلى قاعدته . التعليق : الوثيقة تشير الى وقعة القاعية المشهورة . جاء في كتاب الخبر والعيان في تاريخ نجد لمؤلفه / خالد الفرج . تحقيق عبدالرحمن الشقير . ما نصه : ( في منتصف ربيع الأول سنة 1348 هـ جمع الدويش كل قواته تاركين أهليهم على الوفراء والصبيحية وجد السير للإغارة على سبيع والسهول في القاعية . وكانوا يرقبون ما يأتيه عن بعد , فسار يستيق الأخبار ويواصل سرى الليل بسير النهار برغم شدة الحر فقطع الدهناء وتجاوز المظامي . ولكن النذر سبقته إلى أهل القاعية . فنقلوا جميع أموالهم وإبلهم إلى مكان حريز وأحاطوها بشوكة الحرب . ولم يبقى في القاعية إلا سرية ابن عرفج ومن لا راحلة لديه . فهاجمهم الدويش . وكانت السرية على قلتها قد تحصنت وتترست في الروابي المحيطة بآبار الماء وكان على الدويش أن يرد أو يموت عطشا إذ لا ماء إلا في آبار القاعية . وقد نفذ ما عندهم من الماء وجفت القرب فاستمات قومه في الهجوم ودامت المعركة من شروق الشمس إلى ما بعد منتصف النهار وأبلت السرية بلاء حسنا وفي الأخير تغلب الدويش وقومه لكثرتهم وتهالكهم في سبيل ورود الماء . وقتلوا كل من قبضوا عليه صبرا لحنقهم حتى الشيوخ والأطفال الذين في البيوت قتلوهم تشفيا وانتقاما لإفلاسهم من المال الذي كان الدويش يمنيهم به ويعدهم بالإستيلاء عليه . ومن الفوز ما يكون خيبة ومن هذا الضرب فوز الدويش في القاعية فهو في الحقيقة خيبة لأنه لم ينل بغيته ). انتهى كلام المؤلف .

وتاريخ الكون : في ربيع الأول من عام 1348هـ. بين مطير بقيادة فيصل الدويش وابنه عبدالعزيز ( عزيز ) بن فيصل بن سلطان الدويش ومعه الكثير من جيوش الإخوان المتمردة على السلطة حينها وبين بعض العرب من قبيلتي سبيع الغلباء وإخوانهم السهول بقيادة الشيخ / ضرمان أبو اثنين ومعهم سرية للملك / عبدالعزيز بقيادة / إبراهيم بن عرفج .

نتيجة الكون : إنتصار فيصل الدويش وابنه عبدالعزيز ( عزيز ) بن فيصل بن سلطان الدويش ومن معه من مطير ومن الإخوان غدرا . وبعد الخروج من ( الأرطاوية ) بموافقة / فيصل بن سلطان الدويش وصلت للدويش رسالة من الأمير / سعود بن عبدالعزيز فرد عليه الدويش يطلب الأمان والتأييد بمحاربة الإنجليز وإطلاق سراح السجناء فلم يصل أي رد فرحلوا ونزلوا على مورد ( شظف ) الواقع بالقرب من ( الوفراء ) على الحدود الكويتية فوصلتهم الأخبار أن إبن سعود أرسل سرية بقيادة / إبراهيم بن عرفج ( أحد رجال الملك / عبدالعزيز ) لمساندة قبيلة سبيع والسهول بزعامة الشيخ / ضرمان أبو اثنين وأنزلهم بالقرب من ( الأرطاوية ) على مورد ( القاعية ) و ( القاعية منهل من مياه مطير واقع شرق الأرطاوية بنحو 27كم ) ثم بدأوا يعرضون أمام سرية ابن سعود حيث قال أحد شعرائهم :

الكلب الأدنى كاسرين نابه=والكلب الأقصى واقف ويشوف

وكانت لتلك الإساءة صدى فأرسل الشاعر / غثمان البديري المطيري إلى فيصل الدويش قائلاً :

يا راكب من عندنا فوق حمراء=تنايا مقدمها وهي عملية
وإن جين بأطراف الدبايل بيشن=عط الصياح وناد بالعلوية
سلم على فيصل زبون القاصر=وقل المعادي نزل القاعية
تنخاك يا حامي عقابها=إلى ذل شوق مخلع المزوية
قل حنا مطير اللي عريب جدنا=إلى من كل راح للجدية
يوم اللقاء يا زين دقلة جموعنا=إلى حاز مركياً على مركية
حول عليهم من دكاكة مويثل=في قدرة الله جيتهم الضحوية

وفي اليوم الذي وصلت فيه القصيدة والدويش ومن معه على مورد ( شظف ) أرسل الدويش إبنه عبدالعزيز إلى الشيخ / أحمد الجابر الصباح يطلب منه السماح لهم بالتزود بما يحتاجونه من سوق الكويت والدويش يشلعها في الصيف لمهاجمة جيش إبن سعود على ( القاعية ) ويمرون ( الطوال وهي مناهل الصمان وهن اللهابة واللصافة والقرعا ) ثم يفاجئونهم في الصباح وذبحوا من ذبحوا غدرا بعدما ألقوا أسلحتهم صلحا ثم نصبوا خيمة الدويش على ( القاعية ) أما أمير السرية / ابراهيم بن عرفج فقد هرب على فرس شقراء فزبن ( المجمعة ) ويبرى له رجلي مطوعهم / علي السحيباني ( من أهل رياض الخبراء بمنطقة القصيم ). وفي كون القاعية قيلت عدة قصائد منها قصيدة للشاعر / عيد الذيب الحربي حيث قال :

يا وي ميراد على الكبد محلاه=يوم جرى كل القبايل حكوبه
يوم المليدا اللي يذكر بعثناه=كم من حجير لابتي دوجوبه
الورد الأول جاه ورد وعداه=جته الورود التالية والحقوبه
كم واحد صم الحوافر توطاه=من راح ها كاليوم ما حسبوبه
كم من هنوف قرت الجيب تنعاه=عادت مكانه وأيست منه نوبه
فيصل شرب من بارد الماء بيمناه=وضرمان مع عوجان ضيع دروبه
من حاربوه مطير ردوه لأقصاه=حتى الكمام المنبسط شعثروبه

وقال الشاعر / صنيتان أبو صفرة الرخيمي :

اللي نزل دارنا ما علق العاني=هو يحسبنا عن الديرة جلاوية
جاهم زيزوم السبايا نسل سلطاني=زيزوم نمرا إليا حلت بحربية
له نبة بالضحى وإلا بالأذاني=ويقود خيل من الشجعان مملية
الخيل داجت على مثوات ضرماني=وسبيع هجوا ولا ردوا لوسمية

وقال الشاعر / صويان الجدعي :

يا فاطري طالت المدة=يا زرع قلبي ونواره
عقب الصلف كنك القدة=ومهلله كنك الطارة
ضرمان لا رحنبوا جده=عن دارنا ما نحر داره
جيناه مع حذفت العدة=عاداتنا نسهج الحارة

قال : الشيخ / عبدالله بن خميس : ( وعلى القاعية جرت وقعة بين عبدالعزيز بن فيصل الدويش زعيم عرب مطير وبين بعض العرب من سبيع والسهول ومعهم سرية للملك عبدالعزيز بقيادة / إبراهيم بن عرفج هزمت فيها السرية وقتل أكثرها ونهب الدويش مواشي العرب وقتل منهم من قتل أيام فتنة الإخوان ). تاريخ اليمامة الجزء الثاني ص359 . المصادر : كتاب ( السبلة وما بعدها ) لــ عبدالعزيز السناح .

وكان عبدالعزيز بن فيصل الدويش يلقب بالداب الأسمر وقيل الداب الحمر وبمصواط بقعاء :

في قاع شيحه غدي للملح دنداني
= يا زين بظهورها ضرب اليمانيه

وبعد كون ( القاعية ) عادت مطير ونزلوا على ( اللصافة ) ومنها إلى ( القرعا ) ومنها على ( الحفر ) ووجدوا أبناء عمهم ( واصل ) على شيخوهم / صنيتان المريخي و / علي بن عشوان و / علي أبو شويربات و / سلطان بن مهيلب ثم نزلوا في طرف البيوت . فقال الدويش : تعالوا يا مطير نحن حاربنا ابن سعود إن كنتم معنا رافقونا وإن كنتم مع ابن سعود سندوا له . فقالوا : ما دام هذا رأيك نحن مطير وربنا الله ، ثم أناخ عبدالعزيز ( عزيز ) بن فيصل الدويش على ( الحفر ) والذين يرغبون في الغزوة معه ، والبعض ذهبوا مع / فيصل الدويش وعادوا إلى أهلهم في ( شظف ). ظهر / عبدالعزيز ( عزيز ) بن فيصل الدويش من ( الحفر ) غازياً لغرض كسر مهابة ابن سعود عند قبائل الشمال وقد تمكن من أخذ فروع منهم وكذلك زكاة ابن سعود من رئيس العمال ولكن عند العودة خالف رأي أهل الرأي الصائب بأن لا يرد على ( أم رضمة ) حيث إن إبن مساعد جمع لهم أهل نجد والشمال فأصر على رأيه فانفصلوا عنه حوالي أهل مائة وخمسين ذلولاً فعادوا سالمين وبعدها فوجئت مطير بالخبر المحزن وهو أن / عبدالعزيز ( عزيز ) بن فيصل الدويش والذين وردوا معه على ( أم رضمة ) ما سلم منهم إلا ثمانية وثلاثين . ودفن في أم رضمه سبعمئة نقوة على والبرهان وفي وقعة ( أم رضمة ) قال : شاعر من قبيلة شمر :

الحدق والمسعري شبعت طيوره
= والدويش ولابته صاروا إعدامي

وقال شاعر من قبيلة مطير :

هيه يا الشمري ما بها معوره
= جوك حاديهم لواهيب وضوامي

عد فعلك لا تنومس بخو نورة ،،،
= عد فعلك لا تنومس بالإمامـي

قال ديكسون عن وقعة أم رضمة في كتابه (عرب الصحراء) ما نصه : في الخامس عشر من شهر أغسطس عام 1929م قبل أن يحاول المتمردون الإخوان عبور الحدود لدخول أراضي الكويت بقليل قرر / فيصل الدويش إرسال إبنه في غزوة طويلة في بلاد حرب وشمر وبلاد عنزة الجنوبية بهدف إقناع المتشككين بأن تمرد الإخوان كان جاداً ويشكل تهديداً خطيراً وأن الأفضل لهذه القبائل أن تنضم إلى الفئة المختارة بدلاً من الوقوف موقف المتفرج وكان يرافق عزيز قوة مختارة تتألف من ستمائة وخمسين من راكبي الجمال وهم خيرة شباب قبيلتي مطير والعجمان وكان أبوه قد أمره أن يسير بإتجاه شمال غربي وأرسل معه بعض الرجال المتقدمين بالسن من ذوي الخبرة ليستشيرهم فيما يعرض له من أمور من أمثال / فيصل بن شبلان و / إبن عشوان و / مطلق السور و / أبو حقطة وأمرهم أن يتأكدوا أن ولده لا يسمح للحماسة والإندفاع أن تطغى على الرأي والحكمة . بدأت الجماعة من منطقة عرق في المنطقة المحايدة الكويتية وبعد أن جعلوا حفر الباطن إلى يمينهم مروا من خلال منطقة البشوك وجعلوا آبار لينة عن يمينهم وآبار طربية على يسارهم ووصلوا الحزول ( إلى الشمال من حائل ) ومن هنا إستداروا شمالاً بإتجاه آبار لينة حيث استولوا على قطعان كبيرة من الإبل تعود لقبيلة شمر والعمارات بالإضافة إلى قافلة سعودية تنقل مقدار عشرة ألآف ريال من الزكاة إلى حائل وساروا بعدها بإتجاه الوطن تاركين لاقا إلى يمينهم والجميمة إلى يسارهم ولينة إلى يمينهم وكان في نيتهم أن يتوقفوا عند آبار أم رضمة إلى الشمال الغربي من المنطقة المحايدة العراقية لتوريد الإبل ولدى إقترابهم من لينة بلغهم أن إبن مساعد حاكم إبن سعود في حائل كان يحاول إعتراضهم بالإستيلاء على الآبار وأنه قد انتقل عبر خط تقهقرهم بهدف حرمانهم من الماء ولهذا فقد سارع إلى الإستيلاء على الآبار التي كانوا يريدون الوصول إليها وحصنها تحصيناً منيعاً وكانت هذه الأخبار على جانب كبير من الخطورة لأن الحرارة في أغسطس كانت شديدة وكان قد مضى على جمال الركوب أربعة أيام دون أن تشرب وكانت المسافات بين المسيرة والأخرى طويلة كما أن القطعان الكبيرة من الإبل التي استولوا عليها كانت تسقط وتموت من شدة الإرهاق وطول الطريق عقد عزيز مجلساً للحرب فإقترح عليهم / فيصل بن شبلان أن يقوموا بتغيير طريقهم حالاً إذا أرادوا النجاة بأرواحهم ونصحهم بالسير في إتجاه شمال شرقي عبر طوال الظفير بإتجاه الرخيمية والرقعي ( الطرف الجنوبي الغربي من الكويت ) وبعدها يتجهون إلى الجنوب الشرقي ثانية ويحاولون الوصول إلى المنطقة المحايدة الآمنة إلى الجنوب من الكويت وأكد إبن شبلان أن هذا هو أملهم الوحيد في النجاة وأيده إبن عشوان وغيره بقوة ولكن عزيز على العكس من ذلك أراد أن يهاجم قوة إبن مساعد لأن ( الله ) كما قال : ( كان مع الإخوان شعبة المختار ، وإن من العيب تجنب المعركة ) حاول الرجال من كبار السن والتجربة أن يثنوه عن عزمه وتوسلوا إليه أن يحكم العقل ولكن توسلاتهم ذهبت أدراج الرياح وأخيراً أتى أربعة من كشافيهم بأخبار أكيدة وقالوا بأن آبار أم رضمة كانت محاطة بقوى تفوق قوتهم ثلاث مرات وجعل هذا كبار السن من رجال عزيز يحزمون رأيهم وقال إبن شبلان أنه ينوي أن يسير بإتجاه شمال شرقي مع رجاله في جميع الأحوال ودعا العقلاء من الرجال للحاق به ولكن عزيز المتهور بقي على إصراره ورفض أن يلحق بهم فرحل إبن شبلان وإبن عشوان وغيرهم ومعهم مائة وخمسون رجلاً وبضع مئات من الإبل المأسورة وبقي مع عزيز التعيس خمسمائة رجل فقط فانطلق بهم إلى الإمام بسرعة بالرغم من أن الإبل كانت مرهقة والكثير منها مشرف على الموت ووصل قرب آبار أم رضمة في منتصف النهار وعند وصولهم تبين لهم أن تقرير الكشافة كان صحيحاً فقد كانت الآبار محاطة بما لا يقل عن ألف وخمسمائة رجل مفعمين بالنشاط من رجال شمر وحرب والهذال وكانوا يسيطرون على مواقع الآبار تمام السيطرة وأحاطوا الماء بالخنادق إحاطة السوار بالمعصم وكان الموقف يدعو لليأس حقاً فقد كانت الحرارة قاتلة والجمال تكاد تموت عطشاً وكذلك الرجال وقد أخبرني أحد الناجين فيما بعد أن قرب الماء التي كانوا يحتفظون بها على سبيل الإحتياط كانت خالية من الماء منذ وقت بعيد ولم يكن أحد من رجال عزيز قد ذاق الماء منذ ثمان ساعات أمر عزيز رجاله بالوقوف على مرأى من الأعداء الذين لم يكن يخفى عليهم ما كان عليهم هو ورجاله من ضعف وعطش مما جعلهم يراقبونهم بإستغراب ليروا ماذا يفعلون طلب عزيز من أحد رجاله أن ينادي للصلاة واستعد رجاله العطشى المنهكي القوى لأداء الفريضة وبالرغم مما كانوا يعانونه من جوع وعطش وحرمان وترقب لمعركة غير متكافئة مع عدو يفوقهم عدة وعدداً وحيوية فإن اليأس لم يعرف طريقه إلى قلوبهم أبداً وكان رئيسهم لا يفتر عن القول : ( أو لسنا الإخوان أو لسنا أحباء الله وشعبه المختار يجب أن نتقدم ونفوز بالآبار ولن يخذل الله أبناءه ) كان الموقف مؤلماً حقاً وبعد نصف ساعة من ذلك ودع عزيز فرسه المحبوب ولم يكن يرافق القوة سواها وواحد أو أثنين من الجياد الأخرى وأمر رجاله بالهجوم بكل ما بقي لديهم من عزم وتصميم وأعطى أمره الأخير إلى العبد الذي كان يقود الفرس طالباً منه أن يحاول النجاة بها إن إستطاع وبذلك بدأ الهجوم الرهيب لخمسمائة من الرجال الذين كان يدفعهم العطش إلى الجنون فواجههم المدافعون بثقة وشجاعة وبدون انفعال فقد كانوا يدركون مدى تفوقهم على خصومهم ومما ساعد الإخوان في بداية هجومهم المستميت وميض السراب الذي كان يلتمع في أعين خصومهم ويمنعهم من تسديد نيران بنادقهم بدقة وجعلهم يلجأون إلى الإشتباك بالأيدي وتبع ذلك معركة رهيبة اختلط فيها الحابل بالنابل تحت شمس الهاجرة المحرقة وفي الساعات الأولى من المعركة كادت شجاعة الإخوان وعنفهم وتصميمهم أن تضمن لهم النصر ولكن إتجاه المعركة بدأ يتغير ببطء ولكن بوضوح مع تناقص أعدادهم والقوات الجديدة التي كان يدفعها إبن مساعد إلى المعركة وحلت النهاية بمغيب الشمس التي لا ترحم إذ كان عزيز قد فقد ثلاثة أرباع قوته وأصبح من الواضح أن المقاومة لم تعد مجدية عندها استسلم الشاب المنهك القوى إلى خمسة من خدمه المخلصين الذين اقتادوه بعيداً عن ساحة القتال في محاولة يائسة لإنقاذ قائدهم المحبوب ولم يرهم أحد أحياء بعد ذلك ولكن أجسادهم الجافة وأجساد جمالهم وجدت بعد شهرين من ذلك في قلب صحراء الحجرة فقد هلكوا من شدة العطش أما بقية الإخوان فقد سقطوا في أرض المعركة بعد أن أوقعوا في صفوف خصومهم خسائر فادحة ولم يبق من الخمسمائة مقاتل الذين بدأت بهم المعركة سوى خمسين مقاتلاً كان عشرة منهم برفقة الشيخ / مطلق السور والشيخ / هزاع بن بدر الدويش ( كان الشيخ هزاع جريحاً فقد أصيب منذ أسبوع بطلقة من أحد رجاله أصابته في عنقه خطأ وكان الرجل المذكور يعرف بالبراعصي ) الذين كانوا يحرسون أسلابهم من الإبل وتوقفوا على بعد خمسة أميال من مقاتليهم وقد استطاعوا الفرار بعد مغيب الشمس عن طريق عيويد والرخيمية والرقعي إلى أن وصلوا الجهراء ( في الكويت ) وهو نفس الطريق الذي سلكه إبن شبلان وأخيراً وصلوا إلى عرق مع غالبية الجمال المأسورة وقدموا أنفسهم لفيصل الدويش أما الرجال الأربعون الآخرون فقد أصيبوا بجراح بالغة في ميدان المعركة وسنأتي على ذكر مغامرتهم بالتفصيل فيما يلي : عندما غابت الشمس وأرخى الليل سدوله على ميدان المعركة هرب الجرحى الأربعون واختبئوا بين الكثبان الرملية المجاورة إلى اليوم التالي وقد اضطرهم العطش الشديد إلى العودة إلى ميدان المعركة علهم يجدون ما يروي ظمأهم ولكنهم وجدوا عند الآبار بعض رجال شمر وهم من حرس مؤخرة قوات ابن مساعد فمنحهم هؤلاء حمايتهم ولكنهم جردوهم من السلاح وكان إبن مساعد قد انسحب خلال الليل نحو عجيبة مع القسم الأكبر من قواته وفي اليوم التالي تبع حرس المؤخرة رئيسهم تاركين الرجال الأربعين العزل ورائهم ومن حسن حظ هؤلاء أن انضم إليهم هارب آخر اسمه شافي والذي كان يملك سلاحاً وذخيرة وكان قد هرب مع ثلاثة آخرين على ظهر أحد الأفراس وقد أخفاهم الظلام عن العيون ولكنه لم يلبث أن سقط عن ظهر الفرس وضل طريقه وعندما علم إبن مساعد من حرس المؤخرة أن الرجال الأربعين العزل ما زالوا على قيد الحياة أرسل ستة من رجاله ليقتلوهم فوصل هؤلاء عند آبار أم رضمة ظهراً فقابلهم شافي الذي أخفى بندقيته وسمح لهم بالإقتراب وما أن بدأوا بإطلاق النار على الرجال العزل وقتلوا اثنين منهم حتى برز من ورائهم واخذ يطلق النار على ظهورهم فقتل منم اثنين كما قتل أحد الجمال واستولى على جمل آخر يحمل أربع قرب مليئة بالماء أما القتلة الأربعة الباقون فقد لاذوا بالفرار وهم لا يلوون على شيء وقد مكن الجمل المحمل بالماء الناجين والذين أصبح عددهم الآن ثمانية وثلاثين رجلاً من الهرب والوصول إلى بر النجاة وقد لقي ثمانية من الناجين مصرعهم لسوء حظهم بعد شهر واحد فقط في معركة ( نقير ) عندما انقض / فيصل الدويش على قبيلة العوازم وقد خسرت قوات ابن مساعد خمسمائة رجل قتلوا في هذه المعركة فقط من ضمنهم عدد من الشخصيات المرموقة من أمثال ابن نهير ، غبايب ، ابن ارحان ، زبار الجميلي ، ماجد القحطاني ، نايف العتيبي وصياح القحطاني ) ص471 إلى ص477 ترجمة سعود الجمران ، الطبعة الأولى ، 1997م . وأقول للأخ / سلمان لا ألومك على الحميا للدويش ولكن الدويش قد جربت عليه الخيانه فقد قتل أحد شيوخ عتيبة ابن محيا الذي أتى بجاراته المطيرات غدرا وأم ارضمه من أعظم من فعل فيها السبعان البادية وبيرق اهل عنيزة ويكفي من ذلك ما استفاض ( القاعية يا ثاير ) منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .


الطـيـب لا تسـتغربه مـن هـل الطيـب = اللـي لـهم في منهج الـطـيـب خـبـره
أوسع على الأجواد من فيضة شعيب = وأضـوق على الأنذال من خرم الإبره
والأمثال قـالـت كل طـيـر ٍ لـه لـعـيـب = يـدرع بـمـا يـدرع ويشبــر بـشبــره



[ مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 01 - 08 - 2008 الساعة 19:42
رد مع اقتباس