عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 2 )
مخايل الغربي
وسام التميز
رقم العضوية : 7672
تاريخ التسجيل : 26 - 05 - 2006
الدولة :
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذيه
عدد المشاركات : 1,824 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : مخايل الغربي is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : عبد الله بن سباء اليهودي

كُتب : [ 25 - 01 - 2007 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة البحث قبله

ثالثا : شبهات الدكتور طه حسين :

خاض الدكتور (طه حسين) في كتابه (الفتنة الكبرى) في أمر الفتنة التي اضطرم سعيرها في آخر خلافة عثمان – رضي الله عنه – وانتهت باغتيال خليفة رسول الله – صلى الله عليه و سلم – اغتيالا لم تاريخ الإسلام –آنذاك- ابشع منه ولا افظع، على النحو أراد به – جريا على منهجه- آثار الشكوك و الشبهات معتمدا على مصادر غامضة، وروايات مبتورة، تاركا خلفه المصادر الإسلامية، ونقل روايات الفتنة كما رواها رواتها دون تمحيص لهذه الروايات، كما كان له هوى واضح لم يكشف عنه إلا بعد إن قطع شوطا طويلا فيما كتب، وقد كفانا مؤونة الرد عليه أديب العربية الراحل محمود محمد شاكر فقال: ] وبعد أن ذكر الفتنة قال: فالفتنة إذا إنما كانت عربية نشأت من تزاحم الأغنياء على الغنى و السلطان، ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء[ وأنت خليق أن تنظر في هذا التكرار لهذه الصفة (فتنة العربية) و ( عامة عربية) لتعلم ماذا يريد بهذا التكرار، و ما الذي يريد أن ينفيه من شركة أحد من غير العرب في دم عثمان، وما تكاد تمضي صفحات حتى نرى بابا يبدأ هكذا: وهناك قصة اكبر الرواة المؤرخون من شأنها، وأسرفوا فيها، حتى جعلها كثير من القدماء والمحدثين مصدرا لما كان من الخلاف على عثمان، ولما أورث هذا الاختلاف من فرقة بين المسلمين لم تمح آثارها بعد، وهي قصة عبد الله بن سبأ الذي يعرف بابن السوداء. قال الرواة: كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء حبشي الأم، فأسلم في أيام عثمان، ثم جعل ينتقل في الأمصار يكيد لعثمان، ويغري به، ويحرض عليه، ويذيع في الناس آراء محدثة أفسدت عليهم رأيهم في الدين و السياسة جميعا (75) .
ثم يقول: ( وإلى ابن السوداء يضيف كثير من الناس كل ما ظهر الفساد والاختلاف في البلاد الإسلامية أيام عثمان، ويذهب بعضهم إلى أنه أحكم كيده إحكاما، فنظم في الأمصار جماعات خفية تستتر بالكيد، وتتداعى فيما بينها إلى الفتنة، حتى إذا تهيأت لها الأمور، وثبت على الخليفة، فكان ما كان من الخروج و الحصار وقتل الإمام) ونرى من هذا لماذا أصر الدكتور على أن يصف الفتنة بأنها (عربية) وبان العامة الذين كانوا شرار هذه الفتنة كانوا (عامة عربية) أي أن ليس لعبد الله بن سبأ يد فيها، وأن ليس لليهود عمل في تأريث نارها. ثم يمضي الدكتور في حديثه ليقول عقب ذلك: (ويخيل إلي أن الذين يكبرون من أمر ابن سبأ إلى هذا الحد، يسرفون على أنفسهم وعلى التاريخ إسرافا شديدا، وأول ما نلاحظه أنا لا نجد لابن سبأ ذكرا في (المصادر المهمة) التي قصت أمر الخلاف على عثمان، فلم يذكره البلاذري في أنساب الأشراف وهو فيما أرى أهم المصادر لهذه القصة وأكثرها تفصيلا، وذكره الطبري عن سيف بن عمر، وعنه أخذ المؤرخون الذين جاءوا بعده فيما يظهر)(76) ثم قال: ( ولست أدري إن كان لابن سبأ خطر أيام عثمان أم لم يكن..؟ ولكني أقطع بأن خطره – أن كان له خطر – ليس ذا شأن، وما كان المسلمون في عصر عثمان ليعبث بعقولهم وآرائهم وسلطانهم طارئ من أهل الكتاب اسلم أيام عثمان) إلى أن يقول: ( فلنقف من هذا كله موقف التحفظ والتحرج والاحتياط، ولنكبر المسلمين على أن يعبث بدينهم وسياستهم وقولهم ودولتهم رجل أقبل من صنعاء، وكان أبوه يهوديا وكانت أمه سوداء، وكان هو يهوديا، ثم اسلم لا رغبا ولا رهبا، ولكن مكرا وكيدا وخداعا، ثم أتيح له من النجح ما كان ينبغي، فحرض المسلمين على خليفتهم حتى قتلوه) ثم يقول: ( هذه كلها أمور لا تستقيم للعقل ولا تثبت للنقد ولا ينبغي أن يقام عليها أمور التاريخ)(77) هكذا يقطع الدكتور الرأي جملة واحدة، ثم مضى على وجهه يقول: ( وهنا تأتي قصة الكتاب الذي يقول الرواة أن المصريين قد اخذوا أثناء عودتهم إلى مصر، فكروا راجعين، فهذه القصة فيما أرى ملفقة من اصلها) ثم اختصر قصة الكتاب اختصارا وقال: كل هذا أشبه أن يكون ملهاة سخيفة، منه أن يكون شيئا قد وقع، والأمر ايسر من هذا، تلقى أهل الأمصار وعدا من إمامهم فاطمأنوا إليه، ثم تبينوا أن الخليفة لم يصدق وعده..! فاقبلوا ثائرين يريدون أن يفرغوا من هذا الأمر وأن لا يعودوا إليه حتى يفرغوا، ثم تبين للدكتور طه أن إلغاء هذا الكتاب الذي أرسل إلى والي مصر يأمره بقتل رؤوس الوفد الذي جاء من مصر ليس يحل الأشكال في عودة الوفد، بعد أن فصل عن المدينة راجعا إلى مصر، وتبين له أيضا أ ن أهل الأمصار تبينوا أن الخليفة لم يصدق وعده، أي أنه كذب عليهم باللفظ الصريح، فإن سأل نفسه كيف تبينوا أنه كذب عليهم، فلم يعرف كيف يجيب، فألقى الفرض كما هو وزاد عليه انهم أقبلوا ثائرين، ( فلما بلغوا المدينة وجدوا أصحاب رسول الله قد تهيأوا لقتالهم، فكرهوا هذا القتال، وانصرفوا عائدين حتى إذا عرفوا أن هؤلاء الشيوخ قد ألقوا سلاحهم، و أمنوا في دورهم كروا راجعين فاحتلوا المدينة بغير قتال) ولكن رأي الدكتور طه أن هذا الرأي مدخول كله، إذ لم يعزز بفرض آخر، ففكر وقدر ثم قال: ( وأكاد اقطع بأن قد كان لهم من أهل المدينة أنفسهم أعوان دعوهم وشجعوهم، ثم أعلموهم بما عزم عليه أصحاب النبي، ثم أعلموهم بعودة المدينة إلى الهدوء والدعة، ثم انضموا إليهم حين حاصروا عثمان )(78) وهذه كلها – كما نرى – فروض وتخيل، وإقرار أيضا بما أنكره في أمر عبد الله بن سبأ من تنظيم الجماعات الخفية، التي تتستر بالكيد، فهو ينكر هذا المبدأ هناك ويقره هنا.
ونكتفي بالوقوف على هذين الموضوعين من كلام الدكتور طه خشية الإطالة في تفلية كلامه، فإن تحت كل حرف مما كتب علما كثيرا لا بد من تفليته وغربلته ورده إلى وجوه الحق، التي زال عنها إلى سواها، وقد اضطررت اضطرارا إلى الإطالة بالنقل، لئلا يفوت علينا شيء من حديث وعلمه.
وقد بدأ الدكتور حديثه في إسقاط قصة اليهودي – ابن السوداء عبد الله بن سبأ – فذكر أن الرواة المتأخرين أكبروا من شأنها، أسرفوا فيها، وأنها لم ترد في (المصادر المهمة)، وأن ابن سعد لم يذكرها، وأن البلاذري لم يذكرها في أنساب الأشراف – وهو فيما يرى الدكتور أهم المصادر – وأن الذي ذكرها هو الطبري ( أخذها عنه المؤرخون الذين جاءوا بعده فيما يظهر) كما يقول الدكتور. وقول الدكتور ( الرواة المتأخرين) فيه إيهام شديد متعمد فيما يظهر، فإن الطبري ليس من الرواة المتأخرين، فهو قد ولد سنة (225هـ) ومات سنة (310هـ)، فهو معاصر للبلاذري ، وفي طبقة تلاميذ ابن سعد صاحب الطبقات، وأن سيف بن عمر الذي روى عنه الطبري هذا الخبر، هو من كبار المؤرخين القدماء فهو شيخ شيوخ الطبري، والبلاذري، وهو في مرتبة شيوخ – ابن سعد – فقد مات في زمن الرشيد، أي في ما قبل سنة (190 من الهجرة)، فلا يقال عنه ولا عن الطبري إنهما من – الرواة المتأخرين – كما أراد الدكتور طه أن يوهم قارئه.
وكذلك قوله: ( المصادر المهمة) فيه إيهام شديد، وإجحاف جارف، فإن لم يكن كتاب الطبري من ( المصادر المهمة ) فليت شعري ما المصادر المهمة التي بين أيدينا؟
ثم أن الدكتور طه يعلم أن كتاب ابن سعد الذي بين أيدينا كتاب ناقص وانه ملفق من نسخ مختلفة، وبعضها تام، وبعضها ناقص، وبعضها مختصر، والدليل على ذلك مما نحن بسبيله، أنه ترجم (لعمر) – رضي الله عنه – في (48 صفحة)، (لآبي بكر) – رضي الله عنه – في (33 صفحة)، فلما جاء إلى (عثمان) – رضي الله عنه – والأحداث في خلافته هي ما يعلم الدكتور طه، ويعلم الناس، لم يكتب سوى (22 صفحة)، فلما ذكر ( علي بن أبي طالب )، والأمر في زمنه افدح لم يكتب عنه سوى (16 صفحة).
وكان من حجة الدكتور في نفي خبر عبد الله بن سبأ أن البلاذري لم يذكره، وهو فيما يرى (أهم المصادر لهذه القصة أكثرها تفصيلا) ثم عاد فنفى أيضا خبر الكتاب الذي فيه الأمر بقتل وفد مصر، مع أن البلاذري ذكره أطال واتى فيه بما لم يأت في كتاب وغيره، ولا تدري كيف يستقيم أن يجعل ذكره خبر ما، حجة في نفيه، ثم ينفي أيضا خبرا آخر قد ذكره ولج فيه؟ ويعلم الدكتور طه، أن الذي وجد في كتاب البلاذري قسم ضئيل جدا، طبع منه جزء في ألمانيا سنة 1883 م، ثم تولى طبع جزء آخر في القدس رجل من طغاة اليهود سنة 1938 م، وقال الناشر في مقدمته أن هناك حوادث حدثت في عهد يزيد بن معاوية، وهي وقعة كربلاء، وموت الحسين ( ولما تذكر في ترجمة يزيد، بل ذكرها في تراجم بني أبي طالب وذلك حسب ما اقتضاه نظام الكتاب وفقا لتسلسل الأنساب) أفلا يجوز إذن أن يكون البلاذري قد ادمج أمر عبد الله بن سبأ في مكان آخر، كما فعل فيما لاحظه وذكره الناشر اليهودي للكتاب؟ كل هذا جائز ولكن الدكتور حين يريد أن ينفي شيئا لا يبالي أن يجتاز كل هذا ويغضي عنه، ليقول فيه بالرأي الذي يشتهيه ويؤثره، غير متلجلج ولا متوقف إذن فالدكتور طه أراد أن يقول أن الفتنة التي أفضت إلى مقتل عثمان إنما كانت( فتنة عربية نشأت من تزاحم الأغنياء على الغنى والسلطان ومن حسد العامة العربية لهؤلاء الأغنياء)، فمن أجل تحقيق هذه الكلمة الكبيرة، ركب كل مركب في تصوير الحياة الإسلامية الأول بعد الفتوح بالصورة التي تنتهي إلى هذا الغرض وحده دون سواه، وهو الغنى والمال و تزاحم الأغنياء على المال والغنى والسلطان، وحسد العامة العربية لأصحاب الغنى والمال والسلطان، كما كشف عن هدف آخر حين نفى خبر عبد الله بن سبأ اليهودي، وخبر الكتاب الذي فيه الأمر بقتل الرؤوس وقد مصر، وهذا الهدف هو أن ينفي عن اليهود الشركة في دم عثمان، والتحريض على قتل الإمام، فركب مركبا وعرا، خالف فيه أسلوب العلماء في جرح الأخبار، وكذب الرواة في شيء بغير برهان، وصدقهم في شيء آخر بغير برهان أيضا،وهو نفسه ينعي في كتابه على ( الذين يكذبون الأخبار التي نقلت إلينا ما كان بين الناس من فتنة واختلاف) فقال: ( فنحن أن فعلنا ذلك لم نزد على أن نكذب التاريخ الإسلامي كله، منذ بعث النبي - صلى الله عليه و سلم -،لأن الذين رووا أخبار الفتح، وأخبار المغازي وسيرة النبي والخلفاء، ثم ينبغي أن نصدقهم حين يروون ما يروقنا، وان نكذبهم حين يروون ما لا يعجبنا، وما ينبغي أن نصدق بعض التاريخ، ونكذب بعضه الآخر، لا لشيء إلا لان بعضه يرضينا، وبعضه يؤذينا). بيد أن الدكتور طه نفسه قائل هذا الكلام، قد فعل ذلك، فكذبهم حين روى الرواة مالا يعجبه، وحين رووا ما يؤذيه، فعل ذلك أيضا، فصدقهم حين رووا ما يروقه، وما يرضيه. فإن الذين رووا أخبار الغنى والمال والسلطان، هم الذين رووا أخبار عبد الله بن سبأ اليهودي، وأخبار الكتاب الأمر بقتل وفد مصر، فلم أخذ شيئا بغير برهان، ونفى أخر بغير برهان؟ أن الشيء البين هو أن الدكتور الجليل، أراد كما قال أن يكبر المسلمين في صدر الإسلام عن أن يعبث بدينهم وسياستهم وعقولهم ودولتهم، رجل اقبل من صنعاء، وكان أبوه يهودي، وكانت أمه سوداء، وكان هو يهوديا، ثم أسلم لا رغبا ولا رهبا، ولكن مكرا وكيدا وخداعا.
وهذا قصد حسن، ونية جميلة، ولكن الحق احسن منه وأجمل، وليس يجمل بنا ولا بالدكتور طه أن يغالط في الحق لشيء يراه هو، أو نراه حسنا جميلا، والتاريخ يكتب بالتحكم، وإنما يكتب بالرواية ثم بالاستدلال، ثم يبذل الجهد في سد الفجوات. وسأضع بين يدي الدكتور طه حقائق لا يدخلها الريب، ولا أظنه يجهلها أو يغفل عنها، ولنعد إلى مدينة رسول الله – صلى الله عليه و سلم -، فقد كان يسكن هذه البلدة الكريمة بنو أم واحدة، وأب واحد من قبائل الأزد بن الغوث: أمهما : قيل، وأبوهما: حارثة بن ثعلبة، هؤلاء هم الأوس والخزرج وكان يعيش بينهم هذا الجليل من اليهود الذي سكن جزيرة العرب، أو سكن المدينة، فكان من خبر ذلك، شيء لم يكن مثله مثلا من بني هاشم وبني أمية وهو الحرب المتطاولة بين هذين الحيين الذين ولدتهما أم واحدة وأب واحد، ويسكنان معا بلدة واحدة، وظل هذا القتال بين الحيين متجدد النيران إلى أن كان (يوم بعاث) وهو كما قال ابن سعد: آخر وقعة كانت بين الاوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم وكانت هذه الوقعة ورسول الله – صلى الله عليه و سلم – بمكة قد دعا إلى الإسلام، ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة. ونشأة هذه العداوة العجيبة بين الأخوين الأوس والخزرج، واقتتالهما هذا الاقتتال المر العنيف حقبا متطاولة، ودخول اليهود في الحلف بعضهم مع الاوس وبعضهم مع الخزرج، لا يصيبهم من أذى القتال بين هذين الحيين الأخوين، إلا القليل، وتداعيهم باسم اليهودية إذا حزب الأمر، فيكونون يدا واحدة على هذه العرب، ليس له معنى إلا أن تكون هذه اليهود، هي التي أرثت الحرب والعداوة بينهما لتؤثل في هذه الأرض أموالا واطاما وحصونا تكون لها عدة وقوة، وتظهرها على أهل البلاد المالكين لها، وتصرف وجه هؤلاء القوم عن الزراعة وتثمير الأموال، وتبقى يهود هي صاحبة الزراعة، والتجارة، وتثمير الأموال، بالربا ومآكل السحت، وهذا عمل يهود في كل حين ،ولا يلبث رسول الله – صلى الله عليه و سلم – أن يهاجر إلى المدينة بعد أن التقى رهطا من الخزرج عند العقبة، فلا يبقى حي من الاوس والخزرج إلا دخله الإسلام وظهر فيه، فيمر شأس بن قيس من يهود بني قينقاع على نفر من الاوس والخزرج، فيغيظه ما رأى من ألفتهم، وصلاح ذات بينهم على الإسلام، بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية، فيقول :(قد اجتمع ملا من بني قيلة – يعني الاوس والخزرج – بهذه البلاد، لا والله مالنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرا) فيأمر شابا من يهود أن يجلس إليهم فيذكر لهم ( يوم بعاث) وما كان قبله، أنشدهم بعض ما تقاولوا فيه من الأشعار، فيفعل هذا اليهودي، فإذا الجماعة المؤلفة على الإسلام تتنازع وتتفاخر، فيتواثب رجلان من الاوس و الخزرج فيقول أحدهما لصاحبه ( أن شئتم رددناها الآن جذعه ) ويغضب الفريقان جميعا ويقولون : ( فقد فعلنا، موعدكم الظاهرة – يعنون مكانا بعينه – ويتداعون السلاح) ويخرجون إلى موعدهم، فيبلغ رسول الله – صلى الله عليه و سلم – الخبر، فيخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين من أصحابه، حتى إذا جاءهم قال: يا معشر المسلمين: ( الله الله، ابدعوى الجاهلية تدعون، وأنا بين أظهركم، بعد أن هداكم الله للإسلام وأكرمكم به، وقطع عنكم أمر الجاهلية، واستنقذكم به من الكفر وآلف بينكم)(79) ، فيعرف الأنصار – أوسهم وخز رجهم – إنها نزعة من الشيطان، وكيد من عدوهم، فيبكون ويتعانقون، ثم ينصرفون مع رسول الله –صلى الله عليه و سلم – سامعين مطيعين، قد أطفأ الله عنهم كيد عدو الله: شأس بن قيس اليهودي. ثم ينزل الله – جلت أسماؤه – في أمر هذه الفتنة، ويخاطب المسلمين الذين كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – بين أظهرهم لم يمت بعد: ( يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين. وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)(80) .
وإذن فنحن لا نستطيع أن نكبر أصحاب رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من الأوس والخزرج عن أن يطيعوا فريقا من اليهود حتى كادوا يردوهم بعد إيمانهم كافرين، ولا أن ننزههم عن ذلك، وهم تتلى عليهم آيات الله وفيهم رسوله، كما أراد الدكتور طه أن ينزه أهل الصدر الأول من الإسلام سنة (35 هـ) بعد أن قبض الله إليه نبيه بأكثر من عشرين سنة، وبعد أن نشأت ناشئة من الشباب لا يدعي أحد أنهم جميعا كانوا أحرص على إيمانهم، ثم ينهي الأديب الراحل محمود شاكر بحثه بقوله: (أيجوز في العقول أن تظل اليهود وأشياعها من المنافقين تكيد للإسلام ولرسول الله، وللمؤمنين والمؤمنات، عشر سنوات كاملة متتابعة يوما بعد يوم، فإذا لحق رسول الله بالرفيق الأعلى في سنة 11 من الهجرة نزعوا أيديهم من كل كيد، وبرئوا من حدث كان بعد ذلك في تاريخ الإسلام، برئوا من الردة عام 11 من الهجرة وبرئوا من مقتل عمر في سنة 35 من الهجرة)(81).
من كل ما سلف يتبين لنا أن هدف طه حسين من إنكاره لعبد الله بن سبأ هو: أن ينفي عن اليهود الشركة في دم عثمان، كما حاول أن يعيد أمر الفتنة كله إلى العصبية فقط (82) ونحن لا ننكر أن للعصبية دورها في إيجاد التناقضات داخل حدود الدولة الإسلامية، وقد نتج عنها خلافات جزئية، كان من الممكن تلاشيها، ومن الممكن كذلك استمرار الحياة بها، دون أن تعكر ساحة الدولة بالفتن، لولا الأصابع الخفية التي أخذت تعمل عملها لتجميع هذه التناقضات، لتوجد تيارا واحدا هب على ساحة الدولة السلامية فغمرها بالفتن، وعلى العموم فقد أشار الأستاذ الكبير محمود شاكر فيما سبق إلى تهافت الكتاب علميا، والى وضوح الأهواء والرغبات في نفس مؤلفه، وينتهي إلى إثبات شخصية ابن سبأ، وما أثاره من أحداث، وأن طه حسين حينما بنفي خبره إنما يشتط ويركب مركبا لا يليق بمثله.
رابعا: شبهات الدكتور عبد العزيز الهلابي :
كتب الدكتور عبد العزيز الهلابي – أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الملك سعود دراسة عن عبد الله بن سبأ ونشرت في حوليات الآداب الكويتية(83) قام فيها المؤلف – حسب زعمه – بتحليل روايات الإخباري سيف بن عمر التميمي عن دور ابن سبأ في أحداث الفتنة الواقعة في خلافة عثمان وعلي – رضي الله عنهما، حيث انتهى ببحثه إلى أن الروايات مختلفة، ولا أساس لها من الصحة، ونفى في بحثه وجود تلك الشخصية وإن ابن سبأ في رأيه لا يعدو أن يكون مجرد خرافة سطرتها كتب التاريخ والفرق.
يقول الدكتور الهلابي: (ينفرد الإخباري سيف بن عمر التميمي من بين قدامى الإخباريين والمؤرخين بذكر تلك الشخصية في رواياته، ويجعل له دورا رئيسا في التحريض على الفتنة، وقتل الخليفة عثمان وإنشاب القتال في معركة الجمل في البصرة)(84) .
ونقول: إن سيف بن عمر لم يكن المصدر الوحيد الذي أستأثر بأخبار عبد الله بن سبا، بل ورد ذكر أخبار بن سبأ في روايات منقولة عن علماء متقدمين، ورواة غير سيف بن عمر، ذكرنا طائفة منها في الصفحات السابقة.
يقول الدكتور الهلابي: ( لا أعلم فيما اطلعت عليه من المصادر المتقدمة أي ذكر لعبد الله بن سبأ غير سيف بن عمر سوى رواية البلاذري)(85) .
ونقول: إن المصادر المتقدمة التي اطلع عليها الدكتور الهلابي إذا أغفلت ذكر ابن سبأ والسبئية، فلا يعني ذلك بالضرورة أنه شخصية خرافية، إذ أن عدم ذكرها له، لا يقوم دليلا على الإنكار أو التشكيك، فهل استوعبت تلك المصادر كل أحداث التاريخ الإسلامي حتى نقف وقفة المنكر أو المتشكك إذا لم تذكر شيئا عن ابن سبأ؟ وهل من شروط صحة الرواية التاريخية تضافر كل كتب التاريخ على ذكرها؟ ثم هل نسي الدكتور الهلابي أن المصادر القديمة ضاع كثير منها، فأصبحت مفقودة أو في حكم المفقود، ومن هنا ينبغي الرجوع إلى الأمر المعلوم المحقق، للخروج من الشبهات والتوهمات، إذ أن الموهوم لا يدفع المعلوم، والمجهول لا يعارض المحقق، فشخصية ابن سبأ وجماعته، حقيقة تاريخية تتفق عليها كثير من المصادر المتقدمة غير البلاذري.
أ.جاء ذكر والسبئية على لسان أعشى همذان المتوفى عام(83هـ /702م) وقد هجا المختار الثقفي وأنصاره من أهل الكوفة لقوله:
شهدت عليكم أنكم سبئية وأني بكم يا شرطة الكفر عارف .( 86)
ب.وفي الطبقات لابن سعد (المتوفى عام 230هـ / 844م) ورد ذكر معتقدات والسبئية وأفكار زعيمها، فعن عمر بن الأصم قال: (قيل للحسين بن علي: إن أناسا من شيعة أبي الحسن علي يزعمون أنه دابة الأرض، وأنه سيبعث قبل يوم القيامة، فقال: كذبوا، ليس أولئك شيعته، أولئك أعداءه لو علمنا ذلك ما قسمنا ميراثه، ولا أنكحنا نسائه)(87) .
جـ.روى أبو عاصم خشيش ابن اصرم المتوفى (253هـ / 859م) خبر إحراق علي – رضي الله عنه – لجماعة من أصحاب ابن سبأ في كتابه (الاستقامة)(88).
د.- يقول ابن قتيبة المتوفى عام (276هـ / 889م) (إن السبئية من الرافضة، ينسبون إلى عبد الله بن سبأ)(89) .
هـ.- أورد الناشئ الأكبر المتوفى عام (293هـ / 905م) عن ابن سبأ وطائفته ما يلي: ( وفرقة زعموا أن عليا حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبا يهودي من أهل صنعاء، وسكن المدائن)(90) .
فهذه نصوص تثبت أن شخصية ابن سبا شخصية حقيقية، و جماعته كذلك حقيقة تاريخية.
وبعد أن ذكر الدكتور الهلابي نصوص نثرية وشعرية ورد فيها ذكر السبئية قال: ( وبناءا على هذا فلا يمكن الاستنتاج من النصوص السابقة أن السبئية تعني فئتا لها هوية سياسية معينة أو مذهبا ذا عقائد محددة، ولكن المؤكد إنها عندما تطلق على قوم يقصد بها الذم والتعيير)(91) .
ونقول: سبق أن ناقشنا هذه القضية في تفنيد شبهات الدكتور مصطفى الشيبي، ونضيف أن استنتاج الباحث لا يخلوا من المغالطة والتمويه.. فهناك نصوص كثيرة تشير إشارة واضحة إلى ابن سبا اليهودي الأصل، اليمني المنشأ، ذكرتها كتب التاريخ، والحديث، والرجال، والأنساب، والأدب، واللغة، وجزم بذلك علماء الفرق والمقالات، منها:
أ. - نقل القمي المتوفى عام (301هـ / 913م) أن عبد الله بن سبأ أو من أظهر الطعن على أبي بكر، وعمر، وعثمان، والصحابة وتبرأ منهم وادعى أن عليا أمره بذلك(92) .
ب.- وتحدث النوبختي المتوفى عام (310هـ / 922م) عن أخبار ابن سبأ فذكر انه لما بلغ نعي على بالمدائن قال الذي نقله: (كذبت، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة، وأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك، لعلمنا أنه لم يمت، ولم يقتل، ولا يموت حتى يملك الأرض)(93) .
جـ. - يقول ابن حبان المتوفى سنة (354هـ / 965م): ( وكان الكلبي – محمد بن السائب الإخباري – سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: (إن عليا لم يمت، وإنه راجعا إلى الدنيا قبل قيام الساعة)، وإن رأوا سحابة قالوا ( أمير المؤمنين فيها)(94) .
د. - يذكر كبير محدثي الشيعة ابن بابويه القمي المتوفى سنة (381هـ / 991م) موقف ابن سبأ وهو يعترض على علي – رضي الله عنه – في رفع اليدين إلى السماء أثناء الدعاء(95) .
هـ. - وفي مفتاح العلوم للخوارزمي المتوفى عام (387هـ / 997م) (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ)(96) .
و. - ذكر ابن أبي الحديد المتوفى عام (655هـ / 1257م) في شرح نهج البلاغة ما نصه: ( فلما قتل أمير المؤمنين – علية السلام – أظهر ابن سبأ مقالته، وصارت له طائفة وفرقة يعرفونه ويتبعونه)(97) .
ز. - ذكر السكسكي المتوفى عام (683هـ / 1339م) ( إن ابن سبأ وجماعته أو من قالوا بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت)(98) ، كما ذكرت كتب الأدب، والمقالات، والفرق، أشخاصا بأعيانهم بأنهم من فرقة السبئية مما يعني أن هذه الكلمة ليست للذم والتعيير، وإنما هي أسم لفرقة ضالة مضلة لها أتباعها وعقائدها، وذكر ابن قتيبة أن (المغيرة بن سعد البجلي – مولى لبجيلة – كان سبئيا)(99) .
وكذلك جابر بن يزيد الجعفي، ذكره ابن حبان في عداد السبئية، حيث قال: (كان جابر سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ وكان يقول: أن عليا يرجع إلى الدنيا)(100) وروي عن سفيان بن عيينة أنه – أي جابر- كان يقول: (علي دابة الأرض)(101) ومنهم أبو النصر محمد بن السائب الكلبي الكوفي الذي قال فيه ابن حبان:(وكان الكلبي سبئي من أصحاب عبد الله بن سبأ)(102) ويقول عنه الحافظ ابن زريع البصري(رأيت الكلبي يضرب صدره ويقول : أنا سبئي أنا سبئي)(103) فالسبئية ليست للذم والتعيير، كما زعم الدكتور بل هي طائفة لها عقيدة محددة وأتباع.
ويرى الدكتور الهلابي أن خبر إحراق السبئية مزعوم مخترع(104) ، لأن هذه العقوبة غير مألوفة لا في عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، ولا عهد الخلفاء الراشدين قبلهم، بينما قال غيره ممن نفى خبر الإحراق أنه لم يرد في كتاب موثوق به من كتب التاريخ (105) .
ويمكن رده بما أورده البخاري عن عكرمة، قال: (أتى علي – رضي الله عنه- الزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، ولقتلتهم لقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: من بدل دينه فاقتلوه)(106) .
وفسر الشراح الزندقة بتفاسير مختلفة منها: أنها تطلق على من أسر الكفر وأظهر الإسلام، ومنها ادعاء وجود إله آخر مع الله، ويرى المسعودي أن الفرس هم أول من استعمل اصطلاح الزنديق، فقد كانوا يطلقون على من انحرف عن ظواهر التنزيل إلا التأويل (زندي)، نسبة إلى كتاب (زند) الذي قام على التأويل، فعرب العرب هذا اللفظ إلى زنديق(107)، وهذه المعاني جميعها قالت بها السبئية، لذلك قال الذهبي: (عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، ضال مضل)(108). وقال ابن حجر: ( عبد الله بن سبأ من غلاة الزنادقة، وله أتباع يقال لهم السبئية، يعتقدون الإلهية في علي بن أبي طالب، وقد أحرقهم علي بالنار في خلافته )(109) ، وقال ابن تيمية: (إن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ)(110) . ثم إن خبر إحراق علي رضي الله عنه لطائفة من السبئية الزنادقة، تكشف عن الروايات الصحيحة في كتب الصحاح والسنن والمعاجم، فقد روى خبر الإحراق أبو داود في سننه: في كتاب الحدود – باب الحكم في من ارتد –(111) والنسائي في سننه: في كتاب الحدود(112) ، والحاكم في المستدرك – في كتاب معرفة الصحابة-(113) ، والطبراني في المعجم الأوسط، من طريق سويد بن غفلة، أن عليا بلغه أن قوما ارتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحفر حفيرة فأتى بهم فضرب أعنقهم ورماهم فيها، ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم، ثم قال : صدق الله ورسوله(114) . وروي من طريق عبد الله بن زيد العامري عن أبية قال: قيل لعلي : إن هنا قوما على باب المسجد يدعون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، إلى أن تقول الرواية: قال علي: احفروا فابعدوا في الأرض، وجاء بالحطب فطرحة بالنار في الأخدود، وقال إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا فقذفهم فيها، حتى إذا احترقوا قال:
لما رأيت الأمر أمرا منكرا *** أججت ناري ودعوت قنبرا
قال الحافظ بن حجر: وهذا سند حسن(115). وروى أبو حفص بن شاهين (358هـ / 995م) بسنده عن الشعبي (104 هـ / 722م) وهو كما يقول ابن تيمية : كوفي من أخبر الناس بالشيعة (إن علينا حرق جماعة من غلاة الشيعة، ونفي بعضهم)(116) كما روى أبو عاصم خشيش بن أصرم (254هـ / 868م) في كتابه الاستقامة خبر إحراق علي لجماعة من أصحاب ابن سبأ(117) وخشيش بن أصرم من شيوخ أبي داود (275هـ / 888م) وهو ثقة في الرواية، فحادثة الحرق ثابتة في كثير من المصادر، وخاصة صحيح البخاري.
خاتمة البحث
نتيجة لكل ما أوردته من أقوال وروايات اقرر أن شخصية ابن سبأ شخصية تاريخية لها وجود حقيقي، ولعبت دورا رئيسا في أحداث الفتن التي وقعت في صدر الإسلام- سألقي عليه الأضواء في بحث مستقل-، وغن الذين حاولوا نفي وجود – ابن سبأ – أمثال الدكتور الهلابي ومن سبقه، لم يدعموا آراءهم ولو بدليل واحد متقدم ينفي وجوده، وهدفهم في ذلك التشكيك والإنكار: هو الادعاء أن الفتن التي وقعت في أزهى العصور الإسلام مل تكن إلا من عمل الصحابة والمسلمين، لا شأن لابن سبأ وأتباعه بها، وقد اثبت أن كل آراءهم مبنية على الفرضيات، وتفتقر إلى الأدلة العلمية، والدعم من المصادر المتقدمة، والقريبة من الأحداث.
المراجع
1- الشابي، علي، 1971م، النشرة العلمية لجامعة الزيتونة، كلية الشريعة وأصول الدين، أثر التراث الشرقي في المذهب السبئية، ص 245-ع1، السنة الأولى، ص 245.
2- الطبري، أبو جعفر محمد، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق عبد السلام هارون، 1950م, ج4، ط2، القاهرة، ص283، وانظر أبو الشعر، هند، 1983م، حركة المختار بن أبي عبيد الثقفي في الكوفة، ص329.
3- ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، (ت 571هـ) مختصر تاريخ دمشق، ج12، بيروت ص 219.
4- الناشئ الأكبر، مسائل الإمامة ومقتطفات من الكتاب الأوسط للمقالات، تحقيق يوسف فان، 1971م، بيروت، ص22-23.
5- القمي، أبو خلف سعد بن عبد الله الاشعري، المقالات والفرق، تحقيق محمد جواد مشكور، 1963م، طهران، ص 20-21.
6- بدوي، عبد الرحمن، مذاهب الإسلاميين، ج2، دار العلم للملايين، بيروت، ص 219.
7- أبو الدرداء، عويمر أو عامر، واسم أبيه ثعلبة أو عبد الله، اسلم يوم بدر، ولاه معاوية قضاء دمشق توفي سنة 32هـ، ابن حجر احمد بن علي العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، نشر دار التراث العربي،ط1، 1328 هـ،ج4، بيروت، ص 28.
8- عبادة بن الصامت كان من النقباء، شهد بدراً و المشاهد كلها مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أرسله عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- إلى فلسطين ليعلم أهلها القرآن ويفقههم في الدين، توفي سنة 34 هـ، وقيل عاش إلى سنة 45 هـ، الإصابة ج4،ص 28.
9- معاوية بن أبي سفيان، اسلم بعد الحديبية، وكتم إسلامه حتى أظهره عام الفتح، وكان في القضاء مسلما، أورده ضمن كتاب النبي – صلى الله عليه وسلم- كثير من المؤرخين كالطبري في تاريخ الأمم والملوك- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ج6،ص179، واليعقوبي احمد بن أبي يعقوب بن جعفر، ط دار صادر بيروت،ج2، ص 81 وغيرهما.
10- أبو ذر، جندب بن جنادة الغفاري، كان رابع أربعة سبقوا إلى الإسلام، توفي بالربذة – عام 32 هـ، طبقات ابن سعد، ج 4، ص 161-171 .
11- أمين، أحمد، 1969م، فجر الإسلام، دار الكتاب اللبناني، ط1، ص 136.
12- درادكة، صالح موسى، 1992م، العلاقات العربية اليهودية حتى نهاية عهد الخلفاء الراشدين، ط1، عمان، ص 203-411.
13- مجلة الرسالة المصرية، عدد 775، ص 525.
14- ابن حزم، أبو محمد علي بن احمد بن حزم، -الفصل في الملل و الأهواء والنحل، تحقيق محمد إبراهيم نصر وزميله، ج4،ص186.
15- ابن الديبع، وجيه الدين عبدالرحمن بن علي الشيباني، قرة العيون بأخبار اليمن الميمون، تحقيق محمد بن علي الأكوع-المكتبة السلفية في القاهرة، ص39.
16- ابن قتيبة الدينوري، أبو محمد عبد الله، المعارف، دار الكتب العلمية، بيروت، ص339.
17- الزبيدي، محمد مرتضى، تاج العروس، المطبعة الخيرية،ج1،ص75-76.
18- الأبناء: هم أبناء فارس الذين أرسلهم كسرى لنجدة سيف بن ذي يزن الحميري، وقد اختلفوا في سبب تسميتهم بالأبناء على أقوال أوجهها أن كسرى لما جهز الجيش المذكور، قال له المزاربه:امده بمن في سجونك، فان ضفروا فأبناءك، فان قتلوا فأعداءك، فأمده بهم ووهبهم له.وقيل: سموا بالأبناء لأنهم يقال لهم هؤلاء أبناء سيف، وقيل غير ذلك. المدعج، عبدالمحسن، 1990م، الأبناء، مجلة دراسات تاريخية، جامعة دمشق.
19- تحدث لبن حبيب عن ابن سبأ واعتبره أحد أبناء الحبشيات. ابن حبيب: أبو جعفر محمد بن حبيب بن أميه، المحبر، تحقيق ايلزا ليختن، دار الأفاق، بيروت، ص308.
20- الشابي، علي، مباحث في علم الكلام والفلسفة، دار أبو سلامه، تونس، ص20.
21- جواد، سامي، مسند عمر بن الخطاب، بيروت،ص68.
22- سورة النمل، الآية: 22.
23- سورة سبأ، الآيتان 15،16.
24- البغدادي، عبد القاهر، الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد، طبع المدني، القاهرة، ص238.
25- أبو زهره، محمد، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر العربي، القاهرة، ص64.
26- ي.س.غنيمة، نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق، ط بغداد، ص60.
27- الشابي، علي، مباحث في علم الكلام والفلسفة، مرجع سابق، ص20.
28- سيف بن عمر الضبي التميمي الكوفي- مؤلف كتاب (الفتوح والردة) وكتاب(الجمل وسير عائشة وعلي) توفي سنة 170هـ، ابن الندين، الفهرست،ص137.
29- العسكري، مرتضى، 1972م،عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى، دار الغدير، بيروت، ص17.
30- ابن حبان، محمد البستي ، المجرحين من المحدثين والضعفاء والمتركين، تحقيق محمود إبراهيم زايد، حلب،ص14.
31- ابن أبي حاتم الرازي، عبدالرحمن، الجرح والتعديل، مطبعة جمعية دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد الدكن، ط1، ج2،ص378.
32- الذهبي ،مجمد بن احمد بن عثمان، الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، تحقيق عزت علي عيد عطيه وزميله، 1972م، نشر دار الكتب الحديثة، القاهرة، ج1،ص416.
33- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، تقريب التهذيب، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف،1975م،ط2،نشر دار المعرفة،بيروت،ج1،ص344.
34- الذهبي،محمد بن احمد بن عثمان، ميزان الاعتدال، تحقيق محمد علي البجاوي، 1963م، دار أحياء الكتب العربية،ط1،القاهرة،ج2، ص255.
35- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، تقريب التهذيب،مرجع سابق،ج1،ص344.
36- الهي ظهير، إحسان، السنة والشيعة، نشر إدارة ترجمة السنة- الهور، باكستان- ص 8، نقلا عن طوق الحمامة ليحيى بن حمزة الزبيدي.
37- ابن عساكر، مختصر تاريخ دمشق، مرجع سابق، م 12، ص 222.
38- ابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 192، طبعة دار صادر، بيروت.
39- ابن عساكر، مختصر تاريخ دمشق، مرجع سابق، م 12، ص 221.
40- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، جامع البيان في تفسير القران، وبهامشه تفسير غرائب القران للنسيابوري، نشر دار الجيل، بيروت، ج3، ص 119.
41- أبو مخنف: هو لوط بن يحيى بن سعد الأزدي الكوفي الإخباري، جرحه العلماء محدثا وإخباريا. ابن حجر, العسقلاني، لسان الميزان، نشر مطبعة مجلس إدارة المعارف النظامية بحيدر اباد الدكن، ج 4، ص 492.
42- ابن حجر، العسقلاني، لسان الميزان، مرجع سابق، ج4، ص 492.
43- الذهبي، ميزان الاعتدال، مرجع سابق، ج3 ، ص 419.
44- ابن حجر، لسان الميزان، مرجع سابق، ج4 ، ص 492.
45- أبو الشعر، هند، حركة المختار بن أبي عبيد في الكوفة، مرجع سابق، ص 332. نقلا عن انساب البلاذري، مرجع سابق، ج5، ص59.
46- حجر بن عدي: عده البخاري من التابعين، وكان من شيعة علي في الجمل وصفين روى ابن سيرين أن ابن زياد، وهو أمير للكوفة خطب خطبة أطال فيها، فنادى حجر بن عدي: الصلاة، فمضى زيد في خطبته، فصحبه عدي بحجر وشاركه آخرون، فكتب زياد إلى معاوية يشكو إليه بغي حجر بن عدي على أميره في بيت الله، فكتب معاوية إلى زياد أن سرح به إلي، فلما جيء به إلى معاوية أمر بقتله متعظا بعاقبة عثمان، وما جر اله تمادي الذين اجترأوا عليه ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبد الله، ابن العربي، العواصم من القواصم، تحقيق محب الدين الخطيب، ط3 ، المكتبة السلفية بمصر، هامش ص 212.
47- البلاذري، احمد بن يحيى، (ت 297هـ)، انساب الأشراف، ج4، و ج5، القدس.
48- الطبري، تاريخه، مرجع سابق، ج5 ، ص 775.
49- الطبري، تاريخه، مرجع سابق، ج5، ص 25.
50- الطبري، تاريخه، مرجع سابق، ج5، ص44.
51- البلاذري، انساب الأشراف، مرجع سابق، ج5،ص212،والطبري،تاريخه،مرجع سابق،ج5،ص272،وج6،ص25،وص44، وأبو الشعر، هند، مرجع سابق،333.
52- ابن عساكر،تاريخ مدينة دمشق،مخطوط في المكتبة الأزهرية،رقم(714)ورقة 124ب.
53- الناشئ الأكبر،مرجع سابق،ص22-23.
54- القمي،مرجع سابق،ص20.
55- النوبختي،أبو محمد الحسن بن موسى،1931،تصريح ريتر، استنبول،ص23.
56- الكشي، أبو عمر محمد بن عمر،(ت340هـ)،رجال الكشي،طهران،ص98-99.
57- الطوسي،محمد بن الحسن ،(ت460هـ)رجال الطوسي،بغداد،ص51.
58- عمار بن ياسر بن عامر بن مالك،كان حليفاُ لبني مخزوم،وكان والده من السابقين في الإسلام ،ابن حجر، الإصابة ،مرجع سابق ،ج2،ص505.
59- الوردي ،علي،1956م.مقال من طلاب الشهرهة،مجلة الثقافة الإسلامية-السنة الأولى،بغداد،العدد11.
60- الوردي،علي، 1954م، وعاظ السلاطين، بغداد، ص 272-274، والشيبي، كامل مصطفى، والصلة بين التصوف والتشيع ، ط2 ، دار المعارف ، مصر ، ص41 وما بعدها .
61- الوردي ، وعاظ السلاطين ، مرجع سابق ، ص272 – ص274 ، وانظر الشيبي ، مرجع سابق ، ص41 وما بعدها .
62- النوبختي ، مرجع سابق ، ص27 .
63- المقريزي ، أبو العباس أحمد بن علي ، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار ، دار الطباعة المصرية ، بولاق ، ج2 ، ص334 .
64- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تحقيق ومراجعة محمد عبد العزيز النجار، مؤسسة دار العربي للنشر والتوزيع، مطبعة السعادة، ج2، ص356 .
65- الطبري ، تاريخه ، مرجع سابق ، ج5 ، ص98 .
66- الجاحظ ،أبو عثمان عمرو بن بحر، تحقيق عبد السلام هارون، ج3، ص46، كتاب العصر
67- علي ، جواد ، مجلة الرسالة ، عدد 775 ، ص532 .
68- الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، تحقيق محمد سيد الكيلاني – دار المعرفة ببيروت -، ج1 ، ص290-291, وانظر القمي، مرجع سابق، ص27-28، والنوبختي، مرجع سابق، ص27 .
69- مجلة الرسالة، مرجع سابق، عدد 775 .
70- البغدادي، مرجع سابق، ص227 .
71- مجلة الرسالة، مرجع سابق، عدد 775 .
72- البغدادي، مرجع سابق، ص227 .
73- ابن قتيبة الدينوري، أبو محمد عبد الله ابن مسلم، عيون الأخبار، 1963م، طبع المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، ج1، ص148-149 .
74- الطبري، تاريخه، مرجع سابق،ج4، ص348.
75- حسين، طه، الفتنة الكبرى، دار المعارف، مصر، ص109 .
76- حسين، طه، مرجع سابق، 131 .
77- حسين، طه، مرجع سابق،134 .
78- حسين، طه، مرجع سابق،ص209 .
79- ابن هشام، أبو محمد عبد الملك، السيرة النبوية، حققها مصطفى السقا وآخرون،1996م، ط1، بيروت، ج2، ص150-151 .
80- سورة آل عمران، الآيتان: 101-102 .
81- بتصرف واختصار من بحث الأديب الراحل محمود محمد شاكر، مجلة الرسالة المصرية، السنة السادسة عشر، الأعداد: 761، 763، 765 .
82- مجلة الرسالة، مرجع سابق، السنة 16، عدد 761، ص137.
83- حولية تصدر عن كلية آداب جامعة الكويت.
84- الهلابي، عبد العزيز صالح، 1987م، عبد الله بن سبأ، حوليات كلية آداب جامعة الكويت، الحولية الثامنة، ص13.
85- المرجع السابق نفسه، ص16.
86- أعشى همدان، ديوانه، تحقيق حسن عيسى أبو ياسين، الرياض، ص148، وأنظر أبو الشعر، هند، مرجع سابق، ص341 – 342.
87- ابن سعد، مرجع سابق، ج4، ص39.
88- ابن تيمية، أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الحليم، منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، تحقيق محمد رشاد سالم، مكتبة دار العروبة، مصر، ج1، ص17 وما بعدها.
89- ابن قتيبة، المعارف، مرجع سابق، ص267.
90- الناشئ الأكبر، مرجع سابق، ص22.
91- الهلابي، مرجع سابق، ص48.
92- القمي، مرجع سابق، ص20.
93- النوبختي، مرجع سابق، ص27.
94- ابن حبان، المجروحين، مرجع سابق، ج2، ص253.
95- ابن بابوي القامي، أبو جعفر محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، تحقيق السيد حسن الموسوي – نشر دار الكتب الإسلامية، ط5، طهران، ج1، ص213.
96- الخوارزمي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف، 1342هـ، إدارة الطباعة المنيرية، مصر، ص22.
97- ابن أبي الحديد، أبو حامد عبد الحميد بن هبة الله، تحقيق حسن تميم، 1963م، نشر مكتبة الحياة ببيروت، ج2، ص99.
98- السكسكي، عباس بن منصور، البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان، تحقيق خليل أحمد إبراهيم الحاج 1980م، ط1، دار التراث العربي، ص50.
99- ابن قتيبة، عيون الأخبار، مرجع سابق، ج2، ص149.
100- ابن حبان، المجروحين، مرجع سابق، ج1، ص208.
101- الذهبي، ميزان الاعتدال، مرجع سابق، ج1، ص348.
102- ابن حبان المجروحين، مرجع سابق، ج4، ص162.
103- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، تهذيب التهذيب، 1362هـ، ط1، مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند، ج9، ص179.
104- الهلابي، مرجع سابق، ص22.
105- الشبي، كامل مصطفى، مرجع سابق، ص91.
106- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري بشرح صحيح البخاري- تصحيح وتعليق الشيخ عبد العزيز بن باز، نشر إدارة البحوث العلمية والدعوة والإرشاد، الرياض 12ج، ص226-227.
107- ابن كمال باشا، رسالة في تحقيق لفظ زنديق، تحقيق حسين علي محفوظ، بغداد.
108- الذهبي، ميزان الاعتدال، مرجع سابق، ج2، ص462.
109- ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، مرجع سابق، ج3، ص289-290، وانظر كتاب الهداية الكبرى للخصيي من أئمة النصيرية ص227، إذ قال بعد ذكر بعض معجزات علي – كرم الله وجهه – (وفي ذكر اليوم كانت فتنة عبد الله بن سبأ وأصحابه العشرة الذين كانوا معه، وقالوا ما قالوا، وأحرقهم أمير المؤمنين عليه السلام – بالنار، بعد أن استتابهم ثلاثة أيام، فأبوا ولم يرجعوا فأحرقهم في حفرة الأخدود، فكان هذا من دلائله – عليه السلام-) والكتاب ملحق بكتاب : (العلويون بن الأسطورة والحقيقة ) هاشم عثمان، ط مؤسسة الاعلمي، بيروت.
110- ابن تيمية، مجموع الفتاوى – أبو العباس أحمد بن عبد الحليم، جمع وترتيب عبد الحمن بن محمد بن قاسم الحنبلي، ط الرياض 1383هـ، جـ 28، ص483.
111- السجستاني أبو داود، سليمان بن الاشعث، تحقيق أحمد محمد شاكر وزميله، دار المعرفة، بيروت، ج4، ص126.
112- النسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب، السنن المجتبى، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، ج7، ص104.
113- الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد الله ، المستدرك على الصحيحين، 1389هـ، دار الكتب العلمية، بيروت، ج3، ص583.
114- ابن حجر العسقلاني فتح الباري، مرجع سابق، ج12، ص170.
115- ابن حجر العسقلاني فتح الباري، مرجع سابق، ج12، ص170.
116- ابن تيمية، منهاج السنة، مرجع سابق، ج1، ص17.
117- ابن تيمية، منهاج السنة، مرجع سابق، ج1، ص17.
منقول من صيد الفوائد


أشوف لي رجل يعدد جدوده = لو إن أبوه وجده أضعف من الـدود
لعـل رحمـة خالقـه ما تـعـوده = وعساه مع زمرة هل النار بخلـود
هـذا زمـان هايـبـات فـهـوده = والناس نادوا عنتره باسم مسعـود

[ سبيع الغلباء - متيهة البكار - معسفة المهار - مدلهة الجار ]

التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 22 - 08 - 2008 الساعة 03:37
رد مع اقتباس