أتحدث هنا عن أسطوانات الغاز الجديدة التي طرحتها الشركة المتعاقدة بسعر خيالي 365 ريالا، وببحث بسيط عبر الإنترنت نجد أن هذه الاسطوانات متوفرة في الدول الأوروبية كما ذكرت الشركة ، ولكن تختلف القصة ويبين تلاعب واحتيال الشركة على المواطن في النقاط التالية:
1- السعر هو نفس سعر الأسطوانات القديمة. والمتأمل بعين خبيرة في الصناعة يعلم أن استخدام الحديد الخفيف أو الفيبر جلاس أرخص بكثير من استخدام الحديد الثقيل أو الفولاذ. لذا تباع هذه الاسطوانات بنفس السعر وتحمل هامش ربح أعلى بكثير من الأسطوانات الثقيلة.
2- لم تصمم هذه الأسطوانات من أجل السلامة أبدا ولا تحمل أي ميزة سلامة إضافية عن السابقة. فقد صممت للاستخدام في الرحلات وعربات الجر (الكارفان) لكونها لا تضيف وزنا إضافيا لهذه العربات، بل على العكس، إن انتشار استخدامها في المنازل يرفع من خطر سوء استخدام الغاز من قبل الأطفال أو التلاعب بهذه الاسطوانات، ولا تسوق الشركات الأوروبية هذه الاسطوانات للمنازل بل هي مخصصة للكرفانات كما ذكرت.
لاشك إن طرح هذا المنتج بذلك السعر العالي غيرالمبرر يعني فشلنا مرة أخرى في التصدي لجشع التجار ومحاربته، وهو في الحقيقة دليل على أننا كمواطنين نحارب أنفسنا بأنفسنا وأن هؤلاء التجار ورجال الأعمال الذين يدعون المواطنة هم أول من يسعى لنهب واستغلال المواطن والتحايل على أنظمة الدولة.
أرجو أن تكون هناك وقفة شجاعة تجاه هذه القضية المهمة التي تمس اقتصاد الدولة لأن تمرير رفع سعر منتج بغير مبررات سيؤدي لدفع التجار الآخرين أصحاب السلع الاستهلاكية لحذو نفس المنهج، وإذا غضضنا البصر عن مضاعفة سعر الغاز مرتين الآن فسيبلع المواطن المسكين أمورا أخرى وارتفاعات أخرى غير مبررة.
غير متصل
