أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بعد ظهر الأحد 25-5-2008 انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بأكثرية 118 صوتاً من أصل 127.
وقال بري إن عمليات الفرز أظهرت حصول سليمان على 118 صوتا مقابل 6 أوراق بيضاء و3 اوراق لم يتم الاعتراف بها كتب عليها اسما النائب السابق نسيب لحود والوزير السابق جان عبيد وعبارة "رفيق الحريري والنواب الشهداء".
وينتخب سليمان بعد ستة أشهر من شغور منصب الرئاسة الاولى مع انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ويؤدي سليمان القسم الدستوري بعد انتخابه على أن يلقي خطاباً أمام البرلمان ليتسلم ولاية تستمر 6 سنوات. ولبنان بلا رئيس منذ نوفمبر تشرين الثاني.
ويأتي الانتخاب في إطار اتفاق توصل اليه الزعماء اللبنانيون برعاية قطر الاسبوع الماضي لنزع فتيل الازمة التي هددت بنشوب حرب اهلية جديدة بعد أن تحولت الى قتال في الشوارع هذا الشهر ودفعت مقاتلي حزب الله الذي تدعمه ايران الى السيطرة لفترة قصيرة على أجزاء من بيروت والحاق الهزيمة بالموالين للحكومة.
وحضر الانتخاب أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس وزرائها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وهما القوة المحركة وراء اتفاق الدوحة ومجموعة من وزراء الخارجية العرب والأجانب من بينهم وزيرا خارجية سوريا والسعودية بالإضافة إلى فرنسا وتركيا ومصر وايران.
وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد أن نال سليمان 118 صوتا من أصل 127 نائبا في البرلمان "نال العماد ميشال سليمان 118 صوتا واعلنه رئيسا للجمهورية" وفور إعلان فوزه أطلقت النيران في الهواء.
واتفق تحالف الغالبية المناهض لسوريا والمعارضة على انتخاب سليمان لكنهما اختلفا على شكل حكومة الوحدة الوطنية الامر الذي اجل الانتخاب 19 مرة وعمق الازمة السياسية.
ولبت الاتفاقية معظم مطالب المعارضة وأمنت انتخاب الرئيس الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع سوريا وحزب الله. وينظر للاتفاقية بشكل كبير على انها انتكاسة لواشنطن وحلفائها الذين ضغطوا لنزع سلاح حزب الله وعزل دمشق.
وتدعو الاتفاقية أيضا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمتع فيها المعارضة بحق النقض (الفيتو) وقانون جديد للانتخابات العامة التي تجري في 2009.
وتهدف الاتفاقية الى نزع فتيل صراع أجج التوترات الطائفية وأصاب الحكومة والمؤسسات الدستورية بالشلل وأدى الى تعثر الاقتصاد.
ولم يجتمع البرلمان منذ فترة تزيد على العام ونصف العام لم تعمل فيها حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على نحو يذكر. وادت جولات من اعمال العنف الى سقوط عشرات القتلى وإحياء ذكريات الحرب الاهلية التي دارت رحاها فيما بين عامي 1975 و1990.
وفور انتخاب الرئيس اعتبرت حكومة السنيورة مستقيلة ولكن عليها تصريف الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
وقبل حضور جلسة الانتخاب التي تزامنت مع ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان زار وزير خارجية ايران منوشهر متكي ضريح القائد البارز في حزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في انفجار بدمشق في فبراير شباط الماضي.
وعززت القوى الامنية اللبنانية اجراءاتها الامنية في العاصمة اذ اغلقت الطرق المؤدية الى البرلمان في وسط بيروت.
وينص نظام اقتسام السلطة في لبنان على ضرورة ان يكون رئيس البلاد مسيحيا مارونيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا ورئيس البرلمان شيعيا.
ويشغل سليمان منصبا كان يشغله حتى نوفمبر تشرين الثاني اميل لحود وهو حليف لدمشق. وعين سليمان قائدا للجيش في عام 1998 عندما كانت سوريا تهيمن على لبنان.
ونسق سليمان عن كثب مع القوات السورية قبل انسحابها من لبنان عام 2005 تحت ضغوط لبنانية ودولية اثارها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
وكرئيس للبنان سيتعين عليه مواجهة عدد من القضايا المثيرة للانقسام من بينها العلاقات مع سوريا وقرار لمجلس الامن يدعو الى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان وهو مطلب يؤيده خصوم حزب الله في لبنان.
ولكن مهمته الاولى ستكون تعيين رئيس وزراء جديد وتنسيق تشكيل الحكومة الجديدة معه. وقال مسؤولون ان سعد الحريري زعيم الاغلبية البرلمانية يعد الشخصية الأوفر حظا لتولي هذا المنصب.
وينبغي على الرئيس تكليف المرشح الذي يجمع على تسميته اغلبية النواب في البرلمان. وسيؤدي سليمان اليمين بعد وقت قصير من انتخابه وسيلقي كلمة أمام البرلمان.
ويجيد سليمان اللغتين الانجليزية والفرنسية وهو متزوج وله ثلاثة أولاد.
وتخرج سليمان من الاكاديمية العسكرية في عام 1970 ويحمل إجازة في العلوم السياسية والإدارية من الجامعة اللبنانية. وولد سليمان في قرية عمشيت ذات الأغلبية المسيحية
وكالات الانباء العالمية