الجمعة, 11 يوليو 2008
مناحي سلطان - الطائف
لازالت حادثة حافلة الخرمة المحترقة تلقي بظلالها السوداء على بيوت الضحايا على الرغم من مرور أكثر من شهر على حدوثها. ولازال 11 شخصا من ضحايا الحادث داخل ثلاجات الأموات بالطائف فيما ذووهم على الأبواب ينتظرون نتائج الحمض النووي لتحديد هوياتهم حسب قول مدير مستشفى الخرمة ذعار السبيعي . مأساة كبرى ترجمتها ملامح الموتى غير الواضحة وهوياتهم الغائبة . وتأثيرات مفجعة دفع ضريبتها المرّة آباء و أمهات وأطفال ظلل الحادث المفجع حياتهم بظلال الحزن والخوف . الغريب أن الضحايا توزعت دماءهم بين البلدان فمنهم سعوديون ومصريون وهنود وسودانيون الأمر الذى استنفر الجهات الأمنية ودعاها للجوء للحمض النووي من أجل تحديد هويات الجثث المتفحمة .. «المدينة « التقت أسرة الرقيب السبيعي الذى كان له مع الحافلة قصة غريبة وتسمع لحكاية الأم المحبة له والتى أبت ألا تسافر إليه وفارقت الدنيا بعد رحيله بساعات .
دورة البصمة
يقول شبيب سعيد السبيعي والد الفقيد (سعيد) إن ابنه يعمل مديرا لقسم إقامات الوافدين في جوازات رنية برتبة رقيب وكان قد رشح لدورة بصمة الوافدين المنعقدة في جوازات محافظة الطائف وكان مشتاقا لهذه الدورة وودعني بعد صلاة الجمعة وذهب في مهمته الرسمية للالتحاق بهذه الدورة ولعدم وجود سيارة يملكها اضطر إلى السفر عبر رحلات النقل الجماعي وعند وصوله لمقر الدورة التي كانت ستعقد في الطائف فوجئ بأن الدورة ألغي عقدها في مدينة الطائف وسوف تعقد في مدينة الرياض وسيبلغ هو وزملائه بالموعد وعاد إلى محافظة رنية عبر إحدى رحلات النقل الجماعي وفقد في الحادث الأليم بالطريق الرابط بين رنية والخرمة وأضاف أن الفقيد كان بارا بوالدته عطوفا على أشقائه محبا للخير ملتزما دينا وخلقا وأدبا سواء في مخالطته بالناس أو في مجال عمله
محبا لعمله
الرقيب مهدي مسفر السبيعي أحد أفراد جوازات مطار الملك فهد في مدينة الدمام وخال الفقيد قال إن الرقيب سعيد السبيعي عمل في قطاع الجوازات منذ عام 1402هـ وتنقل ما بين جوازات الدمام والظهران ونجران ومنفذ البطحاء الحدودي ومنفذ الخفجي وكان محبا لعمله ومخلصا لوطنه وقد تلقيت الخبر أثناء تأدية عملي في جوازات مطار الملك فهد في مدينة الدمام كالصاعقة.
والدته ماتت حزنا
سعد سويد ابن خالة الرقيب السبيعي قال إن الفقيد وحيد أمه المطلقة فوالده لديه زوجتان الأولى أنجبت له الرقيب الفقيد والأخرى أنجبت له عدد من الأبناء والبنات وأضاف كان محبا لوالديه لدرجة لا استطيع أن أوصفها وكان والداه محبين له لدرجة أن والدته توفيت حزنا على فراقه في اليوم الثاني من العزاء وقال إن الفقيد متزوج ولديه 3 بنات لا يزالون قصرا عمر الكبيرة منهن لم يصل إلى 5 أعوام.
يناديه الموت
وقال إن الفقيد كان يرافقه الرقيب راجح محمد الشريف أحد أفراد جوازات محافظة الخرمة أثناء سفره في حافلة النقل الجماعي وعند وصولهما محطة النقل الجماعي في الخرمة طلب الرقيب الشريف من الفقيد السبيعي تناول وجبة الغداء معه في منزله في محافظة الخرمة وان يوصله بعد تناول وجبة الغداء إلى محافظة رنية بسيارته ووافق الفقيد وحمل حقيبته في يده ونزل من الحافلة لكنه تراجع مبتسما وطلب من زميله أن يسمح له بالمغادرة على الرحلة قائلا إن الرحلة مغادرة وانه يريد مواصلة سفره ولا يريد أن يكلفه ويرهقه من أجل إيصاله لأسرته في رنية وقبل مغادرة الرحلة أو الحافلة من محطة النقل الجماعي في الخرمة وزع الرقيب السبيعي ابن خالتي العصائر على عمال المحطة الذي تعرف عليهم من خلال سفره على رحلات النقل الجماعي
عطوف على الأشقاء
فراج شبيب السبيعي شقيق الفقيد أنه كان متأثرا لوفاة الرقيب السبيعي لعطفه على أشقائه وأفراد أسرته وحبه للخير وقال إن خبر وفاته وقع عليهم كالصاعقة وأصبنا بحزن شديد فقد كان الفقيد هو الأخ والوالد وأثنى على مدير جوازات محافظة رنية وزملائه الأفراد الذين قدموا واجب العزاء لأخي وأشقائي وباقي أفراد الأسرة وهذا يدل على حبهم له وتأثرهم لوفاته وألقى باللوم على وزارة النقل التي لم تهتم بطريق رنية الخرمة الذي التهم البشر وأصبح ضحاياه بالآلاف وليس بالمئات مطالبا بوقف نزيف الدماء التي تهدر يوميا على هذا الطريق التالف ويشاركه ملفي شبيب السبيعي شقيق الرقيب سعيد السبيعي يتساءل إلى متى ننتظر وتغظ الطرف عن هذا الطريق فهذا الطريق رمل النساء ويتم الأطفال ومنهم شقيقه الذي فقد من ضمن ضحايا الحادث المفجع
المدينة
غير متصل
راعي الجوفا
