هيئة الإذاعة الكندية ـ تورنتو
كشفت دراسة حديثة أن المضادات الحيوية الشائع استخدامها حاليا تؤثر سلبا في المستوى الطبيعي للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي عند البالغين، كما تبين أن تأثيرها يمتد لفترات أطول مما كان يتوقع.
وتبين أن تأثير المضادات يستمر لما يقارب ستة أشهر بعد إيقاف استخدامها ما يؤدي إلى تدمير أنواع من البكتيريا النافعة بشكل كامل أو تواجدها بنسب أقل مما كانت عليه قبل تناول المضاد.
من جانبه، علق الدكتور ديفيد ريلمان معد الدراسة بقوله "لا نريد أن نعطي انطباعا خاطئا تجاه المضادات الحيوية ولا نريد أن يظن الناس أننا نشجع على عدم تناول المضادات عند الحاجة، إلا أننا نرى أنه من الضروري توضيح الوجه الآخر للمضادات وبخاصة أننا أصبحنا نسرف كثيرا في استخدامها".
وأوضح ريلمان المختص في الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد، أن المضادات الحيوية ليست علاجا موضعيا فهي لا تدمر البكتيريا الضارة وتترك النافعة بل تدمر البكتيريا بشكل كامل النافع منها والضار، لذلك عند استخدام المضادات لعلاج مشكلة معينة قد تظهر لنا مشكله أخرى نتيجة لتناول المضاد على سبيل المثال قد يصاب المريض بعدوى الخميرة أو الإسهال نتيجة لتناوله مضادا معينا.
إلا أنه عاد ليؤكد أن مقدار الضرر الذي تسببه المضادات الحيوية للبكتيريا النافعة لا يمكن تحديد حجمه بالضبط، ولذلك قام فريق البحث بعمل تجربة على ثلاثة متطوعين رجلين وسيدة جميعهم يتمتعون بصحة جيدة، حيث أعطي للمتطوعين كورس علاجي واحد من المضاد ciprofloxacin وكما هو معروف جميع المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا بشكل كبير فيما يعتبر السايبرو أقلها ضرراً.
وخلال فترة التجربة أخذت عينات من المتطوعين الثلاثة قبل أن يبدأوا الكورس العلاجي بمضاد السايبرو مدته خمسة أيام كما أخذت عينات أخرى خلال العلاج وبعد إيقافه بشهور.
ومازال فريق البحث يدرس هذه العينات إضافة إلى غيرها من العينات التي أخذت من مرضى بعد مرور عام من استخدامهم المضاد، إلا أن النتائج التي ذكرت في هذا التقرير توضح النتائج التي توصل إليها فريق البحث حول تأثير المضاد بعد مضي ستة أشهر من استخدامه
غير متصل
