المنتدى الإسلاميفتاوى ، مقالات ، بحوث اسلامية لكبار العلماء وستجد ايضا معلومات عن الفرق الضالة والأديان بما في ذلك الديانة النصرانية واليهودية والمجوسية وغيرها
فما الصبر؟ وهل نحن بحاجة إلى الصبر ؟ وما أنواعه ؟ وما موقفنا ؟ أما الصبر : فأصله اللغوي الحبس والمنع وهو : حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عما حرم الله على ما يقتضيه الشرع، وعقولنا نوقن بقصورها عن الإحاطة بحكمة الله عز وجل فيما قضى وقدر : وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) [ البقرة : 216 ] وألسنتنا فلا نتجاوز ما أخبر به الحق عن أوليائه عند المصيبة : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) [ البقرة : 156 ] والجوارح فلا تظهر التسخط للحديث : ( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
وأما هل نحن بحاجة إلى الصبر ؟
1- فنعم ذلك لأن الدنيا دار بلاء وهموم وغموم تذيب القلب وتطحن البدن فيعقوب عليه السلام فقد بصره من كثرة بكائه لفقده يوسف عليه السلام فلم يجد غير الشكوى إلى الله والصبر ملجأ : ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) [ يوسف : 18 ]
2- ونحن بحاجة إلى الصبر لأن مشيئة الله نافذة، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ومن أنت حتى تعترض على قضاء الله وأمره .
وأما أنواع الصبر :-
الصبر على الطاعة : صلتنا بالله ليست صلة أيام ومواسم كالذين لا يعرفون الله إلا في رمضان فإذا خرج رمضان خرجوا كالأنعام إلى شهواتهم غايتنا أن نلقى الله تعالى عن كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله سبحانه ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) قال تعالى : ( رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) [ سورة مريم : 65 ] وكلما ازداد العبد صبرا على الطاعة ازداد حبا لها وشوقا فهذا أحد الصالحين يفرش له فراشه بعد صلاة العشاء فيضع يده عليه ويقول : والله إنك للين ولكن فراش الجنة ألين منك ثم يقوم إلى صلاته إلى الفجر، حتى يسأل عمر ما أحب شيء إلى نفسه ؟ فيقول : ( ضرب السيف وصيام بالصيف ) ورسول الله يقول : ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات : إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط )
قبل العمل : بأن تكون النية خالصة لله : ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكم امرى ما نوى )
عند العمل : فلا يكسل ولا يفتر : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )
وعند الفراغ منه فلا يمن به ولا يطلب به سمعة : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثلها ) [ الأنعام : 160 ]
الصبر عن المعصية : فتحفظ نفسك عن كل ما يدنيك من المعصية في بصرك . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول بتصرف يسير مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .