منتديات سبيع الغلباء

منتديات سبيع الغلباء (https://www.sobe3.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.sobe3.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   مــا يـهـمـك في الــحــج (https://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=4944)

عيسى السبيعي 24 - 11 - 2004 15:18

رد : مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[align=center][frame="4 80"][color=#0000FF][size=5]أعمال التشريق


ثبت في الصحيح من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى . فإقامة الحجاج بمنى يوم النحر وأيام التشريق مشروعة إجماعا، وكذلك المبيت معظم ليلتي الحادي عشر والثاني عشر وهو واجب- على غير السقاة والرعاة ومن في حكمهم- عند أحمد وغيره، لما في السنن وغيرها أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاة في البيتوتة عند منى، وفي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للعباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته . وكان عمر رضي الله عنه يقول: لا يبيتن أحد من الحجاج ليالي منى وراء العقبة. فدلت هذه الآثار على أن المبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشرو الثالث عشر لمن غربت الشمس بها واجب يتعرض تاركه للإثم ويلزمه فدية إلا من عذر ولهذا رخصه النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الأعذار
ويرمون الجمرات الثلاث يومي الحادي عشر ويسمى يوم القر- وذلك لاستقرار الناس فيه في منى- وكذلك يرمون الجمرات يوم الثاني عشر كل ذلك بعد الزوال- ويمتد وقته إلى غروب الشمس- كل جمرة بسبع حصيات، ففي كل يوم يرمون إحدى وعشرين حصاة. ودليل ذلك ما في صحيح مسلم عن جابر- رضي الله عنه- قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى، وأما بعد- يعني في أيام التشريق- فإذا زالت الشمس . وفي البخاري عنه قال: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى، ورمى بعد ذلك بعد الزوال . وفيه عن ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: كنا نتحين - ننتظر- فإذا زالت الشمس رمينا .
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: لا ترموا الجمار في الأيام الثلاثة يعني أيام التشريق- حتى تزول الشمس رواه مالك وغيره. فدلت هذه النصوص الصحيحة على أن ابتداء الرمي بعد الزوال هذه الأيام من النسك الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه عنه أصحابه.
ويجب الترتيب في رمي الجمرات أيام التشريق، فيبدأ بالجمرة الأولى وهي الصغرى أقرب الجمرات لمسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات- وتقدم أن الحصاة بحجم الأنملة وهي رأس أصبع اليد الذي فيه الظفر- ، يكبر مع كل حصاة، ثم يقف فيدعو طويلا، ثم ينصرف إلى الجمرة التي تليها وهي الوسطى فيرميها كالتي قبلها، ثم يقف ويدعو طويلا، ثم ينصرف إلى جمرة العقبة أبعد الجمرات من منى فيرميها كذلك ولا يقف عندها بل ينصرف إذا رمى، فهذا فعله صلى الله عليه وسلم . ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما-: أنه كان يرمي الجمرة الدنيا الصغرى بسبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة أي: يقول: بسم الله والله أكبر- وإن قال: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا فحسن، ثم يتقدم يعني أمامها ويجعلها عن يساره حتى يسهل- يعني في الوادي- فيقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل- يعني الوادي- ويجعل الجمرة عن يمينه ويقوم مستقبل القبلة فيقوم طويلا ويدعو ويرفع يديه ويقوم طويلا، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي، ولا يقف عندها، ثم ينصرف فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .
كيفية التعجل والتأخر :
ثم بعد الرمي يوم الثاني عشر بعد الزوال، من أحب أن يتعجل جاز له ذلك، ويخرج من منى قبل غروب الشمس ويسمى النفر الأول، ومن تأخر وبات بمنى ليلة الثالث عشر ورمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال فهو أفضل وأعظم أجرا، سمى النفر الثاني لقوله تعالى: فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون . فالتعجل إنما يكون يوم الثاني عشر وأما الحادي عشر فهو يوم قر لا نفير فيه، لان النبي صلى الله عليه وسلم رخص في التعجل يوم الثاني عشر وأما هو صلى الله عليه وسلم فلم يتعجل، بل أقام بمنى حتى رمى الجمرات يوم الثالث عشر بعد الزوال، ثم ارتحل قبل أن يصلي الظهر فعلى الحجاج أن يتقوا الله في جميع مناسكهم والتقوى إنما تكون باتباع النبي صلى الله عليه وسلم وترك مخالفته، فمن اتقى الله فلا إثم عليه سواء تعجل أو تأخر ومن لم يتق الله لحقه الإثم وتعرض للخطر.
تنبيهات تتعلق برمي الجمرات
الأول: شرع رمي الجمرات لإقامة ذكر الله واتباع إبراهيم خليل الله، روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله . وروى البيهقي في سننه عن ابن عباس- رضي الله عنهما- رفعه قال: لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له في الجمرة الثالثة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض . قال ابن عباس: الشيطان ترجمون، وملة أبيكم تتبعون . رواه الحاكم في المستدرك مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وصححه وقال: على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

الثاني: ينبغي لزوم السكينة والوقار و الخشوع، وهو في الطريق إلى الجمرات وحال رميها، وأن يتجنب إيذاء الخلق، لما في المسند وغيره عن قدامة بن عبد الله بن عمار- رضي الله عنه- قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء، لا ضرب، ولا لطم، ولا إليك إليك . وفي صحيح مسلم من حديث الفضل بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عشية عرفة وغداة جمع يعني يوم النحر حين دفعوا: عليكم بالسكينة . وروي عنه صلى الله عليه وسلم قال: أيها الناس، لا يقتل بعضكم بعضا .

الثالث: بعض العوام يعتقد أنه لا بد من لقط حصى الجمار من مزدلفة، وليس لذلك- فيما أعلم- أصل ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد عليه، فعلى الحاج إذا أراد رمي الجمرة أن يلتقط حصى كل يوم من موضع إقامته بمنى، أو من طريقه إذا ذهب لرمي الجمرة.
الرابع: كثير من الناس يظنون أنه لا بد من رمي العمود القائم على الجمرة، وهذا وهم فإن المتعين أن ترمى الحصى فى الحوض، وإنما جعل العمود علامة على الحوض فقط، ولا يشترط استقرار الحصى في الحوض، فلو تدحرجت منه أجزأ عند جمع من أهل العلم وهو الصحيح إن شاء الله.
الخامس: على الحاج أن يتقي الله في نسكه بأن يباشره بنفسه، ويأتي به على الوجه المأمور به شرعا ، إخلاصا لله تعالى، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأن يستعين بالله على ذلك، وأن يصبر لله ويحتسب عند الله ما يصيبه من مشقة أو أذى، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : الحج جهاد كل ضعيف رواه أحمد وابن ماجة . فإن شق عليه لكبر سن أو مرض أو خاف على نفسه، أو كون المرأة حاملا، جاز أن يوكل من يرمي عنه، لقوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم . ولقوله سبحانه: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت . ولما ثبت في المسند وغيره عن جابر رضي الله عنه في صفة حجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قال: فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم .

السادس: يجوز للإنسان أن يرمي كل جمرة عن نفسه، ثم يرمي عن موكله في موقف واحد.
السابع: بعض الناس يخطئون في رمي الجمرات أيام التشريق، حيث يرمونها قبل الزوال، وهذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه لم يرم إلا بعد الزوال، وكان يقول: خذوا عني مناسككم . وكان الصحابة- رضي الله عنهم- يتحينون الزوال- أي ينتظرونه- فإذا زالت الشمس رموا، وكثير من أهل العلم يرون أن من رمى قبل الزوال، فعليه أن يعيد بعده وإلا لزمه دم.
ومما يتعلق بأيام التشريق أيضا:
أ- السنة أن يكون الحاج أيام التشريق مفطرا لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى لكن لو عجز القارن والمتمتع عن الهدي لضياع نفقة أو نحوها و لزمه الصيام فلا بأس بصيام الثلاثة الأيام التي في الحج في أيام التشريق فإنه مخير في صيامها إن شاء صامها قبل يوم النحر، وإن شاء صامها أيام التشريق لحديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي رواه البخاري .

ب- اذا غربت الشمس على الحاج يوم الثاني عشر وهو بمنى لم ينفر و لم يتهيأ للنفير تعين عليه أن يبيت بمنى ليلة الثالث عشر وأن يرمي الجمرات يوم الثالث عشر بعد زوال الشمس لما ثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول: من غربت له الشمس من أوسط أيام التشريق وهو بمنى، فلا ينفرن، حتى يرمي الجمار من الغد أخرجه مالك وغيره. أما لو تأخر عن النفير بسبب زحام السيارات ونحو ذلك فينفر ولا حرج.
ج- إذا تيسر للحاج أن ينزل بالمحصب- وهو الأبطح- بعد فراغه من رمي الجمرات يوم الثالث عشر و يبيت به ليلة الرابع عشر فذلك سنة لقوله صلى الله عليه وسلم : نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر يعني بالمحصب. رواه البخاري .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا ينزلون بالأبطح وكان ابن عمر يرى أن التحصيب سنة وقال نافع رحمه الله: قد حصب رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعده . روى هذه الآثار مسلم رحمه الله .

طواف الوداع


إذا أراد الحجاج- غير أهل مكة- النفر من مكة إلى أهليهم بعد فراغهم من نسكهم وجب عليهم أن يطوفوا بالبيت طواف الوداع بأن يطوفوا بالبيت سبعة أشواط ويصلوا خلف المقام ركعتين ختما للمناسك وتكميلا لها واقتداء بينبيهم صلى الله عليه وسلم وطاعة له وليكون آخر عهدهم بالبيت مودعين له قبيل انصرافهم إلى أهليهم وأوطانهم لما ثبت في الصحيح عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض متفق عليه. فالحائض ومثلها النفساء لا وداع عليها ولا فدية- وفي صحيح مسلم عنه- رضي الله عنه- قال: كان الناس ينصرفون من كل وجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت . ففي ذلك دليل على وجوب الوداع وهو قول الجمهور قال الترمذي: والعمل عليه عند أهل العلم.
وقال النووي: وهو قول أكثر العلماء وورد فيه أمره صلى الله عليه وسلم به ونهيه عن تركه وفعله الذي هو بيان للمجمل الواجب.
ومن حديث الحارث- رضي الله عنه-: من حج هذا البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه ارتحل من الأبطح فمر بالبيت فطاف به، ثم سار متوجها إلى المدينة من أسفل مكة من ثنية كدي . ففي البخاري عن ابن عمر- رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر- يعني يوم الثالث بعد أن رمي الجمرات عقب الزوال- والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصب- نام يسيرا - ثم ركب إلى البيت فطاف به . ولو لم يفعله الحاج أجزأه دم، ولم يبطل الحج بتركه.
وذهب جمع من أهل العلم إلى أن طواف الوداع واجب على كل من أراد الخروج من مكة، سواء كان حاجا أو غير حاج، ولهذا من أقام بمكة بعد الحج لا وداع عليه على الصحيح، فوجوبه من أجل أن يكون آخر عهد الخارج من مكة بالبيت، كما وجب الدخول في الإحرام في أحد قولي العلماء بسبب عارض هو الدخول إلى مكة، لا كون ذلك واجبا في الإسلام كوجوب الحج.
تنبيهات تتعلق بطواف الوداع
الأول: تبين مما سبق أن طواف الوداع ليس واجبا على كل أحد من الحجاج، بل يسقط عن الحائض، والنفساء مقيسة عليها، لحديث ابن عباس السابق، ولما في صحيح مسلم عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينفر إذا صفية- رضي الله عنها- على باب خبائها كئيبة حزينة.- وفي رواية: فقالوا: إنها حائض يا رسول الله- فقال: عقرى، حلقى، إنك لحابستنا، ثم قال لها: أكنت أفضت يوم النحر؟ قالت: نعم. قال: فانفري .

الثاني: من ترك طواف الوداع من الحجاج- غير الحائض والنفساء- فإن لم يمكنه الرجوع إليه لبعده عن مكة، فإنه لا يرجع ويجبره بفدية، لقول ابن عباس: من نسيي شيئا من نسكه أو تركه، فليهرق دما - يعني يذبح رأسا من الضأن أو الماعز يصلح أضحية ويطعمه الفقراء والمساكين فدية عما ترك من نسكه وجبرا لنقصه- ولم يعرف له مخالف من الصحابة رضي الله عنهم فدل على أن ذلك مما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الثالث: بعض الناس يطوف للوداع يوم الثاني عشر قبل رمي الجمرات استعدادا للسفر ثم بعد طوافه يرجع فيرمي الجمرات، وهذا عمل منكر مخالف لسنه النبي صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية ، فإنه صلى الله عليه وسلم قال: لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت . وهو صلى الله عليه وسلم لم يطف بالبيت إلا بعد أن فرغ من رمي الجمرات، وبعد طوافه الوداع انطلق إلى المدينة، وقد قال تعالى: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا . وكان عليه الصلاة والسلام يقول للناس- عند كل مشعر خذوا عني مناسككم . والذي يقدم طواف الوداع على رمي الجمرات لم يكن آخر عهده بالبيت بل بالجمرات ، فعليه أن يعيد الطواف بعد رمي الجمرات، وإلا كان عليه فدية مع الإثم، فيحتاج التوبة والاستغفار.
الرابع: وقت طواف الوداع قبل السفر فإذا عزم على السفر شرع له أن يودع البيت قبل سفره ثم يسافر ليكون آخر عهده بالبيت فمن أقام بمكة بعد الوداع لم يكن آخر عهده بالبيت، وإنما كان آخر عهده بمكة، لكن لا بأس بالإقامة اليسيرة لأداء الصلاة إذا أقيمت، أو الصلاة على الجنازة إذا حضرت، أو أقام لانتظار أصحابه، أو إصلاح خلل طرأ على راحلته، أو شراء حاجة لأبد منها وهو في طريقه، فإن طال المقام فالأحوط له إعادة طواف الوداع.[/size][/color][/frame][/align]

عيسى السبيعي 24 - 11 - 2004 15:21

رد : مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[align=center][frame="4 80"][color=#0000FF][size=5]فضائل زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم


تستحب زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه فإنه المقصود بقوله تعالى: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه . ومعنى تقوم فيه تصلي فيه. وإن كان مسجد قباء مرادا في الآية أيضا، ولكن مسجد قباء يدخل تبعا، وإنما تشرع زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، لما ورد في فضله وفضل الصلاة فيه.
ففي مسند البزار من رواية عائشة- رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء، أحق المساجد أن يزار ويشد إليه الرواحل المسجد الحرام ومسجدي .
وفي الترمذي عن أنس- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى في مسجدي أربعين صلاة كتب الله له براءة من النار وبراءة من العذاب، وبراءة من النفاق .
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرا أو ليعلمه، كان كالمجاهد في سبيل الله .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام . وفي صحيح مسلم عن ابن عمر- رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة . وفي رواية عند أحمد قال صلى الله عليه وسلم : وإن منبري على ترعة من ترع الجنة .
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى متفق عليه . فدل هذا الحديث على مشروعية شد الرحال إلى هذه المساجد الثلاثة ، لشرفها وفضلها وفضل الصلاة فيها، ودل بمفهومه أنه لا يجوز شد الرحال إلى بقعة من بقاع الأرض على وجه التعبد فيها غير هذه المواطن الثلاثة، فلا يجوزالسفر لزيارة قبورالأنبياء أو الأولياء أو غيرهم.
وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة سائر العام فليس لها وقت مخصوص، وليست من الحج لا واجبة ولا شرطا- كما يظنه بعض العامة- لكن ينبغي للوافدين من أقطار الأرض البعيدة أن يغتنموا فرصة قدومهم لأرض الجزيرة لأداء مناسك الحج والعمرة لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، لتحصيل فضيلة زيارة المسجد والصلاة فيه، فإنه أيسر لهم وأرفق، والنبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه مع أنه قد لا يتيسر لهم الوصول إلى هذه البقاع في المستقبل، فلا يعلم الغيب إلا الله وقد قال صلى الله عليه وسلم : احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز .
فإذا وصل زائر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد قال الذكر المشروع عند دخول سائر المساجد، إذ ليس لدخول مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ذكر يخصه، فيقدم رجله اليمنى عند الدخول، ويقول: بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج قدم رجله اليسرى وقال ذلك إلا أنه يقول: افتح لي أبواب فضلك ، ثم يصلي ركعتين يدعو فيهما بما أحب من خيري الدنيا والآخرة، وإن تيسر له صلاتهما في الروضة الشريفة بين منبره صلى الله عليه وسلم وبيته حجرة عائشة- رضي الله عنها- فهو أفضل، لما سبق في فضلها.
ثم بعد الصلاة يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقبري صاحبيه أبي بكر وعمر- رضي الله عنهما- فيقف- تجاه قبر النبي صلى الله عليه وسلم بأدب وخفض صوت، ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته لما في سنن أبي داود بإسناد حسن عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام . ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لما ورد من شرعية الجمع بين الصلاة والسلام عليه، عملا بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما .
ثم يسلم على صاحبيه أبي بكر وعمر ويدعو لهما ويترضى عنهما، وكان ابن عمر- رضي الله عنهما- إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه لا يزيد غالبا على قوله: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبتا .
وينبغي لمن يسر الله له زيارة طيبة الطيبة أن يغتنم مدة إقامته فيها بالمحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة في مسجده صلى الله عليه وسلم ، وأن يكثر فيه من الذكر و الدعاء وصلاة النافلة، وكثرة الصلاة والسلام عليه فيه وحضور مجالس العلم وحلق الذكر، لما في ذلك من الخير الكثير والأجر الكبير ويستحب لزائر المدينة أن يزور مسجد قباء، فإنه قد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور مسجد قباء راكبا وماشيا، ويصلي فيه ركعتين . وفي المسند وغيره عن سهل بن حنيف- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة .
وكذلك تشرع زيارة قبور البقيع وقبور الشهداء وقبر حمزة- رضي الله عنهم-، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزورهم ويدعو لهم، ولقوله صلى الله عليه وسلم : زوروا القبور فإنها تذكر الموت رواه مسلم . وكان صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية . رواه مسلم. وخرج الترمذي عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور في المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر .
تنبيهات لزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
الأول: ما يروى من الأحاديث التي فيها الربط بين الحج وزيارة المدينة أو طلب زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلها أحاديث ضعيفة أو موضوعة، لا يثبت منها شيء عند أهل العلم المعتبرين بهذا الشأن، كما قال ذلك الأئمة الحفاظ، كابن حجر والعقيلي وابن تيمية وغيرهم رحمة الله عليهم جميعا ولو كان شيء من ذلك صحيحا لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبق الناس إليه وأحرصهم عليه.
الثاني: ليس للنساء زيارة القبور مطلقا، فهي محرمة عليهن كما هو مذهب الجمهور، لما ثبت: أنه صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور من النساء، والمتخذين عليها المساجد والسرج .

الثالث: بعض الناس يرفعون أصواتهم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ويطيلون الوقوف والمقام عنده، وهذا من المنكرات العظيمة، فإن الله سبحانه وعد الذين يغضون أي يخفضون أصواتهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بالمغفرة والأجر العظيم، وتوعد الذين يرفعون أصواتهم عنده عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى: ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون . فرفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب حبوط العمل، لأنه سوء أدب معه صلى الله عليه وسلم ، وقلة احترام له عليه الصلاة وا لسلام.
الرابع: وكذلك طول القيام عند قبره وتكرار السلام عليه صلى الله عليه وسلم يفضي إلى الزحام وكثرة الضجيج وارتفاع الأصوات عند قبره صلى الله عليه وسلم ، وذلك مما يخالف الأدب الشرعي الذي ينبغي لنا أن نلتزمه نحوه صلى الله عليه وسلم .
الخامس: الطواف بالكعبة عبادة عظيمة.أمر الله تعالى بها وأثنى على أهلها، وأمر أن يطهر البيت من أجلها، والطواف بأي بناية غير الكعبة بدعة محرمة وفعلة منكرة، وقد قال صلى الله عليه وسلم : وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وفي رواية: وكل ضلالة في النار رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن . وبذلك يعلم أن الطواف على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم أوعلى غيره من القبور من البدع والضلالات وأنواع الشركيات. وقد قال تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا الآيات .

السادس: ومن شر المحدثات وأعظم المنكرات، التي يرتكبها بعض الناس عند الزيارة:
* أن بعض الزائرين يدعو النبي صلى الله عليه وسلم فيسأله الشفاعة ويطلب منه قضاء الحاجة وتنفيس الكرب، ويشكو إليه الحال. وهذا مخالف لقوله تعالى: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فأمر سبحانه بدعائه وحده لا شريك له، ووعد بالإجابة، وسمى الدعاء عبادة، ووصف الذي يدعو غيره بأنه مستكبرعن عبادته، وتوعده بدخول النار صاغرا مهانا.
وقد قال تعالى: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا . وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا . فمن دعا غير الله كائنا من كان فقد جعله شريكا لله، وقد قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به . وقال سبحانه: إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار . وقال تعالى: لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين .
فهؤلاء الذين يدعون النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أو بعيدين عنه، إنما فعلوا الشرك الذي يحول بين صاحبه وبين المغفرة، ويحبط عمله ويحرم عليه الجنة، ويدخله النار وذلك هو الخسران المبين، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على من قال له: ما شاء الله وشئت، قائلا: أجعلتني لله ندا ؟! .
فكيف بمن يدعوه مع الله أو من دونه غيره؟! وذلك هو الضلال المبين، فإنه تسوية للمخلوق برب العالمين وهو الذي أوجب على أهله الخلود في النار، كما قال تعالى عنهم: قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون .
فمن دعا غير الله كما يدعو الله أو سأله من الحاجات والمطالب ما لا يقدر عليه إلا الله فقد سوى من دعاه بالله العظيم التسوية الشركية التي تردى أهلها في نار الجحيم فإن دعاء غير الله- كائنا من كان- شرك بالله وعبادة لغير الله قال تعالى: والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير سبحانه دعوة غيره شركا، وقال تعالى: ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين .
فليحذر الحاج أن يقع في هذا الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر، إلا من تاب إلى ربه وأناب، وذل لإلهه الكريم الوهاب فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وقد خلقك . والند كل مدعو مع الله أو من دون الله. وقال تعالى بعد أن ذكر الشرك والقتل والزنا التي هي أعظم الذنوب: ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما .

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبالعمل بطاعته تطيب الحياة، ونسأله تعالى مغفرة الزلات، ومضاعفة الحسنات، ورفعة الدرجات، والفوز بأعالي الجنات.
وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه. [/size][/color][/frame][/align]

nawdan 23 - 08 - 2009 08:54

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
بارك الله فيك
و شكرا

خيَّال الغلباء 31 - 10 - 2009 23:12

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[U][size=6][align=center]عيسى السبيعي جزاك الله خيرا ولا هنت[/align][/size][/U]

عواكيس 01 - 11 - 2009 05:12

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]

مسلط 22 01 - 11 - 2009 13:33

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]

مخايل الغربي 02 - 11 - 2009 09:44

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[size=6][align=center]مشكور وما قصرت ولا هنت[/align][/size]

جعد الوبر 04 - 11 - 2009 03:10

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[CENTER][SIZE=6]مشكور وما قصرت ولا هنت[/SIZE][/CENTER]

خيّال العرفا 04 - 11 - 2009 14:40

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[SIZE=6]مشكور وما قصرت ولا هنت[/SIZE]

منسم الحفيات 07 - 11 - 2009 07:35

رد: مــا يـهـمـك في الــحــج
 
[CENTER][SIZE=6]مشكور وما قصرت ولا هنت[/SIZE][/CENTER]


الساعة الآن 13:28.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها