منتديات سبيع الغلباء

منتديات سبيع الغلباء (https://www.sobe3.com/vb/index.php)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.sobe3.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي (https://www.sobe3.com/vb/showthread.php?t=20185)

خيَّال الغلباء 15 - 03 - 2008 20:54

قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[B][size=4][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

بردة البوصيري !!!!!

اخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : يكثر في هذه الأيام عند الصوفية في جميع أنحاء العالم الإسلامي إنشاد قصيدة البردة للبوصيري فيما يسمونه بالمولد النبوي وإليكم هذا الموضوع المنقول حول قصيدة البردة للبوصيري . يقــــول محمد سيد كيلاني عن البردة :- ولم يكـتـف بعض المسلمين بما اخترعوا من قصص حول البردة ، بل وضعوا لقراءتها شروطاً لم يوضــع مثلها لقراءة القرآن ، منها : الوضوء ، واستقبال القبلة ، والدقة في تصحيح ألفاظها وإعرابـهــــــا ، وأن يكون القارئ عالماً بمعانيها ، إلى غير ذلك . ولا شك في أن هذا كله من اختراع الصوفـيــة الذين أرادوا احتكار قراءتها للناس ، وقد ظهرت منهم فئة عرفت بقراء البردة ، كانت تُستدعى في الجنائز والأفراح ، نظير أجر معين (5).

التعريف :

محـمــــد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر ، ولد سنة 608هـ، واشتغل بالتصوُّف ، وعمل كاتباً مع قلة معرفته بصناعة الكتابة ، ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالماً فقيهاً ، كما لم يكن عابداً صالحاً ؛ حيث كان ممقوتاً عند أهـــــــل زمانه لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح ، كما أنه كثير السؤال للناس ، ولذا كان يقـف مــــــع ذوي السلطان مؤيداً لهم سواء كانوا على الحق أم على الباطل .

توفي البوصيري سنة 695هـ .

1- يقول البوصيري :

وكيف تدعو إلى الدنيا ضـرورة مـن
= لـولاه لم تُخرج الدنيا من العدم

ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نـبـيـنــا محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله - صلى الله عليه وسلم - وقد قال - سبحانه : ( ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات : 56)

وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك (10).

2-
فاق النبيين في خَلق وفي خُلُق
= ولـم يـدانــوه في عــلـــم ولا كرم

وكلهم من رسول الله ملتمس
= غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم

أي أن جميع الأنبياء السابقين قد نالوا والتمسوا من خاتم الأنبيـاء والرسل محمد - صلى الله عليه وسلم -، فالسابق استفاد من اللاحق ! فتأمل ذلك وقارن بينه وبين مقالات زنادقة الصوفية كالحلاج القائل : إن للنبي نوراً أزلياً قديماً كان قبل أنــــــه يوجد العالم ، ومنه استمد كل علم وعرفان ؛ حيث أمدّ الأنبياء السابقين عليه . وكذا مقالـة ابن عربي الطائي أن كل نبي من لدن آدم إلى آخر نبي يأخذ من مشكاة خاتم النبيين (11).

3-
دع ما ادعته النصارى في نـبـيـهم
= واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم

يقول الشيخ / عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - منتقداً هذا البيت : ومن المعلوم أن أنواع الغلو كثيرة ، والشرك بحر لا ساحل له ، ولا ينحصر في قول النصارى ؛ لأن الأمم أشركوا قبلهم بعبادة الأوثان وأهل الجاهلية كذلك ، وليس فيهم من قال في إلهه ما قالت النصارى في الـمـسـيـــح - غالباً - : إنه الله ، أو ابن الله ، أو ثالث ثلاثة ، بل كلهم معترفون أن آلهتهم ملك لله ، لكن عبدوها معه لاعتقادهم أنها تشفع لهم أو تنفعهم فيحتج الجهلة المفتونون بهذه الأبيات على أن قوله في منظومته : دع ما ادعته النصارى في نبيهم مَخْلَصٌ من الغلو بهذا البيت ، وهو قد فتح ببيته هذا باب الغلو والشرك لاعتقاده بجهله أن الغلو مقصور على هذه الأقوال الثلاثة (12).

لقد وقع البوصيري وأمثاله من الغلاة في لبس ومغالطة لمعنى حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مـريـم إنـمــــــــا أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله (13)، فزعموا أن الإطراء المنهي عنه في هذا الحديث هـــــو الإطراء المماثل لإطراء النصارى ابن مريم وما عدا ذلك فهو سائغ مقبول ، مع أن آخر الحديث يردّ قولهم ؛ فإن قوله - عليه الصلاة والسلام - : إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله تقرير للوسطية تجاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو عبد لا يُعبد ، ورسول لا يُكذب ، والمبالغة في مدحه تؤول إلى ما وقع فيه النصارى من الغلو في عيسى - عليه السلام - وبهذا يُعلم أن حرف الكاف في قوله - صلى الله عليه وسلم - : كما أطرت هي كاف التعليل ، أي كما بالغت النصارى (14).

ويقول ابن الجوزي - في شرحه لهذا الحديث - : لا يلزم من النهي عن الشيء وقوعه ؛ لأنَّا لا نعلم أحداً ادعى في نبينا ما ادعته النصارى في عيسى - عليه السلام - وإنما سبب النهي فيما لم يظهر ما وقع في حديث معاذ بن جبل لما استأذن في السجود له فامتنع ونهاه ؛ فكأنه خشي أن يبالغ غيره بما هو فوق ذلك فبادر إلى النهي تأكيداً للأمر (15).

4 -
لو ناسبت قــدره آيــاتــه عِظماً
= أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم

يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره (16).

يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت : ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته - صلى الله عليه وسلم - القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم ؟ (17).

5-
لا طيب يعدل ترباً ضم أعظمه
= طوبى لمنتشق منه وملتثم

فقد جعل البوصيري التراب الذي دفنت فيه عظام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أطيب وأفضل مكان ، وأن الجنة والدرجات العلا لمن استنشق هذا التراب أو قبَّله ، وفي ذلك من الغلو والإفراط الذي يؤول إلى الشرك البواح ، فضلاً عن الابتداع والإحداث في دين الله - تعالى -.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله - : واتفق الأئمة على أنه لا يمس قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يقبله ، وهذا كله محافظة على التوحيد (18).

6-
أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له
= من قلبه نسبةً مبرورة القسم

ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (19).

وقال ابن عبد البر - رحمه الله - : لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال ، وهذا أمر مجتمع عليه . إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها ، لا يجوز الحلف بها لأحد (20).

7-
ولا التمست غنى الدارين من يــده
= إلا استلمت الندى من خير مستلم

فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي - صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال : ( ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) [النحل:53]، وقال - سبحانه - : ( فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ )[العنكبوت:17]، وقال - تعالى - : ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ( قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ) [سبأ:22] . وأمر الله نبيه محمداً - صلى الله عليه وسلم - أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : ( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ ) [الأنعام:50].

8-
فإن لي ذمة منه بتسمـيـتي
= محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم

وهذا تخرُّص وكذب ؛ فهل صارت له ذمة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمجرد أن اسمه موافق لاسمه ؟! فما أكثر الزنادقة والمنافقين في هذه الأمة قديماً وحديثاً الذين يتسمون بمحمد !

و يقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت : قوله : فإن لي ذمة . إلى آخره كذب على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - فليس بينه وبين اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك (21).

فالاتفاق في الاسم لا ينفع إلا بالموافقة في الدين واتباع السنة (22).

9-
إن لم يـكـن في معادي آخذاً بيدي
= فضلاً وإلا فقل يا زلة الـقــدم

والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر ، فانظر إلى قول الشاعر ، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : ( قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) [الزمر:13].

ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله ، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى - : ( ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً (23).

10-
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به
= سواك عند حلول الحادث العمم

يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -: فتأمل ما في هذا البيت من الشرك :

منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .

ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية (24).

وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً : فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم - بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره - صلى الله عليه وسلم - عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : ( وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) [الجن: 6]، أي طغياناً ، واللياذ يكون لطلب الخير ، والعياذ لدفع الشر ، فهو سواء في الطلب والهرب (25).

وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت : فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. إنا لله وإنا إليه راجعون (26).

11-
ولن يضيق رسول الله جاهك بي
= إذا الكريم تحلى باسم منتقم

قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : سؤاله منه أن يشفع له في قوله : ولن يضيق رسول الله ... إلخ ، هذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوهم وهو الجاه والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ؛ فإن الله - تعالى - هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداءاً (27).

12-
فإن من جودك الدنيا وضرتها
= ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وإفضاله ، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له - صلى الله عليه وسلم - والله - سبحانه وتعالى - يقول : ( وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى ) [الليل:13] (28).

وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم . في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم - يعلم الغيب ، وقد قال - سبحانه - : ( قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ ) [النمل:65] وقال - عز وجل - : ( وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ) [الأنعام:59]، والآيــات فـي هـذا كثيرة معلومة (29). والقصيدة في مجملها ـ من الناحية الفنية ـ تعد من روائع ما أنتجته القريحة العربية ، ولكن .... ولكن ياللاسف على ما تحتويه هذه الرائعة من خزعبلات أشير إليها ، وأشير إلى أنها تحتوي على كفريات وشركيات . فإلى الله المشتكى .

للمزيد طالع الروابط التالية :

[url]http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/27.htm[/url]

وهذا

[url]http://www.saaid.net/arabic/ar20.htm[/url]

والله من وراء القصد .

الغلو والشرك في قصيدة البردة : ماذا تعرف عن قصيدة البردة / قول العلامة أبي بطين / قول الشيخ ابن عثيمين / حكم دعاء غير الله

جاءت النصوص مبينة أمرين مهمين في حق النبي صلى الله عليه وسلم :

الأول : بشريته ، وكونه خلقا من خلق الله تعالى ، من ولد آدم ، ولد وعاش ومات كغيره من بني آدم .
الثاني : أنه أفضل البشر ، وأحسنهم ، وأعلاهم ، وأقربهم إلى الله تعالى . فمن النصوص في المعنى الأول قوله تعالى :

{ قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون }.

{ قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا * قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشد * قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا }.

{ قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلا نذير مبين }.

{ ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين }.

{ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفئن مت فهم الخالدون }.

والآيات في المعنى كثيرة , أما الأحاديث فمنها :

ما رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تُطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مرين ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله ) .

وما رواه الإمام أحمد بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما شاء الله وشئت ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أجعلتني والله عدلا ؟! بل ما شاء الله وحده ) .

وما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال: يا محمد ! يا سيدنا ، وابن سيدنا ، وخيرنا ، وابن خيرنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها الناس ! عليكم بتقواكم ، لا يستهوينكم الشيطان ، أنا محمد بن عبد الله ، عبد الله ورسوله ، والله ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله ) .

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تربية أصحابه رضوان الله عليهم على هذا المعنى ، وهو أن النبي - مهما بلغ – فلن يبلغ أن يكون إلهاً وربا مسؤولا ، فكان حرصهم رضوان الله عليهم على طلب مرضاة الله تعالى وسؤاله والرغبة إليه فوق كل شيء ، ولم يكن في قلوبهم الرغبة إلى المخلوق أو طلب الحسْب منه مهما كان شأنه ، ومن أمثلة ذلك :

ما رواه الإمام البخاري في حادثة الإفك بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : " فلما سُري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُري عنه وهو يضحك ، فكانت أول كلمة تكلم بها : ( يا عائشة ! أما الله عز وجل فقد برأك ) " فقالت لي أمي : قومي إليه ، قالت : فقلت : والله لا أقوم إليه ، فإني لا أحمد إلا الله تعالى " .

وما رواه الإمام البخاري – أيضا - بسنده عن كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة توبته قال : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك )

قال : قلت : أمن عندك يا رسول الله ، أم من عند الله ؟، فقال : ( لا ، بل من عند الله ) .

و لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قام أبو بكر رضي الله فقال كما روى الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما :" أما بعد : فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، قال الله : { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين }". ذلك فيما يتعلق بالأمر الأول ، وهو بشريته صلى الله عليه وسلم .

أما فيما يتعلق بالأمر الثاني ، وهو أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق ، فاصطفاؤه بالرسالة الكاملة الخاتمة الشاملة ، وتقديمه على الخواص من الأنبياء والرسل ، واتخاذه خليلا ، وجعله سيد ولد آدم ، واختصاصه بأنواع من الشفاعة ، روى الإمام مسلم بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لو كنت متخذا خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكنه أخي وصاحبي ، وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا ) .

وروى مسلم - أيضا – بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، وأول من ينشق عنه القبر ، وأول شافع وأول مشفع ) .

وروى الإمام أحمد بسنده عن عبد المطلب بن ربيعة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، ألا إن الله خلق خلقه ، فجعلني من خير خلقه ، ثم فرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين ، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا ، فجعلني من خيرهم بيتا ، وأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ) .

ويكفي من ذلك كله أن الله تعالى شهد له بالعبودية الكاملة ، ووصفه بها في أشرف المواطن ، في الإسراء والمعراج في أول سورة الإسراء ، وفي مقام التحدي في سورة البقرة ، وفي مقام الدعوة في سورة الجن .

فقد وصف بالعبودية في هذه المواطن الشريفة ، مما يدل على أن هذا الوصف هو وصف تشريف وتكريم ، وليس انتقاصا كما قد يظن من يظن .

فالنبي صلى الله عليه وسلم عبد رسول ، كما وصف هو نفسه بذلك في قوله الذي رواه الإمام البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( إنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله ).

وفي هذا رد على طائفتين غاليتين :

الأولى : مفْرِطة ، رفعته فوق منزلته ، فجعلته فوق مرتبة العبودية ، في مرتبة الربوبية والألوهية ، حتى صار عندها إلها وربا مسؤولا .

الثانية : مفَرِّطة ، لم تعرف منزلته ولا قدره ولا حقوقه ، فعاملته كسائر البشر ، فلم ترفع بهديه رأسا .
فوصفه بالعبودية رد على الطائفة الأولى ، ووصفه بالرسالة رد على الطائفة الثانية ، وهذا هو التوسط ، وهو خير الأمور ، وبذلك نعطي النبي حقه ومنزلته ، دون غلو أو إجحاف .

فمن كلام الغالين في حق النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله البوصيري في البردة التي يرددها ملايين الصوفية في العالم ، في كل آن ، خاصة في الموالد النبوية في شهر ربيع :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
= سواك عند حلول الحادث العمم

ولن يضيق رسول الله جاهك بي
= إذا الكريم تجلى باسم منتقم

فإن من جودك الدنيا وضرتها
= ومن علومك علوم اللوح والقلم

فهذا هو الغلو بعينه ، بل هو الشرك والكفر الأكبر ، حيث استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى ، فقد استغاث به وهو ميت ، والميت لا يستغاث به ، فهو لا يقدر على شيء .

ثم إنهم زعموا أن هذه الاستغاثة إنما تكون يوم القيامة . ولو فرضنا الأمر كما قالوا ، فكيف لهم أن يتقدموا بهذه الاستغاثة في الدنيا قبل حلول الآخرة ؟. إنهم استغاثوا به حال موته ، وهذا هو المحرم . ثم الزعم أن الدنيا والآخرة إنما هما من جود النبي صلى الله عليه وسلم :

فهل هما من جود النبي؟.

هل أوجدهما النبي ؟.

أم وجدا لأجل النبي؟.

أما الأول فباطل لا ريب ، فلا خالق إلا الله . أما الثاني فهو الغلو بعينه ، ومن أين لهم أن الدنيا والآخرة ما وجدتا إلا لأجل النبي صلى الله عليه وسلم ؟، بل عندنا أن الله ما خلق الخلق إلا لعبادته ، قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }.

ثم القول بأن من علوم النبي علم اللوح والقلم ، فذلك معناه أن علم النبي زيادة على ما في اللوح والقلم ، إذن هو يعلم ما كان وما لم يكن ، وزيادة ، وهذا باطل ، فالنبي لا يعلم ما في غد ، إلا شيئا علمه الله ، والله تعالى لم يعلمه كل شيء، وقد قال الله تعالى : { قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون }.

أما هؤلاء فيزعمون أن النبي يعلم كل شيء في اللوح وزيادة ، ويدعون أن الله علمه ، وذلك باطل ، ولم يكن ، ولو كان لما أخبر النبي عن نفسه أنه لا يعلم الغيب ، ولما مسه السوء .

وهؤلاء بلاياهم وغلوهم كبير في النبي ، فهذا ابن عربي يقول : " بدء الخلق الهباء ، وأول موجود فيه الحقيقة المحمدية الرحمانية " الفتوحات المكية 1/118

ويقول الحلاج :

" أنوار النبوة من نوره برزت ، وأنوارهم من نوره ظهرت ، وليس في الأنوار نور أنور وأظهر وأقدم سوى نور صاحب الكرم . همته سبقت الهمم ، ووجوده سبق العدم ، واسمه سبق القلم ، لأنه كان قبل الأمم . العلوم كلها قطرة من بحره . والأزمان ساعة من دهره " الطواسين 13

وقال ابن الدباغ :

" اعلم أن أنوار المكونات كلها من عرش وفرش وسموات وأرضين وجنات وحجب وما فوقها وما تحتها إذا جمعت كلها وجدت بعضا من نور محمد ، وأن مجموع نوره لو وضع على العرش لذاب ، ولو وضع على الحجب السبعين التي فوق العرش لتهافتت ، ولو جمعت المخلوقات كلها ووضع ذلك النور العظيم عليه لتهافتت وتساقطت " هذه هي الصوفية ص87 نقلا عن محبة الرسول ص203

فمثل هذا هو الغلو ، وهو رفع للنبي فوق منزلته ، والله لا يرضى بذلك ، ولا النبي صلى الله عليه وسلم .

ماذا تعرف عن قصيدة البردة ؟

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : هذه القصيدة للشاعر البوصيري مشهورة بين الناس ولا سيما بين الصوفيين . ولو تدبرنا معناها لرأينا فيها مخالفات للقرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم !

يقول في قصيدته :

1-
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
= سواك عند حلول الحادث العمم

يستغيث الشاعر بالرسول صلى الله عليه وسلم ويقول له: لا أجد من ألتجئ إليه عند نزول الشدائد العامة إلا أنت ، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخلد صاحبه في النار إن لم يتب منه ، لقوله تعالى : { ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين } [ يونس: 106]. ( أي المشركين ) لأن الشرك ظلم عظيم .

وقوله صلى الله عليه وسلم : { من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار } رواه البخاري . ( الند : المثيل ).

2-
فإن من جودك الدنيا وضرتها
= ومن علومك علم اللوح والقلم

وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه : { وإن لنا للآخرة والأولى } فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده ، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال : { لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، فإنما أنا عبد ، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري .

3-
ما سامني الدهر ضيماً واستجرت به
= إلا ونلت جواراً منه لم يُضَم

يقول : ما أصابني مرض أو همٌّ وطلبت منه الشفاء أو تفريج الهم إلا شفاني وفرَّج همي . والقرآن يحكي عن إبراهيم عليه السلام قوله عن الله عز وجل : { وإذا مرضتُ فهو يشفين } [الشعراء: 80].

والله تعالى يقول : { وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو } [الأنعام: 17].

والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: { إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله } رواه الترمذي وقال حسن صحيح .

4-
فإن لي منه ذمة بتسميتي
= محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم

يقول الشاعر : إن لي عهداً عند الرسول أن يدخلني الجنة ، لأن اسمي محمداً ، ومن أين له هذا العهد ؟ ونحن نعلم أن كثيراً من الفاسقين والشيوعيين من المسلمين اسمه محمد ، فهل التسمية بمحمد مُبرر لدخولهم الجنة ؟ والرسول صلى الله عليه وسلم قال لبنته فاطمة رضي الله عنها : { سليني من مالي ما شِئْتِ ، لا أُغني عنك من الله شيئاً } رواه البخاري .

5-
لعل رحمة ربي حين يقسمها
= تأتي على حسب العصيان في القسم

وهذا غير صحيح ، فلو كانت الرحمة تأتي قسمتها على قدر المعاصي كما قال الشاعر لكان على المسلم أن يزيد في المعاصي حتى يأخذ من الرحمة أكثر ، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ولأنه مخالف قول الله تعالى : { إن رحمت الله قريب من المحسنين } [الأعراف:56] . والله تعالى يقول : { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } [الأعراف: 156].

6-
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من
= لولاه لم تخرج الدنيا من العدم

الشاعر يقول لولا محمد صلى الله عليه وسلم لما خُلقت الدنيا ، والله يكذبه ويقول : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } [الذاريات: 56]. وحتى محمد صلى الله عليه وسلم خُلق للعبادة وللدعوة إليها يقول الله تعالى : { وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين } [الحجر: 99].

7-
أقسمت بالقمر المنشق إن له
= من قلبه نسبة مبرورة القسم

الشاعر يقسم ويحلف بالقمر والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : { من حلف بغير الله فقد أشرك } حديث صحيح رواه أحمد . ثم يقول الشاعر يخاطب الرسول قائلاً :

8-
لو ناسبتْ قدرَه آياتُه عِظَماَ
= أحيا اسمه حين يُدعى دَارِسَ الرِمَمِ

ومعناه : لو ناسبتْ معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم قدره في العِظَم ، لكان الميت الذي أصبح بالياً يحيا وينهض بذكر اسم الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أنه لم يحدث هذا فالله لم يُعط الرسول صلى الله عليه وسلم حقه من المعجزات ، فكأنه اعتراض على الله حيث لم يعط رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه !! وهذا كذب وافتراء على الله ، فالله تعالى أعطى كل نبي المعجزات المناسبة له ، فمثلاً أعطى عيسى عليه السلام معجزة إبراء الأعمى والأبرص وإحياء الموت ، وأعطى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الكريم ، وتكثير الماء والطعام وانشِقاق القمر وغيرها .

ومن العجيب أن بعض الناس يقولون : إن هذه القصيدة تسمى بالبردة وبالبُرأة ، لأن صاحبها كما يزعمون مرض فرأى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأعطاه جبته فلبسها فبرىء من مرضه

- وهذا كذب وافتراء - حتى يرفعوا من شأن هذه القصيدة ، إذ كيف يرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الكلام المخالف للقرآن ولهديه صلى الله عليه وسلم وفيه شرك صريح .

علماً بأن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : ما شاء الله وشِئْتَ ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : { أجعلتني لله نداً ؟ قل ما شاء الله وحده } رواه النسائي بسند جيد .

والند : المثل والشريك .

فاحذر يا أخي المسلم من قراءة هذه القصيدة وأمثالها المخالفة للقرآن ، وهدي الرسول عليه الصلاة والسلام ، والعجيب أن في بعض بلاد المسلمين من يُشَيع بها موتاهم إلى القبور ، فيضمون إلى هذه الضلالات بدعة أخرى حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصمت عند تشييع الجنائز ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . نقلاً من كتاب"معلومات مهمة عن الدين" للشيخ محمد جميل زينوا

قول العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة : قوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
= سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي
= فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها
= ومن علومك علم اللوح والقلم

مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله ، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله "

والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية . وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله : يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . أي وإلا فأنا هالك . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : " لا ملجأ منك إلا إليك " . . .

قول الشيخ ابن عثيمين في البردة فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به
= سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي
= صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها
= ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .

ورويدك يا أخي المسلم . إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله . أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لك إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 )

وما أمره الله به في قوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 )

وزيادة على ذلك : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 )

حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .

قال ابن القيم : مثل المحبة والخوف والرجاء كالطائر فالمحبة هي الرأس والخوف والرجاء هما الجناحان فانظر إلى أهمية المحبة ومن أمتلى قلبه بمحبة الله هانت عليه الأوامر ففعلها وصعبة عليه النواهي فتركها فالناضح لنفسه يبحث عن الأسباب الجالبه للمحبه وفيها كتب مثل التحفة العراقية في أعمال القلوب . وقد نقل ابن القيم رحمه الله قول الشاعر :

تعصي الإله وأنت تزعم حبه
= هذا محال في القياس بديع

لو كنت تزعم حبه لأطعته
= إن المحب لمن يحب مطيع

منقول مع أطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size][/B]

سهاج 16 - 03 - 2008 02:24

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[align=center]" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله "
اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله وصحبه الكرام .
الحمد لله على نعمة العقيدة عقيدة أهل السنه والجماعه
بارك الله فيك جاء هذا الطرح بوقته المناسب
جزاك الله خير [/align]

خالد الشماسي 16 - 03 - 2008 06:29

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[align=center]هذه احد نصوص الصوفية المقدسة



فكما يقدسون التبليغيين الصفات الست تجد الصوفية يشطحون كذلك




والحق ابلج لكن مشائخ الصوفية يلجأون للتعظيم النبي لأنهم يدعون رؤيته ويتلقون وصايا


تصب في مصلحتهم ويضحكون على الجهلة بها [/align]

خيَّال الغلباء 16 - 03 - 2008 12:39

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[B][size=4][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم سهاج السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم وقد استدل المتصوفة على سوء صنيعهم بأقول بعض أهل العلم في اللغة والذي تأولوا حذف المضاف في غير محله وأهل العلم في الشرع الذين لم يمعنوا النظر فيها كما يجب ومنهم : المُحدث شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المتوفى سنة 923، وهو صاحب كتاب ( إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ) وكتاب ( المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ) وسمى شرحهُ على البردة ( الأنوار المُضية في شرح الكواكب الدُرية ) .
والثاني : الإمام الحافظ المحدث الفقيه نور الدين مُلا علي قاري الحنفي صاحب كتاب ( الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ) وكتاب ( المِنح الفكرية على متن الجزرية ) وكتاب ( المورد الروي في المولد النبوي ) وكتاب ( شرح الفقه الأكبر ) المتوفى سنة 1014
والثالث : جلال الدين المحلي المتوفى سنة 864 هـ وهو صاحب كتاب ( تفسير الجلالين ) وكتاب ( شـرح الـورقات في أصول الفقه ) وهو شيخ الحافظ جلال الدين السيوطي رحمهُ الله الذي أكمل تفسير الجلالين بعد وفاته .
الرابع : العلامة الكبير الزركشي محمد ابن بهادر صاحب كتاب ( النكت على مقدمة ابن الصلاح ) وكتاب ( البرهان فى علوم القرآن ) المتوفى سنة 794 هـ .
الخامس : الإمام اللغوي خالد الأزهري مؤلف كتاب ( التصريح على التوضيح ) وكتاب ( تهذيب اللغة ) وكتاب ( موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب ) المتوفى سنة 905هـ .
السادس : الشيخ الباجوري صاحب كتاب ( شرح جوهرة التوحيد ) المتوفى سنة 1276هـ .
السابع : الإمام النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة761هـ فقد شرح قصيدة البردة شرحاً لغوياً سماهُ بـ ( الكواكب الدرية )
الثامن : محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني صاحب كتاب ( مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول )المتوفى سنة 842 هـ .
التاسع : ابن العماد صاحب كتاب ( شذرات الذهب ) المتوفى سنة 808 هـ .
العاشر : شيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 926هـ وسماهُ ( الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة ) .
الحادي عشر: محمد علي بن علاَّن الصدّيقي المكي صاحب كتاب ( الذخر والعدة في شرح البردة )
الثاني عشر : ابن الصائغ المتوفى سنة 776 هـ .
الثالث عشر: علاء الدين البسطامي المتوفى سنة 875 هـ.
الرابع عشر : محمد بن عبد الله بن مرزوق المالكي المغربي المتوفى سنة 781 هـ
الخامس عشر : الشيخ القاضي بحر بن رئيس الهاروني المالكي .
السادس عشر : علي القصاني المتوفى سنة 891 هـ .
السابع عشر : أحمد بن حجر الهيتمي وسماهُ ( العمدة في شرح البردة )
وغيرهم الكثير مما لا يتسع المجال لذكرهم . منقول وأنت سالم وغانم والسلام .[/align][/size][/B]

مشعاب 16 - 03 - 2008 20:13

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[color=#6600FF][align=center]

الله يقلع البوصيري وقصيدته

كان داعي للشرك واتبعه من الجهال عالم كثير

ما قصرت [/align][/color]

خيَّال الغلباء 16 - 03 - 2008 22:44

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[B][size=4][align=center]أخي الكريم الأستاذ / خالد الشماسي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بقصيدة البردة المقدسة لدى الصوفية والمعتمدت في المولد النبوي إذ يتمايل الدراويش على ترديدها بأهازيجهم متغنين بها وبزعمهم التقرب إلى الله بذلك نسأل الله السلامة في الدارين والإسلام يأرز إلى أرض العرب الجزيرة العربية في اّخر الزمان كما تأرز الحية إلى جحرها هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .[/align][/size][/B]

خيَّال الغلباء 17 - 03 - 2008 13:35

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[B][size=4][align=center]أخي الكريم وشاعرنا العزيز / مشعاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على مرورك الكريم بقصيدة البردة المقدسة لدى الصوفية والمعتمدت في المولد النبوي إذ يتمايل الدراويش على ترديدها بأهازيجهم متغنين بها وبزعمهم التقرب إلى الله بذلك نسأل الله السلامة في الدارين والإسلام يأرز إلى أرض العرب الجزيرة العربية في اّخر الزمان كما تأرز الحية إلى جحرها هذا وتقبل فائق الشكر والإمتنان مقرونا بجزيل المحبة والإحترام مع أطيب الأمنيات واسلم وسلم والسلام .[/align][/size][/B]

خيَّال الغلباء 18 - 03 - 2008 00:30

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

قصيدة نهج البردة للشاعر / أحمد شوقي ويقول فيها :

[poem=font="Traditional Arabic,7,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

ريم علـى القـاع بيـن البـان والعلـم= أحل سفك دمـي فـي الأشهـر الحـرم

رمـى القضـاء بعينـي جـؤذر أسـدا= يا ساكـن القـاع أدرك ساكـن الأجـم

لمـا رنـا حدثتنـي النـفـس قائـلـة= يا ويح جنبك بالسهـم المصيـب رمـي

جحدتهـا وكتمـت السهـم فـي كبـدي= جـرح الأحبـة عنـدي غيـر ذي ألـم

رزقت أسمح ما في النـاس مـن خلـق= إذا رزقت التمـاس العـذر فـي الشيـم

يا لائمـي فـي هـواه والهـوى قـدر= لو شفك الوجـد لـم تعـذل ولـم تلـم

لقـد أنلتـك أذنــا غـيـر واعـيـة= ورب منتصـت والقلـب فـي صـمـم

يا ناعس الطرف لاذقـت الهـوى أبـدا= أسهرت مضناك في حفـظ الهـوى فنـم

أفديـك إلفـا ولا آلـو الخيـال فــدى= أغـراك بالبخـل مـن أغـراه بالكـرم

سرى فصـادف جرحـا داميـا فأسـا= ورب فضـل علـى العشـاق للحـلـم

مـن الموائـس بانـا بالربـى وقـنـا= اللاعبـات بروحـي السافحـات دمـي

السافـرات كأمثـال البـدور ضـحـى= يغرن شمس الضحى بالحلـي والعصـم

القـاتـلات بأجـفـان بـهـا سـقـم= وللمنـيـة أسـبـاب مــن الـسـقـم

العاثـرات بألبـاب الـرجـال ومــا= أقلن مـن عثـرات الـدل فـي الرسـم

المضرمـات خـدودا أسفـرت وجلـت= عـن فتنـة تسلـم الأكبـاد للـضـرم

الحامـلات لـواء الحـسـن مختلـفـا= أشكالـه وهـو فـرد غـيـر منقـسـم

من كـل بيضـاء أو سمـراء زينتنـا= للعيـن والحسـن فـي الآرام كالعصـم

يرعن للبصـر السامـي ومـن عجـب= إذا أشـرن أســرن اللـيـث بالعـنـم

وضعت خـدي وقسمـت الفـؤاد ربـى= يرتعـن فـي كنـس منـه وفـي أكـم

يـا بنـت ذي اللبـد المحمـي جانبـه= ألقاك في الغـاب أم ألقـاك فـي الأطـم

ما كنـت أعلـم حتـى عـن مساكنـه= أن المنـى والمنايـا مضـرب الخـيـم

من أنبت الغصن من صمصامـة ذكـر ؟= وأخرج الريم مـن ضرغامـة قـرم ؟

بيني وبينك مـن سمـر القنـا حجـب= ومثلـهـا عـفـة عـذريـة العـصـم

لم أغش مغناك إلا في غضـون كـرى= مغنـاك أبـعـد للمشـتـاق مــن إرم

يا نفـس دنيـاك تخفـي كـل مبكيـة= وإن بـدا لـك منهـا حسـن مبتـسـم

فضي بتقـواك فاهـا كلمـا ضحكـت= كمـا يفـض أذى الرقـشـاء بالـثـرم

مخطوبـة منـذ كـان النـاس خاطبـة= من أول الدهـر لـم ترمـل ولـم تئـم

يفنـى الزمـان ويبقـى مـن إساءتهـا= جـرح بـآدم يبكـي منـه فــي الأدم

لا تحفـلـي بجنـاهـا أو جنايـتـهـا= الموت بالزهـر مثـل المـوت بالفحـم

كـم نائـم لا يراهـا وهـي سـاهـرة= لـولا الأمانـي والأحـلام لـم يـنـم

طـورا تمـدك فـي نعمـى وعافـيـة= وتـارة فـي قـرار البـؤس والوصـم

كم ضللتـك ومـن تحجـب بصيرتـه= إن يلـق صابـا يـرد أو علقمـا يسـم

يـا ويلتـاه لنفسـي راعـهـا ودهــا= مسودة الصحـف فـي مبيضـة اللمـم

ركضتها في مريـع المعصيـات ومـا= أخـذت مـن حميـة الطاعـات للتخـم

هامـت علـى أثـر اللـذات تطلبـهـا= والنفس من شرهـا فـي مرتـع وخـم

تطغـى إذا مكنـت مـن لـذة وهـوى= طغي الجيـاد إذا عضـت علـى الشكـم

إن جل ذنبي عـن الغفـران لـي أمـل= فـي الله يجعلنـي فـي خيـر معتصـم

ألقي رجائـي إذا عـز المجيـر علـى= مفـرج الكـرب فـي الداريـن والغمـم

إذا خفضـت جنـاح الــذل أسـألـه= عز الشفاعـة لـم أسـأل سـوى أمـم

وإن تـقـدم ذو تـقـوى بصـالـحـة= قدمـت بيـن يديـه عـبـرة الـنـدم

لزمـت بـاب أميـر الأنبيـاء ومــن= يمسـك بمفـتـاح بــاب الله يغتـنـم

فكـل فـضـل وإحـسـان وعـارفـة= مـا بيـن مستـلـم مـنـه وملـتـزم

علقـت عـن مدحـه حبـلا أعـز بـه= فـي يـوم لا عـز بالأنسـاب واللحـم

يزري قريضي زهيـرا حيـن أمدحـه= ولا يقـاس إلـى جـودي لـدى هـرم

محمـد صفـوة الـبـاري ورحمـتـه= وبغيـة الله مـن خلـق ومـن نـسـم

وصاحب الحوض يـوم الرسـل سائلـة= متى الـورود وجبريـل الأميـن ظمـي

سنـاؤه وسـنـاة الشـمـس طالـعـة= فالجرم في فلـك والضـوء فـي علـم

قـد أخطـاء النجـم مـا نالـت أبوتـه= مـن سـؤدد بـاذخ فـي مظهـر سنـم

نموا إليه فـزادوا فـي الـورى شرفـا= ورب أصل لفـرع فـي الفخـار نمـي

حـواه فـي سبحـات الطهـر قبلـهـم= نـوران قامـا مقـام الصلـب والرحـم

لـمـا رآه بحـيـرا قــال : نعـرفـه= بمـا حفظنـا مـن الأسمـاء والسـيـم

سائل حراء وروح القـدس هـل علمـا= مصـون سـر عـن الإدراك منكـتـم

كـم جيئـة وذهـاب شرفـت بهـمـا= بطحاء مكـة فـي الإصبـاح والعسـم

ووحشـة لابــن عـبـدالله بينهـمـا= أشهى من الأنـس بالأحسـاب والحشـم

يسامـر الوحـي فيهـا قبـل مهبـطـه= ومـن يبشـر بسيمـى الخيـر يتـسـم

لما دعا الصحب يستسقون مـن ظمـاء= فاضـت يـداه مـن التسنيـم بالسـنـم

وظلللتـه فـصـارت تستـظـل بــه= غمـامـة جذبتـهـا خـيـرة الـديـم

محـبـة لـرســول الله أشـربـهـا= قعائـد الديـر والرهبـان فـي القـمـم

إن الشمائـل إن رقـت يـكـاد بـهـا= يغرى الجمـاد ويغـرى كـل ذي نسـم

ونـودي اقـراء تعـالـى الله قائلـهـا= لم تتصـل قبـل مـن قيلـت لـه بفـم

هـنـاك أذن للرحـمـن فـامـتـلأت= أسمـاع مكـة مـن قدسـيـة النـغـم

فلا تسل عـن قريـش كيـف حيرتهـا= وكيـف نفرتهـا فـي السهـل والعلـم

تساءلـوا عـن عظيـم قـد ألـم بهـم= رمـى المشايـخ والـولـدان باللـمـم

يـا جاهليـن علـى الهـادي ودعوتـه= هـل تجهلـون مكـان الصـادق العلـم

لقبتمـوه أميـن القـوم فـي صـغـر= ومـا الأميـن علـى قــول بمتـهـم

فـاق البـدور وفـاق الأنبيـاء فـكـم= بالخلق والخلق من حسـن ومـن عظـم

جـاء النبيـون بالآيـات فانصـرمـت= وجئتنـا بحـكـم غـيـر منـصـرم

آياتـه كلمـا طـال الـمـدى جــدد= يزينهـن جــلال العـتـق والـقـدم

يكـاد فـي لفـظـة مـنـه مشـرفـة= يوصيـك بالحـق والتقـوى وبالرحـم

يـا أفصـح الناطقيـن الضـاد قاطبـة= حديثـك الشهـد عنـد الذائـق الفـهـم

حليـت مـن عطـل جيـد البيـان بـه= فـي كـل منتثـر فـي حسـن منتظـم

بكـل قـول كـريـم أنــت قائـلـه= تحيـي القلـوب وتحيـي ميـت الهمـم

سـرت بشائـر بالـهـادي ومـولـده= في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم

تخطفت مهـج الطاغيـن مـن عـرب= وطيـرت أنفـس الباغيـن مـن عجـم

ريعت لها شـرف الإيـوان فانصدعـت= من صدمة الحق لا مـن صدمـة القـدم

أتيت والنـاس فوضـى لا تمـر بهـم= إلا على صنـم قـد هـام فـي صنـم

والأرض مملـؤة جــورا مسـخـرة= لكـل طاغيـة فـي الخلـق محتـكـم

مسيطـر الفـرس يبغـى فـي رعيتـه= وقيصر الـروم مـن كبـر أصـم عـم

يعـذبـان عـبـاد الله فــي شـبـه= ويذبحـان كـمـا ضحـيـت بالغـنـم

والخلـق يفتـك أقـواهـم بأضعفـهـم= كالليـث بالبهـم أو كالحـوت بالبـلـم

أسـرى بـك الله لـيـلا إذ ملائـكـه= والرسل في المسجد الأقصى علـى قـدم

لمـا خطـرت بـه التفـوا بسيـدهـم= كالشهـب بالبـدر أو كالجنـد بالعـلـم

صلـى وراءك منهـم كـل ذي خطـر= ومــن يـفـز بحبـيـب الله يأتـمـم

جبـت السمـوات أو مـا فوقهـن بهـم= عـلـى مـنـورة دريــة الـلـجـم

ركوبه لـك مـن عـز ومـن شـرف= لا في الجيـاد ولا فـي الأينـق الرسـم

مشيئـة الخالـق البـاري وصنعـتـه= وقـدرة الله فــوق الـشـك والتـهـم

حتـى بلغـت سمـاء لا يطـار لـهـا= علـى جنـاح ولا يسعـى علـى قـدم

وقيـل : كـل نبـي عـنـد رتبـتـه= و يـا محمـد هـذا العـرش فاستـلـم

خططـت للديـن والدنـيـا علومهـمـا= يا قارئ اللـوح بـل يـا لامـس القلـم

أحطـت بينهمـا بالـسـر وانكشـفـت= لـك الخزائـن مـن علـم ومـن حكـم

وضاعف القرب مـا قلـدت مـن منـن= بـلا عـداد ومـا طوقـت مـن نعـم

سل عصبة الشرك حول الغـار سائمـة= همـس التسابيـح والقـرآن مـن أمـم

وهـل تمثـل نسيـج العنكبـوت لهـم= كالغاب والحائمـات الزغـب كالرخـم

فأدبـروا ووجــوه الأرض تلعنـهـم= كباطـل مـن جـلال الحـق منـهـزم

لـولا يـد الله بالجاريـن مـا سلـمـا= وعينـه ركــن الـديـن لــم يـقـم

تـواريـا يـجـنـاح الله واسـتـتـرا= ومـن يضـم جـنـاح الله لا يـضـم

يا أحمـد الخيـر لـي جـاه بتسميتـي= وكيـف لا يتسامـى بالرسـول سمـي

المادحـون وأربـاب الـهـوى تـبـع= لصاحـب البـردة الفيحـاء ذي القـدم

مديحـه فيـك حـب خالـص وهـوى= وصادق الحـب يملـي صـادق الكلـم

الله يشـهـد أنـــي لا أعـارضــه= من ذا يعاض صـوب العـاض العـرم

وإنمـا أنـا بعـض الغابطيـن ومــن= يغبـط ولـيـك لا يـذمـم ولا يـلـم

هـذا مقـام مـن الرحـمـن مقتـبـس= ترمـي مهابـتـه سحـبـان بالبـكـم

البدر دونك فـي حسـن وفـي شـرف= والبحر دونك فـي خيـر وفـي كـرم

شـم الجبـال إذا طاولتهـا انخفـضـت= والأنجـم الزهـر مـا واسمتهـا تسـم

والليـث دونـك بأسـا عنـد وثبـتـه= إذا مشيت إلـى شاكـي السـلاح كمـي

تهفـو إلـيـك وإن أدمـيـت حبتـهـا= فـي الحـرب أفئـدة الأبطـال والبهـم

مـحـبـة الله ألـقـاهـا وهيـبـتـه= علـى ابـن آمنـة فـي كـل مصطـدم

كأن وجهك تحـت النقـع بـدر دجـى= يضـيء ملتثـمـا أو غـيـر ملتـثـم

بـدر تطلـع فــي بــدر فغـرتـه= كغـرة النصـر تجلـو داجـي الظلـم

ذكـرت باليتـم فـي القـرآن تكرمـة= وقيمـة اللؤلـؤ المكنـون فـي اليـتـم

الله قـسـم بـيـن الـنـاس رزقـهـم= وأنـت خيـرت فـي الأرزاق والقسـم

إن قلت في الأمر ( لا ) او قلت فيه ( نعـم )= فخيـرة الله فـي ( لا ) منـك أو ( نـعـم )

أخوك عيسـى دعـى ميتـا فقـام لـه= وأنـت أحييـت أجيـالا مـن الـزمـم

والجهل مـوت فـإن أوتيـت معجـزة= فابعث من الجهل أو فابعث مـن الرجـم [/poem]

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size]

خيَّال الغلباء 27 - 03 - 2008 10:47

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[size=5][align=center]إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد قال : فاروق الإسلام والمسلمين أبو حفص / عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه من لا يعرف الشر أجدر أن يقع فيه وإليكم قصيدة البردة للبوصيري التي يملأها الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم وقد نهينا عن ذلك ويقول فيها :

[poem=font="Traditional Arabic,7,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم=مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم

َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ=وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم

فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا=وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم

أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم=ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم

لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ=ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ

فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت=به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ

وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى=مثل البهار على خديك والعنــــــــم

نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي=والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ

يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة=مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ

عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتتر=عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــم

محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ=إن المحب عن العذال في صــــــممِ

إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي=والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت=من جهلها بنذير الشيب والهــــرم

ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى=ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم

لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره=كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ

من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا=كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُم

فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا=إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــم

والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى=حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــم

فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه=إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــم

وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ=وإن هي استحلت المرعى فلا تسم

كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــة=من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسم

واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع=فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــم

واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت=من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ

وخالف النفس والشيطان واعصهمــا=وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــم

ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً=فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــم

أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ=لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُم

أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه=وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ

ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً=ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــم

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى=أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورم

وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى=تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ=عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــمم

وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه=إن الضرورة لا تعدو على العصــــم

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن=لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ

محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ=ن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ

نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ=أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــم

هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته=لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــم

دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه=مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــم

فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ=ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرم

وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ=غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ

وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم=من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــم

فهو الذي تـ ــــــم معناه وصورتـــــــه=ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــم

منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه=فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــم

دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم=واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم

وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف=وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم

فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه=حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــم

لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً=أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــم

لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه=حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ

أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى=في القرب والبعد فيه غير منفحـــــم

كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ=صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــم

وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه=قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ

فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ=وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ

وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا=فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــم

فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا=يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــم

أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ=بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــم

كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ=والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــم

كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه=في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــم

كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ=من معدني منطق منه ومبتســــــــم

لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ=طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره=يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــم

يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــم=قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــم

وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ=كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــم

والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ=عليه والنهر ساهي العين من سـدم

وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا=ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي

كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل=حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ

والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ=والحق يظهر من معنى ومن كلــــم

عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم=تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَم

من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ=بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ

وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب=منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم

حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ=من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزم

كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ=أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـى

نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا=نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــم

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدة=تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدم

كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت=فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــم

مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة=تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــم

أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه=من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ

وما حوى الغار من خير ومن كــرم=وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــم

فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما=وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرم

ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى=خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــم

وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ=من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُم

ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به=إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــم

ولا التمست غنى الدارين من يــــده=إلا استلمت الندى من خير مســـتلم

لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه=قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم

وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه=فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــم

تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ=ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــم

كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه=وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــم

وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه=حتى حكت غرة في الأعصر الدهـم

بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا=سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت=ظهور نار القرى ليلاً على علـــــم

فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ=وليس ينقص قدراً غير منتظــــــم

فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى=ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــم

آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ=قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدم

لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا=عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَم

دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ=من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ

محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ=لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــم

ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ=أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ

ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا=ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرم

لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ=وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ

فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا=ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ

قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه=لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــم

إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى=أطفأت حر لظى من وردها الشــم

كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه=من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــم

وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً=فالقسط من غيرها في الناس لم يقم

لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا=تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــم

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد=وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقم

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

يا خير من يمم العافون ســــــــاحته=سعياً وفوق متون الأينق الرســــم

ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ=ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــم

سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ=كما سرى البدر في داجٍ من الظـلم

وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً=من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرم

وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا=والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدم

وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم=في مركب كنت فيه صاحب العلــــم

حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ=من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنم

خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ=نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــم

كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ=عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــم

فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ=وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــم

وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ=وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ

بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا=من العناية ركناً غير منهــــــــــدم

لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه=بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــم

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه=كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ

ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ=حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـم

ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه=أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــم

تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا=ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُم

كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم=بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرم

يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ=يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــم

من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ=يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ

حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم=من بعد غربتها موصولة الرحـــم

مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ=وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ

هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم=ماذا رأى منهم في كل مصــــطدم

وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً=فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخم

المصدري البيض حمراً بعد ما وردت=من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ

والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت=أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ

شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم=والورد يمتاز بالسيما عن الســلم

تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم=فتحسب الزهر في الأكمام كل كــم

كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً=من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُم

طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً=فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ

ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته=إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ

ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ=به ولا من عدوّ غير منفصــــــــم

أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه=كالليث حل مع الأشبال في أجـــــم

كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ=فيه وكم خصم البرهان من خصـم

كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً=في الجاهلية والتأديب في اليتـــــم

مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا=علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم

خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه=ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدم

إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه=كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــم

أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا=حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدم

فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا=لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــم

ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ=يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ

إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض=من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرم

فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي=محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــم

إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى=فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه=أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه=وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزم

ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت=إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــم

ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت=يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ

يــــا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا=واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه=سواك عند حلول الحادث العمـــــم

ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي=إذا الكريم تحلَّى باسم منتقــــــــــم

فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا=ومن علومك علم اللوح والقلـــــم

يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت=إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــم

لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها=تأتي على حسب العصيان في القسم

يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ=لديك واجعل حسابي غير منخــــرم

والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه=صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزم

وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ=على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجم

ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــبا=وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ=وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرم

والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم=أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ

يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا=واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم

واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا=يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم

بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ=واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم

وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت=والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم

أبياتها قـــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ=فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم[/poem]

منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .[/align][/size]

حزم الجلاميد 10 - 07 - 2008 09:20

رد : قصيدة البردة للبوصيري والمولد النبوي
 
[size=5][align=center]خيال الغلباء جزاك الله خيرا وبيض الله وجهك [/align][/size]


الساعة الآن 14:56.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. www.sobe3.com
جميع المشاركات تعبر عن وجهة كاتبها ،، ولا تتحمل ادارة شبكة سبيع الغلباء أدنى مسئولية تجاهها