أزواج يتهربون من المسؤولية
 

أصبحت ظاهرة هروب الأزواج تأخذ شكل المعول الذي يضرب صميم التماسك الأسري ويوسع شق الخلافات، ويمهد الطريق أمام انهيار الأسر التي هي أساس المجتمع، واللافت للنظر زيادة أعداد الأزواج الهاربين كل يوم من مسؤوليات الأسرة والزوجة والأبناء.
يأتي ذلك بعد إقدامهم على الزواج وإنجاب الأبناء مقتنعين بأهمية ما يقومون به، ولكن نجدهم بعد أعوام قليلة يلجأون إلى الهروب من مسؤولياتهم غير مهتمين بمصير الأسرة التي تتحمل وزرها الزوجة وتدفع أخطاء الزوج الهارب وهي تحت ضغط مجتمع يتلذذ بهضم حقها كإنسان له حق في تحديد مصيره.
تعاني أم مازن (63 عاماً) هروب زوجها وغيابه عن أسرته منذ 4 أعوام، تقول: «تركني بعد أن حصل على الوظيفة متناسياً أنني تحملت فقره وصبرت على كل ما حصل من أجل أسرتي، ومن أجل المثل القائل «ظل رجل ولا ظل حيطة»، مشيرة إلى أنها لا تجد اليوم ظلاً للحائط «أجد صعوبة أحياناً في توفير ظل الحائط وأعجز عن دفع إيجار السكن وهذا ما دعا المالك إلى ابتزازي واستغلال ظروفي»، والد أم مازن كبير في السن لذلك هو لا يستطيع المساعدة، لذلك هي تعمل ليل نهار من أجل توفير لقمة عيش كريمة، لافتة إلى أن «المجتمع لا يرحم المرأة التي هرب منها زوجها، فهي تتحمل سموم ألسنة الناس، إضافة إلى مسؤولية البيت والأسرة»، مؤكدة أن عدداً كبيراً من الرجال في الحي الذي تقطنه هاربون من مسؤولياتهم، تقول: «هناك نساء كثيرات معلقات، والسبب في ذلك هروب الرجل من مسؤولياته ورغبته في تخفيف الحمل الذي على كاهله، متناسياً حقوق الله عليه وحقوق أسرته».
أما أم عبدالرحمن (34 عاماً) فكثيراً ما تشعر بالحيرة في الرد على أبنائها «هروب زوجي كسر ظهري، فأبنائي في حاجة إليه، وأبنائي يعودون إلى المنزل مصابين بحرج وإحباط بسبب سؤال معلميهم عن والدهم واستغرابهم عدم حضوره لمجالس الآباء»، وتتمنى أم عبدالرحمن لو أنها أرملة على أن ترى أبناءها مكسورين بسبب غياب والدهم. تقول: «على رغم أن المسافة التي تفصلنا عنه لا تتجاوز ساعات قليلة إلا أنه لا يكلف نفسه زيارة أولاده حتى في الأعياد».
تذكر أم عبدالرحمن أن بداية مشكلتها مع زوجها كانت رغبته في الزواج من أخرى، «فكر في الزواج من خارج البلاد لكني رفضت ومع إصراره طلبت منه الزواج من بنات البلد لاعتقادي أنها أفضل»، وأوضحت أن بعد زواجه بشهرين قطع المصروف عنها وهجرها من دون سبب، وبعد أشهر قليلة خسر في تجارته «خسارته في تجارته أدت إلى هروبه مع زوجته الجديدة، هرباً من الناس بسبب الديون».