الأسمنت العربية... ترفع إنتاجها إلى 9500 طن من الكلنكر يومياً رغم تراجع أرباحها
 

[size=5]الأسمنت العربية... ترفع إنتاجها إلى 9500 طن من الكلنكر يومياً رغم تراجع أرباحها
عبدالعزيز حمود الصعيدي

انكمش ربح سهم شركة الاسمنت العربية إلى 3.91 ريالات من 4.05 عن السنة المنتهية31 مارس 2009، نتيجة انخفاض ربح السهم عن الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2009 إلى 1.30 ريال من 1.44 للفترة المماثلة من العام السابق 2008.

وعزت الشركة الانخفاض في الأرباح إلى عدة أسباب، كان من أبرزها انخفاض المبيعات، زيادة المصاريف العمومية، تراجع الإيرادات من الشركات الزميلة، وإلى تحمل الشركة مصاريف تأسيس الشركات التابعة، والتي لم يكتمل إنشاؤها. ورغم هذه الخسائر تقوم الشركة بالتوسع في الإنتاج إلى أكثر من 9000 طن كلنكر يوميا، من 4400 طن يوميا، التي تنتجها الشركة حاليا، ويتساءل المستثمر عن مدى جدوى هذا التوسع في ظل الركود الحالي.

ومع ثقتي بقدرات الشركة وإدارتها، إلا أن أرباح الشركة بدأت بالتراجع منذ النصف الأول من عام 2008، والأمل أن تقلص الشركة المصاريف مع زيادة الإنتاج لتبدأ دورة جديدة من تنامي الربح، خاصة في ظل مكرر الربح على النمو الذي تجاوز 8 أضعاف، وتراجع التدفقات النقدية من التشغيل للعام 2008 إلى 174 مليون ريال من 503 ملايين عام 2007 تثير بعض التساؤل.

تأسست "الاسمنت العربية" منذ نحو53 سنة، وهي أقدم شركة اسمنت في السعودية، وأول منتج للأسمنت في منطقة الخليج العربي. وقد وضع الملك سعود بن عبد العزيز حجر الأساس للشركة عام 1956، وكانت قدرتها الإنتاجية آنذاك فقط 300 طن كلينكر و100 طن من الجير يوميا، زادت عام 1968 إلى 1000 طن، ومن ثم 2000 عام 1974 وإلى 4400، وتستهدف الشركة 9500 طن من الكلنكر على المدى القريب.

تركز الشركة على إنتاج والاتجار بالاسمنت البورتلاندي، والمقاوم للأملاح، ومواد البناء وتوابعها ومشتقاتها داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وتعتبر من الشركات الرائدة في هذا المجال.

وحسب إقفال سهم "الاسمنت العربية"؛ الأسبوع الماضي، الأربعاء11 جمادى الأولى 1430، الموافق 6 مايو 2009، على 48 ريالاً، بلغت القيمة السوقية للشركة 3.84 مليارات، موزعة على 80 مليون سهم، كمية الأسهم الحرة منها نحو 57 مليون سهم.

ظل نطاق سعر السهم خلال الأسبوع الماضي بين 48 ريالاً و51.5، بينما تراوح خلال عام بين 29.20 ريالاً و86، ما يعني أن سعر السهم تذبذب خلال عام بنسبة 98.61 في المائة، ما يشير إلى أنه عالي المخاطر، وبما أنه ليس من الأسهم النشطة في تداولات اليومية، جاء متوسط الكميات المتبادلة يوميا عند 149 ألف سهم، ما يهمش مفهوم المخاطرة.

من النواحي المالية، أوضاع الشركة النقدية جيدة، فبلغ معدل المطلوبات إلى حقوق المساهمين 56.56 في المائة، والمطلوبات إلى الأصول 36.13 في المائة وهما مقبولان خاصة في ظل معدلات سيولة وتدفقات نقدية جيدة، بمعدل تداول 2.34، وسيولة نقدية عند 1.09، وتدفقات نقدية من التشغيل بواقع 2.17 ريال لكل سهم، ما يوحي بأن الشركة قادرة على مواجهة التزاماتها المالية على المدى القريب.

وفي مجال الإدارة والمردود الاستثماري، جميع أرقام الشركة تضعها في مركز جيد، رغم تراجع أرباحها، ولكن العبرة في أداء الشركة على مدى السنوات لخمس الماضية، فقد زاد إجمالي الأصول من نحو 1.57 مليار ريال عام 2004 إلى نحو 3.66 مليارات العام الماضي 2008، وبناء عليه قفزت قيمة السهم الدفترية من نحو 20 ريالاً عام 2004 إلى أكثر من 29 ريالاً العام الماضي، ويدعم كل ذلك نمو حقوق المساهمين الذي زاد بنسبة 27.22 في المائة العام الماضي 2008، وبنسبة 11.97 في المائة عن السنوات الخمس الماضية.

وفي مجال السعر والقيمة، يبلغ مكرر الربح الحالي 12.27، وهو مقبول في قطاع الاسمنت، ولكن مكرر الربح على النمو عند 8.71 غير مقبول لأنه يشير إلى أن سعر السهم مبالغ فيه، ولكن قيمة السهم الدفترية البالغة 29.27 ريالاً، ربما تدعم سعر السهم.

وبعد دمج معطيات الشركة والظروف التي تمر بها صناعة الاسمنت حاليا، ومقارنة ذلك بمؤشرات أداء السهم، ربما يكون سعر السهم عند 48 ريالاً مقبولا، خاصة للمستثمر على المدى البعيد.

هذا التحليل لا يعني توصية من أي نوع، ويقتصر الهدف الرئيسي منه على وضع الحقائق أمام القارئ الذي يتحمل تبعة ما يترتب على قراراته الاستثمارية.[/size]