منتديات سبيع الغلباء - " الجوف " و " شبوة " و " مأرب " مثلث الشر لإيواء الجماعات الإرهابية في اليمن

[U][size=5][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

" الجوف " و " شبوة " و " مأرب " مثلث الشر لإيواء الجماعات الإرهابية في اليمن

تعد مسرحا لنشاط القاعدة في البلاد بعد سلسلة من العمليات

صنعاء : صادق السلمي

أثارت العملية الأخيرة التي نفذها تنظيم القاعدة واستهدفت مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير / محمد بن نايف، الكثير من علامات الاستفهام عن طبيعة الدور الذي يلعبه التنظيم في اليمن وخريطة توزعه في الأراضي اليمنية، والطرق والأساليب التي تسمح بتسلل عناصر القاعدة الفارين من الضربات المتواصلة التي توجه لهم في المملكة والذهاب إلى اليمن والعكس .

وتشير مصادر يمنية إلى أن تمدد تنظيم القاعدة في البلدين ( المملكة واليمن ) يفرض على الأجهزة الأمنية فيهما رفع درجة التنسيق بينهما إلى أعلى مستوى بهدف تحجيم نشاط تنظيم القاعدة وشل حركته في المناطق التي يتواجد فيها، بخاصة في المناطق التي توفر له " أرضية خصبة للتوالد والتكاثر ".

ومنذ مطلع العام الجاري والحكومة اليمنية تخوض حرب كر وفر مع خلايا القاعدة التي عادت إلى السطح بسلسلة الهجمات التي استهدفت سياحا أجانب ومصالح أجنبية عدة في أكثر من منطقة، ووجدت صنعاء نفسها في حرب مفتوحة ضد خلايا " القاعدة " توسعت تاليا إلى مثلث يضم محافظات الجوف، وشبوة ومأرب؛ فضلا عن محافظة أبين الجنوبية التي تعد من أهم معاقل الجماعات الجهادية في اليمن، بالإضافة إلى المناطق الصحراوية في محافظة حضرموت، شرقي البلاد .

وتقول دوائر أمنية يمنية إن هذه المحافظات تعد مسرحا لنشاط القاعدة في البلاد بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي تم تنفيذها من قبل خلايا جديدة ظهرت إلى السطح تحت مظلة " تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب "، وتورطت في تنفيذ العديد من الهجمات التي استهدفت المصالح اليمنية والأجنبية انتقاما لمقتل واعتقال بعض أعضائها؛ في حين كانت تتبنى مخططات لهجمات ضد مرافق حيوية في اليمن والمملكة .

ووضعت هذه التطورات في تكتيك الهجمات الإرهابية التي تتبناها القاعدة الحكومة اليمنية في موقف حرج للغاية مع حلفائها في الحرب على الإرهاب، بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي رأت في ذلك تأكيدا لفرضيتها التي ترى أن اليمن لا يزال يمثل بيئة مثالية لنشاط " القاعدة " التي عاودت بناء نفسها في أماكن كثيرة في هذا البلد .

وبدا أن هذه الفرضية صحيحة إلى حد ما بعد إعلان الأجهزة الأمنية اليمنية الكشف لأول مرة عن تنسيق بين خلايا التنظيم في اليمن والمملكة، حيث ينظر تنظيم القاعدة إلى المملكة واليمن كمربع جغرافي واحد، وهو المعطى الذي ضاعف من المخاوف من خطر تهديد القاعدة التي لوحت في بياناتها بأن المصالح الغربية في اليمن والمملكة أصبحت في مرمى نيران خلاياها .

ولا يبدو أن هدف صنعاء مقتصر على ملاحقة خلايا وعناصر متورطة في عمليات إرهابية وحسب، إذ إن البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية تكشف عن نيات لدى السلطات اليمنية في مواصلة تفكيك الخلايا المتجددة وتقطيع أوصالها عن طريق ملاحقة مصادر التمويل التي تعتقد صنعاء أنها منتشرة في اليمن وخارجها؛ فضلا عن التركيز على خيوط تكشف اتصالاتها بخلايا منتشرة في دول مجاورة .

ويأمل المسؤولون اليمنيون، كما السعوديون، في تحقيق نجاحات جديدة ونوعية في تتبع وملاحقة الخلايا الكامنة في البلدين عن طريق التنسيق الأمني لمواجهة الخطر المتجدد للقاعدة .

واعتبر مهتمون بشؤون الجماعات الإرهابية أن تزايد نشاط تنظيم القاعدة في اليمن ينفي ما تذهب إليه الحكومة من أنها تحكم السيطرة على تحركات الإرهابيين وتنظيم القاعدة، ويرى هؤلاء أن تنظيم القاعدة أراد أن يثبت من خلال الأحداث الإرهابية الأخيرة وجوده بقوة في اليمن في ضوء المعطيات والمتغيرات الهيكلية التي استحدثها التنظيم والتي كان من أبرزها نقل قيادة القاعدة في الجزيرة العربية من المملكة إلى اليمن .

المناطق الرخوة والجيرة القبلية :-

المتتبع لنشاط تنظيم القاعدة في اليمن يلاحظ أن أعضاء التنظيم في هذا البلد يتركزون في الغالب في ثلاث مناطق يطلق عليها مسؤولون يمنيون اسم " مثلث الشر "، وهي : مأرب، والجوف وشبوة " ؛ فيما تمددوا إلى منطقة رابعة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وهي الأجزاء الصحراوية من محافظة حضرموت، وجميع هذه المحافظات تشترك في حدود مع المملكة، إضافة إلى محافظة إبين، التي تعتبر المفرخ الرئيس للجهاديين في اليمن .

ويرى مراقبون أن أعضاء تنظيم القاعدة غالباً ما يتمركزون ويكونون أكثر قوة في المناطق التي لا تستطيع الدولة بسط نفوذها فيها، بخاصة في المناطق التي يشملها المثلث، قبل أن يجدوا لهم امتداداً في محافظة حضرموت، مشيرين إلى أن معظم قياداتهم يتواجدون في هذه المناطق، والدليل على ذلك أن عملية اغتيال زعيم القاعدة في اليمن آنذاك أبو علي الحارثي تمت في محافظة مأرب .

ويقول هؤلاء إن أعضاء القاعدة الذين فروا من سجنين تابعين للأمن السياسي في كل من صنعاء وعدن خلال العامين 2005 و 2006 لم يجدوا غير هذه المناطق ملجأ لهم لتوفر لهم الحماية، لأنها تعتبر مناطق عمق لنشاطهم وتحركاتهم .

ويؤكد / سعيد ثابت، وهو متخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، أن قادة القاعدة وأنصارهم يجدون في هذه المناطق مجالاً للتحرك ونسج خلاياهم، بحكم بعدها عن أعين الدولة، لأنها " مناطق رخوة "، على حد تعبيره، فيما تعتبر العمليات التي يقومون بتنفيذها في المناطق الحضرية، مثل العاصمة صنعاء وعدن بمثابة امتداد لأذرع القاعدة .

ويشير ثابت إلى أن المناطق الصحراوية هي الأماكن الأنسب لنشاط أعضاء القاعدة، ويقول إنه عندما خرج زعيم التنظيم / ناصر الوحيشي مؤخراً على وسائل الإعلام وإلى جانبه بعض أنصاره كان في مناطق صحراوية، لأن الصحراء بالنسبة لهم مجال أرحب للتحرك بسهولة .

ربما لهذا السبب كثفت الولايات المتحدة الأمريكية من نشاطها في محافظة مأرب، حيث تعاقب سفراء الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن منذ ما بعد هجمات سبتمبر، على زيارة محافظة مأرب والجوف للاقتراب أكثر من أماكن نفوذ تنظيم القاعدة ولتشجيع رجال القبائل فيها على عدم إيواء عناصره .

ويستغل تنظيم القاعدة الأعراف القبلية في اليمن للتمدد والتوسع في البلاد، ويقول / سعيد ثابت إن رجال القبائل يوفرون الحماية لأعضاء القاعدة ليس بالضرورة من باب التعاطف معهم ومع أفكارهم، بل في غالب الأحيان، استجابة لنداء العادات والأعراف القبلية التي لا تزال تفعل فعلها في المجتمع اليمني، وبخاصة في المناطق القبلية .

ويشير ثابت إلى أن التركيبة القبلية في اليمن شبيهة بالتركيبة القبلية الموجودة في كل من أفغانستان وباكستان، من هنا فإن القضاء على نشاط القاعدة في هذه المناطق يواجه تحديات كبيرة أمام الدولة اليمنية .

وعلى الرغم من التحرك اليمني والأمريكي تجاه مشايخ القبائل في المناطق الصحراوية وتقديم المساعدات المالية والعينية مثل بناء مستشفيات وغيرها، إلا أن تأثير القاعدة في هذه المناطق ما زال قوياً .

وتشير مصادر أمنية إلى أنه على الرغم من رفع سقف التعاون الأمني والاستخباري بين اليمن والمملكة العربية السعودية، إلا أن اتساع المساحة الجغرافية لحدود البلدين لا يزال يفتح ثغرة في قضية تسلل القاعدة إلى كل منهما .

ويشير مراقبون إلى أن الحدود الواسعة بين البلدين هي أكثر المنافذ استغلالاً من قبل القاعدة لتسلل أعضائها في المملكة عندما يتم تضييق الخناق عليها إلى اليمن، وتسلل أعضاء القاعدة اليمنيين إلى المملكة، حيث تعتبر القاعدة اليمن والسعودية كلا لا يتجزأ في نشاطها .

ويستخدم تنظيم القاعدة الكثير من الأساليب لعبور الحدود، بعضها باستغلال التداخل القبلي والأسري في المناطق الحدودية المشتركة، فيما يجري في بعض الأحيان التعاقد مع مهربين محترفين في هذه المناطق، حيث يتم تهريبهم في الغالب عن طريق الدواب واتباع طرق بعيدة عن رقابة المنافذ الرسمية .

وتتداخل عمليات تسلل أعضاء القاعدة مع تهريب المخدرات والسلاح من وإلى البلدين، وفي الغالب لا يعرف من يقوم بعملية التهريب أن زبائنه من تنظيم القاعدة، ويعتقد أنه ضمن موجة الراغبين في الدخول إلى الأراضي السعودية للعمل فيها .

من هنا كثفت الأجهزة الأمنية اليمنية والسعودية من نسق نشاطها، وهناك تواصل مستمر بين قيادتي البلدين، سواء على مستوى القيادات العليا أو على مستوى الأجهزة الأمنية المختصة .

ويرى / سعيد ثابت أن العملية الأخيرة التي تم تنفيذها ضد الأمير / محمد بن نايف جاءت في وقت استرخاء للأجهزة، وبخاصة بعد أن سلم العديد من أعضاء القاعدة أنفسهم إلى السلطات اليمنية والتي بدورها سلمتهم إلى المملكة كان من أبرزهم / محمد العوفي، والذي قدم الكثير من المعلومات عن نشاط القاعدة في جزيرة العرب .

3 جبهات للمواجهة :-

أكد المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية باليمن / سعيد ثابت، أن الحرب الدائرة هذه الأيام في محافظة صعدة ضد الحوثيين أشغلت الحكومة عن ملاحقة نشاط القاعدة، على الرغم من أن السلطات اليمنية أعلنت أنها ستحارب على ثلاث جبهات في آن، هي جبهة الحرب في الشمال مع الحوثيين، وجبهة الاحتجاجات في الجنوب في المواجهة مع الداعين إلى الانفصال والثالثة الحرب مع تنظيم القاعدة .

منافذ وتسلل وتداخل عمليات التنظيم :-

* يشير مراقبون إلى أن الحدود الواسعة بين البلدين هي أكثر المنافذ استغلالاً من قبل القاعدة لتسلل أعضائها في المملكة .
* تعتبر القاعدة اليمن والسعودية كلا لا يتجزأ في نشاطها .
* يستخدم تنظيم القاعدة الكثير من الأساليب لعبور الحدود، بعضها باستغلال التداخل القبلي والأسري، فيما يجري في بعض الأحيان التعاقد مع مهربين محترفين في هذه المناطق .
* تتداخل عمليات تسلل أعضاء القاعدة مع تهريب المخدرات والسلاح من وإلى البلدين، وفي الغالب لا يعرف من يقوم بعملية التهريب أن زبائنه من تنظيم القاعدة .[/align][/size][/U]

[url]http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3258&id=115998[/url]