منتديات سبيع الغلباء - حوار مع الشاعر مفرج المشعبي

[color=#0000FF]مفرّج المشعبي لـ " فيّ وهجير " :[img]http://www.alyaum.com/images/12/12075/402994_1.jpg[/img]

قصائدي محفوظة في قلوب الرجال ولن يضيرني سطو الآخرين عليها

خـُلقت في الدّنيا وانا ما معَي شيّ .........وبروح منـها ما معَي شيّ منها

بيت الشعر في الأعلى مطلع لقصيدة قصيرة من خمسة أبيات انتشرت بشكل كبير منذ أن كتبها صاحبها مفرج بن مفرح المشعبي السبيعي قبل أكثر من خمس عشرة سنة والقصيدة كاملة كما يلي :

خلقت فالدنيا و أنا ما معَي شي
و بروح منـءها ما معَي شيّ منـءها
خلوني اسـتانس بها حَدّني حي
لا مت ما ادءري جثتي من دفـنها
و انء عشت عـمر الآدمي كنـّه الفي
و كم خزنةٍ يلـءهد بها من خزنها
شـويّ ندءله وأربع ايام وشوي
ندفع لـسجّتنا القليله ثمنها
والرابح اللي لا انطوَت صـفحته طي
في طاعة الله رحمة الله ضمنها

وحتى هذا اليوم تكون هذه الأبيات حاضرة عند الحديث عن السهل الممتنع في الشعر والسلاسة وحسن التركيب في بنية الأبيات والقصائد , وكعادة كل القصائد والأبيات الجميلة تكون عرضة للسطو من ذوي القلوب المريضة والأنفس الضعيفة ممن يعجزون عن تكوين بصمة لهم في الشعر طال بهم المقام في عالمه أم قصر , ومن وقائع نسبة هذه القصيدة لغير شاعرها كانت منذ ما يقارب خمسة أعوام عندما نسبت القصيدة بغير قصد للشاعر سعد بن جدلان الأكلبي ونفى بن جدلان ذلك بنفسه وأكد أنها للمشعبي , وقد أشرنا لهذا النفي ونشرنا القصيدة كاملة عبر ( في وهجير ) بتاريخ 5 / 7 / 1423هـ وهذا من منطلق دورنا المناط بنا في حفظ حقوق الآخرين خاصة مع شاعر بهذا التميز , ولظهور حالات مشابهة بين والحين والآخر تنسب هذه القصيدة لغير شاعرها المشعبي أردنا إعادة التأكيد على ما سبق وأن أشرنا اليه , وكان لا بد لنا من الاستماع للشاعر مفرج وسؤاله عن أسباب تكرار هذه التجاوزات وحالات ادعاء الآخرين ملكية القصيدة فكان سؤالنا الأول عن تاريخ أول نشر لهذه الأبيات فأجاب بأنها نشرت لأول مرة بجريدة المدينة عام 1412هـ ثم أعيد نشرها مع حوار موسع بصفحة ( مدارات شعبية ) بجريدة الجزيرة عام 1421هـ , وقال ربما لغيابي عن المشهد الشعري إعلامياً دخل في تطاول البعض على ما أكتب رغم أنني مرتاح تماماً لكون كبار الشعراء في المملكة ومنهم الأمير الشاعر خالد الفيصل يعرفون أن القصيدة لي ولن يضيرني ادعاء أحد بأنه كاتب القصيدة وشاعرها , ما يؤلم حقيقة هو أن يتواجد في صحافة الشعر الشعبي من يغيبون ضمائرهم أو يتخلون عن واجبهم لسبب أو لآخر فيتقاعسون عن إيضاح الحقائق كما هي , وبالمناسبة تحضرني هذه الأبيات التي كتبتها عن واقع الشعر :

من أول الشعر له ذمّه وله غِيره
واليوم لا عاد لا غِيره ولا ذمّه
يطري لك تصير شاعر ..ساوق الدِّيره
سوق القصايد عليه الناس ملتمّه
وأقرب صحافي تشوفه زين تصويره
إنفض له الجيب ويطلـّعءك للقمّه
الشعءر له شرهةٍ على شواعيره
اللي بزوده ونقصه دوم مهتمه

مفرج بن مفرح الذي يعمل رئيساً لمركز الطوال بمنطقة جيزان وابن لشيخ قبيلة لديه من الالتزامات المهمة الكثير ولا يجد من الوقت ما يكفي للاهتمام بتدوين قصائده وتتبع ما ينشر منها هنا وهناك , وهو كما أكد لنا يثق في قلوب الرجال الذين يحفظون أغلب قصائده ومنها هذه الأبيات التي لا تقل عن سابقتها من حيث السلاسة والعذوبة :

العين شاشه والهواجيس ريموت
والخوف منـّي والطماعه براسي
كم فرصةٍ راحت على المنتظر فوت
يمكن بها تحطيم رقم ٍ قياسي
والعمر مهما طال ميعاده الموت
والموت ما بعءده مناصب كراسي

وله أيضاً هذه القصيدة التي يتحدث فيها عن هم خاص :

واهنيّ اللي ليا صدّ في البُعءد استراح
العلوم اللي خلافه ما ينقل هَمّها
لا لقا فأيّات ديره شباعه وانشراح
ما ذكرَت نفسه وش اللي لأبوها وامّها
واهنيّ اللي ليَا من بغى المرواح راح
لا بغى له ديرةٍ شدّ عفشه يَمّها
ما قعَد مثلي على ( الحَدّ ) مكسور الجناح
يخـطي العبرات في خاطره ويخمّها
هاض ما بي بارق ٍ في ديار البُعد لاح
والعيون لبارق البُعد يَبءعد زمَّها
جعلها من ( رنية سبيع ) لا ( فيضة رماح )
ونجد كله تشمله والديار تعمّها

وله أيضاً :

البارحه نومي لعيني تناويش
لا انعَسءت دكّ بهاجسي ما طرى له
طواري ٍ ما سنـّعَوها الدراويش
تطري على من عَنـّز ابوه خاله
المال لو جا في يَد اللاش حتى ايش
ما زاده الا عنجهيّة جهاله
وحلفت ما ارخي هامتي للبخاشيش
وإني ما اصانع واحدٍ لأجءل ماله
راسي علا .. قنعان بقليَّـل العيش
ما استعبده غير انت يا ذا الجلاله
اللي بيَدءك الرزق مسءقي المعاطيش
ما خاب من وجّه لوجهك سوءاله

مفرج عبر في اتصاله عن سعادته بهذا الاهتمام من قبل جريدة اليوم وملحق " فيّ وهجير " ووعدنا بأن يتواصل معنا في المستقبل القريب بالجديد , ونحن بدورنا نكرر أن واجبنا يحتم علينا ألا نغض الطرف أو نتهاون أمام محاولات تهميش شعراء لهم بصمتهم الواضحة في زمن تشابه الشعراء .

المرجع جريدة اليوم الجمعة 1427-06-11هـ الموافق 2006-07-07م