منتديات سبيع الغلباء - هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..... بكل صراحة هل ترى أهمية لوجودها ؟؟؟؟

هل ترى أهمية لوجود الهيئة؟

نعم

هل الغالب على تصرفات الهيئة حسناتها أو سيئاتها؟

حسناتها

هل شاهدت يوما تصرفا يحسبُ ضد الهيئة؟

بالنسبة لي لا

هل تؤيد تأطير عمل الهيئة في مهام محددة؟

هي أصلاً محددة الأعمال وليس لها تصرف في كل شيئ ، حالها حال أي جهاز حكومي له أعمال معينة

هل ترى ضرورة إنشاء مراكز تدريب خاصة للهيئة؟

بالتأكيد ، فالتطوير والتدريب يحتاجه حتى المبدعين ، وللعلم فهناك معهد عالٍ في جامعة أم القرى مختص فقط برجال الهيئة لتطويرهم وتدريبهم وتوسيع مداركهم ، قد تم إنشاؤه قبل سنين

ولآن لي الحق أن أبدي رأيي حول هذا الجهاز ، وقبل الدخول في النقاش أود أن أقدم بمقدمة حول هذا الجهاز

هذا الجهاز الحكومي الذي تم إنشاؤه إبان قيام الدولة السعودية الثالثة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله يتلقى تعليماته المباشرة من رئيس مجلس الوزراء ، وحتى وزير الداخلية كذلك
فقد أصدر تعميماً إلى كل مراكز الهيئة بعدم التوقيف في مراكزها وإحالة المقبوض عليه مباشرة إلى توقيف الشرطة

ولا يشترط أن يكون تابعاً مباشرة إلى وزارة معينة
حاله حال الهيئة الملكية التي لا تتبع جهة مباشرة
كذلك حال هيئة المواصفات والمقاييس
حاله حال الهيئات الحكومية المتعددة التي لا تتبع مباشرة إلى وزارة ما ، ولكنها بالطبع تعمل وفق أنظمة معينة

لا تنس أن الهيئة جهاز له صلة مباشرة في التعامل ضد رغبات بني آدم
ومن الطبيعي جداً جداً أن يُنال ممن يقف أمام رغباتك (بغض النظر أكانت هذه الرغبات جائزة أم محرمة)

+ الزخم الإعلامي الرهيب هذه الأيام ضد الهيئة له دور قوي جداً في تأليب الناس ضدها وإفقادها كثير من جهودها لدى الناس حتى صار الكثير يكره الهيئة من غيرما سبب محدد واضح معقول سوى التأثير الإعلامي الذي خلق فيه البغض لهذا الجهاز دون شعوره ، وطاش ما طاش أقرب مثال حين صور الهيئة على أنهم أناس همجيون هبل لا يعرفون من الأخلاق سوى اسمها ومن الحضارة سوى رسمها

ولي أن أطرح سؤالاً ؟

لماذا الهجمة الشرسة غير البناءة تجاه هذا الجهاز الحكومي بالذات ؟

هل أحد منكم يجهل التعامل اللاإنساني عند مراجعته للشرطة ووضع التوقيف فيها التي لا تصلح للجلوس الآدمي فضلاً عن النوم فيها ؟
هل أحد يجهل التعامل الروتيني القاتل عند مراجعتك لدائرة حكومية مثل الأحوال المدنية أو المرور ؟
هل أحد يغفل عن التعالي والتكبر من رجل المرور الذي ربما لا يحمل أي شهادة حين يوقفك ويحرر لك مخالفة عدم ربط الحزام ، والعالم بجواره تمشي مثلك مثلهم ولا يحرر لهم أي مخالفة ؟!

أهي فعلاً إرادة مصلحة الوطن والمواطن ؟ إذن لماذا لم نسمعهم يوماً ما يتكلمون عن البطالة في البلد وانتشار الفقر بدرجة رهيبة في بعض الأحياء !
لماذا لا نسمعهم يتحدثون عن مآسي المعلمات على الطرقات والحوادث المميتة ؟
لماذا لا يتحدثون عن المستويات المسلوبة للمعلمين منذ أكثر من عقد ؟
لم لا يتحدثون عن انتشار السرقات وانخفاض الأمن بدرجة كبيرة عن السابق ، ومحاولة وضع الحلول لها ؟

لم لا يتحدثون عن ظواهر العنوسة التي انتشرت بين الفتيات بشكل كبير ؟

لم لا يتكلمون عن معاناة المعلمين والمعلمات في لم الشمل بينهم حين يعين هذا في شمال المملكة وزوجته في الجنوب ، ويستمر الوضع لسنين !

هل فعلاً يستحق هذا الجهاز كل هذه الهجمة ؟

لماذا صارت لدى الكثير قناعة بكراهية الهيئة وتغليب سيئاتها على حسناتها كحال الأخت (شذا الأندلس ) دونما معرفة واقعها الحقيقي !؟

الإجابة هي

الإعلام ثم الإعلام ثم الإعلام

فهذا الإعلام هو الذي أسقط سابقاً هيبة التعليم والمعلم في قلوب المجتمع هو نفسه الذي يشوه صورة الهيئة بكل ما أوتي من قوة

للأسف الشديد أن الكثير ممن هيئ له التكلم بالإعلام على كراهية لهذا الجهاز لسبب أو لآخر
إما لمواقفه السابقة مع هذا الجهاز ، أو لتوجهاته العلمانية التي تريد إلغاء الهيئة من أساسها وترى عملها تدخلاً في حريتها ، لأنه أصلاً لا يعرف معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه من أساسات هذه الشريعة الإسلامية

لذلك تجد الإعلام الفضائي وخاصة القنوات الداعية للرذيلة مثل القنوات اللبنانية ، تتناول الحديث عن الهيئة !! وتستضيف أناساً لم يعرفوا يوماً بالدعوة للأخلاق الفاضلة أو حتى الحديث عن هموم الوطن !
فماذا سوف تجد منهم ؟! (إنك لا تجني من الشوك العنب )

لذلك صوروا للناس أن أعضاء الهيئة هم من أرباب السوابق !! مع أن الهيئة تابعة في التوظيف لديوان الخدمة فلا يقبل فيها أي موظف له سابقة في ملفه

وصوروا للناس أن جهاز الهيئة من جهلة الناس وأقلهم شهادة ، مع أن النظام المعمول به من 15 عام اقتصار القبول في الهيئات على حملة البكالوريوس ، وهذا مطبق منذ ذلك الوقت

نعم هناك أناس يحملون الثانوية وربما المتوسطة ، ولكن هذا الكلام يوم أن كانت الثانوية تعادل الجامعة قبل 20 سنة

كذلك الصحف الكثيرة التي تحاول وضع المجهر حول أخطاء الهيئة في جولاتها أو تعاملاتها وتضخيمها للناس ..

يظن البعض أن الهيئة لا تعمل ضمن نظام حكومي مؤطر ! وهذا خلاف الواقع تماماً ، فالهيئة لها نظامها الواضح ، فلا يمكن أن تداهم موقعاً بلا إذن من الإمارة ، وهذا الأمر معمول به منذ 30 سنة ، ومن يخالف في هذا يتم محاسبته

بل في بعض الأحيان يقول بعض أعضاء الهيئات أنه تفوتهم مداهمة موقع ما ، مع أن فيه سهرة ماجنة بسبب تأخر الإذن في المداهمة

كثير من تصوراتنا تجاه هذا الجهاز الحساس نتجية لما نسمعه ، وما لا نشاهده واقعاً

أيها الكرام

كل جهاز معين لا بد أن تجد له منتقدين بل أعداء ، فحتى الأنبياء والرسل لهم الأعداء

لا يكره جهاز المرور بكامله إلا المفحطين والمستهترين بدماء الناس

لا يكره جهاز الشرطة بتمامه إلا المجرمين والسراق

لا يكره جهاز مكافحة المخدرات إلا المروجين والمتعاطين

لا يكره جهاز الهيئة إلا دعاة الرذيلة والاختلاط والسحرة ومصنعي الخمور

لا يكره المعلم العادل الجاد في حصته إلا الطالب البليد الذي يريد الخمول والدعة

وهكذا دواليك

من الطبيعي أن يواجه الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الصد والبغض من كثير من الفئات لا لشيئ إلا لأن هذا هو سبيل الأمر والنهي يقول الله تعالى ( وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ، إن ذلك من عزم الأمور )

الطالب وهو جالس على كرسيه في الفصل يضيق ذرعاً بأمر المعلم له لما هو في مصلحته ، فكيف بالرجل الكبير وربما المتغطرس الذي يريد فعل كل ما يحلو له دونما التدخل فيه !؟

أما ما تقول الأخت شذا الأندلس من أن أصحاب التوجه الديني هم أضعف الناس عند الاستجابة لرغباتهم ! فلن أزيد على أن تأخذ طلة سريعة من الخارج في دور الخمور والمراقص بدولة البحرين لترَ من هم روادها ؟! ومن الحريصين على حضورها

أو لتفتح التلفاز على حفلة غنائية لترَ صنف الحضور من الناس من هم ..!

بقي أن أقول : هل هذا الجهاز فعلاً معصوم من الخطأ أم أنه لا خطأ فيه ؟!

بالطبع لا يقول عاقل أن هذا الجهاز معصوم ولا توجد منه الأخطاء ، فالأخطاء تصدر منه كجزء من عمل بشري حاله أي جهاز آخر كالشرطة والتعليم وغيرها

ومن يبدر منه الخطأ يتم محاسبته
لكن أن يوضع هذا الجهاز تحت المجهر ويتم تضخيم أخطائه فهذا الجور بعينه ...

دعونا ننظر إلى حسنات الهيئة بشكل سريع

- محاربة الشعوذة والسحر والقبض على السحرة
- تخليص الفتيات من ابتزاز الشباب
- محاربة الخمور ومصانعها
- محاربة الرذائل الظاهرة مثل الجنس الثالث من الرجال والرابع من النساء
- الحث على الصلوات
- منع تعدي الشباب على العوائل ومضايقتها
- مناصحة المخطئين وتوجيههم

أيعقل أن تغمر هذه الحسنات العظيمة في بعض الأخطاء التي ربما هم معذورون في كثير منها ؟!

نحن بحاجة إلى وقفة تأمل وإنصاااااااف تجاه هذا الجهاز ، عندها سوف نعرف الحقيقة من عدمها ..

بالمناسبة : انظر مقال هذه الأخت الإماراتية التي كتبت هذا المقال الجريء في هيئة السعودية وبم طالبت

إماراتية تكتب رأيا جريئا في هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر