منتديات سبيع الغلباء - قصه ... ومن شر حاسد اذا حسد

[CENTER][COLOR=#00ccff][FONT=Times New Roman][B]ليس معنى الموده ان نلتقى يوما وليس عدم اللقاء يعني عدم المحبه فليس كل لقاء موده ولا كل غيبة جفوه[/B][/FONT][/COLOR]

[COLOR=#00ccff][FONT=Times New Roman][B]قال الامام احمد بن حنبل:إن لنا إخوان لانراهم إلا مره كل سنه,نحن اوثق بمودتهم ممن نراهم كل يوم.[/B][/FONT][/COLOR]

[COLOR=#00ccff][FONT=Times New Roman][B]أسعد الله قلوبا طاهره إن وصلناها شكرت وإن قصرنا عذرت[/B][/FONT][/COLOR]

[COLOR=#00ccff][FONT=Times New Roman][B]ونور قلبك بالايمان وغفرلك ولواديك في الدنيا والاخره. اللهم آمين.[/B][/FONT][/COLOR]

[CENTER][COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]توبة متأخرة توبة قاتل[/B][/FONT][/COLOR]

[COLOR=#c00000][FONT=Traditional Arabic][B]"فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ"[/B][/FONT][/COLOR][/CENTER]

[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]الحسد داء وبيل، ومرض قاتل.. بسببه لُعن إبليس وطُرد من رحمة الله.. وبسببه وقعتْ أول جريمة قتلٍ على وجه الأرض، كما سطرها الله في كتابه الكريم، في قصة ابني آدم عليه السلام..[/B][/FONT][/COLOR]
[FONT=Traditional Arabic][B][COLOR=#0033cc]وقد سُئل الحسن البصري رحمه الله: أَيَحسِد المؤمنُ؟ قال: ما أنساك لاخوة يوسف! ولهذا أمر الله بالاستعاذة من الحسد كما في قوله تعالى: ([/COLOR][COLOR=#c00000]ومن شر حاسدٍ إذا حسد[/COLOR][COLOR=#0033cc]).[/COLOR][/B][/FONT]
[COLOR=#632423][FONT=Traditional Arabic][B]ألا قـل لمـن كان لـي حاسـداً أتدري على مـن أسأت الأدب[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#632423][FONT=Traditional Arabic][B]أسـأت علـى الله فــي فعلـه لأنك لم ترضِ لي مـا وهـب[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وقصتنا هذه شبيهة بقصة ابني آدم، وفيها عبرة لكل حاسد، يقول صاحبها وهو يذرف دموع الندم خلف القضبان الحديدية:[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]كانت القرية هادئة، والناس منصرفين إلى أعمالهم، فلا تسمع إلا صياح الأطفال وصراخهم، وهم يلعبون ويتراكضون في براءة متناهية؛ مما يضفي على القرية الوادعة جواً من الأمن والأمان..[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]أنا وابن جارنا محمد كنا صديقين متلازمين، بل كروحين في جسد واحد، لا نكاد نفترق أبداً، فقد وصلتْ الصداقة بيننا إلى درجة أن شباب القرية إذا رأوا أحدنا يمشي بمفرده سألوه عن توأمه، لما قد ألفوه منا.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وظللنا على هذه الحال إلى أن وصلنا إلى المرحلة الثانوية.. في ذلك الوقت شاركنا -مع شباب القرية- في نقل أثاث جارنا الجديد إلى داخل منزله.. كان هذا الجار رجلاً طيباً في أواسط العمر، ومعه عائلته المكونة من زوجته وبنت واحدة.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وما إن بدأتْ الزيارات المتبادلة بين نساء القرية وزوجة هذا الجار الجديد، حتى بدأ أهالي القرية في مدح جمال ابنة جارنا وكمال خلقها، وكنتُ أنا ومحمد من بين من استمع لتلك الروايات.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وصارت هذه الفتاة بعد حوالي سنة من إقامتها مع أسرتها حلم أكثر شباب القرية، وكنتُ أنا ومحمد في مقدمة من يراودنا مثل هذا الحلم، لعلاقة أسرتنا الوطيدة بأسرتها، حيث كنا نستطيع تتبع أخبار هذه الفتاة أولاً بأول.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]لم أكن أظهر لصديقي محمد شيئاً عن حبي لتلك الفتاة لإحساسي أنه ربما كان يحمل نفس الشعور والرغبة في الارتباط بها، لكنه لم يكن يفكر مثل تفكيري.. فقد أخذ يجدُّ ويجتهد في دراسته حتى التحق بالجامعـة ثم تخرج بتفوق، مما جعل أهل القرية يذكرونه بكل خير ، بينما لا يذكرني أحد بسبب فشلي ورسوبي المتكرر في الثانوية مما اضطر والدي إلى سحب أوراقي من المدرسة للعمل معه في المحل التجاري الذي يمتلكه.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وحين بلغني إعجاب محمد بهذه الفتاة، وعزمه على التقدم لخطبتها؛ بدأ الحسد يغلي في داخلي، وتغيرتْ معاملتي له كثيراً فأصبحتُ أتجنبُ الجلوس معه بكثرة، وأقدم تبريرات واهية لأتهرب من لقائه.. كل ذلك بسبب تفوقه، الذي يتحدث عنه أهل القرية، بينما أصبحتُ أنا في نظرهم لا شيء.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وجاءت اللحظة الحاسمة.. وتقدم محمد للزواج منها.. فسمعت الزغاريد تنطلق من بيتها، فأحسستُ كأن صاعقة وقعتْ على رأسي، ولم يعد سراً اتفاق أهل العروسين على إتمام إجراءات الزواج خلال شهر واحد..[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]كان الدم يغلي في عروقي.. لقد أصبح توأمي رجلاً متميزاً بعلمه عني، بينما ويلات الفشل تتعقبني، وتحول بيني وبين ما كنت أتمناه وأحلم به منذ ثمان سنوات.[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]أحسست أن محمداً سرقها مني.. فجعلتُ كل همي أن أثار منه بأية وسيلة حتى أطفئ نار الحقد التي اشتعلتْ في صدري... وتملكني الشيطان بشكل لم أتخيله من قبل فقمت بشراء مسدس ملأته بالطلقات..[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]وفي ليلة الزفاف دخلتُ على محمد متظاهراً بتهنئته.. وعلى حين غِرة؛ أخرجتُ مسدسَ الغدر من جيبي لأطلق عليه أربعة أعيرة نارية استقرتْ في صدره...!!![/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]ويضج المكان، وتختلط الأصوات، ويسقط محمد بين أهله مضرجاً بدمائه.. وتصطبغ ثيابه البيضاء الناصعة البياض بدمه الأحمر القاني، ويتحول الفرح إلى حزن.. ويُسدل الستار عن مشهد مبكٍ حزين..[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ([COLOR=#ff0000]ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعده له عذاباً عظيماً[/COLOR]).[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]أما المجرم الأثيم فقد تم إلقاء القبض عليه، وها هو الآن يحدثكم من خلف القضبان، والدموع تتساقط من عينيه.. نعم، تتساقط من عينيّ ندماً على ما اقترفته في حق صديق طفولتي الذي لم يؤذيني يوماً من الأيام.. ولكن، بعد فوات الأوان هل ينفع الندم؟[/B][/FONT][/COLOR]
[COLOR=#0033cc][FONT=Traditional Arabic][B]كل ما أرجوه أن يطهرني القصاص من خطيئتي، ويتقبلني الله عنده من التائبين.[/B][/FONT][/COLOR]

[CENTER][B][COLOR=#1d1b11][FONT=Traditional Arabic]القصة منقوله من كتاب [/FONT][/COLOR][COLOR=#1d1b11][FONT=Traditional Arabic]العائدون إلى الله [/FONT][/COLOR][/B][/CENTER]
[/CENTER]