مربو إبل ينبع يلجؤون إلى الرعي وعمال يروجون لـ"نخالة الخميس" باعتبارها "نخالة جدة" لضمان البيع
مخابز تغلق أبوابها خوفا من تسمم الدقيق في الدواسر وبدء إحراق النافقة في رنية
وادي الدواسر، أبها، ينبع، جدة، الطائف، رنية: حسن مسرع، حامد بن محمد، أحمد العمري، عمر المطيري، خالد الذيابي، رميزان السبيعي
شهدت محافظة وادي الدواسر أمس تطورا لافتا في سياق الكارثة التي لحقت بالإبل بعدة مناطق في البلاد، إذ أغلقت أربعة مخابز أبوابها بعد سريان إشاعة عن تسمم الدقيق الذي تصدره الصوامع.
وبدا أن الكارثة التي لم تتضح أسبابها بعد قد ألقت بظلالها على الأهالي في المحافظة والذين أدى غياب الأخبار المؤكدة عنهم إلى سريان عدة إشاعات حول تسمم الدقيق، واستخدام العمالة للحوم الإبل المصابة والنافقة على أنها سليمة، وتعمد وزارة الزراعة إخفاء الأسباب الحقيقية للمشكلة.
واضطر ملاك المخابز في الوادي إلى إغلاق محالهم حتى اتضاح حقيقة التسمم.
وصرح المتحدث الرسمي بشرطة منطقة الرياض لـ"الوطن" الرائد سامي الشويرخ بأن الأشخاص المتهمين في جلب النخالة من صوامع خميس مشيط لا يزالون موقوفين حتى أمس في شرطة وادي الدواسر، مشيراً إلى أن التحقيقات لا تزال بانتظار نتائج التحاليل المخبرية للنخالة والإبل النافقة والمصابة من قبل وزارة الزراعة.
إلى ذلك، زادت حصيلة الإبل النافقة في الدواسر أمس وأول من أمس 25 رأسا من الإبل، فيما تولت فرق مديرية الزراعة بالمحافظة معاينة موقع النفوق في "الوسيلة" جنوب الدواسر وأوضح الطبيب البيطري الدكتور علي بن خلف الحساوي أنه تم تسجيل حالات النفوق ومعاينتها قبل يومين، فيما جرى إعطاؤها جرعات وقائية ضد التسمم ولم يجد ذلك نفعا.
وأوضح المواطن ملفي فهيد الفهادي أن 101 رأس لديه من الإبل نفقت، قائلا إن خسارته حتى أمس فاقت ثلاثة ملايين ريال.
وفي ينبع، لجأ عدد كبير من ملاك الإبل إلى الرعي التقليدي خوفاً من تعرض إبلهم للتسمم، ولمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الشعير والأعلاف المركبة الأخرى.
وأكد عدد من هؤلاء أنهم عاشوا خلال الأسبوع المنصرم أياماً عصيبة خوف أن تطال حالة النفوق الجماعي للإبل إبلهم، فيما لجأ مربو الماشية إلى إطعام مواشيهم بقايا الخبز الذي يقومون بشرائه من المخابز والبقالات كونه يعد أكثر ضمانا.
وقال المواطن عياد الهلولي إن مربي الماشية وملاك الإبل مستاؤون من عدم ضبط الأسعار وعدم استقرارها وترك الموردين والعمالة الوافدة تتلاعب بالأسعار، مما حدا بالكثيرين إلى نقل مواشيهم إلى مناطق بعيدة للرعي بدل الاعتماد على الشعير والأعلاف المركبة الأخرى التي لا تتوفر بشكل مستمر بسوق الأعلاف بينبع.
إلى ذلك سجلت محال الجزارة بينبع خسائر في حركة البيع حيث عزف أغلب المستهلكين عن شراء لحوم الإبل، ليتراجع سعر كيلو لحم الحاشي من 30 إلى 17 ريالاً، وسط توقعات بتسجيل خسائر أكبر من ذلك مع قرب حلول شهر رمضان.
من جهته، نفى مدير المديرية العامة للزراعة بمنطقة مكة المكرمة المهندس جابر محمد الشهري وجود حالات نفوق في المواشي بسوق الأنعام بجدة أو ظهور مرض غامض في الحيوانات بالمنطقة، مؤكدا أن حالات النفوق في سوق المواشي في معدلها الطبيعي ولا يوجد أي ملاحظات.
وأشار الشهري إلى أن المديرية العامة للزراعة ممثلة في قسم الثروة الحيوانية تتواجد في سوق المواشي وتأخذ عينات لحالات النفوق إلا أنه لم تسجل أي ملاحظات أو ما يلفت الانتباه.
وفي الطائف، أكد مدير فرع وزارة الزراعة بالمحافظة حمود الطويرقي أن المراكز التابعة للمحافظة لم تسجل أي بلاغ عن حالات نفوق إبل، قائلاً إن ما تردد عن وجود حالات نفوق إبل بسبب النخالة في مركز عشيرة والعطيف وقرى شمال الطائف غير صحيح.
وفي رنية، بدأت اللجان المشكلة من المحافظة والبلدية والزراعة والشرطة أمس بتنفيذ عمليات التخلص من الإبل النافقة، بعد أن صدرت توجيهات أمير منطقة مكة المكرمة.
وتأخذ عمليات الإحراق على مرحلتين، إذ في البداية يتم حرق الجيف ثم طمر البقايا في جوف الأرض.
وقد بلغ عدد الجمال النافقة التي قامت اللجنة ترافقها "الوطن" بحرقها أمس بعد الانتهاء من تسجيل بياناتها واسم مالكها 82 جملاً.
وذكر عضو اللجنة، محمد عمر السبيعي، أن عدد الجمال النافقة وصل أمس إلى 590 رأسا والمصابة 592 رأساً، مؤكداً أن اللجنة تلقت بلاغات أمس من 15 مواطنا تم اكتشاف حالات جديدة لديهم بلغت 19 رأسا "مما أثار استغراب أعضاء اللجنة".
وقال السبيعي: بسؤال هؤلاء المواطنين عن السبب، ذكروا أن عمالة السوق تؤكد لهم أن النخالة مصدرها جدة، في محاولة لتسويق كميات كبيرة من نخالة سابقة لديهم مصدرها خميس مشيط، لأن المواطنين أحجموا عن شراء نخالة خميس مشيط.
-----------
جريدة الوطن