عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 10 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الغرام والقصير مفاهيم اجتماعية ذات دلالات مختلفه

كُتب : [ 29 - 03 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم الشيخ / الراعي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شاة الغرم هي شاة الحلف وقد يضطر لها القوي فقد ساق / عبدالمحسن الفرم شيخ بني علي من حرب الشاة على / محمد بن هندي شيخ عتيبة فأرسله بها إلى / هذال بن فهيد شيخ الشيابين ولم يقبلها وصارت الحروب بما فيها عروى والحرملية وذلك لأن عتيبه ظعنوا عن أراضيهم لأراضي بعيدة ومربعة فبعد رحيلهم أخضبت ديارهم ورعاها الفرم بدون ما يعلق عاني على عتيبة وقد تسمى شاة الحلف بشاة الغرم يذبحها الأضعف للأقوى فيحالفه بها فيكون له ماله وعليه ما عليه مثل ما قيل في الجاهلية الأولى دمي دمك وهدمي هدمك ومن الأعراف الضيف السارح والطنب السابح والثوره بالملحة ولو كانت رجل جربوع أو شربة ماء . وكثيرا ما نسمع دائماً من كبار السن كلمة ( الثلاث البيض ) وإنها من الأمور الملزمة للشخص والذي يجب عليه المحافظة عليها والدفاع عنها بكل ما أوتي من قوة حتى لو أدى ذلك إلى هلاكه دونها لأن هلاكه دونها والدفاع عنها يعتبر شرفاً كبيراً لدى العرب ، وعند ذكر الرجل يقال والله والنعم فيه ( وجهه أبيض ) ومات من أجل الحفاظ على بياض وجهه وتعتبر مفخرة له على مدى الدهر ، وحامي الثلاث البيض يعتبر رجل ذا قيمة كبيرة عند ربعه وعند القبائل كافة ومكانه في صدر المجلس دائماً . والثلاث البيض هي من العادات والأخلاق الحميده عند العرب حتى في الجاهلية كانت العرب تفتخر بهذه الخصال الحميدة وكثرت في اشعارهم المدحية التي يمتدحون بها شخص معين أو قبيلة معينه ، وهي من الصفات والأخلاق الرفيعة التي أتى الإسلام ليتممها كما قال رسوالله عليه الصلاة والسلام : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ). وقد اختلف الرواة في تحديد الثلاث البيض ولكن الأغلبية ذكروها في ثلاث أشياء ووضعوا لها كلمات سجعية كقولهم : 1- جار الطنب . 2- خوي الجنب . 3- الدخيل إذا طب . ولتفسير هذه الثلاث البيض نقول وبالله التوفيق :

1- جار الطنب : المقصود به الجار القريب ، والطنب عند لغة العرب هو حبل بيت الشعر الذي يثبت البيت ويحميه من السقوط . والمقصود بجار الطنب يعني الجار الذي يكون طنب بيته قريب من طنب بيتك . حتى لو كان هذا الجار أو الحليف لك من قبيلة أخرى وحتى لو صار بين قبيلتك وقبيلة جارك ثأر أو حرب مفاجئة فإنه يجب عليك حماية جارك والدفاع عنه من أقرب الناس لك ولا تجعل قبيلتك يعتدون عليه وهو جار لك فإن ذلك يعتبر ( سواد وجه ) لك وعار يلحقك ما حييت لأنك لم تدافع عن جارك . وأذكر أن أحد كبار السن لدينا قد حكى لنا قصة حدثت مع رجل من قبيلة ( دعد ) من هذيل حيث قام رجال من قبيلة أخرى بقتل أخيه على مورد ماء وكان لهذا الرجل جار من هذه القبيلة وأتى جماعة الرجل الدعدي يريدون أن يأخذوا بثأرهم من جاره ، فتصدى لهم بكل صلابة وقوة ومنعهم من الإعتداء على جاره رغم أن المقتول أخوه ، فقالوا له جماعته تمنعنا عنه وجماعته قتلوا أخيك ؟ فقال لهم : ( أتريدون أن تصيبوني بمصيبتين في وقت واحد قتل أخي وسواد وجهي ؟ ) ثم تركوه وذهبوا وقام بالتلطف لجاره وقال : له إن أحببت أن تقيم معنا فأنت جاري وروحي قبل روحك ، وإن أردت الذهاب لأهلك وجماعتك فأنت في حمايتي حتى تصل قومك . فطلب الرجل اللحاق بأهله وجماعته فقام بحمايته حتى وصل إليهم . ولذلك أصبحت حماية الجار والدفاع عنه من الثلاث البيض لدى العرب .

2- خوي الجنب : هو رفيق الدرب أو صاحبك في السفر أو صديقك الذي عشت معه وأكلت معه الزاد والملح فأنت مطالب بالدفاع عنه وحفظ الأخوة والصداقة له على مدى الدهر وواجب عليك زيارته والسؤال عنه وعدم الغدر به فكل ذلك يعد من بياض الوجه عند العرب ، حتى لو حدث بينك وبين جماعة خويك نزاع أو قتال أو حرب فإنك تتحاشى أن تقاتله وتحفظ أخوته حتى في أحلك الظروف وأصعبها .

3- الدخيل إذا طب : ونعني بذلك الدخيل الذي يطب عليك فجأة في بيتك ويطلب حمايتك ويكون هذا الدخيل مطرود من قبل أناس آخرين أو مطالب بثأر من قبيلة أخرى فيهرب منهم ويدخل عليك طالباً حمايتك منهم ، أو يدخل عليك شخص لكي تحل له مشكلة كبيرة ألمت به ففي هذه الحالة وجب عليك حمايته والوقوف دونه بكل ما تستطيع حتى لو كلفك ذلك حياتك ومالك . وكانت العرب تحمي دخيلها المطلوب في قضية قتل لمدة ( سنه وشهرين ) وأحياناً أكثر من ذلك يكون خلالها هذا الدخيل في أمن وأمان عند هذا الشخص أو هذه القبيلة فلو أعتدي عليه خلال هذه المدة فأنت المسئول عنه وتأخذ بثأهره ممن اعتدى عليه وقد نشبت حروب كثيرة بسبب الدخيل . لأنه لو أعتدي على دخيلك وأهين وهو في دخالتك يكون ذلك سبب ( سواد وجهك ) عند قبيلتك وعند قبائل العرب ، ولذلك أعتبرت حماية الدخيل من الثلاث البيض التي يجب على الإنسان الدفاع عنها .

والثلا ث السود : الأولى / شاري البل و مودعها : أي يشتري الرجل الإبل ثم يدعها أمانه عند غيره فتصبح عارا عليه وعلى الآخر الذي قبلها . والثانية / مزوج البنت وتابعها : أي يقوم الرجل بتزويج ابنته لرجل ثم يكثر من الذهاب إليها أو ينام في بيتها أو يأخذها من بيت زوجها لغرض خاص بعائلته فيكون فعله هذا منافيا لما جاء في طاعة المرأة لزوجها ويكون عارا عليه وعلى ابنته . والثالثة / شيخ القوم وخاينها : وهو من يخون القوم الذين انتخبوه لقيادتهم . وهناك الثلاث المهربات : وهي من العادات والتقاليد الراسخة عند أهل البادية حماية دخيل الوجه أو دخيل البيت والذود عنه بالحال والمال ، والدخيل هو من إلتجأ لأحد الرجال ودخل في وجهه أو دخل بيت أحدهم وأكل شيئا من زادهم بسبب جرم ارتكبه على أن لا يكون منتهكا للشرف فهذا لا إجارة له ولا حماية ، ولصاحب الوجه الحق في حماية دخيله لمدة ثلاثة أيام بلياليها وهي فرصة تمنحها العادات والتقاليد كي يستطيع صاحب الوجه تهريب دخيله لخارج منطقة الخطر دون أن يمسه أي أذى حتى تنتهي هذه المهلة ، أما إذا تعرض له أحدهم خلال هذه المدة فتسمى في هذه الحالة ( سهجة الوجه ) وفي سلوم القبائل أن لصاحب الوجه الحق في غسل عاره بأخذ الثأر من الذي سهج وجهه واعتدى على دخيله ولا يلحقه لوم في ذلك . وهناك بعض القبائل تعطي مهلة أكثر من هذه المدة إلا أن الدارج والمتعارف عليه عند غالبية القبائل هي ثلاثة أيام بلياليها لذلك أطلق عليها ( الثلاث المهربات ) واشتهرت بهذا الاسم . والموضوع يحتاج إلى دراسة متأنية وزيادة إيضاح وفقك الله يا شيخنا لما يحب ويرضى . منقول بتصرف واسلم وسلم والسلام .



رد مع اقتباس