[العويد]

نعم نخاف من يورانيوم إيران
عبد الرحمن الراشد

اذا اردت ان تكون مغفلا فعليك ان تصدق ان ايران تصنع قنابلها الذرية من اجل ضرب اسرائيل، وستكون في غاية البلادة لو صدقت انها تصنعها لمواجهة الولايات المتحدة.
انهم يخصبون اليورانيوم من اجل بناء سلاح ذري هدفه بالفعل دول الجوار، خاصة باكستان. لكن الخطر يعم دول الجيران الرئيسية الأخرى كالسعودية وعمان والعراق وافغانستان وتركمنستان واذربيجان، بحدودها البرية طولها 5400 كيلومترا، وأخرى بحرية طولها 2400 كيلومترا.
ولست في حاجة لأن يذكرني أحد بأن القنابل النووية ليست مدافع تطلق عبر الحدود، بل لها ان تصل الى أقصى موقع في العالم متى ما توفرت وسائل الاطلاق، ما عنيته ان دعوى بناء سلاح ذري ايراني هدفه موازنة اسرائيل يصعب تصديقها نظرا لضخامة الترسانة الاسرائيلية وتفوقها التقني، ايضا يستحيل ان نصدق أن ايران ستفعل ما عجز الروس عن فعله، بمواجهة واشنطن نوويا، وهم الذين يملكون ثاني اكبر ترسانة في العالم.
نحن نخاف من توجه ايران لتصنيع اسلحة نووية لاننا ندرك جيدا، من تاريخ النزاعات الاقليمية، انها ستدفعنا باتجاه واحدة من مأساتين، أخفها ان تطلق شرارة التسلح النووي في منطقتنا الفقيرة حيث ستنصرف حكوماتها لشراء هذه الألعاب الخيالية الثمن، والخطرة بيئيا. والمأساة الثانية ان يؤدي التسلح الى استخدام هذه الاسلحة المجنونة. والحمد لله لست بحاجة الى اقناع الكثيرين ان منطقتنا فيها ما يكفي من قيادات مجنونة. صدام رش آلافا من مواطنيه كيماويا فأبادهم كما تباد الحشرات.
نعم من واجبنا ان نحارب لنزع اسلحة اسرائيل النووية، لكن علينا الا نوهم بعضنا بأن ايران، او غيرها، تتسلح نوويا ردا على اسرائيل. التسلح النووي سيوصلنا الى ما اوصلنا التسلح التقليدي، فطائرات ايران المقاتلة دخلت في معارك جوية مع المقاتلات السعودية في يوم مضى، وصواريخ سكود دكت طهران وقم ووصلت الى الرياض والدوحة، ولكم ان تتخيلوا لو كانت رؤوسها نووية. استخدامنا الاسلحة التقليدية ضد بعضنا اكثر مما استخدمناها ضد اسرائيل، ولن يتبدل الحال لو زينا مستودعات بقنابل ذرية غدا.
اتفهم الدافع الايراني لبناء قنابل نووية، فهي اعتبرت تجاوز العالم عن تملك جارتها باكستان للسلاح النووي، التي بنته هي الأخرى لان الهند كشفت عن ترسانتها الذرية، مبررا كافيا لتحقيق توازن اقليمي. لكن ايران تدرك ان وضعها الجغرافي لن يسمح لها كما سمح لدولتي شبه القارة الهندية بحيازة سلاح الرعب، كونها تجلس في واحد من اهم الاركان الدولية واكثرها حساسية للنزاعات.
من الخطأ ان نهب للدفاع عن الجارة ايران عن جهل فقط تحت ذريعة ردع اسرائيل، فالخطر النووي الايراني يهددنا بالدرجة الأولى قبل ان يخيف الاسرائيليين والاميركيين، لكننا سندافع عن ايران من جانب آخر الا وهو حق ايران بأن تعامل معاملة افضل مما تعاملها به الولايات المتحدة، التي تصر على مقاطعتها وتصنفها في محور الشر. هذا الاقصاء الاميركي غير عادل في حق الايرانيين، خاصة انهم ساروا مشوارا اصلاحيا طويلا، واظهروا في حروب تحرير الكويت وغزو افغانستان والعراق انهم كانوا دائما على مستوى المسؤولية.