عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 4 )
أبو معاذ أكلب
عضو
رقم العضوية : 22970
تاريخ التسجيل : 14 - 03 - 2008
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 38 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
قوة الترشيح : أبو معاذ أكلب is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الأجواد في نجد والأنذال في القرى = وكل حجازي مداه قصيف

كُتب : [ 11 - 06 - 2008 ]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خيال الغلباء مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

أخوي الكريم / ابن مشعب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : شكرا جزيلا لك على هذه القصة والقصيدة وهي لرجل يدعى / حمدان وهي قديمة يقال أن ديار نجد قد أصيبت بقحط شديد وجفاف حتى أن الإبل والماشيه قد نفقت من أصحابها وأصاب الناس مجاعة وبؤس فرحلوا بعض بوادي نجد إلى قرى الحجاز يلتمسون لقمة العيش التي يقتاتون عليها حتى يفرجها الله عليهم حيث وصلوا إلى بلاد حمدان وعشيرته وقد كان معهم بعض الفتيات فتقدم حمدان وهو من أعيان قبيلته يخطب ابنة أحد رجال البادية فتزوج بها وبقيت معه وقد أحبها حبا شديداً . وبعد ذلك أغاث الله نجداً بالأمطار والخيرات فغادروا إلى ديارهم وبقيت زوجة حمدان معه . وبعد مدة فكر أهلها أن يرسلوا إلى الحجاز من يبحث عن ابنتهم بعد أن طالت غيبتها عنهم وهل هي على قيد الحياة أم لا وذهب إثنان من إخوتها إلى بلاد حمدان في الحجاز فلما وصلوا هناك عرفوا أنها تقيم مع زوجها في إحدى القرى ولما وصلوا قرب بيت زوجها رأتهم أختهم من سطح الدار وقالت لزوجها إن إخواني قد وصلوا قاصدين منزلنا فسوف أنزل لأفتح لهم الباب , فقال لها لا تفتحين الباب لهم وليس لك إخوة فهم قد ماتوا كلهم ولم يبقى لك أهل على ظهر الدنيا إلا أنا . ومنعها من فتح الباب , لأنه خاف أن يأخذها إخوتها منه وهو يحبها حباً شديدا وحاولت معه أن يسمح لها بفتح الباب لإخوتها فأصر على منعها فرجع إخوتها من عند البيت وباتوا في شعيب قريب من القرية وفي آخر تلك الليلة خرجت زوجة حمدان من البيت وهو نائم وصارت تبحث عن إخوتها حتى وجدتهم , فأخذوها معهم على الجيش ( الهجن ) وذهبوا بها إلى نجد حيث يقطن أهلهم في البادية وأصبح حمدان خالي اليدين وقد أسف على ما حصل منه لأنسابه البوادي وعلى زوجته . ففكر أن يلحق بهم ولكنه لا يستطيع لأن الديار النجدية كان الخوف منتشرا بها وكلها مظامي ومهالك ويكثر بها السلب والنهب ومما زاد الطين بلة أن حمدان لا يعرف الطرق الموصلة إلى ديار أنسابه ولكنه قد عرف من زوجته أسماء أهلها وأسماء ديارهم التي يقطنونها وبقى بعض الوقت يحاول أن يصبر عنها غير أنه نفذ صبره فشد العزم على الرحيل لطلب زوجته والبحث عنها مهما كلفه ذلك من ثمن وشد على ذلوله واتجه إلى ديار أنسابه في نجد وعندما أقبل عليهم عرفت زوجته ذلوله وقالت لأهلها هذا حمدان قد وصل . وكانت دائماً تقص على أهلها محاسن حمدان وشجاعته ومكانته بين قومه لأنه كان مشهوراً بين أبناء قبيلته بالشجاعة والكرم فاستقبله أنسابه وأكرموه كرامةً تليق به وفي صباح اليوم التالي بنوا له بيتا خدر من الشعر بجوار بيوتهم وساقوا له ذود من الإبل وقطيع من الغنم وجهزوا البيت بجميع لوازمه وقالوا له : هذه زوجتك وهذه الإبل والغنم والبيت لك وإن كنت ترغب البقاء معنا فأهلا وسهلاً بك وإن كنت ترغب بالرحيل إلى ديارك وقبيلتك فخذ زوجتك وحلالك وفي أمان الله , فبقي حمدان مع أنسابه وفضل الإقامة معهم حيث وجد فيهم من النبل والشهامة وحسن الضيافة الذي لم يجدونها عندما وصلوه . وكلما غزوا اصطحبوه معهم وصار له حظ جيد وبرزت شجاعته في الكر والفر بين القوم فحبوه وصاروا يقدمونه على الغزو الذي معه أي أنهم جعلوه عقيداً على بعض الغزو لما يتمتع به من صفات قيادية وذلك لأن البوادي يحبون الرجل الشجاع وصاحب الحظ حسب عوائدهم . وأخيراً قرر حمدان البقاء معهم في نجد وعقد النية على بيع جميع أملاكه في بلاده وعندما وصل إلى جماعته بعد طول غياب فرحوا به فرحاً شديدا لأنهم كانوا يظنون أنه قد مات ولم يكن على قيد الحياة وبعد مضى مدة قصيرة قام يعلن عن بيع بلاده وجميع أملاكه فظنوا أنه مجنون وأن تصرفه غير سليم فسجنوه وكبلوه بالحديد قصدهم المحافظة عليه وعلى أملاكه فلما طال به الحال طلب منهم أن يصعد في رأس جبل البلس قرب الباحة لعله يرى نجد وأراضي نجد من قمة الجبل فلبوا له طلبه وظهر مع مجموعة منهم , وعندما جلس في أعلى قمة من الجبل صار يلعب ويردد قصيدته المشهورة وهي كما يلي :ـ

يقول حمـدان بـدأ رأس مرقـب
= في مرقب فـوق الجبـال منيـف

أخيل نجد من على نايف البلـس
= ديرة رجـال يكرمـون الضيـف

وأتابع الونات وأهيـض عبرتـي
= والعين تـذرف بالدمـوع ذريـف

علـي وليـف نازحـات منازلـه
= داره بعيـده والطريـق مخـيـف

غدا لي مع ذود الدعاجين بكـره
= وغدا لي مع مظهورهـم وليـف

وليف حليف هايف الخصر هيثـم
= ثمانه من تحـت اللثـام صفيـف

وليف موالفنـي وقلبـي موالفـه
= كما والف الجمـار قلـب الليـف

الأجواد في نجد والأنذال في القرى
= وكـل حجـازي مـداه قصـيـف

صكاكة البيبان من دون ضيفهـم
= وحب الحجينـا بالصـرام مديـف

يقصد بحب الحجينا الذرة وقت حصادها ويلوم نفسه على ما حصل منه عندما منع زوجته عن فتح الباب لإخوانها وهو رجل بخير وميسور الحال . يقول راوي القصة أنه عندما انتهى من القصيدة وحفظها الجالسين معه كان واضع يده اليمنى على رقبة واحد من الذين معه يشرفون على سجنه وتكبيله بالحديد ويده اليسرى على رقبة الاّخر ثم قفز بهما من قمة جبل البلس إلى الأرض فكانت النهاية له ولهما ولا سيما أنهما اللذين كانا يقومان على حراسته وسجنه . وفي الختام نحن الحجاز ونحن نجد وكل يعد ما واجه والمعنى ببطن الشاعر وفي كل خير وقد ألغينا اسم قبيلة الشاعر مراعاة لشعور أبنائها منقول بتصرف . وأنت سالم وغانم والسلام .





خيال الغلبا يعطيك العافية وأحب أن اضيف للفائدة ان القصة مشهورة ومعروفة وأن حمدان صاحب القصة
هو رجل من خثعم أهل السراة سراة خثعم...و(البلس) جبل مازال معروفا بهذا الاسم في سراة خثعم
وسراة خثعم عند العرب قديما والى الآن من الحجاز فالحجاز هو سلسلة الجبال الحاجزة أو الساترة بين
نجد وتهامة من غرب المدينة وجدة الى اليمن...وكانو أهل سراة خثعم وشمران وغامد وبالقرن
الى عهد قريب اذا نزلوا لبيشة او رنية يقولون هبطنا لنجد والعكس أهل بيشة وأعراض نجد الجنوبية
اذا طلعوا لسروات خثعم وشمران وبالقرن والباحة يقولون طلعنا الحجاز...المهم القصة لرجل من خثعم
وهو فارس وشجاع وبطل ..وفق ما نسمع منذ الصغر عن كبار السن ووفق الشواهد...
والله لايهينك ولايهين الأخ ابن مشعب..وتحياتي لكما.


رد مع اقتباس