عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 18 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
Post رد : الاصمعي

كُتب : [ 11 - 06 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

أبو سعيد الأصمعي :-

نبذة من حياته : عبدالملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان نسبته إلى جده أصمع ومولده ووفاته في البصرة كان كثير التطواف في البوادي، يقتبس علومها ويتلقى أخبارها، ويتحف بها الخلفاء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة أخباره كثيرة جداً وكان الرشيد يسميه ( شيطان الشعر ) قال / الأخفش : ما رأينا أحداً أعلم بالشعر من الأصمعي وقال / أبو الطيب اللغوي : كان أتقن القوم للغة، وأعلمهم بالشعر، وأحضرهم حفظاً وكان / الأصمعي يقول : أحفظ عشرة آلاف أرجوزة وللمستشرق الألماني وليم أهلورد Vilhelm Ahiwardt كتاب سماه ( الأصمعيات - ط ) جمع فيه بعض القصائد التي تفرد الأصمعي بروايتها تصانيفه كثيرة، منها ( الإبل - ط )، و ( الأضداد - ط )، و( خلق الإنسان - ط )، و( المترادف - خ )، و ( الفرق - ط ) أي الفرق بين أسماء الأعضاء من الإنسان والحيوان .

صوت صفير البلبل وقصة الشاعر / الأصمعي يحكى بأن الأصمعي سمع بأن الشعراء قد ضيق عليهم من قبل الخليفة العباسي / أبو جعفر المنصور فهو يحفظ كل قصيدة يقولونها ويدعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من قول القصيدة يقوم الأمير بسرد القصيدة إليه ويقول له لا بل حتى غلامي يحفظها فيأتي الغلام ( الغلام كان يحفظ الشعر بعد تكراره القصيدة مرتين ) فيسرد القصيدة مرة أخرى ويقول الأمير ليس الأمر كذلك فحسب بل إن عندي جارية هي تحفظها أيضاً ( والجارية تحفظه بعد المرة الثالثة ) ويعمل هذا مع كل الشعراء فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط، حيث أنه كان يتوجب على الأمير دفع مبلغ من المال لكل قصيدة لم يسمعها ويكون مقابل ما كتبت عليه ذهباً فسمع / الأصمعي بذلك فقال : إن بالأمر مكرا فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني فلبس لبس الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال : إن لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل فقال له الأمير : هات ما عندك، فقال القصيدة وهذه هي القصيدة :-

صـوت صــفير الـبلبـل = هيج قـــلبي الثمــل
المـــــــاء والزهر معا = مــــع زهرِ لحظِ المٌقَل
وأنت يا ســـــــــيدَ لي= وســــــيدي ومولى لي
فكــــــــم فكــــم تيمني = غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي
قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ = من لثم ورد الخــــجل
فـــــــقال لا لا لا لا لا = وقــــــــد غدا مهرول
والخُـــــود مالت طربا= من فعل هـــذا الرجل
فــــــــولولت وولولت = ولـــــي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولـــــــــي = وبيني اللؤلؤ لــــــــــي
قالت له حين كـــــــذا = انهض وجــــــد بالنقل
وفتية سقــــــــــــونني = قـــــــــهوة كالعسل لي
شممـــــــــــتها بأنفي = أزكـــــــى من القرنفل
في وســط بستان حلي = بالزهر والســـــرور لي
والعـــود دندن دنا لي = والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب = طب طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي = والرقص قد طاب لي
شـوى شـوى وشــــاهش = على ورق ســـفرجل
وغرد القمري يصـــــيح = ملل فـــــــــــي ملل
ولــــــــــــو تراني راكبا = علــــى حمار اهزل
يمشي علــــــــــــى ثلاثة = كمـــــشية العرنجل
والناس ترجــــــــم جملي = في الســوق بالقلقلل
والكـــــــــل كعكع كعِكَع = خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا = من خشـــية العقنقلي
إلى لقاء مــــــــــــــــلك = مــــــــــعظم مبجل
يأمر لي بخـــــــــــــلعة = حمـــراء كالدم دملي
أجــــــــــــر فيها ماشيا = مبغــــــــــددا للذيل
أنا الأديب الألمــعي = من حي أرض الموصلي
نظمت قطــــعا زخرفت = يعجز عنها الأدبلي
أقول في مطلعــــــــــها = صوت صفير البلبل

حينها أسقط في يد الأمير فقال : يا غلام يا جارية قالوا : لم نسمع بها من قبل يا مولاي فقال الأمير : احضر ما كتبتها عليه فنزنه ونعطيك وزنه ذهباً قال : ورثت عمود رخام من أبي وقد كتبتها عليه، لا يحمله إلا عشرة من الجند فأحضروه فوزن الصندوق كله فقال / الوزير : يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا / الأصمعي فقال الأمير : أمط لثامك يا أعرابي فأزال الأعرابي لثامه فإذا به / الأصمعي فقال الأمير : أتفعل ذلك بأمير المؤمنين يا أصمعي ؟ قال : يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا قال الأمير : أعد المال يا أصمعي قال : لا أعيده قال الأمير : أعده قال / الأصمعي : بشرط قال الأمير : فما هو ؟ قال : أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم قال الأمير : لك ما تريد . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .




التعديل الأخير تم بواسطة خيَّال الغلباء ; 03 - 10 - 2009 الساعة 21:49
رد مع اقتباس