[خيَّال الغلباء]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : يقول الشاعر البلداني المؤرخ النسابة الشيخ / محمد بن عبدالله بن بليهد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته : حدثنى به / راشد بن هذلي المقاطي قال : كان من جماعتنا العلابيه رجل شاب يقال له / شبيب بن دوَّاس وهو من أفرس أهل زمانه وكنا قاطنين على بلد الشعـراء، فتواعد الرؤسـاء أن يغزوانا على قحطـان وهم يشربـون مياه الحمرة ( طحي ) <1> وما حوله ولا يبعد عن الشعراء أكثر من مسافة يومين للماشى المجد على الركاب وقحطان في ذلك الحين أعداء لنا وليس لهـم جار يحميهم منا وغزونا برأى رؤسائنا / الحمدة و / هذال بن فهيد الشيباني، وكان عدد الركاب خمسمائة ذلولا وعدد الخيل ثلاثمائة فجدينا في السير والسرى وصبحناهم وهم غارُّون، فأخذنا إبلهم وجئنـا بها إلى أهلنا ونحدوهـا على الخيـل ونحـدوا <2> وهذى عـادة لمـن آب بالغنيمـة وبعد إيابنا أقمنا عشرة أيام ثم مشى الذين لم يغزوا إلى الرؤساء وقالوا لهـم اغزوا بنا ثانيـة إلـى قحطـان لعلنـا نغنم كما غنم أصحابنا، فقال الرؤساء : اربحوا العافية ما كل يوم غنيمة، فذهبوا إلى الرئيـس الكبيـر / هـذال بـن فهيد وقالوا له : نريد أن تغزوا بنا لعلنا نغنم كما غنم أبناء عمنا، إخواننا، فقال إنى أخشـى عليكـم من قحطـان ويمكن أنه قد بعث بعضهم لبعض وحشدوا فى انتظاركم فكأن هذا الرئيس يرى بعينه فألحوا عليه وقال : لا بأس أنا أغزو بكم ولست مسئولا عما يحدث فضرب لهم موعداً أن يجتمعـوا على دلعـة وهي منهـل مـاء يبعـد عن الشعراء مسافة يوم لحاملات الأثقال وهى فى الجبهـة الجنوبيـة منها وكان عند القاطنيـن على بلـد الشعـراء رجل على راحلته من القحطانِيين المَغْزُوِّين، فانطلق على راحلته فى سواد الليل وأخبر قبيلته فقال : إن عتيبه أتوكم ثانيه فاتَّعَدَ القحطانيون جبيلات الزبيدى أسندوا ظهورهم إليها وبعد ممشى الغزاة من أهلهم بيوميـن نأتـي على خبر / شبيب بن دوَّاس سالف الذكر اجتمع الفرسان عند الرئيس / هذال بن فهيد الشيبـانى وأخـذ رجَّاله الدّلـه ليصب القهوة، وكان / شبيب بن دوَّاس غلام صغير فلم يعطـه صاحب القهـوة إلا آخر الناس، فالتفـت الغـلام إلى هذال، وهذال لا يعرفه فقال له : يا عم مالسبب فى صاحب قهوتك يوزعها هنا وهناك ؟ قل له يقص <3> ولا يخص، فقال له هذال : ( يستحق الفنجال الذى قد بان له أفعال ) فلمـا أصبحـوا ورأوا إبل الأعداء أمرهم رؤسائهم بالغارة، وكان / شبيب بن دواس على فرس سابق تلحق ولا تُلْحق فأخذ العتبان إبل القحطانيين وظنـوا أن هذه كالأولي فانقلبوا بها فما شعروا إلا والخيل محدقه بهم من كل جانب، وهذى عزاويهم :-

( خيال الرحمان وأنا ابن درَّاج <4> )
( خيال سمحات الوجيه وأنا ابن عاطف <5> )
( مبعد مساريح البكار وأنا ابن روق <6> )

فافتك القحطانيون إبلهم وظن العتبان أن القحطانيين اكتفوا بإبلهم ولكنهم لم يكتفوا بها فانهزم العتبان، وجاء فـارس قبيلة السحمة من قحطـان على جـواده، فكان / مصلـح بن فهيـد على راحلته، فطعنه برمح فقتله، فكان الرئيس / هذال بن فهيد يرى قاتل أخيه مصلح ولم يتمكن أن يأخذ الثار به، وكان / شبيب بن دواس يـراه فقصـده وتمكن من قتله فقتله وأخذ جواده، وقصد هذال واعتزا أمامه وقال : ( خيال البلهـا شبيب ) والتفـت إلى هـذال وقال : أستاهل الفنجال يا ابن فهيد وإلا لا ؟ فقال : تستاهل الدّله كلها .

الهوامش :-

<1> طحى : هو وادى به قصور ومزارع يعد من مياه الحمره الواقعه غربى سواد باهلة .
<2> نحدوا : وهذا الحداء نوع من الغناء .
<3> يقص ولا يخص : " القص " يبتدى من اليمين ولا يتعدى أحد و " يخص " يذهب هنا وهناك .
<4> دراج : هذى عزوة الخنافر قبيلة ابن سفران .
<5> عاطف : هذى قبيلة اّل عاطف ورئيسهم ابن سعيدان .
<6> ابن روق : هذى عزوة قبيلة اّل روق ورئيسهم فاهد بن مريحة .

يقول ابن بليهد : حدثني به ابن عمه / راشد بن هذلي قال : نزلنا في العبلة الواقعه فى عالية نجـد الجنوبية، وكان بجـوارنا عـرب من القمزة ومعهم إمرة جميله يقال لها الطريسة ومعها قطعة إبل سود، وكانت تتبع بها القفار <1> وكان فرسان قومها يحدون بالغناء على ظهور خيولهم، فمن قولهم :-

نحفظك يا ذود الطريسـة
= من بـد ذيـدان البنـات

ونحماك من راع اللميسة
= ونحماك من راع الحصات

فلما سمعت الغناء وكثرت الحداء قالت لهم : مهلاً أيها القوم، فإنى لم أقـم بهـذه الإبـل فى حماكـم بل فى حمى / شبيب دواس و / سويحـل العلباني، فبلـغ الفارسيـن العلبانييـن كلامها، فمـا زال يتوقعـان الغـارة من الرئيسيـن المذكورين بالقصيدة، وهما / ابن هملان السبيعي وهو راعى اللميسة، وراعـى الحصـاة / ابن حويـل القحطاني وسبيع وقحطان أعداء لعتيبة، فما شعر الرعاة إلا بالخيل قد اكتسحت إبل الطريسة وأخـذوها في وسـط إبلهـا على جمل، وكانت الخيل التى أخذتها هي خيل / ابن حويل راعى الحصاة، فلحقهم خيل القمزة قبيلة الطريسة فردهم القحطانيون ولم يظفروا بتحصيل الإبل، وقال القحطانيـون للطريسة : إذهبـي على جملـك إلـى أهلـك، فقالت سيأتيكم إثنان على ظهور خيلهما، فإن طرتموهمـا رجعت إلى أهلي، فما شعر القحطانيون إلا بهما من أمامهما، فلم يلبثا الا لحظة واحدة حتى استخلصا الإبل من أيدى القحطانيين فآبا بالطريسة وإبلها يتجاوبان الحداء، وهما / سويحل العلباني و / شبيب بن دواس العلباني ويقولان :-

جبناك يا ذود الطريسـة
= والخيل دونة مرزيـات

كل نقص من دون قيسة
= ويـن العلـوم الأولات

فهؤلاء الفارسان / سويحل العلباني مات في مكة، و / شبيب بن دواس قتله سبيع قرب منهل الصخة .

هوامش :-

<1> القفار : الأرض التى ليس بها أثر ولم يأتها أحد من الناس .

يقول الشيخ / فهيد بن عبدالله بن تركي الفراعنة السبيعي - اللميسة - بئر قديمة تقع في الحمار، وهي من غي في الغرب جهة الشمال والحمار حزن ممتد فيه أبارق وأبراث ويقع شمال العرق مما يلي جبل ظلم وطريق نجد إلى الحجاز القديم وعن اللميسة - حدثني / مسلط بن مسلط الصنادحة قائلاً : إنه باعها رجل منهم يدعى / هجرس على أحد رجال البادية في ناحيتها وفي عهد ابن أمير الخرمة حدث فيها نزاع وخصومة فأرسل لنا الأمير رسولاً بشأنها ونحن في رنية لأنه يعلم أنها كانت لنا وكان جدهم / فيصل الجميلي وأخوه هجرس من أصحاب الإبل في البادية بناحية الشمال من رنية في الطرف الشمالي الغربي من عرق سبيع مما يلي الحمار، وكانوا يردون موردهم المعروف باسم ( اللميسة ) بالسين - وأقول أنها فيما بعد لراعي ملقا / جري بن هملان والله أعلم . منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .