الوكالات ـ واشنطن
أوباما
ماكين
مهما كانت هوية الرئيــــس الأمريكي المقبل، باراك أوباما أم جون ماكين، عليه أن يتوقع منذ الآن مواجهــــة محتملــــة مع روسيا في ظل البرودة المتوقع أن تزداد في العلاقــات بين موسكو وواشنطن بعد حرب جورجيـــا. في اي حال، لم ينتظر المرشحان انتخابهما ليتخذا موقفا واضحا من المشكلة الروسية. فقد أدان المرشح الجمهوري ماكين المؤيد لسياسة متشددة مع موسكو، روسيا منذ دخول قواتها الى جورجيا، ووضع نفسه في موقع التحالف مع تبيليسي. وسلك المرشح الديموقراطي اوباما موقفا ازداد تشددا مع تطور الوضع على الارض. فقد لمحت مستشارة اوباما لشؤون السياسة الخارجية سوزان رايس الى ان سناتور ايلينوي قد يعيد النظر في مسألة العلاقات بين موسكو وواشنطن في ضوء النزاع بين روسيا وجورجيا. هذا المعطى الجديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا يهدد بتحول المشكلة الروسية الى مشكلة مستعصية للرئيس المقبل الذي ستكون على جدول اعماله ايضا بعد تسلمه الرئاسة في يناير المقبل، ملفات معقدة مثل العراق وافغانستان وايران. ومهما كان اسمه، يفترض بخليفة جورج بوش ان يفكر في واقع غير مريح بالنسبة الى الولايات المتحدة خلاصته عدم امكان الاستغناء عن روسيا، العضو الدائم في مجلس الامن الدولي والقوة الناشئة، لتحقيق العديد من الاهداف الامريكية في مجال السياسة الخارجية. واقر كل من ماكين واوباما، بواقعية، ان موسكو لعبت دورا رئيسيا في بعض الملفات مثل الملف النووي الايراني. يقول جيمس روبن الناطق السابق باسم وزيرة الخارجية السابقة مادلين اولبرايت في تحليل نشره موقع «هافنغتون بوست» الالكتروني، ان «الحكومة الروسية تسعى بأي ثمن الى ان ينظر اليها الغرب على انها قوة كبيرة محترمة»، مضيفا «يجب ان تبقى هذه الفكرة حاضرة في ذهننا». وهناك وسائل عديدة للرد على موسكو في متناول المرشحين، والخيار الوحيد المستثنى هو المواجهة العسكرية.
وقد يتعهد الرئيس المقبل بعرقلة دخول روسيا الى منظمة التجارة العالمية، وفي المقابل، يسرع دخول الدول الدائرة سابقا في الفلك السوفياتي مثل جورجيا، الى حلف شمال الاطلسي. فيما يتحدث البعض عن احتمال مقاطعة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي في روسيا في 2014. ويتناقل البعض الآخر فكرة امكان تنفيذ دعوة المرشح الجمهوري جون ماكين الى طرد روسيا من مجموعة الثماني، ولو ان الدول الاخرى الاعضاء في المجموعة لا تبدو مستعدة للقبول بهذا الاقتراح.
ومن جانبها حذرت نائبة الحزب الديمقراطي الأمريكي آلين تاشر من مغبة الخلط بين الرد على ما يجري في جمهورية جورجيا والعمل المشترك بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في مشروع الدرع الصاروخية، مشيرة إلى أن ما يقلقها هو أن توقيع الاتفاقية مع بولندا في هذه الأيام قد يوحي بأن واشنطن كذبت عندما قالت إن وضع صواريخ اعتراضية في الأراضي البولندية لا يمت بصلة إلى الرد المطلوب على ما تفعله روسيا.