عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 33 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد : الجوهرة المصون المرأة

كُتب : [ 20 - 08 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا يراد من المرأة : الشيخ / عبد العزيز بن مرزوق الطريفي

( الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في " الصحيح " من حديث تميمٍ الداري . وكل من ولي من أمر المرأة شيئاً قل أو كثُر ؛ فالنص متوجه لنا وله في هذا الخبر ، له علينا واجب النُصح ، ولنا عليه حق الإنصات والاستماع ، هذا من جهة اللازم الشرعي ، المقتضي لواجب العقل ، ومن جهة أُخرى فإن هذا البلد بلد ينال خيره وشره وفتنته ، كل من يطأ بقدمه عليه من أهله ، فللناصح المشفق مقال يجب أن يُسمع .. لا أعلم شرعة سماوية منذ أن بعث الله الرسل وإلى أن ختمها بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، إلا وهي تدعوا للعفاف وحفظ الحياء وعدم مزاحمة النساء الرجال ومخالطتهم في أعمالهم ، قال تعالى عن موسى - عليه الصلاة والسلام - عندما وجد ماءً يرده الناس : ﴿ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [ القصص : 25 ]. لا يسقيان حتى يغادر الرجال ، وقدما العذر بوجودهن أصلاً أن أباهما شيخ كبير ، وهو الأولى أن يقوم بهذا الأمر . بل ذكر ابن سعد في " الطبقات " أثراً مسنداً عن حماد بن دينار أن إحداهما جاءته تمشي على استحياء وغطت وجهها . انقلاب الفطر ، وانسلاخ القيم في الغرب يشهده العُميان ، تلاشت تجارة الرقيق الأسود ، وظهرت تجارة الرقيق الأبيض ، تجارة أجساد النساء ، واستغلال الجمال والأنوثة ، ترويج السلع وعرض الأزياء وجلب الجماهير بالرقص والغناء والتمثيل ، حتى أصبحت دولاً دخلها الاقتصادي الأكبر على تجارة المرأة والعري ، تجارة رائجة تدر الأموال وتقتل الطهر والعفاف والفضيلة . بل أصبح ذلك في كثير من الدول الغربية التجارة الثالثة من نشاطهم التجاري ، بدءوا بعمل المرأة المشروع وانتهوا بالممنوع .. وأوغلوا فيه . وثمة دعوات ومحاولات نسمعها في بلادنا تحاول أن تبتدئ المرأة بما بدأت به مثيلتها الغربية ، المحدود بالضرورة والحاجة ، وقد خرجت المرأة في كثير من الميادين المشروعة في العقود الماضية في مجال التعليم والتدريب وبدأت تخطو خطاها نحو الممنوع ، يصور له غطاءات رسمية وإشراف كثير من المسئولين ، وتحين الفرص لإبرازه في صورة التقدم والرقي ، في عمل مدروس من بطانة لا ترجو لهذا المجتمع خيراً ، ولا ترفع بحدود الله وأحكامه رأساً . خطوات حثيثة لا تلتفت لنصوص الشريعة ولا لأقوال العلماء ، في خطورة إقحام المرأة في ميادين الرجال ، ومحاولات جادة لتشريع الاختلاط ، والنصوص الشرعية تحذر منه أشد تحذير ، كما جاء في الصحيح من حديث عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إياكم والدخول على النساء ، قالوا : والحمو يا رسول الله ؟ قال : الحمو الموت )، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم للنساء بابا في مسجده يدخلن ويخرجن منه ، ويأمر الرجال أن يتأخروا بالخروج حتى لا يزاحموا النساء ، بل بين أنه " خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها " وهذا في مواضع العبادة المتضمنة لانشغال القلب والخشوع . دعوات وإدعاءات تنادي بتحرير المرأة السافر ، ونبذ الأديان وتعرية الأبدان ، فتحت لها ألواح الصحف وشاشات التلفزة ، وتُصبغ بصبغة رسمية لهذه البلاد . ومحاولات متتابعة لتطبيع الاختلاط والسفور ، ومقالات ممن لا يعرف من حال الشرائع وحدود الله وأحوال وغايات الغربيين ومفكريهم إلا ما ظهر منها من خطوط عريضة ، محاولين إسقاط الحلول الغربية في مواجهة الشرائع المبدَّلة على التشريع الإسلامي المحفوظ، وما لا يستطيعوا مقاومته من كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم أولوه ، بعد أن يستفرغوا الوسع في التماس الخلاف ، مع أنهم لا يقيموا للقطعيات والثوابت ومواضع الإجماع رأساً . والنقاش في الخلافيات إنما هو لمن عرف القطعيات وأقام لها وزناً في أقواله وأفعاله وسلوكه ، وإلا فمواضع الخلاف هي من الهوى المتبع الذي لا ينبغي لطالب الحق أن ينساق خلف المجادل به إلا ببيان الغايات وحقائق الدوافع لها . إن خروج المرأة للعمل من غير ضرورة أدى إلى الخلل وخلط الأدوار الفطرية الشرعية بين الرجل والمرأة في المجتمع من إهمال المرأة لمنزلها وأطفالها والتعالي على الزوج بزعم الندية ، ومزاحمة الرجال المكلفين بالقوامة على أسر وذرية ، فزادت البطالة فيهم وتأخر الزواج في الجنسين وتفرع عنه فساد عريض . ما رأيناه من وقائع متتابعة في إقحام المرأة أوساط الرجال ، ونُشر في وسائل الإعلام بغطاءات رسمية ، وصور جماعية أظهرتها وسائل الإعلام بصورة الابتهاج والتقدم ، هو من الخطوات الخطيرة التي توجب الإنكار علانية من المخلصين الصادقين مهما كان فاعلها والقائم عليها ، لأن المنكر إذا ظهر واشتهر وتعدى وجب إنكاره علانية ، وهذا من أعظم المواثيق المأخوذة عليهم .من المُسلم عند المتابعين أن هناك خطوات سريعة لإخراج المرأة في هذا البلد ، في مناسبات متعددة ، وتغافل ملحوظ عن نصوص الشريعة ، وقيم الناس ومشاعرهم ، وهذا ما يؤكد وجوب المناصحة وإنكار المنكر في كل مناسبة ، لأن ما يراد من تلك الخطوات توطين الناس على هذا المنكر ، وإشباع أعينهم ومسامعهم منه ، حتى يعتادوا المنكر إذا أُريد فعل ما هو أشد منه شراً . وإني ناصح لولاة الأمر بنوعيهم علماء ومسئولين أن يدركوا خطورة هذه الخطوات المتتالية ، ومكائد من يريد بهذا المجتمع الانسياق خلفه في وحل الرذيلة وقتل العفاف والحشمة والحياء . هذه دعوة لأهل العلم والفضل والسيادة والرئاسة أن يتكاتفوا حتى لا يصبح الشذوذ فضيلة ، والعفاف رذيلة ، وقبل أن نستيقظ على سكون الرحى ، بعد ما كنا نستيقظ على دورانه . والتاريخ شاهد أن الدول التي دُعي فيها إلى إفساد المرأة وسفورها كان العلماء موجودين فيها ، ولكنهم رسوم بلا أقوال و لا أفعال إلا ما رحم الله ، بل كان كثير منهم صمته موضع اغترار العامة واتكال الخاصة ، حملهم على ذلك التماس الأعذار ، وطلب المصالح ، وقصد أخف الضررين ، وهذه أبواب مَرعية في الشريعة ، وَسّعَها طمع كامن في النفوس في التماس رضى الناس ودوام الرئاسة والمال ، ولو تجرد العالم من ذلك كله لكان له حال غير تلك الحال ، وشواهد التاريخ والحال ظاهرة لمن أراد . وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس