الموضوع: لا توصي حريص
عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
لا توصي حريص

كُتب : [ 24 - 08 - 2008 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام / أعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : لإغنه يروى عن أحد أشراف مكة القدماء أنه كان حاضر البديهة ومولعا بالألغاز ودائما ما يمتحن من حوله ويضع جوائز لمن يصلون إلى الحلول وكان الشريف في أحد أيام الشتاء الباردة سائرا ومعه مجموعه من تجار البلد فصادف في طريقه ( سقا ) تناثر الماء على ملابسه فأشفق عليه وساله بطريقة غامضة قائلا : ( ثلاثة وثلاثة وثلاثة ألا يكفين عن ثلاثة ؟ ) وكان السقا لمّاحا فأجاب ( لا ..... لأني أدين دينا وأوفي دينا وأرمي في البحر ) فقال : الشريف لا تبع برخيص . فأجاب السقا لا توصي حريص . فلما ذهب السقا قال : الشريف لم حوله ماذا فهمتم ؟ فأجابوه لا شيء . فقال : الشريف هذا السقا البائس يفهم وأنتم في رغد العيش ولا تفهمون شيئا وأعطاهم مهله ليجدوا الجواب وتوعدهم بالعقاب إن لم يجدوا الحل . فتفرقوا يبحثون عن السقا ليعطيهم الحل والشريف يعرف بأنهم سيلجأون إلى السقا لذلك أوصاه ألا يبيع رخيصا لأنه يريد منفعته . وفعلا كان من يصل إلى السقا يشتري الحل منه بثمن مجزي مشترطا عليه ألا يخبر رفاقه . وهكذا كان الشريف سببا في مساعدة هذا السقا الفقير من أموال التجار . أما تفسير الكلام الغامض بين الشريف والسقا فإن سؤال الشريف ( ثلاثة وثلاثة وثلاثة ألا تكفي عن ثلاثة ) يعني ما تقبضه من مال في ثلاثة أشهر الربيع وثلاثة أشهر الصيف وثلاثة أشهر الخريف ألا تكفي عن ثلاثة أشهر الشتاء فترتاح ؟ وكان جواب السقا أدين دينا أي أدين أبنائي بما أقوم به من أجلهم لعلهم إذا كبروا يؤدون الدين أي يصرفوا علي وأوفي دين أي أن عندي والدي كبير السن أرعاه وأقوم بخدمته وأصرف عليه جزاء ما قام به من أجلي وأرمي في البحر ويقصد الزوجة وشبهها بالبحر لأنها إن طابت العشرة تثني عليه وتذكر جميله وإذا تغيرت العشرة أنكرت ما مضى وقالت لم أرى خيرا منك قط . وعند قول الشريف : لا تبع برخيص يخبره أنهم سيأتون إليه لسؤاله عن المعنى ويأمره باستغلالهم في ما ينفعه . وإجابة السقا للشريف بلا توصي حريص تدل على فهم السقا المراد . ومن غرائب قصص الشاعر السقا أن جاءه أحد الشعراء وشرب منه ماء زمزم فقال له :

سقاك الله يا سقا
= من حوض النبي حقا

علشان أسقيتني شربه
= ولا تبغي له حقا

فأجابه السقا قائلا :

سقاك الله يا سيدي
= من الجنه مقاصيدي

= علشان أسقيتكم شربه
= حط حقها بيدي

منقول بتصرف وأنتم سالمون وغانمون والسلام .



رد مع اقتباس