رد : سـبـب تـسّـميـة قبيلة سـبـيـع بن عامر بـ ( الــغـلـبــاء )
كُتب : [ 25 - 08 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم / مواجيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : حسبي أني اجتهدت متسلحا بالمعقول والمنقول من الأدلة الواضحة الصريحة والمدونة في أمهات المصادر المعتمدة فإن أصبت فمن الله ومن أخطأت فمن نفسي والشيطان ولا يخطئني من لا يمتلك الدليل وقد قال : الأصوليون أن الحكم على الشيئ فرع عن تصوره فلا بد أن نحسن التصور عن الشيئ قبل أن نحكم عليه لنصل إلى حقيقته وكنهه وأظن أن من قال : بغير ما قلت به فإنه يشكك المطلعين المثقفين النسابة الثقاة الذين ينظرون بعين البصيرة ولا ينظرون بعين الهوى أو العاطفة بأصول قبيلة عزيزة عريقة اّلا وهي سبيع بن عامر الغلباء والتي تنمتمي في غالب بطونها إلى بني هلال بن عامر بن صعصعة ورؤوسها الخلعاء أعز بيت في العرب العدنانية بعد قريش بني رؤيبة الأصغر بن عبدالله بن هلال بن عامر أهل الغلباء ومن ثم إخوانهم البطون العامرية العريقة الأخرى ومن قال أن الغلباء لقب ونفى أن تكون فرس أراد بذلك أن ينسبنا إلى نسبه الكعبي وإلى جعدة الغيل الذين ملك عليهم تبع اليمن ملكا من قبله هو شراحيل الوارد اسمه في معلقة الصحابي الجليل / النابغة الجعدي رضي الله عنه وأرضاه وأراد أن ينقصنا ونحن هلاليوا النسب خلعنا طاعة الملوك وأعز جاهلية واسلاما من بني جعدة بن عامر الغيل ونسمى جعد الوبر مجازا لأن بيوتنا في الجاهلية لا تغزل إلا من وبر الإبل لإنعدام الغنم عندنا ولأننا نمتلك كرائم الإبل في الجاهلية والإسلام وإلى يومنا هذا ونسمى مجازا جعده اختصارا لجعد الوبر لأن الهاء في جعده ضمير لمفرد الغائب عائد على الوبر وليست جعدة الغيل العامرية فالتبس عليه الأمر من هنا عليه فإن من قال : بخلافه أراد أن يناصر من أراد ضرر قبيلته من حيث أراد الإحسان فلما تكشفت له وهن أساساته العلمية أصر على خطئه متتبعا بذلك هوى نفسه والشيطان ونبذ الحق ظهريا عنادا وكبرا ولكي لا يقال أنه أخطأ ومن الشجاعة الأدبية الإعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق لأنه الفضيلة ومن يغار على قبيلته فإن كلامه بغير هذا يطعن في ثوابتها ويشكك ويشتت حقيقة نسبها فليتق الله في نفسه أولا وفي قبيلته ثانيا وليقل الحق ولو على نفسه ولا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا اعدالوا هو أقرب للتقوى فإن لم يستطع المخالف إثبات عكسه فليعط القوس باريها وليدع ما يريبه إلى ما لا يريبه وكلامي ليس حشوا ولا إنشائيا كما يتوهم بعض المعارضين لهذا التوجه بل عد قراح مؤصل في جميع دواوين الإسلام واللغة والعربية واصرارهم على ما هم عليه ما هو إلا تقليد المخطئ في خطئه وليس لهم من اجتهاده أو خطئه شيئ ولا نصيب ولا تزر وازرة وزر أخرى والرجوع إلى الحق فضيلة وخير من التمادي في والإصرار على الباطل . والغلباء فرس قبيلة سبيع بن عامر الغلباء والدارجة عليهم من أسلافهم قبيلة بني هلال بن عامر بن صعصعة والتي أخذتها عنوة من قبيلة تغلب ابنة وائل الغلباء : ومن الأدلة قول شاعر وشيخ قبيلة تغلب بن وائل / عمرو بن كلثوم التغلبي في وصف الخيل من معلقته :
وَتَحمِلُنا غَداةَ الرَوعِ جُردٌ
= عُرِفنَ لَنا نَقائِذَ وَاَفتُلينا
وَرَدنَ دَوارِعًا وَخَرَجنَ شُعثًا
= كَأَمثالِ الرَصائِعِ قَد بَلينا
وَرِثناهُنَّ عَن آباءِ صِدقٍ
= وَنُورِثُها إِذا مُتنا بَنينا
وهذا رد / الراعي النميري العامري رحمه الله عليه والذي كما يظهر لي أنه لم يعاصر / عمرو بن كلثوم وكان هذا الرد بين عام 60 و 65 هجرية ويقول فيه :
هُمُ فَخَروا بِخَيلِهِمُ فَقُلنا
= بِغَيرِ الخَيلِ تَغلِبُ أَوعِدينا
لَنا آثارُهُنَّ عَلى مَعَدٍّ
= وَخَيرُ فَوارِسٍ لِلخَيرِ فينا
وَعُلِّمنا سِياسَتَهُنَّ إِنّا
= وَرِثنا آلَ أَعوَجَ عَن أَبينا
وآل أعوج هي خيل لبني هلال بن عامر من هوازن المسماة بالأعجويات الواردة في شعر الصحابي الجليل / حميد بن ثور الهلالي رضي الله عنه وأرضاه والصحابي الجليل / لبيد بن ربيعة العامري رضي الله عنه وأرضاه وشعر الصحابي الجليل / النابغة الجعدي رضي الله عنه وأرضاه وأبوها زاد الراكب حصان الأزد ولتسميتها بالأعجويات قصة وهي أن فلوها ربط صغيرا فإنعاج ظهره فسمي بالأعوج وهي خيلهم قبل أن ياخذوا غلباء العبيات من تغلب الغلباء ابنة وائل فالراعي النميري أسند تعليم سياسية الخيل إلى أسلافه الذين ورث عنهم الخيل ، وهذا يعني أن معرفته بالخيل معرفة دقيقة أصيلة ؛ لأنها حصيلة أسلاف تعاملوا مع هذه الخيل . وحروب بني عامر في الإسلام مع بني وائل وتميم حروب دينية معلومة الأسباب أعان بني عامر الخليفة / معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ومن جاء بعده من خلفائه للدين أولا وثانيا لأنهم أخوال أبيه وجاء في نوادر الهجري أن الشاعر حميد بن ثور الهلالي قال :
قومي بـنو عــامر قوم أشيـر بهـم
= فالأصل مجتــمع والفرع منشور
والجد أغــلب أعيا الحاسدون له
= حــولا وليـــس لخـــلق الله تغيير
وقد قيل :
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
= قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
ولا نكاد نقف عند كتاب إلاّ ورد فيه ذكر لـخيل قبيلة هـوازن وخاصة بني عامر بن صعصعة . فقد ورد في كتاب أنساب الخيل - لابن الكلبي - شيء عظيم لن تنساه العرب أبدا حتى تقوم القيامة . ونحن لا نفتخر بل نحمد الله على هذه النعمة التي منّها الله تعالى على قبيلة هوازن : وحدث ابن الكلبي محمد بن السائب عن أبي صالح عن عبدالله بن العباس رضي الله عنهما وأرضاهما : أن أعوج كان سيد الخيل المشهورة ، وأنه كان لملك من ملوك كندة فغزا بني سليم يوم علاف فهزموه وأخذوا منه أعوج . فكان أوله لبني هلال بن عامر بن صعصعة ، وهم الذين نتجوه . وأمه سبل بنت فياض ، كانت لبني جعدة من بني عامر بن صعصعة . وأم سوادة أم سبل القسامية . فرده بنو سليم إلى بني هلال فأجاد في نسله ، ومنه انتشرت جياد خيول العرب . ومنها : الورد فرس / حمزة بن عبد المطلب ، رضي الله عنه وأرضاه ، وهو من بنات ذي العقال من ولد أعوج . قال في ذلك :
ليس عندي إلا سلاح وورد
= قارح من بنات ذي العقال
أتقي دونه المنايا بنفسي
= وهو دوني يغشى صدور العوالي
وفيه يقول جرير بن الخطفي التميمي :
إن الجياد يبتن حول قبابنا
= من آل أعوج أو لذي العقال
وذكر الأعوجيات في المصادر نعمة من نعم الله تعالى على بني عامر بن صعصعة حيث جعلهم أسياد الخيل ومنهم انتشرت خيول العرب . كذي العقال و آل سبل وغيرها من الخيول العربية . والخيل فال خير وطالع سعد عند العرب . قال الله تعالى : ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ) اّية الأنفال . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ). والعرب تنظر إلى خيلها الأصيلة نظرة إكبار وإعزاز حتى أطلقوا عليها أحسن الأسماء المحببة لأنفسهم . ويكفي الخيل فخرا أن الله تعالى أقسم بها عندما قال عز من قائل : ( والعاديات ضبحا ). وإذا أقسم الله بمخلوق من مخلوقاته دلنا ذلك القسم على عظم وشرف ذلك المخلوق عند الخالق جل وعلا وكانت القبائل العربية تسمي خيلها بنات الريح ولذلك أصل عند أهل الكتاب رواه ابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما وقال أحد الفرسان هذه الأحدية :
أبي ليا صاح الصياح
= وتحيزموا فرسانها
أركب على بنت الرياح
= يطرب لها خيالها
منقول بتصرف واسلم وسلم والسلام .
|