رد : العرب أيامهم ونيرانهم وأسواقهم
كُتب : [ 14 - 09 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
نار الحلف - كانو إذا أرادوا عقد حلف أوقودا النار وعقدوا الحلف عندها ويذكرون خيرها ويدعون بالحرمان والمنع من خيرها على من ينقض العهد ويحل العقد . قال أبو هلال العسكري : وإنما كانوا يخصون النار بذلك لأن منفعتها تختص بالإنسان لا يشاركه فيها غيره من الحيوان .
وقال الجاحظ عن أحلاف القبائل في الجاهلية , باب : نار التحالف والحلف :
ونار أخرى ، هي التي توقَدُ عند التَّحالُف ؛ فلا يعقِدُونَ حِلفهُمْ إلاَّ عندَها ، فيذكرون عند ذلك منافعها ، ويَدْعُونَ إلى اللّه عزَّ وجلَّ ، بالحرمان والمنع من منافعها ، على الذي يَنْقُضُ عَهْدَ الحِلف ، ويَخيس بالعهد .
ويقولون في الحلف :
الدَّمُ الدَّمُ ، والهدَمُ الهدَمُ ، يحرِّكون الدّالَ في هذا الموضع ؛ لا يزيده طلوعُ الشمس إلا شَدًّا ، وطولُ اللَّيالي إلاَّ مَدّاً ، ما بلَّ البحر صوفة ، وما أقام رضوى في مكانه ، إن كان جبلهم رَضْوَى , وكلُّ قومٍ يذكرون جبلهم ، والمشهورَ من جبالهم .
وَربّما دَنَوْا منها حتى تكاد تحرقهم ، ويهوِّلون على من يُخافُ عليه الغَدْرُ ، بحقوقها ومنافعها ، والتَّخويفِ مِنْ حِرْمانِ منفعتها ، وقال الكُمَيت :
كهُولةِ ما أوقد المحلفُون
= الحالِفينِ وما هَوّلوا
وأصل الحِلْف والتَّحالف ، إنما هو من الحَلِفِ والأيمان ، ولقد تحالفت قبائلُ من قبائل مُرَّةَ بنِ عَوف ، فتحالفوا عندَ نارٍ فَدَنَوْا منها ، وعشُوا بها ، حَتَّى مَحَشَتهم ، فَسُمُّوا : المحاشَ , وكان سيدَهم والمطاعَ فيهم ، أبو ضمرة يزيد بن سنان بن أبي حارثة ولذلك يقول النَّابغة :
جَمِّعْ محَاشَكَ يا يزيدُ فإنَّني
= جَمَّعْتُ يرْبُوعاً لكم وتميما
ولحِقتُ بالنَّسَبِ الذي عَيّرتَني
= وتركْتَ أصلاً يا يزيدُ ذَميما
وقوله : تميم يريد تميمة ، فحذف الهاء . منقول وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|