الحسب والنسب
كُتب : [ 18 - 11 - 2008 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام / اعضاء ومتصفحي منتديات قبيلة سبيع بن عامر الغلباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : الكثير يعرف النسب والقليل يعرف الحسب وهذا الموضوع فصل في نهاية الحسب ونهاية الحسب في الأغلب وعلى كم جيل يمر فقد كتب أغلب العلماء عن النسب والحسب وأفضل ما كتب عن الحسب ونهايته هو العلامة / عبدالرحمن بن خلدون رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتابه مقدمة / ابن خلدون بل خصص فصل في هذا وقد ذكر / ابن خلدون :-
فصل في أن نهاية الحسب في العقب الواحد أربعة آباء :-
والحسب من العوارض التي تعرض للآدميين فهو كائن فاسد لا محالة وليس يوجد لأحد من أهل الخليقة شرف متصل في آبائه من لدن آدم إليه إلا ما كان من ذلك للنبي محمد صلى الله عليه وسلم كرامة به كما قيل : وهي الخروج إلى الرياسة والشرف عن الضعة والابتذال وعدم الحسب ومعناه أن كل شرف وحسب فعدمه سابق عليه شأن كل محدث ثم أن نهايته في أربعة آباء وذلك أن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ومحافظ على الخلال التي هي أسباب كونه وبقائه وابنه من بعده مباشر لأبيه قد سمع منه ذلك وأخذه عنه إلا أنه مقصر في ذلك تقصير السامع بالشيء عن المعاين له ثم إذا جاء الثالث كان حظه الإقتفاء والتقليد خاصة فقصر عن الثاني تقصير المقلد عن المجتهد ثم إذا جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة وأضاع الخلال الحافظه لبناء مجدهم واحتقرها وتوهم أن ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلف وإنما هو أمر وجب لهم من أول النشأة بمجرد انتسابهم وليس بعصابة ولا بخلال لما يرى من التجلة بين الناس ولا يعلم كيف كان حدوثها ولا سببها ويتوهم أنه النسب فقط فيربأ بنفسه عن أهل عصبيته ويرى الفضل له عليهم وثوقا بما ربى فيه من استتباعهم وجهلا بما أوجب ذلك الاستتباع من الخلال التي منها التواضع لهم والأخذ بمجامع قلوبهم فيحتقرهم بذلك فينغصون عليه ويحتقرونه ويديلون منه سواه من أهل ذلك المنبت ومن فروعه في غير ذلك العقب للاذعان لعصبيتهم كما قلناه بعد الوثوق بما يرضونه من خلاله فتنمو فروع هذا وتذوي فروع الأول وينهدم بناء يته هذا في الملوك وهكذا في بيوت القبائل والأمراء وأهل العصبية أجمع ثم في بيوت أهل الأمصار إذا انحطت بيوت نشأت بيوت أخرى من ذلك النسب إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز واشتراط الأربعة في الأحساب إنما هو في الغالب وإلا فقد يدثر البيت من دون الأربعة ويتلاشى وينهدم وقد يتصل أمرها إلى الخامس والسادس إلا أنه في انحطاط وذهاب واعتبار الأربعة من قبل الأجيال الأربعة بأن ومباشر له ومقلد وهادم وهو أقل ما يمكن وقد اعتبرت الأربعة في نهاية الحسب في باب المدح والثناء قال صلى الله عليه وسلم : إنما الكريم بن الكريم بن الكريم بن الكريم / يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم اشارة إلى أنه بلغ الغاية من المجد . وسأل / كسرى / النعمان بن المنذر هل في العرب قبيلة تتشرف على قبيلة قال : نعم قال : بأي شيء قال : من كان له ثلاثة آباء متوالية رؤساء ثم اتصل ذلك بكمال الرابع فالبيت من قبيلته وطلب ذلك فلم يجده إلا في آل / حذيفة بن بدر الفرازى وهم بيت قيس وآل / ذي الجدين بني شيبان وآل / الأشعث بن قيس من كندة وآل / حاجب بن زرارة وآل / قيس بن عاصم المنقري من بني تميم فجمع هؤلاء الرهط ومن تبعهم من عشائرهم وأقعد لهم الحكام والعدول فقام / حذيفة بن بدر ثم / الأشعث بن قيس لقرابته من النعمان ثم / بسطام بن قيس بن شيبان ثم / حاجب بن زراره ثم / قيس بن عاصم وخطبوا ونثروا فقال / كسرى : كلهم سيد يصلح لموضعه وكانت هذه البيوتات هي المذكورة في العرب بعد بني هاشم ومعهم بيت / بني الديان من بني الحارث بن كعب بيت اليمن وهذا كله يدل على أن الأربعة الآباء نهاية في الحسب والله أعلم انتهى . هذا والله يحفظكم ويرعاكم منقول مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|