رد : الرد على قبيلة بني خالد حول نسب الجبور
كُتب : [ 03 - 01 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
( بنو مخزوم ونص الهمداني ) :-
أخوي / مخايل الغربي تحية من الله طيبة مباركة والعاقل الحكيم هو العريفي وأبو دريع نعم اللحية وقاف مع الحق والدليل وكثير ممن ينسب كامل قبيلة بني خالد المعاصرة إلى عقيل بن عامر بن صعصعة يستشهد بما ذكره المؤرخون من أن قبيلة عقيل عامر بن صعصعة كانت في نواحي بيشة ورنية وتثليث ونجد .
( نقوش إسلامية مؤرخة من طريق الحج اليمني الأعلى / محافظة بيشة، د / محمد الثنيان )
ويذكر ياقوت الحموي أيضاً في معجمه، أن بني خفاجة يجتمعون في بيشة وهي من خير ديار بني سلول، ويستوطنها بطون كثيرة من خثعم وهلال وسواءة بن عامر وسلول وعقيل والضباب وقريش ولبني هاشم من قريش ملكاً في وادي بيشة يسمى المعمل .
( معجم البلدان مجلد 1 ص : 529، مجلد 5 ص : 158 - 159 )
( أسماء جبال تهامة وسكانها، لعرام بن الأصبغ السلمي ص : 421، تحقيق هارون )
وبالمقابل هؤلاء الذين يذكرون عقيل بن عمر بن صعصة في بيشة ينسون بل يتناسون وجود قبيلة من بني مخزوم في ذلك الموضع وتناسيهم هذا حتى لا تنسب قبيلتنا بنو خالد إلى بني مخزوم .
وهذا خطأ فادح ومجانب للصواب، فكما أن عقيل بن عامر بن صعصعة العدنانية كانوا في نواحي بيشة، أيضاً كانت قبائل وفروع من قريش في بيشة وما جاورها من قرى وبلدان مثل تبالة .
يقول الهمداني عن تبالة :-
( البردان قليب بتبالة طيب الماء عذبة، وكذلك تبالة قرية فيها التجارة، وإليها الجهاز، وكان أكثر ساكنها من قريش، فخربته البادية ) ( صفة جزيرة العرب ص : 431 )
الجدير بالذكر أن البكري عد بيشة الحد الأخير لنجد من جهة الجنوب الغربي، على حين عد الهمداني بيشة وما يحيط بها من حواضر ( تبالة، ترج، المراغة ) من حواضر نجد .
( معجم ما استعجم مجلد 1 ص : 293 / تحقيق مصطفى السقا )
( صفة جزيرة العرب ص : 258 تحقيق محمد الحوالي )
وإذا بحثنا عن قبيلة بني مخزوم وأماكن تواجدها نجدها تتربع على قمة الهرم في منطقة بيشة فمن الثابت أنهم كانوا في مطلع القرن الرابع الهجري ــ أو قبل ذلك ــ يسكنون المراغة، في ناحية بيشة، ووادي العمود في منطقة جازان .
قال الهمداني ت 334هــ في كتابه ( صفة جزيرة العرب ص : 258 ) حيث ذكر مواطن بني مخزوم في أعراض نجد، ما نصه : ( أعراض نجد بيشة وترج وتبالة والمراغة وأكثر ساكن المراغة قريش بها حصنان أحدهما القرن مخزومي، والثاني البرقة سهمّي )
ويقول أيضاً ص : 259 ( ومدنية بيش وحصبة أبراق، وفيه من الأودية الأمان ووادي بيش ووادي عتود، ووادي بيض ووادي ريم وعرمرم ووادي زنيف ووادي العمود وهو لخولان وكنانة والأزد وملوكه من بني مخزوم ومن عبيدها )
وقد حاول البعض ــ هداه الله ــ دحض هذه الحقيقة، زاعماً أن ابن لعبون عندما ذكر مقدم بني خالد في تاريخه لم يذكر المراغة وإنما ذكر بيشة، فهو يزعم أن بيشة شيء والمراغة شيء آخر .
فأجبته أن بيشة وترج وتبالة والمراغة، منطقة واحدة مركزها بيشة وهذه من حواضرها ومن قراها المجاورة لها فالمنطقة كلها بما فيها ــ ترج وتبالة والمراغة ــ تسمى منطقة بيشة؛ لأن بيشة هي المركز الأم وهذه تبع لها وإن كانت بعيدة بعض الشيء .
والمثال على ذلك عند الحموي، فيذكر أن تبالة عند بيشة ثم يذكر أن بينهما ( 24 ميلاً )
يقول ياقوت في معجمه : ( وميم : اسم موضع قرب تبالة عند بيشةَ وترجَ ) ج : 4 ص : 335 .
ويقول في موضع آخر : ( وبين بيشة وتَبالة أربعة وعشرون ميلاَ وبيشة من جهة اليمن ) ج :1 ص :385 .
ثم إن الذي يهمنا هو وجود قبائل من قريش ومنهم بنو مخزوم في منطقة بيشة، حتى وإن لم تكن في نفس المدينة، فمجرد وجود قبيلة مخزومية في القرن الرابع دليل قوي جداً على أن بني مخزوم موجودة حتى ذلك القرن .
ونحن نتساءل جميعاً ونقول لإخواننا المخالفين أين تلك القبيلة التي كانت في بيشة ؟
هل انقرضت وانقطعت ذريتها ؟ أم أنها موجودة الآن باسم قبيلة بني خالد ؟؟ !!!
ثم إن هؤلاء استبعدوا خروج قبيلة كبيرة مثل بني خالد من القرن أوحصن الحصن المخزومي !! أولم يعلم هؤلاء أم تناسوا أن هناك قبائل تتألف من عشرات الآلاف أو مئات الآلاف خرجت من شخص واحد أما سمعوا بقبيلة الأشراف الحسينية ؟ ألا يعلمون أنها تنتسب لشخص واحد هو الحسين بن علي رضي الله عنهما فكيف تستبعد خروج قبيلة من حصن كامل فيه مئات الرجال !!
ناهيك أنه لا يزال لقبيلة بني مخزوم بقية يسمون بالشلاى حتى الآن، وهم حلف لقبيلة بلحرث فلماذا نحاول أن نطمس هذه القبيلة ؟ ألأجل أن يقال عنا أننا من عقيل بن عامر ؟ يجب علينا أن نثبت قبيلة عقيل بن عامر، وأيضاً نثبت قبيلة بني مخزوم، وإثبات إحداهما لا يعني نفي الأخرى فالقبيلتان موجودتان والخلاف في انتساب بعض الفروع والأفخاذ إليهما .
ثم ذكر أحدهم شبهة محاولاً حتى آخر رمق نسف قبيلة بني مخزوم التي تسكن بيشة ولكن هيهات !! فنص الهمداني صريح واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار يقول أحدهم : إن بني مخزوم الذين ذكرهم الهمداني هم : ( عبيد قبيلة بني مخزوم )
فقلت له : إنك لم تصب بهذا القول الحقيقة بل أخطأت خطأً فادحاً وقلت كلاماً لم يسبقك إليه أحد من العلماء والمؤرخين؛ لأن نص الهمداني الأول ص : 258 يذكر أن ساكن الحصن من بني مخزوم ولم يشر إلى عبيدهم، فكيف تقول إن ساكني المراغة من عبيد بني مخزوم وإذا أخذنا بقولك هذا نقول إن ساكني القرن السهمي من عبيد بني سهم أيضاً وهذا لا يعقل لأنه خلاف نص صريح .. !!
أما النص الآخر ص : 259 فحديثه عن وادي العمود في منطقة جازان يقول الهمداني : ( وملوكه من بني مخزوم ومن عبيدها ) والسياق واضح جداً استغرب كيف فهموا هذا الفهم الخاطىء معنى العبارة : ( أن ملوك وادي العمود من بني مخزوم، وفيه ــ أي وادي العمود ــ من عبيدها أي عبيد القبيلة ) ولو كان قصده أن ملوكه من بني مخزوم لقال : ( وملوكه من عبيد بني مخزوم ) لماذا يلوي النص وهذه العبارة أوضح، ولكنه الهوى الذي يعمي أحياناً كثيرة عن الحق !!
ثم استدل أخونا هذا بقول الهمداني : ( ثم بيش وبه موالي قريش ) استدل على أن وادي العمود يسكنه عبيد بني مخزوم، فأجبته بإن استدلاله خاطىء لسببين :-
الأول : في بيش قال : ( وبه موالي قريش ) أما في واد العمود فقال ملوكه من بني مخزوم ومن عبيدها ) فقريش قبيلة وبني مخزوم بطن من قريش، وهذا مختلف عن الآخر .
ثانياً : قوله : ( وبه موالي من قريش ) لا يعني أن ما سواهم غير موجود !!
فعندما نقول ( البيت فيه محمد ) لا يعني ذلك أنه لا يوجد أحد سواه .
ثم إن الهمداني حديثه عن وادي عمود لا عن بيش وهما موضعان تابعان لجازان ولا يمكن أن يعبر بأحدهما عن الآخر لأنهما فرع عن أصل !! هذا ما تيسر والله جل وعلا أعز وأعلم . منقول وتقبلوا تحيتي .
|