شــمــوع أم فــراشــات أم خــفــافــيــش
كُتب : [ 13 - 03 - 2004 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
اذا كان جهد الإنسان مخلوفا إلاهيا فهذا هو الجهد المندوب شرعيا
قال تعالى ( وقل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
واذا كان جهد الإنسان مشكورا اجتماعيا فهذا هو الدافع المنتظر من أي فرد
نذر نفسه لخدمة بني البشر من جنسه
فكثيرا من الناس مثل الشموع تحترق ويستنير بضوءها من يشرب الماء البارد
وينظر اليها بإعجاب وتأمل لتلك الشعله
تتمايل يمينا احيانا وشمالا أحيانا وتستقيم احيانا اخرى لترسل حزما من
الضوء
تنعكس داخل جدران الدار
يتسامر على ومضاتها العشاق بكل اصنافهم والوانهم
عشاق الليل والسمر – عشاق الحب والقمر - عشاق العلم والفكر
وهي تحترق ترسل حزما من الضوء تخترق ظلام الليل الدامس تتهاوى على
خيوطها فراشات الصحارى والحقول
فتستميلهم تلك الخيوط الذهبية ويأخذهم حب الفضول وسذاجة الطبيعة
فتهوي بهم على تلك الشموع ليكتوو بنار المحبة العشوائية وجحيم الجهل بالمصير
كساري الليل بالدلمائي
إن لم يكن خُفّاشيّا يرسل موجاته الصوتية ويهتدي
بصداهاوانعكاساتها
فانه في خطر متوقع
من سبع جائع أو هامٍ بالع أو جانٍ صارع
فنحن أيه الأعزاء لا نخلو ان نكون صنفا من هذه الأصناف
في ليلٍ ألبس سماؤه بسحب ركامية حجبت علينا الرؤية السماوية
فلم نعد نرى نجوم السماء فنهتدي بها في مسارينا المترية
ولا نقتدي بها في مسارينا الفكرية
تلك المساري التي امست بدون مجسات ولا قرون استشعار
يوشك إن نستبدل
نجوم السماء ونورهم وقمر الضياء وهديه صلى الله عليه وسلم
بالأطباق الطائرة والأقمار الصناعية التي صارت تجوب الفضاء
وترسل حزما من الإشعاعات الفوق بنفسجية وتحت الحمراء
لتدمر بنية اجسامنا وتفتك بسويداء قلوبنا
فنكون كالفراشات ( الطرافيش )
فأرحم من ذلك ان نكون كالخفافيش
ولا ندخل جحور الضبان
حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود
وتشرق لنا شمس الضياء ؛ وفي الله الرجاء وإليه النتهى
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
والحمد لله رب العالمين
|