رد: الحسب في النسب
كُتب : [ 09 - 05 - 2009 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
تحديد النسب والحسب والفرق بينهما
قيل : الحسب ما يحسبه الرجل من مفاخر آبائه أي يعدده .
وقيل : الحسب القدر .
وقال بعض المتقدمين : الحسب الفعال الجميل للرجل وآبائه .
وقيل : الحسب ذوي القرابة .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لوفد هوازن : تختارون المال أم البنين فقالوا إذا خيرتنا بين المال والحسب فإنا نختار الحسب عنوا بذلك أبنائهم وأقاربهم .
لسنا وإن كرمت أوائلنا
= يوماً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا
= تبني ونفعل مثل ما فعلوا
ولما اشتد الأمر على مسيلمة الكذاب قال له بنو حنيفة : ما يقول جبرئيل وميكائيل قال يقول : قاتلوا اليوم عن أحسابكم .
وفي كتاب الغريبين : في قوله عليه السلام: " الحسب المال " أن الرجل إذا صار ذا مال عظمه الناس .
وفي الأمثال : رأيت ذا المال مهيباً .
قال الشاعر :
إني مكب على الزورا أغمرها
= إن الحبيب إلى الإخوان ذو المال
كل النداء إذا ناديت تخذلني
= إلا نداء إذا ناديت يا مالي
وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : نعم العين على الدين الحسب ونعم العون على تقوى الله المال الصالح للرجل الصالح .
وحدث / علي بن محمود النصر آبادي بإسناده عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : النسب ما لا يحل نكاحه والصهر ما يحل نكاحه .
وذكر ذلك الحديث الثعلبي في تفسيره في معنى قوله تعالى : " فجعله نسباً وصهراً ".
وقال الضحاك ومقاتل والسدي : النسب سبعة والصهر خمسة وقرأ هذه الآية : " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم " إلى آخر الآية وذلك مذكور في التفسير .
قال الجوهري صاحب الصحاح : النسب واحد الأنساب والنسبة مثله .
وانتسب إلى أبيه أي : اعتزى وتنسب أي : ادعى أنه نسيبك .
وفي الأمثال القريب من تقرب لا من تنسب ورجل نسابة أي : عالم بالأنساب والهاء للمبالغة في المدح كأنهم يريدون به داهية أو غاية أو نهاية .
وفلان يناسب فلاناً إذا ذكر نسبه .
وقال بعض النحاة المتقدمين : النسبة إلحاق الفروع دونها بالأصول بياء وينسب الرجل إلى إنسان آخر أشهر منه للتعريف فينسب إلى هاشم فيقال : هاشمي .
ومن حكم النسب أن يصير الاسم به صفة ومعنى هذا أن هاشماً اسم علم فإذا قلت هاشمياً صار صفة .
وضرب يحمله على غيره في التثنية والجمع والتأنيث والتذكير فتقول : امرأة هاشمية ورجلان هاشميان .
وينسب الرجل أيضاً إلى بقعة من البقاع كما تقول في النسبة إلى البصرة : بصري وإلى الكوفة كوفي .
وللنحاة في ذلك كلام لا نحتاج إليه هاهنا .
والمعدود محسوب وحسب أيضاً وهو فعل بمعنى مفعول مثل نقص بمعنى منقوص والحسب القدر يقال : علمك بحسب ذاك أي على قدره .
قال الكسائي : ما أدري ما حسب حديثك .
أي : ما قدره .
قال الجوهري : يقال حسب الرجل دينه ويقال ماله .
قال ابن السكيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف .
أما الشرف والمجد فلا يكون إلا بالآباء .
فلا يقال لمن لم يكن أباه شرفاً : شريف .
ولا ماجد ولا يقال له شرف ومجد فالشرف والمجد متعلقان بالنسب والحسب والكرم يتعلقان بذات الرجل .
هذا هو الفرق الظاهر بين الحسب والنسب منقول بتصرف مع خالص التحية وأطيب الأمنيات وأنتم سالمون وغانمون والسلام .
|