عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 1 )
الصامت
عضو نشط
رقم العضوية : 656
تاريخ التسجيل : 17 - 12 - 2003
الدولة :
العمر : 54
الجنس :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 93 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 11
قوة الترشيح : الصامت is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
مــجنـــون بــدويــــة

كُتب : [ 24 - 03 - 2004 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

يابد و يا غربا ل قلبي وعيني= يامشيدين بيوتكم بالعثامير

حياة البدو حياة الصفاء والنقاء على ما فيها من مشقة وصلف

ولكن بدون تكلف كما تملي عليهم طبيعة البيئة ــ خلقها الله هكذا

أشجار وحشا ئش ـ أوديه وشعاب ـ إبل ومراعي ـ جبال وكثبان

صحاري وقـفار ـ حل وترحال ـ ضمأ وموارد ـ خيام وبيوت شعـر

رجال ومجالس ـ تطابق أحيانا ـ وتباينا أحيانا أخرى

تطابق في الطباع الحسـنة والأخلاق الحميدة ـ وتباينا بين

الأفراد المكونين لمثل هذا المجتمع ومدى تمسك أحدهم

بأ سس و مقـومات حياة مجـتمعه فينكشف من حدى به الطريق

وهـو يعرف في قـرارة نفسه انه سينكشف لا محالة؛

في مجتمع مكشوف لا يعرف للدس والتظليل أي مسلك

فلا بد له من الدفاع عن نفسه وبكل وضوح

فهذا أحدهم : مقعد السبيعي فرض عليه المجتمع إحترام حيثياته ومبادئه

لا ميول شخصية لا ممارسة خاصه لا هوايات فردية

(نحن من أفراد وكل الأفراد لنا ) رابط اجتماعي قوي

وشاءت قدرة الخالق على قلبه ونصفه الثاني أخوه ورضيع ديده : شالح

أن يهوي به العشق والحب حتى كاد إن يدركه الهلاك

مع فتاة لم يشفع لها حسنها وكمال اوصافها لتتجاوز عقبة النسب

فكانت من قوم ليسو بمعتد بهم عند قبيلة مقعد

فكان مقعد يمرّض اخوه شالح من داء الغرام

ويستشفي له وفي قلبه حرقة من أخيه كيف وقع في حب هذه الفتاة

ومن مبداء قول الشاعر البدوي

عرب وليدك عربه = النار من مقباسها
العز في اوراك النسا = اللي عريبٍ ساسها

فكان كلما رأى شالح يتألم يؤنبه

ويقول ( عسى .. عسى... فضحتنا بين عيال عمنا .. تموت ولا تأخذ الهافيه )

املا من مقعد في إن يعود شالح لرشده ويفكر في ربعه وعيال عمه

لعله إن يدخل عليه شيء من المقت لمثل هذا النسب

فيتنازل قلبه شيئا فشيئا عن هذا الغرام المهلك

ولكن شالح اراد إن يبين لاخوه انه مصر على حبه

وانه ما زال في بداية مشواره حتى ولو مات

سيواصل حبه لهذه المعشوقة في حياته الغائبة

فانشاء قائلا :

يا مل قلبٍ تو ماقبل عذابه = تو الهوى يبني بطرّافه ابيوت
توه على العيرات يطحن زهابه = غمٍ لمقعد يوم يبغاني اموت

فاستسلم مقعد للامر الواقع وخلا بينه وبين مجنونته

وسطر شالح تلك الابيات على نسق موروثه الإجتماعي من امته العربية في الحياة الجاهلية

كما نهج هذا الطريق من قبله ابن عمه

مجنون ليلى/ قيس ابن الملوح العامري

وقع في شراك الحب مع ابنة عمه ليلى منذ الصغر

فقد تغنى بها اشعار الحب والغرام وسحر الكلام

ونسي إن مثل هذا العمل في عرف العرب يزري به إلى الحرمان الابدي

فعندما علم ابوها باشعار قيس حّرم عليه رؤية ليلى

او حتى البقاء في مضارب القبيلة

فهام قيس ابن الملوح ( مجنون ليلى ) محروما من رؤية ليلى وعاش يعلل نفسه ويمنيها وينسج بيوتا من

الشعر والقصيد

ومما قال في مجنونته



متى يشتفي منك الفؤاد المعذب = وسهم المنايا من وصالك اقرب
فبعد ووجد واشتياق ورجفة = ولا انت تدنيني ولا إن اقرب
كعصفورة في كف طفل يزمها = تذوق حياض الموت والطفل يلعب
ولا الطفل ذو عقل يرق لما بها = ولا الطير ذو ريش يطير فيذهب
ولي الف وجه قد عرفت طريقه = ولكن بلا قلب إلى اين اذهب

وقال فيها ايضا


خليلي مرا بي على الأبرق الفرد = وعهد بليلى حبذا ذاك من عهد
الا يا صبا نجد متى هجت من نجد = فقد زادني مسراك وجد على وجدي
أ إن هتفت ورقاء في رونق الضحى = على فنن غض النبات من الرند
بكيت كما يبكي الوليد ولم ازل = جليدا وأبديت الذي لم أكن ابدي

اعزائي الكرام اعجبت بابيات شالح السبيعي وقصة حبه

فتذكرت قول المثل ( لكل عصر دولة ورجال )

فقلت لكل عصر مجانين وضحايا

وتقبلو تحياتي

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه


[poet font="Simplified Arabic,5,white,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="ridge,5,indigo" type=2 line=350% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهل"="ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له"="بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
[/poet]

التعديل الأخير تم بواسطة الصامت ; 24 - 03 - 2004 الساعة 00:50
رد مع اقتباس