عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 5 )
خيَّال الغلباء
وسام التميز
رقم العضوية : 12388
تاريخ التسجيل : 01 - 03 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : نجد العذية
عدد المشاركات : 20,738 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 49
قوة الترشيح : خيَّال الغلباء is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: اللقاء مع الأستاذ المؤرخ / فهيد بن عبدالله بن تركي الفراعنة السبيعي [ الجزء الأول

كُتب : [ 19 - 05 - 2009 ]

س / أبو عبــــدالله وأنت الباحث في تاريخ القبيلة ومؤلف كتاب عن رنية الموطن الأول لقبيلة سبيع أريد نبذة مبسطة عن رنية ومن هم سكانها منذ اول ذكر لها حتى اليوم وما هو أقدم ذكر لرنية في المراجع التاريخية ؟

ج/ نبذة عن رنية

أ- ورد اسم رنية مُصحّفا : زئنة، زبيه، زينه (1) وغيرها وكلها خطأ - وقد يقال لها رنئة بكسر النون وهمز الياء وتكرر هذا في ( نوادر الهجري ) والنسبة إليها رنوي فقد نقل البلبيسي في ( القبس (2)) قال الهجري أبو محمد الرنوي أفصح من رأينا ولقينا بهجر ذكره منسوبا إلى رنية .

وذكر عرام السلمي وعنه نقل ياقوت الحموي – أنها قرية من حد تبالة قرب بيشة وتثليث ويبمبم وعقيق تمره وأن مياها بثور والبثر يشبه الإحساء يجري تحت الحصا على مقدار ذراع أو ذراعين ودون الذراع وربما أثارته الدواب بحوافرها (3) قال حمد الجاسر رحمه الله : والقول أنها قرية غير صحيح فهي واد عظيم يشمل قرى وذروعا وسكانا ورنية من أعراض (4) نجد كبيشة وتبالة والأعراض جمع عرض وهو الوادي يحوي قرى وزروعا وكثيرا من المتقدمين لايميزون بين أقاليم الجزيرة ولهذا نجد من بينهم من يعد رنية في الحجاز (5).

تقع رنية قاعدة الوادي بقرب خط الطول 20ََ/43ْ درجة وخط العرض 18/21ْ درجة وهي وادٍ تنحدر فروعه من سفوح سراة غامد وشمران بمحاذات منابع وادي تبالة من الغرب والشمال ثم يتجه وادي رنية نحو الشمال الشرقي في تعرجات طبيعية مروراُ بقرى رنية ومدينتها حتى يلتقي بوادي بيشة في الشرق من مدينة رنية على بعد 22 كيلو متر تقريباُ فيما يعرف قديما (برياض بني عقيل ) وفي عهدنا باسم الفرشة وبيشة .

ب- سكان رنية

رنية أقدم من سكنها فروع من عقيل بن كعب كبني خفاجة في القرن الثالث الهجري وربيعة بن عقيل في عهد أبو على الهجري في القرنين الثالث والرابع الهجريين وبعض الفروع الهلالية في عهد الهمداني الذي اجتمع مع الهجري في أول القرن الرابع الهجري والكلابية في العهد العباسي قال ياقوت الحموي : عن أبي زياد الكلابي إذا خرج مصدق بني كلاب من المدينة – يرد أوريكة ثم مذعا ثم المصلوق فيصدق عليه بطونا من بني كلاب قال ولم يحللها أحد ويصدق إلى رنية بني ربيعة بن عبدالله بن أبي بكر بن كلاب قوم المحلق الكلابي (6).

وقال صاحب .( بلاد العرب ) وهو أيضا من أهل القرن الثالث الهجري جميع بني خفاجة يجتمعون ببيشة ورنية وهما واديان . ومن المعلوم أن خفاجة هم بنو عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة قال عنهم – النويري في نهاية الأرب ( ج2ص 340) بنو خفاجة الفخذ العظمى من بني عقيل بن كعب – قال : والعقب من خفاجة من أحد عشر فخذا – ثم فصَّل ذلك فذكر منهم بنو خالد وبنو وازع والنسبة إليهم وازعي والحقيقة أنني قبل عدة سنوات كنت في أحد مجالس البادية في رنية فسمعت أحدهم وهو من كبار السن يقول : نحن من خفاجة ولا أتذكر المناسبة التي جرت إلى ذلك الحديث والرجل غير متعلم – والحق أن ذلك لا يستغرب أن نسمع مثل هذا الكلام لان رنية وبيشة وتربة . كل هذه الأودية قديما معظم سكانها من بني عقيل الذين منهم خفاجة هؤلاء . ولا شك أن لكل قوم بقية ببلاد أسلافهم وإن زالت مسميات العشائر القديمة وحل محلها الحديث لأسباب لا نعرفها .

وقد ذكر الهجري كثيرا من مواضعها ومسمياتها التي لا تزال تعرف بها حتى عهدنا الحاضر .
ومن رواة الهجري : راو دعاه أبا محمد الرّنَويُّ (7) من رنئة وهكذا نجد مسمى رنية وسُكنى رنية في أقدم المصادر الموثوقة .

والهجري (8) :-

وهذا عالم جليل عاش فيما بين القرنين الثالث والرابع الهجريين – بذل وسعه في تدوين ما استطاع تدوينه عن كل ما يتعلق بجزيرة العرب منذ أن انتقلت منها الخلافة في القرن الأول الهجري 0 ذلك هو – هارون بن ذكريا الهجري – أبو علي – ثم هو منسوب إلى هجر (9) وهذا الاسم / أشهر ما كان يطلق عليه مدينة البحرين – أي قاعدة تلك البلاد التي تعرف الآن باسم [ الإحساء ] – المنطقة الشرقية – وكلمة [ هجر ] ذكر الهمداني - أن الاسم مأخوذ من لغة العرب العاربة – وهو يعني – [ القرية ] فمنها – هجر نجران، وهجر البحرين وهجر جازان وفي بلدة هجر هذه في آخر القرن الثالث الهجري – ولد الهجري وعاش وتلقى علومه على علماء من أهل بلدته ومن دخلها من غيرهم – بحيث يَعُدُّ من شيوخه أبا محمد الرّنوي . من أهل رنية . ويصفه بأنه أفصح من رآه ولقيه بهجر (10) – كذا نسبه إلى رنية – وكان يلمح (11) من ثنائه على شيخه الرّنوي ويصفه بأنه أعلم من دخل هجر – قال : وسمعت منه اللغة . انه لغوي – قال أبو علي في الممدود [ الرجاء ] و [ الفضاء ] وأشباههما فهو على مده – ويتكلم به أهل رنية وتربة وبني سلول وخثعم ونهد وجرم وهم نُهية في الفصاحة (12) قلت : والرنوي قدم على الهجري في هجر قبل عام 286 هـ لأن الهجري بعد هذه التاريخ قد انتقل من بلدته التي ولد فيها – ولعل ذلك بسبب استيلاء القرامطة على تلك البلاد في عام 286 هـ وكما يعتقد أن الرنوي قدم ضمن فروع عقيلية جاءت من بلادها الأولى إلى الأحساء وارتبط اسمها ببلاد البحرين ( الأحساء ) منذ القرن الثالث الهجري على رأي رينز . ومن المؤكد أن من تلك الفروع من كان قدومه من رنية مع أبو محمد الرنوي سالف الذكر .

والهجري يعتبر فذاً في المعلومات التي يوردها ذلك أنه حاول ان يسجل ما يستطيع تسجيله من لغة أهل الجزيرة وآدبهم وشعرهم وأنسابهم وتحديد مواضعهم تحديدا يقوم على أساس الرواية الصحيحة لا طريقة النقل من الكتب ولهذا جاءت معلوماته التي وصلت إلينا من أقوى المعلومات وأصحها غير أنه من المؤسف أن كل ما سجله من معلومات لم تصل إلينا كاملة حتى الآن 0 أما سكانها اليوم فكما تعلم والحديث لا زال عن ذكر مسمياتهم وانتماءاتهم لتفرعات القبيلة الأم ( عامر بن صعصعة ).

ج- ولرنية ذكر كثير في كتب المتقدمين وأخبارهم .

ذكر بن خرداذبة - عاش نحو ( 205-280هـ ) قال : رنية ( 13 ) فيها نخيل وعيون جارية . وفي كتاب " الخراج وصنعة الكتابة " ص 188 لأبي الفرج قدامة بن جعفر البغدادي المتوفي سنة 320 هـ - قال : رنية منزل في الصحراء ونخل كثير و عيون عظيمة عذبة والعمران حولها .

قال أبو الأشعث الكندي قال : ويسكنها بنو عقيل – وقرية يقال لها بيشة وتثليث ويبنبم، وعقيق تمرة كلها لعقيل ومياهها بثور والبثر يشبه الإحساء ويجرى تحت الحصا على مقدار ذراع وذراعين وربما أثارته الدواب بحوافرها وهذا الكلام أصله من رسالة عرام بن الأصبغ السلمي الأعرابي في ( أسماء جبال تهامة وسكانها ) والكندي راوي تلك الرسالة عن عرام وهو أبو الأشعث عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك من أهل القرن الثالث الهجري وقد نقل ياقوت نص ما هنا في معجمه ( معجم البلدان ) وهو مطابق لنص ما ورد في الرسالة ( نوادر المخطوطات ) 2/42 وعرام السُلمي عاش في القرن الثالث الهجري وقد ذكر أنه ضمن وفد أدباء الأعراب على عبدالله بن طاهر لما قدم نيسابور – ومعلوم أن عبدالله بن طاهر – تولى نيسابور من سنة 214 أو 215 إلى 230 هـ ومعناه أن عراماً كان حياً في هذه المدة وتشير المصادر أنه تُوفي عام ( 275هـ/888م ) ورسالة عرام عرفت عن طريق عبدالله بن عمرو بن بشر بن هلال – رواها هذا عن أبي الأشعث الكندي وعبدالله بن عمرو عاش فيما بين سنتي ( 197إلى 274هـ ) على ما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي وهكذا يتضح قدم ذكر رنية كقرية وسكاناً منذ القرن الثالث الهجري وربما قبل ذلك لأن قيام القرى يحتاج وقتاً أطول فهي لا تقوم بين عشية وضحاها . ثم أن كل المواضع المذكورة في رسالة عرام معروفة بأسمائها ومواقعها فرنية وبيشة وتثليث 0 كلها معلومة حتى عهدنا .

وكثيرا ما ورد اسم رنية مصحفاُ –

قال الواقدي . تربة وزبية ودايان بعجز هوازن .

وقال الأصمعي : قال لي بعض بني عقيل – جميع بني خفاجة يجتمعون ببيشة وزبية .

وقال ابن الفقيه : طوله عشرون يوماً في نجد وأعلاه في السراه ويسمى عقيق تمرة . وقيل الذي فيه عقيق تمرة هو زبية – بالزاي – ونقل كلام الواقدي بنصه قال الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله : لا أدري على ما عول ياقوت في ضبط ( زبية ) قائلا : بتقديم الباء مستدلا بقول عرام ونص رسالة عرام وفي حد تبالة قرية يقال لها رنية . وقرية يقال لها بيشة وتثليث ويبنبم والعقيق عقيق تمرة . وكلها لعقيل ومياهها بثور 0000 الخ 0
وقال : الأستاذ المحقق / محمد بن عبدالسلام هارون في الحاشية على كلمة ( رنية ) رسم لها ياقوت والبكري . وهي بفتح الراء – ثم عاد ياقوت ورسم لها في ( زبية ) بفتح الزاء المعجمة قال – كذا هو مضبوط في كتاب عرام . أ هـ. أما البكري فقد أورد الاسم صحيحا قائلاً ( رَنية ) بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده ياء أخت الواو – وهو وادٍ ينصب من تهامة في نجد وتقدم ذكره في رسم بيشة ونقلته من خط يعقوب أ هـ . قال حمد الجاسر : ومجمل القول : أن زبية ورقية وزينة وصوراً أخرى وردت في بعض الكتب لهذا الاسم – كلها تصحيف لكلمة ( رنية ) بالراء بعدها نون ساكنة فياء قد تهمز فيقال ( رنئة ) كما أشار الهجري – وهو وادٍ من اشهر الأعراض التي تنحدر في نجد وكذا بيشة وتثليث . كما ذكر الهمداني في ( صفة جزيرة العرب )، وقد سماها أعراض نجد – وهنا سبقت الإشارة إلى منابع تلك الأودية واتجاه مساراتها . وأما قول البكري : أن تلك الأودية تنصب من تهامة فهو غير صحيح إذ يفصل بينها وبين تهامة – التي هي الغور الموالي للبحر – السراه التي أسفلها الشرقية تنصب فروع أوديتها – سالفة الذكر وبعد اجتماعها تصب قديماً في ( عقيق بني عقيل ) قال : الجاسر والذي عرف حديثاً باسم وادي الدواسر وجرم وبني عقيل والدواسر سكانه الذين تعاقبوا عليه – قال : وسكان تلك الجهات اى التي ذكرناها في العهود القديمة من هوازن وعجزهم . اى الذين تقع بلادهم أسافل منازل القبيلة كبني عقيل بن كعب بن ربيعه بن عامربن صعصعة وأخوتهم الأدنين من بني جعدة والحريش وقشير وبني العجلان وبني عبدالله – كلها بطون كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة . وهوازن من قيس عيلان من العدنانين . أ .هـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع /
1 - معجم البلدان
2- مخطوط
3 - رسالة عرام ص ج 2/421 ( نوادر المخطوطات )
4 -" معجم ما استعجم " ص 9
5 - " القبس " للبلبيسي – وهو مخطوط
6- المعجم الجغرافي للبلاد السعودية – عالية نجد القسم الثالث ص 1204 لابن جنيدل رحمه الله .
وأقول : والمحلق الكلابي له قصة مع الأعشى معروفة أوردها صاحب الأغاني والمحلق وقومه من بني شداد شهدو مع بني عامر أيام فيف الريح وقد ذكره لبيد في أشعاره وفيف الريح هي الأرض الواسعة الواقعة الآن شرقي قرية خدان الحديثة من قرى رنية على الطريق المعبد المتجه إلى بيشة على بعد 80 كلم نحو الجنوب الغربي لمدينة رنية .
7 - التعليقات والنوادر " عني أبي علي هارون بن زكريا الهجري – ص 142- بقلم حمد الجاسر .
8 - أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع ص 21 بقلم حمد الجاسر
9 - مجله ( العرب ) س29 ص28- وغيرها 0
10 - كتاب ( الأنساب ) للبلبيسي رسم ( الرّنوي ) مخطوط كذا قال عن شيخه أبي محمد الرنوي من رنية، وإذا لاحظنا أن الهجري في سنة 288هـ كان بمنزلة من العلم تحمل الوافدين إلى مكة على الإتصال به لتزود من علمه، أدركنا أنه كان معاصرا لعرام السلمي أو قريبا من عهده وأن السكوني الذي روى كتاب عرام بواسطة أبي الاشعث الكندي كان متأخرا عن عهد الهجري ( حمد الجاسر ) التعليقات والنوادر ص 24،149.
11 - التعليقات والنوادر ص 36
12 - عن المخطوطات المصرية ص 418
13 - " المسالك والممالك " ص 134 – لأبي عبدالله المعروف بابن خرداذبة ( الأعلام ص 190 ج4 ) للزركلي .



رد مع اقتباس