عرض مشاركة واحدة
 
غير متصل
 رقم المشاركة : ( 24 )
جعد الوبر
وسام التميز
رقم العضوية : 15612
تاريخ التسجيل : 06 - 09 - 2007
الدولة : ذكر
العمر :
الجنس :
مكان الإقامة : المملكة العربية السعودية
عدد المشاركات : 3,068 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 25
قوة الترشيح : جعد الوبر is on a distinguished road
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع

التوقيت
رد: الشاعر الحكيم / عبدالله بن حمد السناني رحمه الله

كُتب : [ 04 - 07 - 2009 ]

بسم الله الرحمن الرحيم

الوالد والشعر الشعبي : لقد كان الوالد رحمه الله كسائر أبناء عائلته من أعمام وإخوان وأخوات وأبناء عم حتى والدته رحمهم الله يجيدون نظم الشعر الشعبي المسمى " بالنبطي "، لكنه كان من الشعراء القلائل الذين جمعوا الإبداع في الشعر بقسميه الفصيح والنبطي، وكان مشتهراً بذلك رحمه الله، ولذا لما ترجمه الشيخ / محمد بن عثمان القاضي في كتابه : " روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين " قال : " وكان خطاطاً فائقاً في حسنه للخط والوضوح تختاره على الطباعة، وشاعراً بارعاً لا يجارى، تـــرجم لــه عبدالله بن إدريس، وكان إماماً في الأدب والشعر عربيّه ونبطيه ".أ.هـ وقد تقدم قول الأستاذ أبي زياد / عبدالرحمن العبدالله الهقاص وهو شاعر نبطي فحل عن الوالد رحمه الله حين قال : " تربع على عرش الشعر الفصيح، له منهج واضح في الشعر العامي ". وكان مما قال في رثائه :-

هو فارس الشعر هو راسه وخَيَّالــــــه
= ميدان الإبداع تفخر فيه الايَّامـــــي

الشعر باللَّهْجه الفصحى يخَلَّى لـــــــه
= من مِلْهِم الشعر فاز ابْسِرّ الالْهَامي

بالموهبه قَيَّد التاريخ بِحْبَالـــــــــــــــــه
= وِبْسَاحة الشعر حَطَّم كل الارْقَامي

لو عاش في صَفْوةَ الماضي مَعَ اجْيَاله
= ما زاد عنه الفرزدق وأبُو تمـــــــامي

والشعر في لَهْجِةَ الشَّعْبِي على بالــه
= إن زار جَوِّه تِسَيَّد فيه إلى حامي

ابن شريم إن ذكرته يِبْرِم القَالــــــــــــه
= وابن دويرج بلا تعليق وِخْصَامي

مع شعر أبو ماجد اللي صارَ له هالــــه
= تبقى المشاهير عامٍ يَتْبِعه عامي

هو مِثْلهم في فنون الشعر وأشكالــــه
= يَسْبِق بحُبّ العرب وِهْمُوم الإسلامي

لقد كان أغلب قصائد الوالد التي يحتفظ بها من الشعر العربي لأنه غالب شعره الذي يعبر به عمّا في نفسه ويوافق طبيعته، وأما الشعر النبطي فنادراً ما تجده بين أوراقه؛ لأن الغالب عليه رحمه الله أنه لا يقول هذا النوع إلا في حالتين : إما لأن الذي يريد أن يطارحه من أصدقائه أو يرد عليه ممن لا يحسن إلا هذا الفن، أو لكون كثيراً من أصدقائه وأقربائه الذين يجالسونه يلقون البيت والبيتين من النبطي فيرد عليهم من بنفس النوع، والغالب أن هذين القسمين : إما أن تكون في الصدور، أو في السطور عند من يكتب لهم، ومما أذكره وأنا في المرحلة المتوسطة في بيتنا المستأجر " بيت عايد السريع " في حي " أم الخوابي " والذي اشتراه الوالد بعد ذلك، فلما بنى بيته في " حي الفيحاء " باعه على ابنة عمه بسعر رخيص مراعاة لحالها وزوجها، في ذلك البيت الطيني جاءنا ابن عم الوالد الشاعر النبطي المشهور المكثر / عبدالله بن عبدالعزيز السناني رحمه الله ذات يوم وتغدى وقال ذلك اليوم، وكان الوالد يراوده لأجل أن يزوجه وتكفل له بالمهر والمرأة، ثم لمّا جاء العصر وصعدت لابن عم الوالد لأجل الصلاة قال لي وهو مهموم : قل لأبوك ماني متزوج وكان قد أعد أبياتاً يشكر الوالد على ما قدم ويعتذر عن ذلك، فلما حضر الوالد ألقاها عليه، وأخذ الوالد يجيبه شعراً، فصّار كلمّا قال أحدهما بيتاً أجابه الآخر حتى اكتملت قصيدة ( ردّية ) جميلة، وكان ابن العم رحمه الله يحفظها إلى عهد قريب قبل موته، لكني مع الأسف لم أكتبها عنه ومن محفوظاتي لقصيدة طويلة قالها الوالد رحمه الله لما جاء تثمين مجزي للبيوت في أحياء عنيزة قديماً في وسط البلد ووقف بعض الناس ضد ذلك بحجج غريبة فوتت على البلد خير عظيم وبقيت تلك البيوت إلى اليوم ندوب في تحديث المدينة، وكان من الممكن أن يتغير اليوم وجه وسط المدينة بشكل غير الواقع الذي نراه اليوم، فممـا أذكره من مطلع القصيدة وهي موجودة لكن لا أطولها الآن :-

تعبرّت والدنيــا تعبر ســـرايرهــــــا
= تبيح على المخلوق ما جاء بخاطرها

يشب الوليد ولا درى عن طبوعهـــا
= وإلا شاب ما كن التجاريب خابرها

تعجبت من بعض اللحى بان شيبها
= وهي في مجال اللعب شهب صوابرها

ومــما توقعه رحمه الله في القصيدة تلك الأيام حينما كانت عنيزة لا تتجاوز شارع الملك عبدالعزيز " الرياض سابقاً " شرقاً، وكان " الصنقر " الذي فيه خزان الماء وهو الآن طرف حي المطار الجنوبي جبــــل لا سكن فيه، حتى حي الصالحية لم يبن بعد، فأشار مكبتاً من لا يرى في الدنيا إلا حارته ذات الشارع الضيق الذي ذكر رحمه الله في القصيدة : ( أنه لو يشد الحبل ينشب بعايرها )، حين قال في أحد الأبيات :-

( لكني أشوف الدار تبهل شطورها
= تهايق على روس الصناقر عمايرها )،

ولم يمت رحمه الله حتى رأى العماير تهايقت على روس الصناقر، بل ذهبت وراء ذلك بعيداً من كل جهة، بينما بقيت تلك البيوت القديمة شاهداً على عداوة بعض الناس لأنفسهم .

ومن ذلك قصيدته للشاعر النبطي المجيد الأستاذ / محمد البراهيم السلمان رحمه الله التي قدمت أنه قالها يتأريخ 28/2/1408هـ قبل وفاته بأحد عشر شهراً في رجل تطــاول عليه بكلام قذر وواجهه بكلام سوقي لّما أراد منه حقاً مالياً وربما تمالأ معه قوم آخرون، فقال في تقديمه : إلى أخي الأستاذ الكريم / محمد البراهيم السلمان مع التحية :-

سر يا قلم وانشر مطاوي كنينها
= في نفس محرور لحْيْـد يعينهـا

لمحمد السلمـان ذرب المعاملـة
= مباريك في زين الليـالي وشينهـا

وفصّل لأبو ابراهيم ما جـرّح الحشا
= ولو كان من شكواك مثلك طعينها

سهرت ومسحت الدمع وأخفيت شكوتي
= ولا شل جفني كود أذى مسلمينها

وضاقت بي الدار الوسيعة وخاطري
= لفقد رجاجيل يثيبك عوينهـــــا

والأرض غير الأرض فينا تبدلـــت
= عليها قروده تاخذه في يمينهــــــا

لها صولة والحظ معها مساعفـه
= على جيفة الدنيا تهزهز سنينهـــا

ربت مع دبشها واكتست من طبوعها
= وشيماتهم وسلومهم جادعينها

وعزيل شذان الحمايل من النقا
= بمكبوشة ما خوذها مستحينهــــــا

بوقتٍ ميادين المراويس للرّما
= فلا خبنة إلا وهم كاسبينهــــــــــــــــا

طلت بالسواد وجيههم قلة الحيا
= ومرواتهم بثيابهم سالحينهـــــــــــا

وللمال عبّاد وللغدر والـردى
= ذيابة غداري هدته محتزينهـــــــــــــــــا

فلا يدفنون الميت إلا بعمولة
= قبل ما يوسد باللحد قابضينهـــــــــــــــا

يصيدون بالغرة محل ومحرم
= ولا يشبع بطون الضواري سمينهــــــــا

وما حل بيديهم حرام لغيرهم
= حلال لهم هذي تفاسير دينهـــــــــــــا

فلو خليّت الكعبة سبوها عباتها
= ولو بير زمزم بايعوا واردينهـــــــــــــا

حصاني إلى ذلوا كلاب إلى ارتجوا
= ولا بالزقرتي طمعة مرتجينهــــــا

وشخوا على نار الحمية وتفلوا
= وغنوا على نار الردى موقدينهـــــــــا

معان الشيم والمرجلة عزلوا بها
= ولكن على دسعاتهم فاتحينهـــــــا

إلى قلت جاء الحظ جتني فزوعهم
= نطاطيقهم عند اللزوم مرهفينها

ولى صحت فيهم تنتخي صرت مرتخي
= فذانهم ما ينفذ الصوت طينها

وياليت تسلم من ندوس ومبلغ
= بوصط المجالس سيرتك حايقينهــــا

يغبون عنك الراي والنصح كنهم
= مع القوم فيك الهايعة محترينهــــــا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بلاني بتال الوقت من هان واجبي
= شقي نفسٍ حر خطو نذلٍ يهينها

تمثنيت بأيامي بستر وسلامـــــــة
= ولا ناب ملفاها ولا ذاب حينهـــــــا

وعيبي حياي وعلتي طيب الربــــا
= ولي شيمة عيّت تقبـل عطينهــــا

ربينا مع أجواد تنحوا وودعـــــــــــوا
= خلفهـم هثيـل ليتنا سابقينهـــــــا

ولا صار مقبلهم مثل حاضرينهــــم
= عسى البيض فصي ما يدورج جنينها

أقوله وأخص اللي عنيته ولا خلت
= بلاد الحمايا من ضنا خيرينهــــــــــا

جذبت القلم والطرس وأمليت ما احتضر
= وقدمت لك خوخ السريرة وتينها

ولو كان ما تشاد ولا شك همتــك
= عزوم على قاس الحوادث ولينهــــا

تهيضت لك حيثك مجرب وضامرك
= حزين يهيضك النبا من حزينهـــــــــا

عسى مقبل الأيام تلفح بغيبهـــــا
= ولا يقطع الله به رجا حالبينهــــــــــا

وحنا بفضل الله بخير ومعــــــــــزة
= سفينة حماية ربنا راكبينهـــــــــــــا

فلا نعمة إلا بها شاكرينهــــــــــــــا
= ولا شدة إلا بها صابرينهــــــــــــــــــا

هي النفس لا ضاقت وذا من طبيعته
= حشا تشكي الله لا اشتكت مجرمينها

غذاها المفاكر في تصرف حوالها
= وسلوى المذاكر لا لقت رايفينهــــــــا

وأنا بعت من صغري على الناس شرهتي
= مع اللي فوايد عملته مشترينها

ودير الروابع كيف دار تغيـــــــــرت
= تجول العقارب ما بهم كاتلينهــــــــــا

تمر الحذا من حولها ما تمسهـــــا
= لك الله ما كنّ العرب عارفينهــــــــــا

تخزز قريصه حربته فوق غاربـــه
= مع الناس بالطوشه تقل والفينهـــــا

الوالد رحمه الله وشعر الغزل : كان الوالد رحمه الله مقلاً من شعر الغزل لطبيعة تربيته الدينية التي ربته عليها والدته رحمها الله وبقيت آثارها حتى موته في حياته وشعره، مع ما كان يشغله من هموم أمته وما حلَّ بها من نكبات ولعل لنشأة اليتم التي عاشها وما تبع ذلك من حياة الكفاف في شبابه أثر في ذلك كذلك، لأن تلك النشأة الشاقة التي يلمحها كل قارئ لشعره لم تجعل له رحمه الله أن يعيش عيشة شعراء آخرين معاصرين له، لذلك لما ذكره صـاحب كتــاب : " شعراء نجد المعاصرون " / عبدالله بن إدريس وعمره رحمه الله آنذاك دون الثلاثين، قال عنه : " شاعر جيد إلا أنه مقل، وتعوزه الأجواء الملونة ". أضف لذلك معارضة هذا الشعر لطبيعته التي خلقه الله عليها من الجدِّ والعقل والنظر لحقائق الأشياء لا لظواهرها فلقد تزوج رحمه الله على والدتي قبل أن أولد بسنيات، فما لبث إلا أن طلق الأخرى وأنا حملٌ ولم يتزوج بعدها؛ لأن فلسفته التي وصل إليها : أن النساء في جوهرهن واحد وإن اختلفن في الظواهر كما قال صلى الله عليه وسلم فيما روى الترمذي وأصله في مسلم : " إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا أَقْبَلَتْ أَقْبَلَتْ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ مَعَهَا مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا "، ولذا فها هو يقول في إحدى قصائده :-

تغزلت لا عن غــــزل
= ولكن ليرضى الأدب

فما الحب من عادتي
= فما صح عندي سبب

أاهدر قلبي هـــــوى
= لإغراء زيف البشــــــر

فما الحسن إلا وثـــن
= كما كوكب أو حجـــــر

سأبقى أحب الوجود
= ففيه صنوف الجمــال

وأرفض حب الجسوم
= بغير تمــــــــام الخلال

أحب الوجود الجميــل
= وصولاً إلى المبــــــدع

فما بعد حب الإلـــــــه
= سمـــو لقــلــب يعــي

وإن جاذبتك الطبـــــاع
= فمن عقلك المستشار

فحب الطباع اشتهاء
= كذلك حب الحمـــــــــــــــار

الوالد رحمه الله وشعر الهزل : ينسحب كذلك على هذا النوع من الشعر ما ينسحب على شعر الغزل في سبب إقلال الوالد منه رحمه الله، إلا أن هذا النوع يقع عنده أكثر من شعر الغزل خاصة مع أصدقائه المقـربين، ولا تبقى هذه القصائد في أوراقه لأن الغالب إرسالها لمن يعنى بها لأنه رحمه الله لم يكن يبيض قصائده، وقد ذكر الدكتور / طارق الحبيب في مقاله القديم في صحيفة جامعة الملك سعود أثناء حياة الوالد رحمه الله فيما أذكر قصيدة له عربية الكتابة خليلية الوزن أفرنجية الألفاظ قالها رحمه الله في أحد أصدقائه المقربين فلم يبق في ذاكرتي منها إلا ما عيره به من التلون مداعباً حين قال له : ( أنت في نجد حنبلي في الخليج أبو حنيفة )، ومن قصائد الوالد في المداعبات يخاطب ضرسه الذي صبر عليه لكنه قلعه أخيراً حين يقول ( باختصار بعض الأبيات ) :-

خسرتك يا أعز الأصدقـــــــــــــاء
= وكنا مجمعين على الصفــــــــاء

أسارع للطبيب ولست أرضــــى
= إذا هو قال خلعك من شفائــي

إلى أن حل بي ما لسـت أقـــوى
= وصــرت عليّ من أدهى البــلاء

وذات صبيحة وجهت وجهــــــي
= وليس المركـــــــز الصحي بنــاء

وأعطيت الطبيب قرار نفســـي
= بخلعـــــــك إذ لجــأت إلى عدائي

لقد سموك ضرس العقل حقـــاً
= فقد طيــرت عقلي في الهبــــاء

ولم أجـــــــد الذي قالوه علمـــاً
= فإطلاق الشمـــــــول من الهــراء

حباني الله أربعــــــــة بفكــــي
= فما أصبحــــــت من أهــل الدهاء

صحبتك من صباي وذاك عمـــر
= ولم نوجـــــد جميعــــاً للبقـــــــاء

وقلعك في الحقيقة موت بعضي
= فكــــــــن لبقيتي كبش الفــــداء

وفيتُ وخنتَ فاسمع صدق شعري
= بــــــــلا ذم صــــراح أو رثــــــــــاء

وقال في قصيدة بعنوان " مراضع الحليب " :-

شحت ثدي نساء الحي عن ولــد
= فاستبدل الناس من ألبانها العلبـا

فاستبقر النسل إن العرق ذو أثـر
= ومثلــه اللــــبن المرضوع كم جذبا

فكم رأينا من الجامــــــوس خالته
= أو خاله الثور فاسترعى بنا العجبـا

يلقاك غــــــــير مبـــال لو بجبهتـه
= قرنان شدّ على جنبيك فاختضبـا


سبيع ضد (ن) للحريب المعادي = أهل الرماح المرهفات الحدادي
مروين حد مصقلات الهنادي = سقم الحريب وقربهم عز للجار
]مدلهة الغريب - موردة الشريب - مكرمة الضيوف - مروية السيوف
رد مع اقتباس